رواية نورهان كاملة
على ملامحه لأنها خرجت من أفكاره أمام منزله قائلة بصوتها الناعم مبطن بالتردد مساء الخير يا باسم
سرعان ما أزاح عنه حجر الصدمة عقب رؤيتها مكتفيا بإيماءة خفيفة من رأسه لتخطو ريهام إلى الداخل ثم التفتت إليه لتكون أمامه مباشرة وسألته مبتسمة الثغر ايه يا باسم!! انت مش هتقولي اتفضلي
نظر باسم إلى حيث تقف ثم أجابها ساخرا ما انتي خلاص اتفضلتي!!
بقي باسم واقفا في مكانه ولم يتبع خطواتها ينظر إليها بتمعن محاولا قراءة أفكارها من عينيها لكنها تهربت من نظراته وهي تجلس على إحدى الأرائك فأجاب على سؤالها بسؤال مماثل في نبرة باردة ممزوجة بالحيرة وهو يضع إحدى يديه فوق الأخرى أمام جاية ليه لحد هنا يا ريهام!
أجابته ريهام بذات النبرة الهادئة لو ممكن قهوة سكر زيادة .. عشان قدامنا وقت طويل نقول فيه كلام كتير ماتقالش
قال باسم على مضض مفيش بينا كلام يتقال
سألته ريهام بدون مقدمات وعلى محياها إبتسامة متلاعبة مش قادر تطردني .. لسانك مش مطوعك تنطقها
وهو ينظر عميقا لعيناها الستات الحلوة ماينفعش يطردوا
سألته بصوت ناعم جدا مليئ بالحماس تنتظر سماع إجابته لترضي لسه بتشوفني حلوة يا باسم!
تعامل باسم مع الأمر وكأنه لعبة مسلية إذ رفع أحد حاجباه الكثيفان قائلا بثقة لا .. بقيتي اجمل من الاول بكتير يا ريهام
اتسعت على ابتسامة كبرياء لم تزيدها إلا جمالا مضاعفا فيما لم يمنحها الآخر فرصة للرد قائلا بلهجة رجولية هادئة آسرة هعملك القهوة
يقف باسم أمام الآلة الكهربائية منتظرا حتى تنضج القهوة تماما قبل أن يصبها بملامح جامدة على عكس نبضات قلبه المتضاربة حيث أن مجيئها إليه جعله في حالة من الارتباك لا إراديا.
سمع صوت كعب حذائها العالي يتردد على الأرضية الرخامية فأدار رأسه نحوها ورمها بنظرة خاڤتة ليراها توقفت مع بعض التردد متكئة على البار من الجانب ثم أعاد تركيزه على ما كان يفعله لتتساءل ريهام بابتسامة حلوة مش محتاج مني اي مساعدة!
شبه ابتسامة ساخرة مرت على فمه وهو يذوب السكر في القهوة بالملعقة قبل أن يستدير لمواجهتها وأجابها ببحة رجولية ماتتعبيش نفسك .. القهوة بقت جاهزة
باسم بنبرة ثابتة مخملية هامسة أخبرها انا هتجوز!!
فتحت ريهام عينيها لتحدق إليه بنظرات غير مستوعبة بينما ترددت عبارته في ذهنها فأضاف بنفس النبرة وبحبها
أخفضت ريهام يديها متراجعة للوراء لتنظر في عينيه بارتياب تبحث عن شيء يثبت لها أن كلامه غير صحيح رغم علمها المسبق بذلك الخبر فأومأ برأسه بجدية مؤكدا لها وهو يرى خديها
أصبحا أكثر احتقانا بينما ترفع ريهام رأسها أخيرا مدركة مغزى كلامه لتتمتم بابتسامة باهتة يسكنها الكثير من السخرية والمرارة في آن واحد انت بتردهالي ..
_هسألك سؤال واحد يا باسم .. في أي وحدة غيري هتملى مكاني الفاضي جواك!
تغلغل سؤالها المفعم بالأمل في أذنيه فانتظرت إجابته بعينيها الزرقاوين المشعتين تراقبه متلهفة لترى أي رد فعل منه بنظرات الاستفهام لكنه لم يخرج عن صمته لترد مكانه بثقة بسكوتك دا بتثبتلي اكتر ان مفيش حد قدر ياخد مكاني
انهت ريهام كلماتها تترجم صمته الغامض بالموافقة على ما قالته بينما يقف باسم وعيناه مثبتتان عليها بملامح غير مقروءة رفعت