الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية خيوط الغرام بقلم دينا إبراهيم

انت في الصفحة 24 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


ويستدير نحو صوت طفله الناعس الذي يفرك في عينيه 
في حاجه يا يوسف 
قالها بصوت يشع بأحاسيسه المختلطة وهو يراها تطفئ الموقد متناسيه تجهيز اللبن للرضيع وتركض متخطيه يوسف الصغير دون ان ترفع وجهها لمره نحوه 
عايز اشرب 
حاضر يا حبيبي 
قالها وهو يتابع اختفاءها بعينيه 
تبا ما الذي حدث للتو 

ماهذا الجنون الذي اڼفجر داخله فيجعله يفقد السيطرة و يظهر كمراهق مذبذب المشاعر 
اسفل المبني 
اغلق سيارته وهو يرتدي نظارته الشمسية حتي يخفي نظراته المسروقة نحوها 
فقد اتخذ القرار بانتهاء هذه المهزلة حتي لا يقودها للاعتقاد بإمكانيه حدوث امر بينهم 
عقد حاجبيه وهو يراها تقف بين شابين انتب لحركه يدها وكأنها تخبرهم بالرحيل 
هل يضايقونها ام ماذا 
كانت منار في مزاج لا يطاق و حالتها مزرية فقد لاحظت تعمد مروان للصعود سريعا حتي انه صار لا يشتري الخبز منها 
حتي مراقبته لها و التي دأب علي فعلها منذ شهور انهاها 
فانتهت بها الايام الماضية في مزاج يؤهلها لقتل اي كائن حتي زوج والدتها رحمها الله و شقيقها من والدتها لم يسلما من لسانها السليط 
ولكنها لن تشعر بشفقه علي اي منهم 
فما فائدة شقيق لا يهتم بها ويشاركم المأوي ليجد مكان ينام به ليلا وهو الوقت الذي تسمح به لنفسها للعودة الي البيت لتفادي حركات زوج والدتها القذر ولكن شقيقها حتي وان اظهر لا مباله فيما بينهم متاكده انه يعود من اجلها 
ليأتي هاذين الاحمقين الان وهي تراقبه يقطعان وقتها المقدس المخصص لمشاهدته وهو يعود الي منزله بهيئته الرائعة و ملابسه المنمقة و تلك الهيبة الي تسلبها عقلها 
يلا من هنا انت وهو مش ناقصه قرف علي المسا 
ليه بس يا جميل ده احنا عايزين الرضا 
جرا ياض انت وهو ما تغورا بدل و ديني لأنسل اللي في رجلي علي دماغك انت وهو يا نص كم 
ايه ده ايه ده انتي هتعملي الشريفه 
قالها الاخر لتشهق باستنكار وتوعد وهي تميل ترفع رداءها وتعقده علي خصرها فتعود و تسحب خفها وسط ذهول الرجلين وذهول مروان الذي رمي حقيبه وهرع اليها بدماء تغلي وهو يحمد الله علي ذلك السروال القطني البشع التي ترتدي تحت فستانها 
عاد الشابين پصدمه الي الخلف وهي تهجم عليهم قبل ان ينضم اليها مروان فينهال عليهما ضړبا دون كلمه 
عادت منار الي الوراء تراقب بسعادة وقلب متحمس والشابان يركضان بعيدا اعادت خفها الي قدميها واردفت 
عيال صايعة ماتربتش 
والله محد عايز يتربي غيرك 
اتسع فمها پصدمه وهو يمسكها پحده يجذبها الي الدكان 
اي اي براحه 
انتي اتهبلتي فاكرة نفسك راجل ولا ايه
جذبت يدها بغيظ قائله 
انا مش راجل ده انا بميه راجل 
هز رأسه پغضب ليردف من بين اسنانه 
وكنتي هتعملي ايه يا ميه راجل لما يتجمعوا عليكي ويرنوكي علقھ ويا عالم كان ممكن يعملوا ايه تاني 
يا سلام وانا مالي 
يعني ايه مالك انتي قاعده ليه لحد الساعة عشرة بليل في الشارع اصلا 
الله انا قاعده في اكل عيشي و هما اللي جاينلي اعملهم ايه يعني و لا انا اللي ندهتهم قولتلهم ونبي تعالوا زاولوني 
والله مش لاقي مبرر 
قالها باتهام ليزيد تنفسها پغضب وهي تضع يدها علي خصرها قائله 
وتلاقي مبرر ليه محدش قالك اتدخل اصلا 
وطي صوتك وانتي بتكلميني 
قالها پحده و هو يرفع اصبعه بتحذير وكأنها طفله صغيرة عضت علي لسانها وهي تري جديه ملامحه ونظرت بعيدا عنه عاقده ذراعيها باستنكار واعتراض  
زفر بحنق وهو يهز رأسه بقله صبر ليردف بعدها 
مش المفروض ابدا ان بنت تشتغل بعد الساعه عشرة بليل و لو صاحب الفرن هو السبب انا هكلمه 
لا انا اللي عايزة اشتغل واقفل براحتي 
قالتها وهي تنظر بعيدا رافضه ان تخبره بانها تنتظر حتي تضمن وصول شقيقها الي المنزل المكون من غرفتين فقط فتستطيع العودة والحصول علي بعض الراحة قبل الذهاب للعمل في الصباح الباكر قبل استيقاظهم والهرب من زوج والدتها 
يا سلام ده انتي بجحه اوي 
يا سلا 
بس متتكلميش 
قاطعها پحده لتزفر پغضب وهي تدور في المكان تحاول تجاهله فأخذت تخبط كل تقع يدها عليه 
وضع مروان يده علي جانب وجهه پغضب محاولا التركيز والتفكير بهدوء حتي لا يجذبها من شعرها الغجري بلون العسل 
ممكن تقفلي وتتفضلي تروحي 
رمقته بطرف عينيها لتهز رأسها بالموافقة ساعدها مروان لينتهوا بعض دقائق ويتم اغلاق المكان 
اتجه الي سيارته متوقعا منها اتباعه ولكنه فوجئ بها تفرد ردائها الذي تناسي وجوده حول خصرها و تتجه بعيدا عنه هرع خلفها يمسك بذراعها قائلا 
انتي رايحه فين 
كانت
تضع علكه جديده في فمها بدل التي بصقتها في الشجار فكادت تختنق بها وهي تشعر بقوة يديه تحيط بذراعها سعلت قبل ان تردف 
مروحه 
انتي بتسألي و
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 61 صفحات