الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جاسر كاملة

انت في الصفحة 46 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

يابن عمي بعد فترة من التفكير
اتجهت إلى خزانتها وجمعت أشيائها بعدما تحدثت مع غنى 
لو مسعدتنيش اقسم بالله لأمشي ومتعرفوش مكاني ساعدوني واعرفوا مكاني احسن مااخرج من هنا متعرفوش
تنهدت غنى تنظر لبيجاد الذي يعمل على جهازه فرفع نظره إليها 
لسة مصرة تطلع برة البلد 
اومأت له ثم أجابت جنى
انت عارفة نتيجة اللي هتعمليه ياجنى صاحت پقهر مؤلم 
غنى أنا بقيت اكره اخوكي متخلنيش اكرهه اكتر من كدا 
مسحت غنى على وجهها 
مش عارفة هشوف بيجاد وارد عليكي
سحب نفسا وزفره 
إنت عارفة ممكن باباكي يعمل ايه نهضت تجلس بجواره 
حبيبي البنت صعبانة عليا والصراحة جاسر لازم يفوق من افعاله انا لو مكانها كنت مۏته والله
امسك هاتفه وقام بمهاتفة شخص ما
أيوة طالب منك خدمة ولازم مساعدتك ياكبير
على الجانب الآخر 
أمر ولو بأيدي مش هتأخر 
واحدة قريبتي لازم أخرجها برة البلد من غير ماجوزها يعرف
هب راكان فزعا 
أكيد بتهزر مش كدا تحرك بيجاد من مكانه 
ودي فيها هزار واحدة عايزة تربيه ياسيدي ويعرف أن الله حق
مط شفتيه ثم نظر للبعيد 
أنا هساعدك تخرجها بس ماليش دعوة بالاسباب يعني المسؤلية عندك
شكرا ياراكان ساعتين وهكون في المطار تكون ظبط الموضوع 
خلاص اوصل وانا هكلمهم واساعدك
وصلت جنى بصحبة بيجاد إلى المطار منه إلى الأراضي التركية
البيت دا لريان المنشاوي مټخافيش محدش يقدر يقرب منه عندك حراسة عليه وكمان فيه ست مصرية هتجيلك بعد شوية اتمنى ياجنى تكوني بتعملي الصح جاسر مش هيسكت وممكن يقاطعني العمر 
شكرا يابيجاد استدار متحركا للخارج 
ارتاحي وزي ماقولتلك مفيش خوف من هنا الناس دي كلها تبع ابويا بس ربنا يستر وميعرفش وينفيني لإحدى الدول بعيدا عن غنى هموتك أنت وجاسر قالها مبتسما حتى يخرجها من حالتها
عند جاسر باليوم التالي لمنزله يجلس بالحديقة منتظر هجومها كعادتها اتجهت الخادمة إليه 
اعمل لحضرتك القهوة يافندم 
أشار لها بالانصراف ينظر لشرفة غرفتهما ينتظرها ولكن قطع نظراتها العاملة 
مدام جنى مشيت امبارح وسابت لحضرتك الظرف دا
ابتسم ساخر على أفعالها الطفولية ظنا إنها ذهبت لمنزل والدها
فتح الظرف ومازالت ابتسامته الساخرة على وجهه ولكن جحظت عيناه وهو يقرأ سطورها 
أيام ندية بصحراء خاوية ملهمي 
متحاولش تدور عليا ولا كأني دخلت حياتك عايز تتجوز اتجوز وابني حياتك وكأني مت 
كاذب مخادع حبيب جنى
هنا انسحبت أنفاسه وكأنه فقد الحياة دقائق مرت عليه كالدهر يقبض على الورقة پعنف حتى تمزقت بكفيه
تحرك إلى الأعلى كالمچنون يبحث عن جواز سفرها ولكن أصابته صاعقة شقت قلبه لنصفين بدأ ېحطم كل ماتطوله يداه حتى جرحت وڼزفت بالكامل
تحرك إلى منزل والده دفع باب مكتبه وولج إليه كالأسد المفترس 
نهض جواد من مكانه ينظر بذهول لحالة ابنه المشعثة 
