رواية الصامتة كاملة
مبتعدة ..وقالت بموافقة وتراجع _ دقيقة وهتلاقيها عندك ... عاد لمقعده بنظرة ثابته....هو نفسه لأول مرة لا يعرف ماذا يفعل...ولو رأى غيره يفعل ذلك لكان انتقده وسخر منه... ولكنه هو الحب ...! احتمت ليلى أسفل سيقان شجرة كبيرة تمتد فروعها الطويلة ... بكت بكل ما تستطيع من قوة..بصقت بعض من قوة الصړاخ التي تسكنها ... لمحتها الممرضة وهي في طريقها للمسجد ....فاقتربت إليها قائلة بحماس _ كويس أني لقيتك بسرعة ....أنا قولت لدكتور وجيه أنك عايزة تكلميه على مصاريف المستشفى...وشكله وافق...وطلب تروحيله وتكلميه بنفسك وتشرحيله.. تجمدت ليلى في مكانها وهي تنظر پصدمة للممرضة...هذا ما كان ينقص ! فهتفت پغضب ودموع عينيها تنتفض _ أنت أزاي تسمحي لنفسك تعملي كده من غير ما تقوليلي ! أنا ما قولتلكيش تكلمي حد !! ولا عايزة مساعدة من حد ! اغتاظت الممرضة منى وقالت لها _ أنت طلبتي مهلة عشان تقدري تدبري تكاليف المستشفى...وأنا بحسن نية اتكلمت بدالك مع دكتور وجيه وهو شاف حالتك بنفسه ! أنا غلطانة يعني ! انتوا كلكم بتزعقولي ليه ! لا فائدة في المناقشة مع تلك الفتاة التي يبدو حقا أنها تصرفت بعفوية...استجمعت ليلى بعض من قوتها ثم احكمت حجابها وذهبت إليه ...ولكن هذه المرة بشكل أكثر قوة وقدرة على الوقوف أمامه... تحتمل أي شيء غير أنه يشفق عليها ...! كان يدق بقلمه على جسد المكتب في شرود حتى اقټحمت ليلى مكتبه .....رفع نظرته لها في ثبات... ثم ترك القلم ورجع بظهره للخلف على المقعد.... كان يبدو عليها الڠضب ...واضح جدا قال في هدوء تام اغضبها أكثر وهو ينظر لعينيها مباشرة _ اتفضلي اشرحيلي ظروفك..... رمته بنظرة عاتبة كانت مدتها ثانية
هشرحلك حاجة...أنا هاخد أبويا لمستشفى تانية ودلوقتي حالا .... وبعدين اشرحلك أنت ليه ! أنا طلبت اتكلم مع المدير هنا أو اي حد من الإدارة ! ضيق عينيه عليها بقسۏة...لو حقا ظاهريا اتضح أنه يستغل الموقف لصالحه ولكن الحقيقة أنه يحاول أن يساعدها بالفعل....لا يريد الاڼتقام منها وهي بذلك الضعف.. يريدها ليلى التي تركته منذ عشر سنوات..بكل
أسعاف مجهزة فيها والدك لأي مستشفى .....وده اعتبريه الصفحة الاخيرة ما بينا...واتقفلت بأخلاقي...أنما لو رفض فتحترمي قراره وما تنطقيش
بعدها...تقدري تتفضلي من مكتبي ... استدار عنها بعد هتافه... وكان بهتافه لمحة طرد ! وتعرف أنها احتدت بالحديث وأخفت أشياء كان يظهر بعينيه لهفته لمعرفتها...ولكن النتائج المتوقعة لقرارها من بينها نتائج وخيمة تنذر بالخطړ... منذ أن خرجت من مكتبه وهو تائه بالفكر...يعاتب نفسه على هذا الميل رغم أرادته القوية بالاڼتقام ...! كيف البشر ينتقمون ! كيف يقسون على أحبتهم ! كيف يجمد قلبه أمامها