الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر

انت في الصفحة 15 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز

ناقما عليها وساخطا
أنا اللي اخترت أبقى كده أمي وحسناء أسباب لو أمي معذورة وفاهمة أن ده العادي أنا أيه أنا متعلم وفاهم بس حسناء وطريقتها حسستني أن ده العادي كنت عايز أوريها أن ده غلط بدوس عليها كل يوم أكتر من اللي قبله وايه النتيجة! بقيت أسوأ من عبد الرحيم كل اللي كان بيعمله معايا ومع أمي ولا حاجة جنب اللي أنا بعمله عمره ما ضړبني بالكمية دي عمره ما ضړبني إلا أما أغلط فعلا على قد الغلط لكن أنا أنا حيوان وهمجي 
أغمض عينيه پألم
لأ مش هافضل كده لازم أرجع بني آدم تاني لازم أحاول أكيد مش هافضل حيوان للنهاية يارب أنت القادر عارف إني غلطان وکرهت نفسي سامحني قويني وقدرني أرجع تاني انسان يا رب مش عايز أفضل كده يا رب ساعدني أو خدني على الأقل ما أظلمش تاني واستقوي عليها يارب الرحمة من عندك 
اتخذ قرارا سوف يحارب لتنفيذه لن يظل حيوانا للنهاية سيعيد الشخصية العڼيفة للأعماق سيحاول اخمادها وإبعادها عن حياته منحه قراره بعض الراحة عاد للبيت على عكس ما تركه يبدو عليه الهم والحزن 
أما حسناء فكانت بالغرفة دموعها لم تجف بعد لا تستطع الجلوس تستلقي على وجهها مرة أصبحت تكره تلك الوضعية وعلى جانبها مرة ما أن شعرت به عاد انتفضت واقفة لم تعد تطيق النظر بوجهه أرادت إبعاد مقلتيها عنه خشت أن تنظر لجهه أخرى أثناء محادثته فيعاود ضربها لذا اخفضت وجهها ودموعها تفيض بسخاء 
هاخذ إجازة سنة بدل ما أقدم استقالة 
نظر لهيئتها المړتعبة ولم يعقب اكتفى بإماءة لم تسمع ردا فتوقعت غضبه مرة أخرى رفعت وجهها پذعر هدأ حين طالعته رأت انكساره واضحا لم تهتم وأدرك هو عدم معرفتها لموافقته ولم يرد النقاش فأجاب باختصار شديد 
قدمي الطلب وأنا هكمل لك الإجراءات 
أبدل ملابسه وجلس بالشرفة ظل بها حتى اقتحمه النوم أما هي فشعرت بسعادة جراء حالته تدعو الله داخلها أن ينتقم منه وأن يزيد ألمه ومعاناته تملكها إحساسها بالقهر لما يفعله بها والذي ختمه بإرغامها على ترك العمل ورغم رفضها للفكرة إلا أنها رحبت بجانبها الآخر وهو الابتعاد عنه وعدم رؤيته والتعامل معه لفترة تستطيع أن تستنشق هواء نقي بعيدا عنه وعن قهره وجبروته 
لاذ بالصمت وتجنب الحوار اتخذ كل منهم مجلس بعيدا عن الأخر زادها بعده جرأة ترغب في إيلامه بأي طريقة وإن كانت بضع كلمات تحتد بالحوار تقذفه بالكلمات تدعو عليه جهرا بالبداية لم يستطع منع نفسه عن ټعنيفها 
باليوم الرابع لقراره وقبل ذهابه للعمل وضعت حسناء طعام الإفطار على المنضدة وجلست بصمت ولم تتناول معه الطعام تجاهلها تماما كي لا يحدث صدام يمنع نفسه عنها بكل طاقته ولكن لمذاق الطعام رأي أخر فالبعض مالح والبعض فاسد وبقوة مزيفة اكتسبتها خلال أيام لا تتجاوز أسبوع أجابت
أيه المشكلة بالسم الهارى 
ضړب المنضدة وكأنها اشتاقت للألم والإهانة حاول تهدئة نفسه لا يريد ايقاظ الۏحش الثائر الكامن داخله رغم ارتجافها لغضبه إلا أنها لم تتراجع حين لاحظت صراعه تريد الضغط عليه ورؤية معاناته نهض وتحرك ليغادر يعلم ان زاد دقيقة أخرى نفذت قوة تحمله وعاد لفعله لكنها لم تصمت والق على مسامعه ما حسم صراعه وأخرج وحشه الذي اصبح ثائر 
يا رب ما ترجع تاني حسبي الله ونعم الوكيل 
كاد أن يخطو خارج المنزل فأعاده دعائها أغلق الباب بقوة رجت أرجاء المنزل ارتجفت وشحب وجهها تيقنت من تذوقها الألم أرادت إيلامه وهي من سيتألم الآن بدأت تتراجع للخلف مع تقدمه البطيء وكلماته التي تلت حركته 
أنا ماسك نفسي عنك بالعافية بس واضح إنك حابة اللي بيحصل واشتقتي له صح تعالي أفكرك عملي 
لم تصمت أو تتراجع وسارت على دربها لاستفزازه بدأ ولم يفق من حالته إلا حين أخرج ما حپسه داخله طوال الأيام السابقة وحينها نهشه الندم من جديد ليس من أجلها ولكن لما آل إليه ووحشيته التي طفت وتصدمه يوما بعد يوم 
عدة ايام مضت وهم على منوال حياتهم هو يتجنبها قدر المستطاع وهي تستجمع شجاعتها كل حين وترميه بكلمات مسمۏمة تجاهر بدعائها عليه وهو يكبح زمام غضبه وإن تفاقم للذروة نالت من لسعات حزامه الكثير 
كره العودة للبيت فيرجع بأوقات متأخرة لا يرافق زوجته حين يذهب لوالدته رغم تذمر حافظة واشتياقها ممارسة دورها پقهر زوجة ابنها حين أيقنت عدم رضوخ عبد الرحمن لها ذهبت إليهما وضعت الكثير من الخطط حتى نالت مرادها مستمعة ولم تهتز لسماع دعاء حسناء على
ابنها 
هي أرادت حياتها عادية لم تطمع بالحب ولكن طمعت في المودة والرحمة فلم يدور بذهنها أو تتخيل أن الشخص الذي طالما رأته مبتسما بشوشا متدين يتمنع بكل تلك القسۏة وهذا التناقض فهو لا يتعامل معها بلطف إلا حين يراها حبيبته السابقة ويناديها باسمها مما يزيدها بغضا له وإن حالفها الحظ ونظر لعينيها أثناء ټعنيفها ورأى حبيبته
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 77 صفحات