رواية سهام القصول من 1-14
أمام السياره يزيل نظارته السوداء عن عينيه
هو انا جايبك معايا ليه .. عشان تقعدي في العربيه هانم
لتدفع مهرة باب السياره بحنق وطالعت المكان متسائله
وانا هعمل هنا ايه .. المكان كله عمال وصحرا
وكاد ان يهتف جاسم بشئ ...فوجد أحد المهندسين يتقدم نحوه
نورت يافندم
فسار معه بأتجاه المباني.. وأشار لها بعينيه أن تتبعه.
ووجدته يقترب منها بحنق
بقالي ساعه بنادي عليكي
فتمتمت بوجه محتقن
مسمعتش
أحنا هنمشي من هنا امتي
فحدق بها جاسم بتفحص وهو يراها كيف لا تستطيع ان تتحدث
لما نمشي هتعرفي
وتسأل ببرود
فين الميه
فحدقت به بغرابه
مية ايه ..أحنا في صحرا
لېتهجم وجه جاسم بجمود
ارجعي العربيه وهاتي ازازة المية
فأتسعت أبتسامتها وتسألت دون تصديق
وقبل ان يهتف بشئ ركضت نحو السياره ..فهي كانت تشعر بالعطش بشده وبحثت بعينيها كثيرا كي تجد مكان الماء ولكن ليس شيء بعد فها هي زجاجة المياه المعدنيه المغلقه
وروت جسدها وتنهدت براحه ..ونظرت للزجاجه التي أبتلعتها كلها
آه أخيرا شربت مية... الحمد لله
ونظرت إلى العلامه التجاريه المطبوعه على الزجاجه هاتفه بتهكم
وعادت إلى جاسم وهي تجفف وجهها بالمناديل الورقيه
فين المية يابني آدمه انتي
فأتسعت عيناها وهي تطالع وجه الحانق
هو انت كنت عايز تشرب
وأدارت له ظهرها قائله بأسف وهي تبتسم
شربتها
ولمحت عامل يحمل زجاجة مياه
اهي فيه ازازة مية معديه ..معرفش كانت فين من زمان
اتفضل ياجاسم بيه ولا انت مبتشربش زي عامة الشعب
فأغمض جاسم عينيه پغضب فرؤيتها تزيد من غضبه ... وألتقط منها الزجاجه
غوري من وشى
فأبتعدت عنه وهي ترفع يدها نحو العامل الذى وقف يتابعهم من بعيد
شكرا ياريس
فأشار لها عامل بيده ثم أنصرف
.
أقترب منه مساعده الشخصي
سيد كنان
فألتف نحوه كنان يشير إليه بأن يمهله لحظه حتي ينهي مكالمته الهاتفيه
وبعدما أنهى المكالمه ..تقدم معاذ مساعده المصري
ماذا هناك معاذ
ليتنحنح معاذ بأحترام
لقد أنهيت المقابله مع المتقدمات للوظيفه
ثم هتف
ووقع الأختيار على أثنتين .. فبقي الخيار الأخير لك سيدي
ليحك كنان ذقنه بتفكير
هاتفهم لأقابلهم غدا
وانصرف من أمامه بخطوات واثقه صاعدا نحو الجناح الخاص به
أتبعته بصمت وهي تجر أرجلها بصعوبه ..ووجدته يصعد احد الأبنيه خلف أحد المهندسين ونظرت للمبني الذي مازال في بداية أنشاءه
كان يوم مطلعلهوش شمس يوم ماطريقنا اتقابل ياابن الشرقاوي
ووقفت تنظر إلى درجات الدرج التي لا يحاوطها شئ وهو يصعد
وقررت ان تظل مكانها هنا فقدماها قد تورمت ولم يعد لديها جهد للصعود خلفه
ووضعت بيدها علي رأسها فالصداع بدء يدرب رأسها من حرارة الشمس خاصه بعد ان تخلت عن خوذتها
وظلت تنظر هنا وهناك إلى ان وجدت أحدهم يقف بجانب طاوله بها بعض الأشياء المخصصه لصنع الشاي
فأبتسمت وتقدمت منه متسائله
ممكن كوبايه شاي
فأشفق عليها الرجل وأعطاها كأس الشاي خاصته
ميغلاش عليكي يابنتي خدي... وانا هعملي واحد تاني
فأعترضت مهرة بخجل بعد ان أدركت ان هنا كل منهما يخدم نفسه بنفسه ..وبعد أصرار الرجل عليها أخذت كأس الشاي وأرتشفت منه ووقفت تحادثه
فبدء الرجل يحادثها عن البلده التي يعيش فيها وأنه أتي إلى هنا من أجل لقمة العيش ..الي ان ذكر زوجته وبناته ووجدته يتحدث عنهم بكل حب
فتمنت لو كان أبيها مثل ذلك الرجل الذي رغم سنه يغترب من محافظة لمحافظة أخري كي لا يحوج أسرته لأحد
وشعرت بآلم بقلبها وهي تتذكر والدها
وبعد وقت أنصرف الرجل لتلتف مهرة عائدة من حيث أتت ومازالت ترتشف من كأس الشاي
ووجدت جاسم يصافح أحدهم...ثم وقعت عيناه عليها فتقدم نحوها
شايف أتأقلمتي على الموقع
فتذوقت مهرة الشاي ببرود
جميل اوى الشاي ده
لتجد جاسم ينفخ أنفاسه بحنق ..ثم تخطاها عائدا نحو سيارته
حصليني بسرعه
فأبتسمت وهي تري حنقه وتركت كوب الشاي
كانت كوبايه شاي طعمها حلو اوي
وخطت بخطوات سريعه كي تلحقه
فوجدته احتلي مقعده بالخلف وقد خلع نظارته السوداء .. فأتجهت نحو مقعدها وجلست بأسترخاء تتنفس براحه
الحمدلله أخيرا
فأبتسم السائق وهو يقود السياره بعد ان أشار له جاسم بالمغادره
ولم تشعر مهرة بشئ بعدها الا عندما وصلت أمام مقر المجموعه وصوت جاسم يخبر السائق
صحي الهانم اللي نامت ... شكلها فاكره نفسها على السرير في بيتها
وانصرف بحنق لتفتح مهرة عيناها متمتمه بعبوس
اللهي تتكعبل يابعيد وانت ماشي
لتسمع ضحكات
السائق ... وغادرت خلفه حانقه
اليوم معاك بسنه
..جلست مرام تنظر إلي صور عرسها بأبتسامه منكسره ..فالكل ليلتها ظنها بأنها أسعد عروس
ولكن في الحقيقه كانت عروس تداري خيبتها
وشردت في اول ليله جمعتها بكريم وهي حلاله
تعبتي من الفرح .. تحبي نروح لدكتور
فنظرت إليه وهي تحبس دموعها
ليه عملت فيا كده.. ليه كسرتني
فطأطأ رأسه للحظات وهو يعتذر
أسف يامرام وجودك في حياتي كان غلط
ورفع وجهه نحوها فوجدها تبكي بحرقه
ليقترب منها بهدوء
أنت حبتني ياكريم
وكانت الاجابه