رواية فاطيما الفصول من الثامن عشر للاخير
كدة هتفضل تستخدم أسلوب الټهديد معايا ولا إيه
أنا كدة هخاف منك خالص .
كان يدور حول نفسه بالكرسي الخاص به وكانت تلك حركته المفضلة التى يعشقها عندما يكون في حالة سلامه النفسي وأجابها
_ ماهو انتى لو بتسمعى الكلام وشطورة هتلاقينى معاكى لين لكن انتى بتستخدمى معايا نظام التقل صنعة علشان تخلينى ملهوف عليكى
واسترسل كلماته بغرام عبر الفويس الصوتي
_ ببقى نفسى أكلمك كل لحظة وتبقى قصادى كل وقت ببقى دايما ملهوف لكلامنا مع بعض هو انتى مش بتبقى ملهوفة زيي
أو لما تشوفى رناتى ولا رسايلى قلبك مش بيدق ولا بتحسى انك ملهوفة على الرد بسرعة اوصفي لى احساسك ياقلبى بحب أتكلم معاكى أووى وبحب أسمعك جدااا .
ثم وجدت أصابع يديها تنقش تلك العبارة وهى في سماء هيامها به
_ لما بتكلمنى أو بنقعد مع بعض ببقى مش عايزة الوقت يعدى ولا يمر بحس انى عايزة أبقى منتبهة معاك أوووي ومتشكرة جدا لوجودك في حياتى يامالك
لم تصدق عيناه رسالتها ولم يصدق حدسه أن تلك الكلمات المنقوشة أمامه لتلك الريم التى عذبته بذات نفسها أكل ذاك الشعور بالاشتياق داخلى لها جراء تلك الكلمات البسيطة ! فماذا عن اعترافها بعشقها لي كيف يكون مذاقه لقلبي وعينى !
وسجل رسالته الأخرى بصوت مبحوح أثر دخوله عالمها الهائم
_ بحبك لاا بعشقك ونفسى تقوليها لى بقى صريحة بجد هبقى ساعتها أسعد راجل في العالم ياعمرى قوليها ياريم وأنا أوعدك إنك مش هتندمى عليها طول عمرك.
لو كان أمامها لرأى الاحمرار يغزوا علامات وجهها كألوان الطيف وتلك المرة أيضا استمرت في سماع اعترافه كثيرا ومن شدة خجلها لم تقوى على الرد عليه ولكنه انتظر ردها وحينما تأخرت علم خجلها وكأنه يراها الآن أمامه
وظل يردد مع حاله وهو يعيد قراءة سطورها المعدودة ولكن كانت بالنسبة له ألاف الترنيمات لعشقه
وأفاق من تفكيره في تلك الصغيرة على صوت الراديو فمالك يعشق الإذاعة بشدة ولابد أن يشاركها يومه أفاق على كوكب الشرق تغنى أغنيته المفضلة والتى انتبه إليها بإنصات شديد ولأول مرة منذ ولادته يشعر بمعانى تلك الكلمات وكأنها تنشدها لأجله وكانت تلك الكلمات
_كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا
شوف بقينا ازاي أنا فين
يا حبيبي وانت فين إنت فين إنت فين
كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا
بيني وبينك خطوتين خطوتين خطوتين
شوف بقينا ازاي أنا فين
يا حبيبي وانت فين إنت فين إنت فين
والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه
والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه
والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه إيه
والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه
عيون كانت بتحسدني على حبي
ودلوقتي پتبكي علي من غلبي
وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين
وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين
فين أشكي لك فين
عندي حاجات و كلام وحاجات
فين دمعك يا عين
بيريحني بكايا ساعات
بيريحني بكايا ساعات
بخاف عليك وبخاف تنساني
والشوق إليك على طول صحاني صحاني صحاني
غلبني الشوق وغلبني غلبني غلبني
وليل البعد دوبني دوبني دوبني
ومهما البعد حيرني
ومهما السهد سهرني
لا طول بعدك يغيرني
ولا الأيام بتبعدني بعيد بعيد عنك .
البارت الرابع والعشرين
تجلس سما في غرفتها وهى تمسك هاتفها تشاهد تلك الفيديوهات الخاصة بها وما وصلت إليه من مشاهدات
فتلك المرة بالتحديد لم تنظر إلى نفسها بانبهار ولا بعيون لامعة بالفرحة بل كانت تنظر إلى نفسها باحتقار وكأنها كانت مغيبة حينها
قررت فتح التعليقات لفيديو لها يحتوي على أعلى نسبة مشاهدة جالت بأعينها ويديها تسحب الشاشة لأعلى وهى تقرأ تعليقاتهم مابين داع لها بالهداية وما بين محتقرا لها وما بين من يسب والديها انجرحت بشدة لما آوت إليه وما وصلت له من مستوى متدني ولكن ماجعلها تشهق بشدة وهي تقرأ تعليقا ما إذ كان محتويا على
_ يانهار أبيض على ده جمال لوز اللوز ده انت فورتيكة ياصغنن وعايز تتاكل أكل ماتيجى ياقمر ياجميل وأنا أبسط لك مزاجك على الأخر وهخليك طاير في السما فووووق .
