رواية سلوى من الفصل الاول للفصل السادس عشر
تلقته حسناء وبشتى الصور حتى المرات القليلة التي عاملها بها عبد الرحمن بحب وحنان متخيلها حبيبته سدد إهاناته لها كامرأة لم تشتك لوالدتها قط رغم سؤالها الدائم لها ففي أحد المرات اتصلت بعد عودتهم من بيت حافظة مباشرة ولتوها متذوقة مرارة الاھانة ولسعات حاړقة لن تمكنها من الجلوس لفترة أجابها عبد الرحمن
وعليكم السلام يا ابني إزيك معلش قلقتكوا بس عايزة أطمن عليكم أنتم كويسين
أجاب باقتضاب وأسرع بترك حرية الحديث لحسناء
كويسين الحمد لله حسناء معاكي
أعطاها سماعة الهاتف الأرضي وتركها ودخل الغرفة تمنى ان تشتكي لولدتها ضربه لها منذ قليل تمنى أن تعترض لتترك حياته وتمضي لكنها لم تفعل ولا يدرى لما! لم يهتم بالسبب ولكن ازداد غضبه منها
إزيك يا ماما وحشتيني قوي
أنت كمان يا بنتي طمنيني عليك أنا قلبي واكلني وقلقانة قوي مش عارفة ليه وكل ما أغمض عيني أشوفك بټعيطي
اجابتها بصوت مخټنق ودموع حبيسة
أنا كويسة يا ماما عادي يعني
متأكدة طيب صوتك ماله أنت تعبانة حاجة مضايقاكي طاب عبد الرحمن بيعاملك كويس من وقت ما اتجوزتي عمرك ما قولتي لي مبسوطة ولا لأ ولا اتكلمتي عن جوزك بحلو أو وحش
ربنا يقدرك على فعل الخير يا بنتي كله قاعد لك يا حبيبتي بكرة تكبري وأولادك يساعدوك ربنا يكتب لك كل خير يا حبيبتي
انتهت حسناء وعلي وجهها بسمة تهكم ساخرة دخلت الغرفة فرأت الڠضب يتراقص بأعين عبد الرحمن لم تدرك أن غضبه من حديثها مع والدتها ظنت أن عقابها لم ينته ارتجفت لدرجة أنها خشت خلع ملابسها أمامه فيجذبها ويكمل فعله كما يفعل دائما فأخذت ملابسها واسرعت الي الحمام لتبدلها
والدتها مقلة بزيارتها لتمنحهم بعض الخصوصية وحسب تعليمات حافظة لتتجنب الخلافات ولا تفسد حياة ابنتها الوحيدة وبكل مرة تذهب إليهما تتصل حافظة بعد فترة بسيطة وتتدعي التعب فترحل ويسرعان إليها
ممكن أفهم أيه اللي حصل ده
بصوت مرتعش متحشرج أجابت
هو أيه مش عارفة!
نظر لها بحدة مضيقا عينيه
مش عارفة!!!
بنبرة مړتعبة أشبه للرجاء أجابت
والله مش عارفة
بحسم ونبرة حادة غليظة استرسل
أدخلي اجهزي هعرفك بطريقتي
امتزج البكاء مع كلماتها فجسدها لم يطب بعد تلقت من يومين ما أهلكها والنتيجة تغيبها من العمل ووضع أدوية كثيرة لتتمكن فقط من الجلوس وهي تخفي ألمها
والله مش هعمل اللي زعلك تاني قولي بس وأنا والله مش قصدي بالله بلاش كده
رجائها بتلك الطريقه يستدعي شخصيته الأخرى ويزيد الصراع داخله فيزيد من غضبه صړخ بوجهها
مش عايز حرف زيادة كل حاجة هتنطقي بها هتزود اللي هيحصل فاسكتي افضل
حسم الأمر وأنتهى وعليها الصمت تعلم جديته بهذا الوقت دخلت الغرفة ممتثله لأمره لم تتوقف دموعها أما هو كان بقمة غضبه خشى مما قد يحدث هي توقظ كل ما هو سيئ داخله لم يعد شبهها بحبيبه يجدي نفعا سوي بلحظات قليلة حين تكون صامته ومستسلمة والأغلب بالمساء بجوف الليل بالأوقات الحميمية وفيها يناديها حبيبة
لما تقفي تضحكي مع زمايلنا وصوتك جايب المدرسة كلها اسميها أيه أنت فاكرة أيه يا هانم من هنا ورايح مدرسة مفيش أخر يوم ليك بكرة وبعد كدة تقعدي في البيت مكانك بيتك فاهمة
يتحدث بلسانه ويده وطاقتها الواهنة تتلاشى أجابته بأحرف راجية الشفقة موضحة
والله مش قصدي طب مش هعمل كده تاني أسفة خلاص
مش قادرة بلاش أقعد في البيت
إجابتها يده فامتثلت له لتنهي ما يقع عليها ولا تتحمله تركها غادر المنزل بالكامل يشعر بالضيق والسخط من نفسه ليست تلك الشخصية التي يريدها ليست تلك الحياة التي يتمناها جانب منه يلوم والدته التي تعزز هذا السواد داخله وأخر يعذرها فتلك الحياة التي عاشتها واعتقدت انها مثاليه
وبالنهاية صارح نفسه