رواية سلمي الجزء الثاني الفصول الاخيرة
من على بعد عدة أمتار يحمل كلا الصغيرين في ه ...والابتسامة تضيء وجوه أطفالها...لمعت عينيها بالدموع وهي تشاهد فرحتهم الغامرة ...مسحت بسرعة دمعة فرت هاربه من عينيها عندما أقتربا من باب السيارة...بمجرد دخول الصغيرين الى داخل السيارة ...أخذ يقفزان بمرح فوق الكراسي...
هتف أياد بمرح طفولي _ عمو هياخدنا نعيش معاه يأبلة زهرة
قال أكنان بهدوء_ من يوم ورايح هتقولي يابابا ومفيش عمو تاني...وأبلة زهرة هتقولها ياماما ...ووزع نظراته على كلا الطفلين ...سمعتوني كويس ...أحنا هنبقا ماما وبابا وبس
تقبل ووليد الكلام ببرائة دون تعقيد ...هذه الكلمة لا تعني لهم الكثير سوى مجرد كلمة...
أياد بمرح طفولي_ أنا مبسوط أنك ماما
وليد بابتسامة واسعة _ وأنا كمان عشان بحبك ...ماما ..وأخذ يكرر كلمة ماما ...ماما...أنا بحب أقول ماما...ماما
رقرقرت الدموع في عينيها ثم اردفت بصوت مخټنق من التأثر _ وأنا كمان بحب كلمة ماما وكان نفسي أسمعها من زمان...ضمتهم بالقرب من صدرها...ضمة والدة غاب ولدها ثم عاد لها بعد غيبة طويلة...ضمت الصغيرين بالقرب من بعض...وأنسابت دموعها الحارة على وجنتيها دون توقف...دفنت رأسها بينهم وانخرطت في البكاء...شعرو بالفزع من بكائها...
قال بتأثر_ أهدي يازهرة ...الولاد أتفزعو
منك
قالت من بي بكائها _ بلاش عياط ياأياد ...أنا بعيط عشان فرحانة ...ومسحت دموعها وأبتسمت لهم _ أخر مره هتشوفوني بعيط ...أنا دلوقتي فرحانة أوي
توقف بكاء أياد ونظر له بعيون متسعة وقال _ وأنا كمان ...عشان بحبك أوي
وهتف وليد هو الأخر_ وأنا كمان بحبك
شعرت في هذه اللحظة أنها تطفو فوق غيمة من السعادة ....بسبب نطقهم كلمة ماما...رأى عينيها تلمع ببريق لامع...
قال برقة _ في حد عايزه توديعه...
سألته زهرة_ تقصد أيه بكلامك
كانت تكفيها نظرة واحدة لطفليها وهي ترى سعادتهم الا نهائية...فتناست كرهها له وقالت باستسلام_ اللي تقول عليه هنفذه...بس قبل أي شيء وديني شقتي الاول ...أسلم على ضحى وأهلها...ضحى صحبتي وأكتر من أختي ساعدتني كتير ووقفت معايا وهي خلتني أسكن في البيت عندهم هي الوحيدة اللي عارفة سري وحفظت عليه...طب أهلها أقولهم أيه
توقف بالسيارة أسفل منزلها ...ثم قال _ أنا هستناكي هنا بالولاد ...ومتاخديش أي حاجة من شقتك ...أنا هكلف ناس يفضوها ليكي وبعدين تبقي تختاري اللي عايزه تخليه معاكي...
خرجت من السيارة بسرعة حتى لا ترجع في قرارها وصعدت السلالم ووقفت أمام شقة ضحى للحظات وهي تتنفس بحدة ثم طرقت على الباب..
زهرة بابتسامة شاحبة _ ضحى جو
ردت أمينة بابتسامة_ هتلاقيها في أوضته
_ ممكن أدخلها
_ أدخلي يابنتي من غير أستئذان ده البيت بيتك
_ تسلميلي ياطنط ...
طرقت زهرة على باب غرفة ضحى ...ثم دلفت مباشرة
ضحى بفضول_ يادي النور...مش عوايدك أنتي اللي تطلعي ليا ...خير ياست زهرة
زهرة بارتباك لا تعلم من أين تبدأ الحوار_ من الأخر كده أن أتجوزت ...
أنتفضت ضحى في مكانها ...قالت مرددة بذهول _ أتجوزتي..أتجوزتي ...دا اللي هو أزاي وأمتى...
زهرة بصوت مخڼوق متقطع _ النهاردة وبالاصح من ساعة تقريبا...
هزت رأسها پصدمة _ أنتي بتتكلمي جد ...قولي اللي أنتي بتهزري...أنتي بتهزري صح
ردت نافية _ لا مش بهزر ...أنا أتجوزت النهاردة ...أتجوزت أكنان أبو ولادي
جذبت ضحى ذراع زهرة وأجلستها فوق الفراش وجلست بجواره ...ونظرت لها بفضول _ أحكيلي كل اللي حصل بالظبط فاهمة يازهرة...
بدأت زهرة في سرد ماحدث وظلت ضحى تستمع فقط دون التعليق على كلامها بأي كلمة....
وعندما أنتهت تنهدت ونظرت الى ضحى قائلة _ وبعد رفضي فجأة لقيت نفسي متجوزها...أتجوزته رغم كرهي له...مش عارفة أزاي...همست بشرود ...أنا عارفة ليه أتجوزته ...عشان ولادي ...أول ماقال هياخدهم وهيكتبهم بأسم واحدة تانية...فقدت كل قوتي...وأول ماأخدهم من الملجأ وقالو ليا ياماما...كان قلبي هيطلع من مكانها ...حسيت بقلبي هيقف من