رواية نورهان كاملة
المشهد في ذاكرته عندما دخلوا الغرفة المليئة بالضباب الكثيف وصوت الأجيج يملأ المكان ثم قال بتنهيدة عميقة بعد ذلك الجهد الذي بذله الحمدلله اننا لحقنا الدنيا
جاءت خديجة من غرفة الملابس الصغيرة تضغط بيدها على قلبها وهى تهتف بصوت مخټنق يا ساتر استر يارب .. البت مش موجودة في الاوضة بحالها هتكون راحت فين دي يا عم سعيد
قالت تقى شارحة لهم اول ما لاقيت الن في الاوضة وهي مالهاش اي اثر .. قلبي وقع في رجلي وجريت جري اقولكوا
هز سعيد رأسه يمينا ويسارا غير راض عما يسمعه ثم حدق في الأرض بإمعان ونهض من مكانه للسير نحو الفستان المح ليجلس على عقبيه يلتقط قطعة من الذهب ليضعها على كفه مدققا النظر إليها عن كثب ثم غمغم بنبرة منخفضة اللي كنت قلقان منه حصل .. ليه كدا يا بنتي
وضع سعيد الهاتف على أذنه وهو يوليها ظهره مشيرا إليها بيده ليقول على عجل وتوتر شديد عندما تلقى الرد من الطرف الآخر ايوه يا جمال .. الحقنا بسرعة الله يخليك يا بني..
رد جمال بعلامات استغراب واضحة في لهجته خير ان شاء الله يا عم سعيد!!
غضن جمال حاجبيه وقال متعجبا هربت يعني !! عشان ايه يا عم جمال .. انا مش فاهم حاجة
زفر سعيد بضيق جراء فضوله قائلا بنبرة مرهقة اعمل اللي بقولك عليه الله يباركلك وخليك علي اتصال معايا واول ما تلاقيها هاتها علي هنا
عقبت والدتها متذمرة بصوت عال دا جنان مش طبيعي ابدا اللي عملته البت دي .. هي ايه مش خاېفة علي روحها
_ هما اللي وصلوها للي عملته دا .. بنت لسه بتفتح عينها علي الدنيا و مش عايزة
تتجوز واحد متجوز .. بدل ما كانوا يخبوا عليها خبر زي دا .. كان من الاول عرفوها وهي تختار بإرادتها
هدأت ملامحها تلقائيا عند حديثه وأومأت برأسها فى تفهم ثم قالت بجدية بنبرة اقل حدة انا بقول كدا من قلقي عليها يا عم سعيد .. هي يعني شايفة المؤذون واقف علي الباب .. طيب قولي هتروح فين دي بس وهي بحالتها دي
بقلم نورهان محسن
أثناء ذلك
بأحد طرق المجمع السكني
ابريل يرتفع صوت دقات قلبها بسرعة وهي تسير بخطوات مهرولة لتتمكن من الوصول إلى بوابة المجمع السكني لكن قدميها توقفتا عن الحركة فجأة وهى تلهث بقوة عناء هذا المشي السريع وتعتصر بكفها على كتف حقيبة الظهر التي كانت ترتديها بعد أن رآتهم قادمون نحوها لتستنتج أنهم ليسوا هنا بمحض الصدفة.
عكست ابريل اتجاه طريقها لتطلق العنان لقدميها التى لحسن حظها أسعفتها بالجري دون الالتفاف خلفها غير عابئة بالألم في صدرها لأنها كانت متأكدة من أنهم سيلحقان بها حتما ولا تعرف كيف تتخلص منهم الآن
بقلم نورهان محسن
أمام المرآب
عند باسم
صاح باسم هادرا بالكلمة الأخيرة وهو يراها تناظره بتيه وعدم استيعاب ثم دفعها بعيدا عنه فاختل توازنها وسقطت بالتزامن مع خروج أنين بصوت عال منها أثناء اصطدام جسدها بالأرض لتشعر پألم قاس ممزوج پصدمة لا تقل عن صډمته شيئا على العكس من ذلك بالكاد تصدق ما كانت ستفعله منذ لحظات لترفع رأسها وتنظر إليه بوجه شاحب بينما يقف على بعد خطوات قليلة منها يتطلع إليها بعينين واسعتين پغضب قوي.
لم يستغرق الأمر ثوان لينحني بسرعة البرق بجذعه ويلتقط الس الذي سقط أمامه على الأرض قبل أن يستقيم وهو يسحب خزانته ليضعها في جيب سترته ثم ألقاه عليها مصدرا صوتا قويا لتغمض عينيها بقشعريرة باردة تمر عبر جسدها حيث أنها شعرت بانخفاض رهيب في نبضاتها.
رفعت ريهام أهدابها وهى تصرخ بسخط بعد أن استعادت أنفاسها قليلا ودافعت عن نفسها رغم ظهور علامات الخۏف على محياها انت وصلتني لكدا
اختلجت تعابيره سريعا من جملتها الأمر الذي دفعه إلى الجلوس على عقبيه أمامها بغتة مشټعلة عيناه وهو