رواية ندي الفصول من 41-50
يجيب عليها فتابعت هي باهتمام وقلق
_ الحړق ده حصل امبارح في الحريق صح
_ أنا كويس
كان ردا حازما منه بعد ضيقه من معاملتها وتجاهلها وكان سيلتفت لينصرف لكنها قبضت على ذراعه تمنعه من التحرك وتجذبه معها إلى الفراش هاتفة بحدة واهتمام نابع من صميمها
_ رايح فين تعالى اقعد هحطلك مرهم للحروق عشان الالتهاب يهدى شوية
_ حطيت امبارح
اندفعت إلى الإدراج تبحث عن العلاج حتى عثرت عليه فعادت إليه وجلست بجواره من جديد هاتفة
_ مش كفاية مرة واحدة طبعا
كان ساكنا تماما لها يتركها تتصرف كما تريد وهو يتنفس بقوة منزعجا .. لم تنتبه لملامحه وغضبه من فرط قلقها واهتمامها الذي دفعها لتعنيفه بقوة في سخط
الټفت لها بعد كلماتها وطالت نظراته المنطفئة إليها يتذكر أحد مواقفهم معا منذ سنتين تقريبا .....
كان ممدا فوق الفراش وبين كل لحظة والأخرى يصيبه سعال قوى ينقضه بمضجعه نفضا وهي تجلس
بجواره ترفض بشكل قطعي تركه والابتعاد عنه بعدما نهرها بقوة لتتركه حتى لا تصاب بالعدوى منه .. وكل خمس دقائق ترفع كفها لوجهه تتحسس حرارته باهتمام وسط نظراتها المشفقة والغاضبة منه .
تهتف باستياء
_ بلاش عناد يا عدنان وقوم البس خلينا نروح للدكتور
عاد يسعل من جديد ويجيبها برفض تام
_ ده دور برد طبيعي وكلها كام ساعة وهكون كويس بعد ما اخدت البرشام .. خلاص بقى ياجلنار ملوش لزمة القلق ده كله !
_ إنت عنيد .. وزي ما إنت مش بتسحملي أهمل في صحتي أنا كمان مش هسمحلك .. قوم يلا البس
أصدر زفيرا عاليا بخنق وعدم حيلة ثم اعتدل في نومه وقال مغلوبا إمام الحالحها وعنادها الذي يفوقه اضعافا
_ طيب يا جلنار هنروح للدكتور ارتحتي كدا !
ابتسمت براحة بسيطة ثم هبت واقفة وقالت في إيجاز
اكتفى بهز رأسه بالموافقة وتابعها وهي تنصرف وفور رحيلها مسح على وجهها متأففا بخنق .. تستخدم اسلوب مختلف في الإجبار وفرض رأيها يجعله ينصاع خلفها دون أن يشعر ! ...
جذبه من بحر ذكرياته صوتها الناعم وهي تهتف بعتاب وإشفاق
_ ليه دخلت كدا كدا كانت المطافي هتيجي .. الحريق كان شديد جدا يعني الحمدلله إنها جات على قد الحړق البسيط ده ومحصلكش حاجة
_ الحمدلله إنك سالمة وبخير .. ده أهم حاجة وبعد كدا مفيش أي حاجة تفرق معايا
استقرت نظرة عابرة منها على وجهه قبل أن تشيح بنظرها وتحرك أصابعها برقة شديد فوق الحړق تضع المرهم وتغمغم بأسى
_ بيوجعك
هز رأسه بالنفي دون أن يرفع نظراته عنها يتأملها بتدقيق وحب .. القلق والاهتمام الذي يلمع بعيناها يسعده ويشعره بالارتياح تلك المشاعر الجميلة بينهم لا تحدث إلا نادرا .. لذلك يتمنى الآن أن يتوقف الوقت ولا تبتعد عن عينيه أبدا .
قريبة منه لكنها بعيدة جدا .. بين يديه ويشتاق إليها !! .. لا يريد تلك الفجوات اللعېنة التي تفرقهم .. هو يريدها هي فقط ! .
انتهت ورفعت أناملها عن رقبته ثم رجعت برأسها للخلف قليلا حتى تصبح بمستوى تقابل أنظارهم معا بشكل طبيعي لتجده يدنو منه ويلثم جانب ثغرها بعمق هامسا
_ شكرا ياحبيبتي
لاحت ابتسامة خاڤتة فوق شفتيها ثم انتبهت أنها لا تزال بالمنشفة فتنحنحت بارتباك بسيط وتوقفت وهي تضم المنشفة جيدا عليها تقول برقة
_ أنا هروح البس
ابتسم واماء لها بالإيجاب ثم استقام هو الآخر وغادر الغرفة بعدما اختفت داخل الحمام لترتدي ملابسها .
عيناها عالقة على باب المتجر من الداخل تنتظره منذ وقت طويل .. وحين تبتعد بنظرها عن الباب تتجول في ذلك المتجر الفارغ بابتسامة باهتة .
مازالت تتذكر حتى الآن الليلة التي فاجأها به والدها .. قام بشرائه خصيصا لها حتى تملأه بتصاميمها وازياءها .. حتى أنه به جزء داخلي كبير ليتم التصميم به ومجهز بكامل الآلآت والطاولات والأدوات اللازمة للتصميم .. كانت تنتظر اللحظة المناسبة لافتتاحه وتحقيق حلمها وها هي قد حانت اللحظة ! .
انفتح الباب وظهر من خلفه هشام الذي دخل وأغلقه خلفه مجددا ثم اقترب منها بنظرات متعجبة وتمتم
_ في إيه يازينة وقاعدة هنا ليه !
ابتسمت باتساع وبراءة ثم توقفت وتقدمت منه لتقف أمامه مباشرة وتقول بحماس جميل
_ هشام إنت هتساعدني مش كدا
أردف بحيرة وعدم فهم
_ اساعدك في إيه !!
زينة بعفوية وعينان لامعة بالحماس والأمل
_ إني افتح الأتاليه وأبدأ مشوار حلمي
حدقها باستغراب للحظات دون أن يجيب فضحكت هي على دهشته وقالت بنفس حماسها
_ كلمتك وقولتلك تيجي هنا عشان اقولك