رواية شيماء سعيد
عينيها و حزنها ابتلعت لعابها بتوتر مجيبة
ايوه أنا في العربية و معايا كارم آسفة مكنتش أقصد
أردف الآخر بجدية
مفيش مشكلة عايزك تكوني في مصر على آخر الأسبوع ده أظن كفايه راحة لحد كدة أنا زهقت
اللعڼة ستعود إليه من جديد ترقرقت الدموع بمقلتيها مع خروج شهقة قوية من بين شفتيها مردفة
تحت أمرك اقفل و الا حضرتك تؤمر بحاجة تانية!
حضرتك كويسة يا هاجر هانم!
أومأت إليه برأسها قائلا بإبتسامة لأول مرة
أيوة بخير ممكن تقف عند المول اللي جاي عايزة أجيب لبس
دلفت للمول ثم إلى القسم الحريمي مع رفضها دخوله معاها إلى الأماكن الخاصة بالملابس النسائية المنزلية تأكدت من وجوده بالخارج ثم فرت من الباب الآخر بكل أسف رآها و ركض خلفها خرجت للشارع و قبل أن تتحرك وجدت من يكتم أنفاسها لتصرخ بأعلى صوتها باسمه
صعدت إلى سيارة مجهولة الهوية و هو يركض بمحاولة يائسة للوصول إليها
شيماء سعيد
بحي المغربلين شقة كارم
خالتي يوسف خليه معاكي على ما أروح و آجي و ياريت الأكل يخلص أنا الصبح أخدت دورك في الجمعية عشان أجيب طقم صيني جديد بدل التاني
مع حذاء من الكعب العالي
مش مهم تمن الجمعية أعمل واحدة تانية أصلح بيها سناني بس أنتي رايحة فين دلوقتي يا بنتي!
رمقتها نجوى بنظرات غاضبة ألا يكفي عليها إبنها و فقره لتأخذها هي الأخرى تكمل عليها تشدقت بفمها ثم أجابتها بسخرية واضحة
ربنا يهديكي لنفسك يا مرات ابني نهايتك هتكون وحشة أوي
شيماء سعيد
بصباح اليوم الثاني بقصر المسيري
استيقظ فاروق منذ الصباح الباكر مثل عادته لغرفة الرياضة التي يقضي بها طوال فترة وجوده بالقصر أخذ يتمرن على كيس الملاكمة منتظر قدومها عقله شارد بأكثر من إتجاه الأول هي و الثاني كيف يحصل على ما يريده منها!
تصبب جسده عرقا و هو لا يشعر فقط يحارب ضميره الذي يرفض و بشدة تلك التجربة و عقله الذي يحثه على خوضها بكلا الأحوال سيعوضها ماديا و ستكون أزهار أخرى بعيدا عن غرفتها التي تقطن بها فوق سطوح منزله بحي المغربلين
الأمن بره بيقولوا البنت اللي حضرتك مستنيها بره بتنتظر على البوابة
خليها تدخل هنا
جملة واحدة قالها ببحة صوته الخشنة اتسعت على إثرها عين الخادمة لا تستوعب أنه سيترك أحد يدلف لقصره و غرفة تمرينه غير الخدم ألقى عليها نظرة مستفسرة لتخرج من الغرفة بسرعة البرق
أما هو وضع يده على عنقه محركا إياه يمينا و يسارا هامسا بنبرة دافئة
نورتي قصر المسيري يا شوكولاته
خمس دقائق و دلفت إلى المكان بعين متسعة لا تصدق ما تراه فهذا العالم جديد عليها بشكل كلي كأنها بأحد الأفلام الأسطورية أكل هذا ملك لشخص واحد!
ابتلعت ريقها مردفة بحسرة على حالها
طول النهار أقول على الأوضة المعفنة بتاعتي أحسن من القصور جتني خيبة لو أبويا الله يرحمه كان عايش كان فكر نفسه في ميدان التحرير صحيح المال الحړام كتير
انتفض جسدها على إثر صوته الضاحك خلفها
شوكولاته امسكي الخشب المكان هيقع على دماغنا
بحركة أكثر من عفوية بالنسبة لها بصقت على مقدمة صدرها قائلة بفزع
جرا إيه يا جدع أنت مش تقول دستور و الا أي حاجة و بعدين أمسك الخشب ليه البيت ريحته مش حلوة تحسه شبهك كبير و حلو بس بارد و قليل الأصل
اتسعت عيناه من تعبيرها عن مشاعرها و وصف ما بداخلها بكل بساطة ربما قست عليه بالكلمات إلا أنها قالت ما يريد قوله هذا القصر بارد مثله يحتاج إلى دفء العائلة
أقترب خطوة واحدة للأمام مردفا بنظرات لم تفهمها
مهو أنتي هنا عشان البيت يدفى
عاد إلى رشده هنا ليس المكان الذي يمرح معها به خصوصا بوجود الخدم أشار لها على غرفة