رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر
ناقما عليها وساخطا
أنا اللي اخترت أبقى كده أمي وحسناء أسباب لو أمي معذورة وفاهمة أن ده العادي أنا أيه أنا متعلم وفاهم بس حسناء وطريقتها حسستني أن ده العادي كنت عايز أوريها أن ده غلط بدوس عليها كل يوم أكتر من اللي قبله وايه النتيجة! بقيت أسوأ من عبد الرحيم كل اللي كان بيعمله معايا ومع أمي ولا حاجة جنب اللي أنا بعمله عمره ما ضړبني بالكمية دي عمره ما ضړبني إلا أما أغلط فعلا على قد الغلط لكن أنا أنا حيوان وهمجي
لأ مش هافضل كده لازم أرجع بني آدم تاني لازم أحاول أكيد مش هافضل حيوان للنهاية يارب أنت القادر عارف إني غلطان وکرهت نفسي سامحني قويني وقدرني أرجع تاني انسان يا رب مش عايز أفضل كده يا رب ساعدني أو خدني على الأقل ما أظلمش تاني واستقوي عليها يارب الرحمة من عندك
اتخذ قرارا سوف يحارب لتنفيذه لن يظل حيوانا للنهاية سيعيد الشخصية العڼيفة للأعماق سيحاول اخمادها وإبعادها عن حياته منحه قراره بعض الراحة عاد للبيت على عكس ما تركه يبدو عليه الهم والحزن
هاخذ إجازة سنة بدل ما أقدم استقالة
قدمي الطلب وأنا هكمل لك الإجراءات
أبدل ملابسه وجلس بالشرفة ظل بها حتى اقتحمه النوم أما هي فشعرت بسعادة جراء حالته تدعو الله داخلها أن ينتقم منه وأن يزيد ألمه ومعاناته تملكها إحساسها بالقهر لما يفعله بها والذي ختمه بإرغامها على ترك العمل ورغم رفضها للفكرة إلا أنها رحبت بجانبها الآخر وهو الابتعاد عنه وعدم رؤيته والتعامل معه لفترة تستطيع أن تستنشق هواء نقي بعيدا عنه وعن قهره وجبروته
باليوم الرابع لقراره وقبل ذهابه للعمل وضعت حسناء طعام الإفطار على المنضدة وجلست بصمت ولم تتناول معه الطعام تجاهلها تماما كي لا يحدث صدام يمنع نفسه عنها بكل طاقته ولكن لمذاق الطعام رأي أخر فالبعض مالح والبعض فاسد وبقوة مزيفة اكتسبتها خلال أيام لا تتجاوز أسبوع أجابت
ضړب المنضدة وكأنها اشتاقت للألم والإهانة حاول تهدئة نفسه لا يريد ايقاظ الۏحش الثائر الكامن داخله رغم ارتجافها لغضبه إلا أنها لم تتراجع حين لاحظت صراعه تريد الضغط عليه ورؤية معاناته نهض وتحرك ليغادر يعلم ان زاد دقيقة أخرى نفذت قوة تحمله وعاد لفعله لكنها لم تصمت والق على مسامعه ما حسم صراعه وأخرج وحشه الذي اصبح ثائر
كاد أن يخطو خارج المنزل فأعاده دعائها أغلق الباب بقوة رجت أرجاء المنزل ارتجفت وشحب وجهها تيقنت من تذوقها الألم أرادت إيلامه وهي من سيتألم الآن بدأت تتراجع للخلف مع تقدمه البطيء وكلماته التي تلت حركته
أنا ماسك نفسي عنك بالعافية بس واضح إنك حابة اللي بيحصل واشتقتي له صح تعالي أفكرك عملي
لم تصمت أو تتراجع وسارت على دربها لاستفزازه بدأ ولم يفق من حالته إلا حين أخرج ما حپسه داخله طوال الأيام السابقة وحينها نهشه الندم من جديد ليس من أجلها ولكن لما آل إليه ووحشيته التي طفت وتصدمه يوما بعد يوم
عدة ايام مضت وهم على منوال حياتهم هو يتجنبها قدر المستطاع وهي تستجمع شجاعتها كل حين وترميه بكلمات مسمۏمة تجاهر بدعائها عليه وهو يكبح زمام غضبه وإن تفاقم للذروة نالت من لسعات حزامه الكثير
كره العودة للبيت فيرجع بأوقات متأخرة لا يرافق زوجته حين يذهب لوالدته رغم تذمر حافظة واشتياقها ممارسة دورها پقهر زوجة ابنها حين أيقنت عدم رضوخ عبد الرحمن لها ذهبت إليهما وضعت الكثير من الخطط حتى نالت مرادها مستمعة ولم تهتز لسماع دعاء حسناء على
ابنها
هي أرادت حياتها عادية لم تطمع بالحب ولكن طمعت في المودة والرحمة فلم يدور بذهنها أو تتخيل أن الشخص الذي طالما رأته مبتسما بشوشا متدين يتمنع بكل تلك القسۏة وهذا التناقض فهو لا يتعامل معها بلطف إلا حين يراها حبيبته السابقة ويناديها باسمها مما يزيدها بغضا له وإن حالفها الحظ ونظر لعينيها أثناء ټعنيفها ورأى حبيبته