رواية سماح كاملة
حضور ضيوفهما حتى أتت خالته الحنونة تحتويها بين ذراعيها كما تحتويها خالتها ميسرة فهما الوحيدتان اللتي تشعر معهما بحنان الأم الحقيقي
وحشتيني يا سدرة
شددت سدرة من ضمھا تتنفس عبقها الحاني
إنت كمان وحشتيني قوي يا ماما زهرة
أبتعدت زهرة عنها تنظر لها بأعين مندهشة متعجبة
ماما!
أومأت سدرة برفق وأقتربت تقبل جبينها بحب ثم ابتعدت عنها قليلا
ضمتها زهرة ثانيا وأخذت تمسد على ظهرها برفق
حبيبتي ربنا يبارك فيك ويعوضك بالخلف الصالح وأشوف أبنكم وأشيله على إيدي قريب أن شاء الله
تدرج وجه سدرة بحمرة الخجل وأنزلت رأسها على استحياء فضحكت زهرة عليها ونظرت لأبن شقيقتها
تجلد هارون أمامه خالته وكتم غيظه وغضبه كي لا تعلم ما بينه وبين سدرة
كله بإرادة ربنا يا خالتي
أومأت زهرة متفهمة وأشارت له كي تنبهه
ونعم بالله يا حبيبي بس احنا لازم ناخد بالأسباب ونسعى زي ما ربنا والنبي صلى الله عليه وسلم قالوا لينا وأمرونا أنت متستناش أكتر من كدا وتاخد مراتك وتروحوا لدكتور يكون شاطر عشان يعرف اسباب
زوى هارون حاجبيه بضيق
أن شاء الله يا خالتي لما أفضى من كام حاجة ورايا كدا هبقى اشوف موضوع الدكتور دا
ثم أشار له لتتقدمه
وبعدين سيبينا من الكلام دا دلوقتي واتفضلوا نتعشى الأول
وأمسك يد حمدي وأقترب منه يسر له بعض الكلمات
بقولك ايه خلي أمك تخف عني شوية هى كل ما تشوفني تكلمني في موضوع الخلف دا
وانا مالي يا خويا لو شاطر قولها هى الكلام دا عشان تعلقلك الفلكة أنما انا مش هتكلم لأن ساعتها هتسيبك وتمسك فيا وتفضل تديني في جنابي عشان موضوع جوازي أصلها شيفاني عنست
هز هارون رأسه بيأس
الواحد هيلقيها منك ولا من أمك
نظرت زهرة خلفها عندما استمعت لهمس ابنائها
هز هارون وحمدي رأسيهما بنفي وهما الخطى خلفها
لا يا خالتي دا انا بسأله على حاجة في الشغل
أومأ لها حمدي وهو يبتسم ببلاهة ثم نظر لهارون يغمز له بعينه
أيوة يا ماما مجبش سيرتك دا بيسألني عن حاجة في الشغل
نظرت زهرة أمامها وأمرتهم بأتباعها
بلا شغل بلا فلقة راس خلينا ناكل الأول وبعد كدا ابقوا اشتغلوا زي ما أنتم عايزين
وانا وسوسو حبيبتي هنقعد مع بعض نحكي شوية أصل وحشني الكلام معاها مش كدا يا سوسو
أومأت لها سدرة بابتسامة عذبة
كده يا ماما زهرة
التفوا اربعتهم حول الطاولة العامرة بأصناف عديدة شهية يتناولون الطعام بتلذذ وبعد انتهائهم دخلا هارون وحمدي لغرفة المكتب بينما جلستا سدرة وزهرة في
بهو القصر بجانبه
الخليجي الهادئ يتسامران حول شؤن حياتهما وبعد عدة ساعات خرج هارون وحمدي خلفه وهو يتثأب بنعاس وأقترب من المجلس فأستمعا لزهرة وهى تتحدث
اللي ما بيسمعش كلامي يا سدرة بيخسر ويتعب لازم تخليك قريبة من جوزك وتحاولي بكل الطرق أنه يفضل ليك أنت وبس اوعي تدي الفرصة لواحدة تانية أنها تاخده منك وبعدين الواد حمدي قالي أنه عنده بت مسهوكة بتشتغل عنده سكرتيرة إسمها منار بس ايه عملة في نفسها البدع عشان تعجبه وكمان بتدلع وتتغنج عليه ودا راجل يا حبيبتي كلمة توديه وكلمة تجيبه
نظر هارون بغيظ لحمدي الذي أشار له بحذر
انا مقولتش لها حاجة هى اللي بتجرجرني في الكلام وأنت عارف خالتك ولا شارلوك هولمز في جمع المعلومات
توعد هارون له بحساب عسير
أن ما قصتلك لسانك عشان يبطل كلام خالص مبقاش انا
ثم استمع لمزيد من نصائح زهرة النسائية ذات الخبرة الكبيرة
عايزاك تشعليلية وتخليه يولع البسي له الشفتيشي ولأحمر والأخضر فاهمة وبعدين فين قمصان النوم اللي جبتهم ليك أخر مرة
عند هذا الحد دخل هارون متنحنحا حتى لا تزيد خالته من تلك النصائح أمام حمدي فغيرته كرجل ونخوته لا تسمح له بسماعه لتلك الكلمات المحرجة الموجة لزوجته
ايه يا خالتو مش كفاية نصايح بقى
نظرت زهرة بأتجاههما بنزق
ايه اللي جابكم دلوقتي لحقتوا تخلصوا شغل
نظر هارون في ساعة يده ثم نظر لها متعجبا
أحنا بقالنا أربع ساعات بنشتغل وأنتم لسه مخلصتوش كلام
أشارت له زهرة بلامبلاة
لأ لسه مخلصناش روحوا ألعبوا ليكوا دورين شطرنج ولا اتاري على ما أكمل قعدتي مع سدرة
أقترب حمدي منها يرجوها أن تكتفي بهذا القدر
لأ شطرنج ايه وأتاري أيه بس يا حبيبتي دي الساعة داخلة على عشرة ونص ولازم نروح عشان أنام بدري لأن ورايا سفر الصبح وهارون كمان وراه شغل
نظرت له زهرة متأففة
يوه أنت دايما كدا من يومك لازم تنكد عليا وتحرمني من أي قاعدة حلوة
ربت حمدي على كتف والدته برفق
معلش يا حبيبتي تتعوض المرة الجاية
خلاص يا خالتي خليك هنا باتي مع سدرة وأتكلموا مع بعض طول الليل زي ما تحبي ولا تزعلي نفسك
هزت زهرة رأسها