رواية نورهان كاملة
يخطو خطوات واسعة ثم توقف في مكان منعزل إلى حد ما عن ضوضاء الحفلة وهو يتحدث بنبرة معاتبة اخيرا افتكرتي تردي!! انتي فين دا كله المعازيم تقريبا كلهم وصلوا..
أجاب الطرف الآخر فلم يكن سوى صوت أنثوي خاڤت انا مش هقدر اجي يا باسم
ضحك باسم بصوت هازئا ثم جذب شعره من الوراء بحركته المعتادة ثم أجابها بضجر مش وقت هزارك يا روز .. الجو مش مستحمل توتر و..
ظل باسم صامتا برهة مجعدا حاجبيه بحيرة ثم قال مستفهما هو ايه الصوت اللي جنبك دا
ردت رزان بإيجاز انا في المطار وهسافر يا باسم
ردد باسم وراءها بذهول يعني ايه تسافري يا رزان!! هتسافري فجأة كدا .. لحد امبارح كانت الامور معاكي تمام .. ايه اللي جد حاجة حصلت
صمت باسم مطولا دون أن ينبث ببنت شفة محاولا استيعاب ما قالت ثم سأل بسخرية والله !! معناه ايه الكلام دا !
أردف باسم بصوت مرتفع من نفسك كدا كررتي من ما تاخدي رأيي .. انتي نسيتي اني اتقدمتلك وانتي وافقتي!!
بقلم نورهان محسن
بعد مرور عشر دقائق
عند ابريل
فى غرفة الملابس
تجلس ابريل على الكرسى محدقة بشرود في شكلها بالمرآة وهي تجفف شعرها الأشقر بالمجفف الكهربائي.
افاقت ابريل من أفكارها وهى تنفض رأسها بقوة حتى تتمكن من إزاحة تلك الذكريات من عقلها بينما يعلو وينخفض صدرها لتنظم تنفسها ببطء كما اعتادت لأنها يجب أن تجمع نفسها بأسرع ما يمكن.
تنظر ابريل إلى ملابسها في المرآة المؤلفة من بنطلون أسود بقماش الساتان وأرجل واسعة بطيات من الأعلى مع قميص من نفس اللون وأكمام طويلة بياقة عريضة ويضاف إليها حزام يلتف حول خصرها على شكل ربطة جانبية ضخمة يتدلى منها ذيل أمامي قصير لتجمع بين الأنوثة والأناقة.
إنتهت ابريل من حزم الأشياء المهمة فقط داخل حقيبة صغيرة الحجم وبالطبع لم تنس وضع جهاز استنشاق الربو ثم أخذت أداة صغيرة كالعلبة من فوق الطاولة واستدارت وخرجت من الغرفة الصغيرة وعيناها مثبتتان على ثوبها الملقى على الأرض.
بقلم نورهان محسن
فى الحديقة
نفخ باسم خديه بضجر ليقول بصوت ساخط مش فاهم عقد وشركة ايه اللي عمالة تكلمي عليهم .. ما قولتلك انك هتشتغلي معايا وهتكوني نجمة الحملة الاعلانية الجديدة زي ما انتي عايزة ..
ردت رزان بنفى الكلام دا بسمعو منك من اول ما اتعرفنا علي بعض يا باسم ومفيش حاجة حصلت .. انت اصلا مش متحمس لفكرة اني اشتغل معاك .. رغم انك عارف اني عايزة ابقي موديل وممثلة مشهورة
لم يرد باسم فإستطردت رزان قائلة بنبرة مرتبكة إلى حد ما عموما انا مقدرتش اسافر من غير ما اكلمك عشان شوفت مكالماتك ليا لما فتحت تليفوني دلوقتي ومحبتش تفضل منتظرني
قهقه باسم بخفة وسرعان ما انقطع صوت ضحكاته هاتفا بتهكم والله طب كويس أن سعادتك لاقيتي وقت تكلميني دا من كرم اخلاقك وشكرا انك افتكرتي ان في مغ فل هنا مستنيكي وأنتي ولا فارقلك
أطلقت رزان تنهيدة حزينة ثم قالت مبررة باسم بليز حاول افهمني وتقدر موقفي احنا مش هينفع نرتبط ببعض .. انت اللي فجئتني وانا كنت محتاجة وقت اكتر اعرف انا عايزة ايه..
عصر
باسم قبضته بقوة وهو يستمع لكلماتها ثم زمجر بنبرة ساخطة وقت ايه وبتاع ايه انتي جايه تقوليلي الكلمتين دول وانتي علي سلم الطيارة!
بقلم نورهان محسن
داخل مطبخ منزل فهمى الهادي والد ابريل
حك الرجل الأشيب فروة رأسه لينطق بإستفهام لمين الاكل دا يا أم تقي
خفضت السيدة العجوز نظرتها إلى الصينية التي وضعتها أمامه على المنضدة الرخامية لتجيبه موضحة لإبريل يا عم سعيد .. البت كل ما اطلعلها الاكل يرجع زي ماهو
بسط يديه أمامه دلالة على قلة حيلته ليتمتم بآسى ربنا يكون في عونها يا ست خديجة
هتفت خديجة بإبتسامة بشوشة تكسب ثواب وتطلعلها الاكل يا عم سعيد هي بتعزك ومش هتكسف ايدك انا غلبت فيها
واصلت خديجة حديثها بنبرة لوم تحثه على النهوض ولا عايزها يجرالها حاجة ونشيل احنا ذنبها
هز سعيد برأسه نفيا وهو يستقيم من مكانه ويأخذ الصينية ليقول بهدوء هاتي الله يسترها عليها وعلينا
أشرقت ملامحها برضا وتابعت بلطف