كان ذاك التعليق بذاك الشكل الذي جعلها تضع يديها على فمها تكتم شهقاتها العالية واستمرت في التقليب في التعليقات ورأت مثله كثيرا مما جعلها تلقى بالهاتف عرض الحائط حتى وقع متهشما إلى قطع لاعدد لها
وصوت بكائها ارتفع حتى وصل لوالديها فى الخارج انخلع قلبهما عليها فتحركا إليها فى نفس السرعة أوقفها إيهاب مرددا
_ خليكي انتى ياراندا سبيني أنا وهى لوحدنا .
نظرت إليه بذهول وأردفت
_ إزاي ده لازم أشوفها وأطمن عليها وأعرف سبب عياطها وحبستها دى ايه
أمسكها من كتفيها يهدئها
_ حبيبتي السبب واضح جدا أنا هشوفها وهتكلم معاها هى محتجانى فى التوقيت ده بالذات ممكن نهدى بقى يامامى وتروقى أعصابك ومتقلقيش ياحبيبى كله هيبقى بخير بإذن الله.
أطاعته ورجعت إلى مكانها مشغولة البال لكن قلبها مطمئن لوجود زوجها بجانبهما وجلست مع حالها تردد بإنهاك روح
_ أحقا كنت مخطئة في كل تلك الأعوام الماضية وتصميمى على غربته !
أحقا ذاك الأمان فى وجوده معنا كنت محرومة منه أنا وأبنائي !
نعم تلك الحقيقة إن وجوده معنا لايكفى أموال العالم أجمع وتلك الحقيقة التى تعلمتها بجراح روحى ياليتنى كنت ذو بصيرة فى سنيني الماضية ماكنت صممت ولكن دفعت ثمن أخطائي.
أما عن إيهاب دق على غرفة ابنته ثلاث مرات ولم تفتح ففتح الباب ودخل اليها وجدها فى حالة يرثى لها لقد دق قلبه ۏجعا على عزيزة عيناه دارت عيناه فى المكان وشاهد الهاتف محطما هرول إليها مسرعا وعلى الفور أخذها إلى أحضانه هاتفا بحزن
_ مالك ياحبيبة بابا ايه اللى مزعلك ومخليكى من ساعة مارجعنا وانتى دايما منطوية على نفسك وقافلة الباب وكل لما أكلمك تردى على قد السؤال وحالتك صعبة أوووي
لم يريد أن تعلم معرفته بما فعلت وفضل أن يحتويها ويجعلها تحكى لحالها كي يمدها بالثقة واسترسل بحنو وهى مازالت قابعة فى أحضانه
_ أي حاجة فى الدنيا متستاهلش دمعة من عيونك ولا خۏفك ولا حزنك ده ياقلب بابا .
نظرت إليه نظرات اندهاش وداخلها يتسائل إذا كان يدرى أم لا ولكنها أجهشت في البكاء المرير وهى تشدد من احتضان أبيها ولم تتفوه ببنت شفه مسد هو على خصلات شعرها بحنان بالغ وأردف مطمئنا لها
_ ابكى ياقلبى وخرجى كل اللى في قلبك وأنا كتفى هيجفف دموعك .
واستمرت في البكاء فى أحضان أبيها وهو يربت علي ظهرها تاركا لها العنان كى تستريح
وبعد قليل هدأت نوبتها لما استشفته من حنان والدها حقا كم أحست فى أحضانه بالأمان والسلام أخرجها أبيها من أحضانه حينما استمع إلي هدوئها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها بحنان
_ ممكن بقى حبيب بابى يحكي له عن كل اللى مضايقه ومخلى عيونه الحلوين دول يعيطوا بالشكل ده
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وأردفت بنبرة خاڤتة
_ كنت محتاجه لك من زمان أووى يابابا بس خلاص فات الأوان وأنا ضعت وضاعت معايا برائتى .
يا الله كم صعب ذاك الشعور على ذاك الأب يالهى إنه لمرار كمرارة العلقم في حلقه فصغيرته كبرت أعواما من الهموم على أعوامها فنظر إليها وهو ينفطر داخله مردفا يطمئنها بحفاوة
_ مين قال كدة ياقلب بابا أنا لسة شايف برائتك زي ماهى مهما كان تخيلك لسة شايفك سما البنت الجميلة الرقيقة اللى كلها حيوية وحياء مهما كان اللى حصل وبيألمك ومفكراه حاجة كبيرة مټخافيش تقوليها لبابا ياحبيبي وأنا هدعمك وهقف جمبك وهسندك مهما كنتى مفكرة إنك عملتى ذنب كبير فأنا هفكرك إن ربنا سبحانه وتعالى بيغفر الذنوب جميعا ماعدا الشرك به
وتابع تهدئته لها برجاء
_ احكى لى وخرجى كل اللى فى قلبك وأيا كان اللى هتحكيه هشاركك ألمك ومش هزعل منك ولا هغضب علشان أنا مكنتش جمبك ساعتها وعارف انه كان ڠصب عنك يالا احكى لى ياسمكة .
جالت بتفكيرها تشير عقلها أتقص لأبيها تلك القصص التي تؤرقها وتنزل من نظره أم تستمد منه العون والقوة وتنسى ما كان حتما سيدمرها. وتبدأ من