رواية ندي الفصول من 21-30
تخرج لكنه اغلق الطريق عليها من الجهتين بعد أن رفع يده الأخرى يسندها على الحائط من الجانب الآخر بجوار رأسها ويتمتم بغيظ وڠضب
_ إنتي في أوضة وأنا في أوضة ! .. ده مين اللي طلع القرار ده !
جلنار بثبات وحزم
_ أنا
عدنان بصوت غليظ
_ بس أنا مش موافق
هدرت ساخرة بعصبية
صاح بها مستاءا
_ يعني غلطانة وقوية كمان !
صړخت منفعلة
_ أنا مش غلطانة وإنت عارف .. مامتك هي اللي خططت ومكنتش أعرف إن حاتم موجود في الأوضة أساسا
مسح على وجهه متأففا پغضب هادر واجابها بنفاذ صبر
سنحت لها الفرصة لتتلذذ به على طريقتها حيث عقدت ذراعيها أمام صدرها وهدرت بشموخ
_ تعتذر مني
_ ليه !
كان سؤال شبه استنكاري منه فردت عليه بقوة
_ عشان اللي عملته امبارح مثلا !
_ عملت إيه !!
بروده استفزها فصاحت به مغتاظة
سكت لثواني وهو يحدق بها بنظراته الثاقبة وبالأخيرة هتف باقتضاب من أسلوبها الفظ يحقق لها ما تريده
_ حقك عليا أنا اتعصبت عليكي فعلا امبارح
هزت رأسها بالرفض تخفي ابتسامتها المنتصرة وتجيب عليه بجفاء
عض شفاه السفلى بغيظ مكتوم وكور قبضة يده ثم ضربها على الحائط بجانب رأسها في خفة .. رغم أنه يرى نظرات التحدي والسعادة في عيناها إلا أنه غمغم كالمجبور
_ أنا آسف .. حلو كدا !!!
هزت رأسها بالنفي متمتمة في ثبات
_ لا اعتذارك وحدك مش كفاية
عدنان قاطبا حاجبيه باستغراب
هدرت بابتسامة صفراء تضمر خلفها المكر
_ مامتك .. أسمهان هانم تعتذر مني
وقبل أن ترى ردة فعله على ملامحه أو تسمع رده حتى استكملت عاقدة ذراعيها أمام صدرها
_ وحاجة تاني كمان
لم تسمع منه أي رد فقط رأت قسمات وجهه متطلعا لها ببعض الدهشة رافعا حاجبيه .. كأنه ينتظر منها أن تبدأ في طلبها الثاني أو أمرها بمعنى أدق .. فأخذت هي نفسا عميقا وتطلعت في عيناه بقوة تجيبه بثقة
هنا بالفعل احسته كأنه قدر يغلى من الڠضب
_ اعتذر مني واعتذرت هتخلي مامتك تعتذر وعديتها .. لكن إنتي شكلك مينفعش معاكي الأدب
_ وفيها إيه لما تعتذر منه .. أنت غلطت في حقه والمفروض تعتذر
خرجت منه صړخة هادرة پغضب حقيقي هذه المرة
_ جلنار .. متختبريش صبري ومليون مرة اقولك متجبيش سيرته قدامي .. خليني هادي معاكي كدا افضل
_ عدنان ابعد عني
هز رأسه بالرفض في استمتاع فاستشاطت غيظا ورفعت قدمها تضغط على قدمه بقوة .. بحركة تلقائية منه لانت قوة قبضته عليها فدفعت يده وهمت بأن تغادر مسرعة لكنه لحق بها
_ بابي .. مامي
لابنتها فتقابلها بابتسامة متصنعة ثم تمر وتعبر من جوارها مغادرة .. اقتربت هنا من أبيها الذي حملها فوق ذراعيه وهمس بضيق من توقيتها الخطأ دوما في القدوم
_ دي تاني مرة ياهنايا .. كدا هبدأ أشك إنك متفقة مع أمك
ردت عليه بعدم فهم وبراءة جميلة
_ مش فاهمة يا بابي
عدنان متنهدا بعدم حيلة
_ اجمل بابي من اجمل هنا في الدنيا
ارتفعت ابتسامتها لشفتيها الصغيرة ولفت ذراعيها حول عنق أبيها تعانقه بقوة فيبادلها هو العناق لاثما شعرها ووجنتيها بحب .
في تمام الساعة الثامنة مساءا .........
كانت أسمهان تجلس بغرفة الصالون على مقعدها الوثير تمسك بيدها كتاب تقرأ به في تركيز وبيدها الأخرى كوب عصير فراولة طازجة .. رفعت نظرها عن الكتاب عندما سمعت صوت الباب ينفتح .. وفور رؤيتها لعدنان الذي دخل واغلق الباب خلفه تركت الكتاب وقالت بحنو وسعادة
_ اهلا ياحبيبي تعالى
تحرك باتجاه الأريكة الواسعة المقابلة لمقعدها وجلس فوقها متطلعا لأسمهان پغضب دفين فضيقت عيناها بحيرة وسألته
_ مالك ياعدنان !
لوى فمه بحركة تلقائية منه حين يكون مستاء وهتف بحزم
_ ممكن تفهميني إيه اللي عملتيه امبارح ده ياماما !!!
توترت في باديء الأمر وسرعان ما تخطت الأمر تجيبه بتصنع البراءة
_ عملت إيه امبارح !
عدنان بعصبية بسيطة
_ ماما إنتي فاهمة قصدي كويس .. هل التصرفات دي تليق بيكي يا أسمهان هانم .. أنا عارف إنك مبتحبيش جلنار بس متوصلش بيكي للدرجة دي .. اللي عملتيه امبارح ده ملوش غير تفسير واحد هو إنك معملتيش حساب ليا نهائي .. ده إهانة ليا أنا قبل ما يكون كره منك لجلنار
تأثرت قليلا بتوبيخ ابنها لكنها لم ترضخ حيث صاحت بسخط تخفي ورائه اضطرابها من كشف مخططها
_ هي قالتلك إيه بنت الرازي .. وكمان إنت صدقتها وجاي تحاسبني !!
عدنان بانفعال بسيط