الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نورهان كاملة

انت في الصفحة 16 من 87 صفحات

موقع أيام نيوز

طريقة للدخول من خلال الستائر المغلقة ليتنهد بارتياح عندما أدرك أن ما رآه لم يكن سوى مجرد حلم بل كابوس معتاد أن يراه منذ فترة طويلة.
التقط باسم هاتفه من الطاولة الجانبية للسرير وأجاب دون النظر إلى رقم المتصل من بين أنفاسه اللاهثة ايوه!!
رد الطرف الأخر قائلا بسخرية زي ما توقعت لسه الباشا نايم!
اتكئ باسم برأسه على الوسادة مغمضا العينين ثم رد متذمرا وهو حد بيصحي بدري كدا يا صلاح!
قال صالح متهكما بنبرة ساخطة بتقول صلاح حاف كدا لأبوك يا عد يم التربية .. ثم البني ادمين الطبيعيين بيصحوا بدري مش زيك فاشل بيصحي بعد الضهر
رافق ضحكته سعال خفيف ثم سأله بنبرة أجش متجاهلا كل ما قاله له انت ازي صحتك يا بابا!
تشدق صدغ صلاح بجانبية قائلا بصوت شبه ساخر زي الحديد يا روح ابوك وفي الشركة من بدري كالعادة
أفرج باسم عن جفونه ناظرا إلى ساعة الهاتف ليجد أنها لم تكن سوى التاسعة صباحا فقال بصوت هادئ كنت هكلمك علي فكرة انهاردة عشان عايزك في موضوع
صاح صلاح بنبرة تعجب وهو يضحك مستهزئا بكلماته والله !! ضروري يكون موضوع مهم اللي يخليك تلاقي وقت تكلمني وسط انشغالاتك اللي مابتخلصش
هز باسم كتفاه للأعلى وهو يلوى

شفتاه مغمغما بتتريق يا حج ..
تنهد صلاح بقلة حيلة ثم هتف بحزم نهايته .. ماتتأخرش علي اجتماع انهاردة ومفيش اعذار .. وبالمرة نشوف كمان موضوعك المهم دا
رد باسم منهيا الحديث تمام جاي
أغلق الهاتف وألقاه بجانبه على السرير ثم استلقى على بطنه وعاد إلى النوم مرة أخرى.
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
داخل غرفة إبريل
نهضت ابريل من مكانها بمجرد أن أنهت جملتها متبينا طولها الضئيل إلى حد ما لكنها تتمتع بقد متناسقا يجمع بين النحافة والأنوثة معا موليها ظهرها لتذهب إلى غرفة ملابسها الصغيرة معقبة بسؤال المهم طمنيني عليكي لسه رجلك بټوجعك
أجابتها تحية موضحة لها حتى تطمئن دهنت المرهم قبل ما انام و اهو الحمدلله علي كل حال خلاص بقي العضمة كبرت
أنهت تحية جملتها بضحكة ساخرة على نفسها وابريل جاءت من الداخل قائلة بتذمر خفيف تحية ماتقوليش كدا .. ما انتي لسه شباب اهو
عدلت تحية مفرش الطاولة أمامها وقهقهت بخفة ثم تساءلت بدهشة بطلي البكش يا بت .. انتي بتلبسي كدا و رايحة علي فين .. ايه وراكي جامعة
ردت أبريل بتصحيح ممزوج بالمرح بينما كانت مشغولة في تزرير قميصها الأبيض ذي الأكمام الطويلة بخطوط زرقاء فاتحة بعد أن دسته في بنطالها الأسود انتي لسه فاكرة يا توحة .. ما انا خلاص اتخرجت وقريب هتوظف كمان في شركة مقاولات كبيرة .. ادعيلي انتي بس
خرجت الكلمات من جوفها بحنان ربنا يوفقك يا بنتي .. المهم خطيبك موافق علي شغلك دا ولا هيضايق!
أجابت ابريل على سؤالها بالنفي وهي تحمل هاتفها لتتوجه به إلى منضدة الزينة لتضعه فوقه قبل الجلوس على الكرسي لا طبعا هو موافق .. اصلا انا متفقة معاه اني عايزة اشتغل حتي بعد الجواز وهو ماعندوش مانع ..
رددت تحية بهدوء ربنا يهدي سركو يا حبيبتي ..
استأنفت تحية حديثها مقوسة فمها بعبوس شوفوا بكش البت ماقولتيش برده رايحة علي فين يا غندورة
ضحكت ابريل بخفة وهي تتخلى عن المشط الذي كانت تمشط به شعرها الأشقر الطويل المتدلى إلى منتصف ظهرها ثم التفتت إلى الشاشة بعيناها الشبيهة بعيني جدتها وردت عليها بإيضاح انا يا ستي رايحة للبنات في المطعم .. عشان اخد باقي حاجتي واعمل المخالصة واخد باقي مستحقاتي عشان خلاص الفرح فاضل عليه اسبوعين بس
بادلتها تحية الإبتسامة بسعادة ثم قالت تدعو لها بحنو الله يفرح قلبك يا حبيبتي ..
سرعان ما زمت شفتيها مردفة بإستياء معرفش مطعم ايه دا اللي كنتي متمسكة بالشغل فيه وانتي من اقل حاجة بتتعبي .. والله ابن حلال مصطفي دا انه اقنعك تسيبيه
أنهت تحية كلامها وهي تحرك رأسها برضا دون أن تلحظ تعابير ابريل التي استاءت مم قالت ثم هتفت بعناد ما بداخلها يا ستي انا مكنتش تعبانة فيه ولا حاجة .. كنت بشتغل في اجازة الصيف وباقي السنة في التدريب تبع الكلية .. ثم بقي هو ما اقنعنيش بحاجة شئ طبيعي اني بعد ما اتخرج اتوظف بشهادتي اللي طلعت روحي عشان اخدها
قالت ابريل جملتها الأخيرة بفخر وهي تعقد كلتا يديها إلى صدرها لتهز تحية رأسها بابتسامة ملتوية من عناد حفيدتها الذي لن يتغير أبدا ثم قالت بتوبيخ لطيف يادي راسك النشفة ما براحة شوية علي الراجل .. وايه مش ناوية تيجي بقي نفسي اشوفك لحم ودم بدل ما بشوفك جوا شاشة كدا
نطقت تحية كلماتها بنظرات مليئة بالشوق الكبير وامتلأت عيناها بالدموع فخرجت تنهد من أعماق الأخرى معبرة عن مدى اشتياقها لها أيضا بينما اقتربت بوجهها أكثر من الشاشة وهى تتمنى أن تكون بإستطاعتها الآن معانقتها لكنها قالت بلطافة يعني
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 87 صفحات