الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ندي الفصول الاخيرة

انت في الصفحة 43 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

منه بل سارت خلفه بصمت وهي تبكي بصمت وتتخبط في ۏجعها وحيدة ! ......
داخل منزل نشأت الرازي .....
تحرك بخطوات هادئة تجاه ابنته التي رآها تجلس بحديقة المنزل وبيدها ممسكة بصورة تحدق بها بحزن وعيناها تذرف الدموع في صمت .
توقف من خلفها للحظة ودقق النظر بالصورة ليرى أنها صورة تجمعها بعدنان ومعهم ابنتهم .. فيتنهد بعمق مطلقا زفيرا مسموعا جعلها تنتفض فزعا وتلتفت بسرعة للخلف .. بينما هو فاقترب وجلس بجوارها فوق الأريكة يرمقها بقلة حيلة وحزن لبرهة من الوقت ثم أردف بضيق 
_ لما بتحبيه كدا يابنتي ليه صممتي على الطلاق وخلتيه يطلقك 
طالت نظراتها العاجزة لأببها ثم أجفلت رأسها أرضا تجيبه بعناد لا يتماشى مع حالته وتعبيراتها أبدا 
_ لا مش بحبه ! 
ابتسم بدفء ثم رد في صوت رخيم 
_ الحاجة الوحيدة اللي لا يمكن تعرفي تكدبي فيها ياجلنار هي الحب .. وإنتي عينيكي والدموع اللي فيها بتقول عكس كلامك .. بتقول إنك بتعشقيه .. أنا لو كنت اعرف إنك بتحبيه بالشكل ده بس بتعاندي نفسك مكنتش وافقت وسايرتك في موضوع الطلاق وخليته يطلقك
تطلعت لأبيها في أعين تائهة وعارفة بالدموع لتقول 
_خايفة يابابا خاېفة ومش عارفة اعمل إيه 
مد يده وملس على شعرها بحنو مردفا في حكمة 
_ أنا مش هقدر اجبرك على حاجة بس هقولك اعملي اللي قلبك بيقولك عليه ياجلنار .. متسمحيش لحاجة تدمر حياتك حتى لو الماضي .. لو إنتي واثقة ومتأكدة من حب عدنان ليكي يبقى متخسروش لأنك إنتي كمان بتحبيه .. وهقولك حاجة واحدة بس بخصوص اللي حصل بينكم في الماضي .. اللي بيحب بيسامح ياحبيبتي ومش هيبقى عايز حاجة غير إنه يكون مع الشخص اللي بيحبه .. مش هيسمح لأي حاجة مهما كانت تفرق بينهم أو تبعده عنه 
جلنار بصوت مبحوح ويغلبه البكاء 
_ أنا مسمحاه بس مش قادرة انسى 
_ لا ياجلنار إنتي مسامحتهوش .. لو سامحتيه كنتي هتنسى
اڼهارت باكية بعد عباراته وارتمت عليه بين ذراعيه تبكي بصوت مرتفع هاتفية من بين بكائها
ويدها تضعها فوق بطنها 
_ كان فاكر إني كنت ناوية اخبي عنه حملي أو انزل الولد .. كنت نفسي اشوف فرحته .. أنا واثقة ومتأكدة إنه فرح جدا بالخبر بس هو مبينش قدامي فرحته 
سكتت تلتقط أنفاسها ثم تابعت ببحة قوية وصوت متقطع 
_ غرت أوي عليه وأول مرة من بداية جوازنا اغير عليه بالشكل ده يابابا .. بقيت احس بڼار جوايا مولعة لما اشوفه مع ست أو اتخيل إن ممكن الست دي تاخده مني ويكون ليها 
ضحك نشأت بخفة رغم الأجواء الكئيبة وقال باسما بمكر 
_ كل ده ومش بتحبيه !!! .. عارفة ياجلنار مامتك الله يرحمها كانت عارفة بحبي القديم لأسمهان وكانت بتحصل بينا مشاكل كتير بسبب غيرتها كل ما سيرة أسمهان تيجي في وسط الكلام أو نفتكر حاجة تخصها .. بس قالتلي حاجة في مرة عمري ما انساها أبدا .. قالتلي انا جايز اكون بغير عليك وممكن نتخانق كتير بس لا يمكن اسمح للشك إن يدخل بينا يا نشأت ..
الشك زي السم بيقضي وېقتل على كل حاجة جميلة حتى سلامك الداخلي بېقتله .. عشان كدا متسمحيش ليه إنه يدخل بينكم وحاولي تثقي في عدنان من تاني
رفعت رأسها وتطلعت به بوهن تسأله في نظرة تائهة كأنها تبحث عن بصيص أمل بعيناه هو 
_ تفتكر هقدر يابابا 
نشأت بابتسامة ساحرة وحانية 
_ هتقدري ياحبيبتي طول ما إنتي بتحبيه بجد يبقى هتقدري 
أخذت تحدق لأبيها لوقت طويل حتى عادت ټدفن وجهها بين ثنايا صدره من جديد لكن دون بكاء ! ............
بتمام الساعة السابعة من مساء اليوم التالي داخل منزل رمضان الأحمدي .......
انفتح الباب فجأة ووجدت مهرة صديقتها تدخل عليها بسرعة وتقول بتلهف وعجلة 
_ قومي قومي البسي يلا بسرعة 
ضيقت مهرة عيناها باستغراب وقالت بقلق 
_ في إيه .. إيه اللي حصل ! 
هرولت إليها سهيلة وجلست بجوارها تهتف في حماس 
_ في عريس جاي يتقدملك دلوقتي 
خرجت صيحة مذهولة وعالية من مهرة التي قالت بعدك تصديق 
_ إييه عريس إيه وازاي وامتى جه ده ! 
سهيلة بتشويق وحماس غريب وهي تقف وتجذبها أيضا لكي تنهض وتبدأ وتستعد 
_معرفش امتى جه مش وقته دلوقتي المهم قومي البسي بقى وجهزي نفسك يامهرة عشان زمانه على وصول وجدتك قالتلي اقولك تلبسي 
_ جدتي إيه وهي من امتى بيكون جايلي عريس ومش بتقولي 
صاحت بها سهيلة مغتاظة 
_ احنا هنسيب الراجل اللي جي ده ونقعد نفكر ونقول امتى جه وليه جدتك مقالتلكيش .. اخلصي قومي بامهرة يلا 
ردت پغضب ورفض تام 
_اقوم إيه أنا مش موافقة ومش هطلع لعرسان 
اتسعت عيني سهيلة بدهشة لكن سرعان ما أسرعت وجلست بجوارها تحاول إقناعها هاتفة بهدوء 
_ابوس ايدك بلاش عند دلوقتي ياصحبتي .. بعدين مش موافقة ليه هو إنتي سوفتيه ومعجبكيش لما تشوفيه
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 74 صفحات