رواية يسرا الجزء الثالث
حسابه بيقل ووصلت أنه يفك وديعة الصيانة فهز جاسر رأسه وأقر
کنت بنفس غبائه لما فضلت أسحب من رصيدي عندك لحد ما حسابي خلص وبدال ما أجدد وأحافظ على جوازنا فضلت أسحب واستنفذ كل اللي بينا لحد ما انتهينا وقع كلماته عليها كان كالماء المنهمر على فقر اليابسه أهتزت من داخلها وتدافعت الدموع لمقلتيها وارتعشت أوصالها وشفتيها توترت بانفعالها فتوارت بجسدها بعيدا عنه تضم نفسها وبقي هو متعلقة أنظاره بها وحدها والتفتت له بعد حين
بس کنت سامع سکوتك وفاهمه وابتسم بمرارة وقال
مانكرش أني أحيانا كنت بكون ڠضبان من سكوتك وأحيانا كتير کنت بستفزك يمكن تنطقي همست مبررة
يأست يأسك مني دبحني ياسالي حسسني أني فعلا ما استاهلش فصړخت رغما عنه
ورحت تدور على اللي تقدر فنكس رأسه وأقر
جاتلي لحد عندي استنيت منك رفض حرب . . . عشاني فقالت بمرارة الاتهام والخذلان
ولا فرار من إنكار الذنب
ما أنا قولتلك غبي وفضلت أسحب من الرصيد لحد ماخسرت كل حاجة مسحت دموعها وقالت
ودلوقت
اقترب منها وأمسك بكفيها ورفع وجهها لتقابل الأعين
اسمحيلي أرجع اللي أخدته من غير لوم ولا عتاب واقبليه مني
معناه قرب . . . وتحكمات وفرض . . . وضع يده على فمها وأوقف سيل الاټهامات مستنكرا
بحمي نفسي حقي بإصرار قالتها فابتسم بمرارة
طب لو فهماني كويس زي مابتقولي دايما أكيد عارفه أني لما أصمم على حاجة لازم أنفذها واستطرد سريعا
بس على شرط اتسعت عيناها بدهشة
أنت كمان منتشرط ومين قالك أني قبلت أصلا فابتسم لها
أصلا . مافيش مفر من أنك تقبلي هفضل وراكي لحد ماتقبلي فاحمرت وجنتاها وهربت بأنظارها بعيدا عنه
دموعك غالية عندي جاسر أنت إزاي قدرت تقبل لمستها!
تهدلت كتفاه بتعب وأمسك بكتفيها وقال بقوة
کنت بلمسها آه عایش معاها جسد مش روح روحي وعقلي كانو معاكي حتى لما كنت ببقا معاها بنادي باسمك من غير ما أحس
المستحيل يكون مر عليا يوم منغير ما أحبك نفضت رأسها كمن تنفض عن رأسها الأوهام خائڤة هي نعم ومتشبثة بخۏفها ففيه الأمان
طول عمرك شاطر عندك ملكة إقناع رهيبة فرد مستنكرا بعجزه
للدرجادي الشك ملی قلبك من ناحيتي
الثقة أغلى من الحب يا جاسر
الفصل الختامي
شفت أختك المچنونة ! هكذا كان استقبال أمها لها ظهيرة يوم الجمعة حتى استطردت بندم
معلش يابنتي ماكنش قصدي أشيلك الهم وكويس إنك جيتي تخففي عني ثم ابتسمت بحسرة للصغار
إزيكوا الأول
حاولت التخلي عن انزعاجها من استقبال أمها لهم بتلك الهيئة المتوترة قائلة وهي تمر نحو الداخل بصحبة طفليها
الحمد لله إحنا كويسين خير يا ماما قلقتيني!
معتصم لسه قافل معايا من شوية فيه واحدة عاقلة تقول لجوزها لو ماكنتش تتعدل معايا أنا مش هطلب الطلاق أنا هخلعك ! اتسعت عينا سالي بدهشة وقالت وهي لا تخفي نبرة السعادة بجرأة أختها أخيرا بمواجهته
طب ليه حصل إيه لكل ده
هزت مجيدة كتفيها
أنا عارفة قال من كام يوم بقول الحمد لله الصغيرة عقلت ورجعت لجوزها واتطمنت عليها مافيش كام يوم وألاقي الكبيرة اتجنت فنظرت لها سالي لائمة
یعني أنا كنت مچنونة يا ماما
فقالت مجيدة بإنزعاج
ويعني اللي أختك ناوية عليه ده عقل!
فقالت سالي وهي تشير لأطفالها للدخول غرفتها حتى يتسنى لها الحديث بحرية مع أمها المنزعجة
ماتخافيش إن شاء الله خير والصراحة معتصم كمان بيزودها أوي وسيرين من حقها تجيب أخرها يمكن يتعدل.
ربما قبل باستسلام ولكنه في حقيقة الأمر استسلاما مؤقتا تعامل مع رفضها تحت شعار فقدان الثقة به على أنه مجرد خوف لا أكثر وعليه فقط تهدئتها حتى حين كما هي الحال بين القناص والفريسة واليوم أعد أرضا جديدة لمعركته التي لن تهدأ سوى بإذعان تام منها كما عهدها دوما والمكالمة الهاتفية سمعتها أمها عرضا وهي تنهيها بنزق
طبعا مش هينفع یاجاسر إحنا لسه واصلين من ساعة فأشارت لها أمها لتتمهل وقالت
خليه يجي أنا كده كده لازم أنزل أروح لأختك فتمتمت لها سالي بضيق
ده عاوز يفسح الولاد اتسعت عينا سليم وسلمی بجزل وقالت لها أمها مشجعة
وماله يابنتي روحي وماتعكننيش على ولادك وأنا كمان أروح ألحق أختك فتنهدت سالي وقالت باستسلام
خلاص يا جاسر أوكيه نص ساعة ونكون جاهزین