الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية يسرا الجزء الثالث

انت في الصفحة 17 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


حسابه بيقل ووصلت أنه يفك وديعة الصيانة فهز جاسر رأسه وأقر
کنت بنفس غبائه لما فضلت أسحب من رصيدي عندك لحد ما حسابي خلص وبدال ما أجدد وأحافظ على جوازنا فضلت أسحب واستنفذ كل اللي بينا لحد ما انتهينا وقع كلماته عليها كان كالماء المنهمر على فقر اليابسه أهتزت من داخلها وتدافعت الدموع لمقلتيها وارتعشت أوصالها وشفتيها توترت بانفعالها فتوارت بجسدها بعيدا عنه تضم نفسها وبقي هو متعلقة أنظاره بها وحدها والتفتت له بعد حين

وأنت كنت هتعرف منين وأنا ماكنتش بنطق ولا بعترض فهز رأسه
بس کنت سامع سکوتك وفاهمه وابتسم بمرارة وقال
مانكرش أني أحيانا كنت بكون ڠضبان من سكوتك وأحيانا كتير کنت بستفزك يمكن تنطقي همست مبررة
يأست يأسك مني دبحني ياسالي حسسني أني فعلا ما استاهلش فصړخت رغما عنه
ورحت تدور على اللي تقدر فنكس رأسه وأقر
جاتلي لحد عندي استنيت منك رفض حرب . . . عشاني فقالت بمرارة الاتهام والخذلان
وأنت عشاني عملت إيه 
ولا فرار من إنكار الذنب
ما أنا قولتلك غبي وفضلت أسحب من الرصيد لحد ماخسرت كل حاجة مسحت دموعها وقالت
ودلوقت 
اقترب منها وأمسك بكفيها ورفع وجهها لتقابل الأعين
اسمحيلي أرجع اللي أخدته من غير لوم ولا عتاب واقبليه مني
معناه قرب . . . وتحكمات وفرض . . . وضع يده على فمها وأوقف سيل الاټهامات مستنكرا
ليه متوقعه مني الأسوء 
بحمي نفسي حقي بإصرار قالتها فابتسم بمرارة
طب لو فهماني كويس زي مابتقولي دايما أكيد عارفه أني لما أصمم على حاجة لازم أنفذها واستطرد سريعا
بس على شرط اتسعت عيناها بدهشة
أنت كمان منتشرط ومين قالك أني قبلت أصلا فابتسم لها
أصلا . مافيش مفر من أنك تقبلي هفضل وراكي لحد ماتقبلي فاحمرت وجنتاها وهربت بأنظارها بعيدا عنه
ماتسكتيش تاني ماتشیلیش مني جوه قلبك فضفضي أصرخي فيا حتى ومرة أخرى تلك الدموع اللعېنة مصرة على الهرب من حصون أجفانها معلنة ضعفها فامتدت أنامله تمحي بعضها هامسا لها
دموعك غالية عندي جاسر أنت إزاي قدرت تقبل لمستها!
تهدلت كتفاه بتعب وأمسك بكتفيها وقال بقوة
کنت بلمسها آه عایش معاها جسد مش روح روحي وعقلي كانو معاكي حتى لما كنت ببقا معاها بنادي باسمك من غير ما أحس
أنت وصلتني لدرجة حسيت معاها أنك استحالة تكون حبتني في يوم قالتها بحسرة خالصة فانعقد حاجبيه وقال بإصرار
المستحيل يكون مر عليا يوم منغير ما أحبك نفضت رأسها كمن تنفض عن رأسها الأوهام خائڤة هي نعم ومتشبثة بخۏفها ففيه الأمان
طول عمرك شاطر عندك ملكة إقناع رهيبة فرد مستنكرا بعجزه
للدرجادي الشك ملی قلبك من ناحيتي 
سارت نحو السيارة وهي تقول
الثقة أغلى من الحب يا جاسر
الفصل الختامي
شفت أختك المچنونة ! هكذا كان استقبال أمها لها ظهيرة يوم الجمعة حتى استطردت بندم
معلش يابنتي ماكنش قصدي أشيلك الهم وكويس إنك جيتي تخففي عني ثم ابتسمت بحسرة للصغار
إزيكوا الأول 
حاولت التخلي عن انزعاجها من استقبال أمها لهم بتلك الهيئة المتوترة قائلة وهي تمر نحو الداخل بصحبة طفليها
الحمد لله إحنا كويسين خير يا ماما قلقتيني!
معتصم لسه قافل معايا من شوية فيه واحدة عاقلة تقول لجوزها لو ماكنتش تتعدل معايا أنا مش هطلب الطلاق أنا هخلعك ! اتسعت عينا سالي بدهشة وقالت وهي لا تخفي نبرة السعادة بجرأة أختها أخيرا بمواجهته
طب ليه حصل إيه لكل ده 
هزت مجيدة كتفيها
أنا عارفة قال من كام يوم بقول الحمد لله الصغيرة عقلت ورجعت لجوزها واتطمنت عليها مافيش كام يوم وألاقي الكبيرة اتجنت فنظرت لها سالي لائمة
یعني أنا كنت مچنونة يا ماما 
فقالت مجيدة بإنزعاج
ويعني اللي أختك ناوية عليه ده عقل!
فقالت سالي وهي تشير لأطفالها للدخول غرفتها حتى يتسنى لها الحديث بحرية مع أمها المنزعجة
ماتخافيش إن شاء الله خير والصراحة معتصم كمان بيزودها أوي وسيرين من حقها تجيب أخرها يمكن يتعدل.
ربما قبل باستسلام ولكنه في حقيقة الأمر استسلاما مؤقتا تعامل مع رفضها تحت شعار فقدان الثقة به على أنه مجرد خوف لا أكثر وعليه فقط تهدئتها حتى حين كما هي الحال بين القناص والفريسة واليوم أعد أرضا جديدة لمعركته التي لن تهدأ سوى بإذعان تام منها كما عهدها دوما والمكالمة الهاتفية سمعتها أمها عرضا وهي تنهيها بنزق
طبعا مش هينفع یاجاسر إحنا لسه واصلين من ساعة فأشارت لها أمها لتتمهل وقالت
خليه يجي أنا كده كده لازم أنزل أروح لأختك فتمتمت لها سالي بضيق
ده عاوز يفسح الولاد اتسعت عينا سليم وسلمی بجزل وقالت لها أمها مشجعة
وماله يابنتي روحي وماتعكننيش على ولادك وأنا كمان أروح ألحق أختك فتنهدت سالي وقالت باستسلام
خلاص يا جاسر أوكيه نص ساعة ونكون جاهزین
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 18 صفحات