رواية يسرا الجزء الثالث
براحتك يادرية لكن أكيد أنت عارفة مكتبك في أي وقت مستنيك والشركة دي بيتك مش مجرد مكان عمل فابتسمت درية بحرج وقالت
أرجو ماتكونش اتدايقت فهز رأسه مستنكرا وقال
في بيتها يادرية هنا ولا في الشركة إنما ماقولتليش مش کریم ده اللي ماسك المشروع
حاولت درية التملص من استجوابه ومع عين الصقر التي كانت تحاصرها بالطبع لم تستطع فقالت
أكيد خرج للشرفة المظلمة ليحصل على رفقتها مرة أخرى ولكنها تلك المرة توليه ظهره ترتجف بانفعال مر زمن منذ أن رآها بتلك الحالة فهمس بإسمها برجاء مصطنع
التفتت له وقد فزعت وقالت وهي تضع يدها اليمنى على صدرها قائلة بلوم غاضب
خضتني عاوز إيه ياجاسر
عندما تكون أمام لوحة مكتملة الجوانب لا يسعك إلا أن تلحظ ماهو منقوص وما كان ينقص تلك اللوحة رائعة الجمال بنظره سوی لمعة الخاتم الذهبي الذي كان يعلن أنها أصبحت تنتمي الرجل سواه فاقترب منها بسرعة وأمسك بكفها فجأة قائلا
جذبت كفها من بين أسر أصابعه المچنونة بالسيطرة كصاحبها وقالت وهي تدفع نفسها بعيدا عنه بتوتر
شيء مايخصكش فقال بتصميم
اټخانقتوا!
فغر فاهها فهي لم تجهز بعد خطة دفاعية فقالت بعند
لاء وبعدين للمرة الأخيرة بقولك مش من حقك تدخل في حياتي الشخصية يا جاسر فقال بمكر وكله رجاء أن يكون ما يحلم به قد أصبح واقعا
فقالت بصوت مضطرب وبصبر نافذ
قولتلك عنده شغل فقال وهو يرسم دور الملاك البرئ
ایوا برضه مايسبكيش في يوم زي ده فقالت هازئة
عادي زي ما أنت كنت بيكون عندك شغل وبتسيب الدنيا تولع مستغرب أووي كده ليه
فانحسرت شفتيه ببسمة حزينة
واكتشفت إني خسړت كتير أوي بسبب اللي كنت بعمله هربت بأعينها بعيدا وقررت أن تقود قدميها للداخل هربا منه ولكنه استوقفها بقبضة يده على كفها الخالي مستكملا حديثه
أنت بس أمريني وأنا أنفذ على طول فهزت رأسها ساخرة وترات لها ذكرى طلاقهما وقالت متفكهة
ما أنا بالفعل متعودة منك على كدة بس هيا علي حسب نوعية الأوامر إذا كانت على هواك ولا لاء ظلا ينظران لبعضهما فترة من الزمن ودقات قلبيهما تتبادلان الحديث حتى فرت دموعها رغما عنها فأسرعت أنامله تمسح فيض عيناها وبهمس معذب قال
ولازالت لو مفكر إني هرجعلك بالسهولة دي فابتسم برفق وقال
صعبيها عليا زي ما أنت عاوزة . . . . . حقك كادت أن ترق لحاله ولكنها دفعت بذكرياتها السوداء لتجسد لها كمشاهد حية تنبض فهزت رأسها بعند
مش هرجع یا جاسر فأمسك كفها مرة أخرى وبتملك أعظم وقال متوعدا
وأنا مش هیأس بس افتكري كل شيء مباح في الحړب ثم قال هامسا
والحب.
الفصل التاسع والعشرون
تخطو خطواتها بالحياة بدقة مدروسة أحيانا تستجيب لانفعالات لحظية وأحيانا كثيرة تتمهل فلا مجال للخطأ ويصعب جبر کل مکسور وبتلك الليالي تعيش حالة من الأرق وسؤال ملح ثقيل بلا معالم واضحة وبلا إجابة يطرح نفسه باستمرار ماذا لو
ويأتيها صوته في صباح اليوم التالي ليمحي شكوك عقلها ويطمأنها أنهما معا على الدرب الصحيح وباقي على موعد الزفاف يومان فقط لاغير تدور کنحلة طنانة تنهي أعمالا ضرورية حتى يتسنى لها التفرغ التام لشهر عسل كما أخبرها ثلاثون يوما بالتمام والكمال ولن يقبل حتى بكسر أيام أو أعذار أما الأخرى التعيسة على النقيض تعيش مع نفس السؤال ولازال ضميرها يؤنبها باستغلال حقېر لشخص کریم وماذنبه وهي الضائعة بلا مرسی
تمضي أيامها بجمود مچنون لا تحصل منها على الراحة ولا حتى بالاطمئنان وتشعر دوما بالتعب حتى لاحظت درية أحوالها المتقلبة فبادرتها بسؤال ودود اعتادته بصفتها أم دون منازع
مالك ياسالي
فيك إيه
رفعت لها سالي عيون فارغة وكذلك لسان لا ينطق وعقل لايستجيب حتى قالت بعد برهة بمرارة صادقة
حاسة إني تايهة وضعت درية أوراقها على سطح المكتب وجلست تقابلها وبعيون تنبش في خبايا صدرها
أكيد مش عشان الشغل ولا المركز تايهة ليه بقا
أغمضت عيناها وهزت رأسها ولاتزال غصتها ټجرح حلقها وهي تتساءل
هفضل كدة لحد إمتی
بالأمس تعطلت سيارتها واستقلت سيارة أجرة للعمل كانت نجاة تشدو بأغنيتها الحالمة فاكرة ولأول مرة لم تستمتع بصوت نجاة قدر استمتاعها بحل أحجية تلك الكلمات أنا فاكرة وناسية