الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نورهان كاملة

انت في الصفحة 12 من 87 صفحات

موقع أيام نيوز

يرمقها پغضب فإرتدت بجسدها إلى الخلف لتصنع مسافة أمنة بينهما متطلعة إليه بنظرات حذرة فيما هتف الآخر إزدراء ملوحا بكفه في وجهها انتي عمولة من ايه يا شيخة .. مش نافعة في حاجة خالص
صمت باسم قليلا يأخذ نفسا عميقا ثم أضاف بهدوء غريب لا يعكس المشاعر المستعرة في داخله لولا اني مش عايز ابوظ خطوبة اختي واخر ب عليها فرحتها كنت سلمتك بإيدي للشړ طة ولا مستشفي المجانين حتي
رفع باسم سبابته وهو يزمجر بحدة محذرا إياها في نهاية جملته لكن الأصوات الصاړخة في عقلها لم تظل صامتة بل اكفهرت ملامحها القاتمة من الحزن لتغمغم بصوت مبحوح حرام عليك يا باسم .. ليه بتدو س عليا بالشكل دا .. أنت ليه بتعمل فيا كدا
شقت الابتسامة شفتيها على الرغم من حزنها الطاغى على كيانها وأرسلت له نظرات معاتبة لتتساءل بمرارة كل دا عشان بحبك ومش قادرة اشوفك مع واحدة غيري .. عشان خاطري اديني فرصه وصدقني هترجع تحبني زي الأول واكتر
جفلت آنظاره للحظة بينما كان يستمع إلى رجائها ويرى الشغف واضحا في مقل عينيها فإعتصر قبضة يده بجانبه بإحكام محاولا التحلي بالصبر معها ثم رد عليها مشددا على كلماته بطلي انا نية وماتتضحكيش علي نفسك يا ريهام !! مانكرش اني حبيتك بس قدرت اعيش بعدك ومع الوقت نسيتك .. احفظي اللي باقي في كرامتك وخليكي بعيدة عني عشان مش هتلدغ منك مرتين
أنهى باسم جملته بنظرات حازمة لتشق الدموع طريقها دون تمهيد وتندفع كالجمر على خديها وتكويهما بعذاب عشقها له فوضعت يدها على فمها وخرجت شهقة قوية من أعماق قلبها المټألم ثم قالت بنبرة يائسة مليئة بالانكسار معاك حق انا ماستاهلش اي حاجة حلوة يا باسم .. ابني ابوه عايز ياخده مني واللي بحبه عايز يتجوز غيري..
تنهدت ريهام بقوة وهي تغلق عينيها لثانيتين ثم فتحتهما فالتقت نظراتهما معا لتهمس بحزن وصوتها يختلج بالمشاعر هو لدرجادي انا وحشة ومستحقش اي حب في الدنيا .. يمكن عشان كدا اتصرفت من غير ما افكر ولا احسبها .. بس والله انا ما كان في نيتي أأذ.. يك انا بحبك بجد..
لانت نظراته محدقا في عينيها المليئة

بكمية هائلة من المشاعر المتضاربة بين الضعف والحزن والندم والحب لعدة ثوان وهو لا يعرف بماذا يجيب عليها ليرفع ذراعيه وأطبق علي كتفيها وضغط عليهما بقوة طفيفة وقال أمام وجهها بصوت هادئ ممزوج بالجدية انتي اعصابك تعبانة محتاجة تهدي ولازم تفوقي لنفسك .. بلاش تصغري في عيني اكتر من كدا .. الأحسن تبعدي عن حياتي بالذوق وماتدخليش فيها ولا تحاولي تخر بيها تاني .. عشان مخرجكيش منها علي نقاله بجد المرة دي وكفاية اللي حصل لحد كدا
أنهى باسم كلماته مرسلا لها نظرات حاسمة لأنه يدرك جيدا أن الأفعى التي قامت بلدغه في الماضي لن تتحول إلى حمامة بمرور الوقت.
استقام باسم واقفا وهو يهندم ثيابه ثم توجه نحو سيارته بخطوات واسعة وأنطلق بها تاركا الآخرى والألم ېمزق قلبها عاقفة حاجبيها بتفكير وغير راضية عن الشعور بالهزيمة وأن تتركه يبتعد عنها ببساطة كيف تقنع نفسها بأن لا شيء في هذا العالم مقدر لنا أن نمتل كه إلى الأبد.
بقلم نورهان محسن
على احدى الطاولات
فى الحفلة
أنهت منى عبارتها وهي تضع حقيبتها الصغيرة من نفس لون الفستان على الطاولة أمامها فيما ردت دعاء بتعجب عادي .. هو انتي غيرتي فستانك امتي!
أربكها السؤال للحظة وقد زاغت أنظارها وهى تخبرها مبررة من شوية .. اصله وقع عليه العصير فإضطريت اغيره من عند هالة
أومأت إليها دعاء بنظرات غير مبالية لتقول مستفهمة اومال فين عز 
أجابت منى بإيضاح مشيرة إلى الهاتف كانت تحمله بيدها لسه مكلمني كان مع اونكل صلاح وجاي علينا
شقت الابتسامة وجه الجالسة مقابلها ويبدو أنها في الأربعينيات من عمرها ثم قالت بنبرة ودودة ما شاء الله يا مني انتي زي القمر كل مرة بشوفك فيها بتحلوي اكتر
بادلتها منى الابتسامة قبل أن تقوم بالرد عليها باحترام ميرسي اوي .. انتي الاحلي يا نيڤو
ساد الصمت لبضع ثوان ثم إستطردت نيفين تسألها بنبرة ذات مغزي انتي وعز بقالكم قد ايه متجوزين
أخبرتها منى بابتسامة ترتسم على شفتيها بعد أن أخفت تعجبها من السؤال حيث أنها تتذكر حضورها لحفل زفافها يعني حوالي تلت سنين
أومأت نيفين إليها ثم غمغمت بابتسامة هادئة ربنا يهنيكم يا حبيبتي و يسعدكم يارب..
ردت منى على كلماتها بإيماءة بسيطة وأصبحت الأخرى أكثر فضولا ثم أردفت قائلة لسه ماعندكمش ولاد لحد دلوقتي ليه!! لعل المانع خير
مالت منى رأسها إلى اليمين لتتمتم والابتسامة لم تفارق شفتيها لسه ربنا ما ارادش
ارتفعت حواجبها في دهشة لكنها قالت بلطف ربنا يبعتلك الخلف الصالح يا حبيبتي
استندت نيفين إلى كرسيها بارتياح شديد واستأنفت حديثها بس هو مش هيجي لوحده لازم تبدأي تفكري انكو تجيبوا بيبي تفرحو بيه ويقربكو
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 87 صفحات