رواية الصامتة كاملة
جسدها الصغير... وتنظر بعيدا بعض الشيء عن اتجاهه الصحيح...أجابت بصوت ضعيف به تهدج البكاء _ مع ماما ... انحنى لمستوى طولها القصير ..... ليسمع صوتها بشكل أوضح ولكن هزه شكل عينيها العسليتان المماثلة لعينان كعينان الريم... محفورتان بقلبه للأبد ...عميقة العينين بلونهما العسلي ذو البريق الأخاذ...تنهد بعمق ونفض تلك الخاطرة بالكاد... وقال بخشونة _ وفين مامتك ... ارتعشت ملامح الصغيرة وبكت عندما تذكرت ترك أمها لها
وجود أبنتها هنا .... اتسعت عينيها في ذعر عندما رأته ووقعت نظراتها عليه پصدمة.. عشر سنوات مرت أمام عينيها في لحظة واحدة! لو النظرات تخترق لكانت نظراته القاټلة اخترقت قلبها وماټت في الحال ... نظراته تتنقل على عينيها بشراسة وعاصفة آتية لا محال.... جف حلقها عن جميع الكلمات بينما قابل ذعرها منه ...بتحرك عصب فكيه بعصبيه مفرطة واضح أنه يكبتها... واسوداد عينيه بڼار ملتهبة بتلك الثورة من الڠضب بأكمله بقوة كأنها محمومة ! حتى اسودت الرؤية أمام عينيها وسقطت على الأرض في نوبة اغماء لحقت بها جراء الوهن الذي اصاب جسدها من فرط التوتر وقلة التغذية بالأسابيع الفائتة بسبب حاډث والدها. من المفترض أن تحمد ذلك الأغماء التي أنقذها من براثنه...كان ذلك المعتقد بأول أفكاره وهو ينظر لها في صمته الأسود ...وجحيمه الذي يفتح ذراعيه من جديد إليها...بعدما كان جنة مزهرة من الحب والأمان... لم تهتز عينيه المظلمة حتى لحالتها التي يرثى لها ! كان ذلك أقل الأشياء المنتظرة منه...طالما أتت من جديد.... داخل عرينه.....! ويلها..... يتبع........
...التحدي الجميل...
مزق البرق صفحة السماء الحالكة بالعتمة....ورعدت الغمائم گ أسود تتنازع ببعضها..والبعض الآخر يتناوش من بعيد مشجعا القتال فيما بينهما....! ومطر الليل يأتي بالدفء أحيانا ! ..خاصة بالقلوب التي يملأها الحنين دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ..وذهب ليل كان مقداره عشرة أعوام بالنسبة له.... وفي ظل السكون بمكتبه....وبزاوية ما فيه... على بعد ليس أقل من مترين بين سريرها وبين النافذة الزجاجية المغلقة.. الذي يقف ثابت أمامها يتأمل وابل من المطر الذي يضرب النافذة ويحجب عنها حقيقة قسوته... يقف هو كأنه يجمع شيء تائه به ...أو يفرق
من جديد...
حتى يستطع أن يقف أمامها دون أن يطرف بريق اللهفة بعينيه..ولا أن يترك
هذا الميل إليها يعود.. وحلم سريع مر أمام عينيه في أقل من الدقيقة... وهو يركض إليها في عناق طويل لا فراق فيه..وأعتراف آخير كالحقيقة المثبتة لا ريب فيها...