رواية ندي الفصول من 21-30
اقوى من أي شيء يجعلها لا تشعر بقدميها بل جسدها كله .. وبمجرد ابتعاده عنها وهو يبتسم استندت بكفيها مسرعة على رخامة المطبخ خلفها حتى لا تسقط وعلقت نظرها عليه تراه يغادر المطبخ وقبل أن ينصرف تماما هتف بثغر مبتسم في ساحرية
_ دي صورة ماما
اكتفت بابتسامتها البلهاء له تحاول جمع نفسها الذي بعثرها ذلك المنحرف والماكر وفور رحيله دفنت وجهها بين ثنايا كفيها تضحك وتزفر بتوتر شديد ! ...
عدل وضعية رأسه ونظر لها مبتسما على اهتمامها بأمره ثم غمغم
_ مفيش حاجة .. مرهق شوية من الشغل
مصمصت شفتيها بتردد قبل أن تهتف بحيرة
_ يعني مفيش حاجة مضايقاك
اتسعت ابتسامته أكثر ليجيب عليها بنظرة دافئة
_ لا مفيش .. بتسألي ليه !
جلنار بخفوت
أخذت نفسا عميقا قبل أن تستكمل بخنق ملحوظ
_ يعني اقصد من وقت ما عرفت حقيقة فريدة
فهم ما تلمح له فتلاشت ابتسامته ومد كفه الكبير يضعه فوق كفها يحتضنه برفق وحنو ثم يهمس بمرارة
_ مش زعلان عليها
ياجلنار .. الحاجة الوحيدة اللي بتقتلني من جوا إنها استغفلتني كل السنين ده وأنا مكنتش حاسس بيها .. اخدت مني حجات كتير مكنتش تستحقها .. والنتيجة في النهاية اكتشف إنها پتخوني
_ الثقة حاجة مش بإيدنا وعمرها ما كانت ذنب .. الحياة أخذ وعطاء واللي زي فريدة موجودين عشان ياخدوا بس .. أما اللي زي بيعطوا وعمرهم ما خدوا حاجة
_ من هنا ورايح مش هتدي تاني هتاخدي وبس .. وهفضل اعتذرلك واقولك سامحيني على كل حاجة .. فوقت متأخر ياجلنار .. ومش فارق معايا حاجة دلوقتي غيرك إنتي وبنتي مش مستعد اخسركم لأي سبب كان .. صدقيني بحمد ربنا إنه كشفلي حقيقتها وفوقني من اللي أنا فيه قبل ما اخسرك .. أنا آسف .. آسف .. آسف
خرت منهزمة أمام قلبها واڼهارت حصونها فمدت أناملها إلى وجهه تملس على لحيته الكثيفة برقة وعيناها الدافئة تتلاقي بعينيه الحانية .. وباللحظة التالية كانت تلف ذراعيها حول رقبته وتعانقه بقوة .. لتشعر به يلف ذراعيه حولها ويقربها منه أكثر ډافنا وجهه بين ثنايا رقبتها وشعرها يثلمها بعدة قبلات محبة ودافئة ويهمس وسط قبلاته يعلن بداية عهد جديد
_ اوعدك إنك هتشوفي عدنان مختلف من الليلة دي
لا تنكر أنها كانت بحاجة لذلك العناق .. وتعترف أنها اشتاقت له بشدة رغم جميع محاولاتها الكاذبة في إظهار نفورها من لمسته واقترابه منها إلا أن ذلك العناق الحميمي أطفأ القليل من شوقها .. ويؤسفها أيضا الاعتراف بأنها حين تستيقظ في اليوم التالي ستعود لما كانت عليه فلن تمنحه ما يريد بسهولة .. لا مزيد من العطاء فقد حان دوره هو ليريها كيف سيعيطها كما قال .
في صباح اليوم التالي ......
يجلس آدم وأسمهان حول مائدة الطعام يتناولون وجبتهم الصباحية .. كان هو يأكل بعجلة حتى لا يتأخر وعيناه تنظر كل لحظة والأخرى على أمه التي تعبث في صحنها دون أن تأكل والڠضب يعتلى ملامح وجهها .. فتوقف عن الأكل وهتف
_ مالك ياماما
نظرت له أسمهان بعينان مليئة بالحقد والغل وهدرت ساخرة
_ بقى على آخر الزمن هعتذر أنا من بنت نشأت !!
ابتسم آدم وقال بتعجب
_ هو عدنان طلب منك تعتذريلها ولا