رواية سماح كاملة
عن التفكير أغمضت عينيها بأسى واستغفرت ربها مرارا وتكرارا وبينما هى كذلك لاح في ذاكرتها ومضات من ليلة أمس حينما كان هارون يراقصها وينظر في عينيها بقوة وتركيز فرأت في عينيه لمحات من حبه لها لكنه يجاهد نفسه كثيرا حتى يؤده داخل مقلتيه ويمحي اي أحساس بداخله ناحيتها دمعت عينيها وهى تتمنى أن يعطيها الفرصة للصفح عنها ومحو خطيئتها
ثم رفعت وجهها للسماء ودعت ربها بيقين
يارب أنت قادر تلقي عليه محبتي وتخليه يسامحني يارب انا توبت ليك فتقبل توبتي يا الله
في مجموعة البنا للبناء والتعمير جلس هارون في مكتب رئيس المجموعة الخاص به وأمامه الكثير من الملفات الورقية يراجعها بدقة وتركيز استمع لصوت نقرات متتالية على باب الغرفة فأمر لزائرة بالدخول
دخلت سكرتيرته الحسناء تتمايل بقدها المنحوت
الأستاذ حمدي النائب بتاع حضرتك بره وطالب يقابلك يا فندم
أومأ هارون لها وأشار لها محذرا
خليه يدخل ومش عايز أي مقاطعة ولا حتى تليفونات لغاية ما أخلص معاه
هزت رأسها بتأدب وأنسحبت من أمامه بنعومة كاذبة جعلته يسخر منها بداخله
حاضر يا فندم
أخ عليها لو بس تميل بنت اللذينة دي
أبتسم هارون وهز رأسه بيأس من تعقل ذلك الأرعن
مش هتعقل بقى ولا ناوي تفضل طول عمرك كدا
أشار حمدي لباب الغرفة
لو الجنان هيوصلني ليها فانا مستعد اټجنن بس ترضى عني
ثم ضيق عينيه وسأله بنزق
ضحك هارون بصوت مجلجل
لسه هقول عليك ما أنت فعلا ذئب بشړي يا أخي هو لولا تحذيري ليك أن موظفات شركتي خط أحمر كان زمانك موقع نصهم وبعدين انا مش زيك انا واحد المظاهر مبقتش تخدعني لأني اتلدغت منها مرة زمان وخلاص توبت والحكمة بتقول لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين وكفاية هزار بقى وخلينا في الجد وقولي عملت أيه في اللي طلبته منك
خلاص يا سيدي متفضلش تأنبني عرفنا أنك بقيت ولي من أولياء الله الصالحين اتفضل دي ميموري عليها كل المعلومات اللي طلبتها وعلى فكرة كان عندك حق في ظنك بخصوص صاحب شركات المهدي فعلا طلع مريب وليه في اللعب من تحت الترابيزة
عمر احساسي ما كدب وديما ربنا بينور بصيرتي
لكنه شرد لثواني ونفسه
تحدثه
لا احساسك
كدب عليك يوم ما خلاك تحب سدرة وما تشوفش حقيقتها الحقېرة
نفض هارون ذلك الوسواس القهري اللذي يلازمه دائما عن رأسه ونظر لحمدي
قدرت توصل لمعلومات أكيدة نوقعه بيها
هز حمدي رأسه بنفي
لأ نوقعه فعلا لسه لأن كل المعلومات اللي عندك دي مجرد شائعات الناس بترددها لكن مستندات حقيقة نقدر نثبت بيها فساده فعلا أن شاء الله بحاول مع حد وأن صدق هيكون في معانا الورق اللي يودي زاهر المهدي في داهية قريب قوي
تحفزت تقاسيم هارون وهو يضم قبضة يده على الذاكرة المدمجة
هو اللي قرر يلعب معايا لعبه القذر واللي يلعب مع السبع يستحمل عضه
هز حمدي رأسه بأسف
جنت على نفسها براقش بس قولي عملت أيه المهندس أيهاب عرف أنك كشفته
أبتسم هارون بخبث
لأ لسه مدعي الفضيلة وفاكر نفسه الرجل الخارق اللي محدش يقدر يمسك عليه غلطة وماشي ينفذ كلام زاهر بالحرف مسكين ميعرفش أني كشفته من بدري والفضل لربنا وللمعلم عبده مقاول العمال لما قابلك في الموقع ونبهك لتلاعبه في مون الأساسات على غير العادة فاكر أنه هو الوحيد بس اللي فاهم
زفرة حمدي پغضب متذكرا ما حدث
انا لما المعلم عبده قابلني وحكالي على اللي لاحظه مكنتش مصدق أن واحد زي الباشمهندس أيهاب الراجل الملتزم الخلوق اللي شغال معانا بقاله اكتر من عشر سنين ملتزم وطول عمره مغلطش في شغله غلطة واحدة يطلع منه التصرف دا والله انا حزنت على اللي وصل نفسه ليه
ضړب هارون سطح مكتبه پغضب ونهض متوجها لنافذته الزجاجية ينظر عبرها للحركة الدائرة في الخارج وبنبرة يملؤها الحدة خرج صوته هادرا
لا متحزنش عليه إذا كان هو مخفش من ربنا وعمل كدا دا ميستهلش غير أنه يتحرق حي على مۏت ضميره انا لولا خاېف أن زاهر يدور على حد غيره ويوقعه زي ما وقع إيهاب من غير ما أعرف انا كان زماني كشفته ووديته في داهية بس هصبر لغاية ما أوقعه هو وزاهر مع بعض أن شاء الله
وقف حمدي وتوجه ناحيته
خلاص يا هارون مضايقش نفسك واهدى وتعالى نقعد نشوف مع بعض خطواتنا