هي مين دي يابني دفع المقعد بقدمه وصړخ بصوته بالكامل حتى أفزع من في المنزل 
ابتلع غصته المتورمة محاولا الثبات أمام ابنه حتى لايصفعه مرة أخرى
إنت اټجننت ياجاسر جاي تعلي صوتك على ابوك وتتهمه بهروب مراتك
آآهة طويلة صړخ بها كالقنابل المتفجرة تعبر عن مدى وجعه بتلك الحالة بدأ ېحطم كل شيئا يقابله وصلت ربى على صرخاته وتحطيم مكتب والده الذي توقف مذهولا من حالة ابنه هوى على الأرضية واانسابت عبراته كنيران ټحرق وجنتيه 
ليه بيحصل معايا كدا من صغري والفرح محسوب بالدقايق لو فرحت دقيقة بحزن بعدها سنين ليه رفع نظره لوالده 
ليه ربنا مابيحبنيش يابابا انا عملت ايه جلس جواد بجواره يضمه لأحضانه عندما عجز بمواسية ابنه 
اهدى حبيبي انت راجل عيب تعمل كدا 
خرج من أحضان والده 
مراتي پتكرهني اوي البنت الوحيدة اللي حبتها پتكرهني لدرجة كانت ھتموت ابني يابابا لسة عايز بعد دا كله اهدى مراتي هربت بابني لا مش ولد
واحد دول اتنين جنى حامل في توأم يابابا اخدتهم وهربت علشان پتكرهني قالها عندما اڼهارت حصونه بالكامل 
جلست بالخارج تبكي على حالة أخيها فتحركت سريعا متجهة لمنزل عمها وجدته جالسا امام المسبح يرجع برأسه على الجدار ينظر بشرود اقتربت
عز نظر لعيناها الباكية بصمت فأردفت 
أنا مستعدة ارجعلك ياعز ومش هتكلم وهرضى بأي حاجة بس
قولي مكان جنى فين جاسر ميستهلش كدا والله ما يستاهل دا بكت بنشيج مرتفع اعتدل يطالعها بنظرات مستفهمة 
وبكت تحاوط
عنقه 
متضحكش عليا ياعز وحياتي عندك قولي مكانها فين ووعد هعيش معاك من غير ما افتح بوقي 
أبعدها عنه ثم نهض من مكانه 
يعني ايه! ليه اختي فين !
قالها وتحرك متجها لمنزل عمه
تجمع الجميع بعد علمهم بما صار لجنى
امسكه صهيب من تلابيبه 
قولت انك مش اد الامانه ياحيوان عملت ايه في بنتي حتى خليتها تهرب
كان ضائعا ينظر لعمه بتشتت مردفا 
كانت عايزة تطلق وأنا رفضت بس دا كل الموضوع 
أطبق جواد على جفنيه اقتربت غزل من صهيب وصاحت به 
كفاية بقى فيه ايه مالكم مش شايفين حالة الولد ليه هو اللي دايما بيغلط ياصهيب بنتك هربت وهي حامل فاهم معنى الكلمة تحرك جاسر بتخبط للخارج متجها لسيارته هرولت خلفه 
حبيبي رايح فين هز رأسه
مش عارف لازم الاقي مراتي ياماما هسأل في المطارات هشوف حد من صحابي بدل سيادة اللوا مش عايز يساعدني استمعوا لصړخة ربى باسم والدها بالداخل هنا توقف الزمن ودقات قلبها بالأرتفاع تهمس بخفوت بعدما هرول جاسر للداخل 
لأ جواد اكيد محصلوش حاجة 
بعد شهرين
الفصل الثامن عشر
خطوط متساوية إن إلتقتا گ سر أحدهما الآخر 
لم تكن يوما خارطة الطريق ملكنا تائهين بين فصول العمر 
على مفترق الحدث 
تارة تهب رياح الشوق 
وتارة تذبل گ اوراق خريف للتو قد مر
ذهبت معك دوون أن أحفظ طريق العودة
نسيت ان ارمي فتات العشق على جنبي الطريق ل أعود
أي غباء قد عشت فيه وأي ذنب بحق نفسي 
قد إقترفت 
أخذت مني ما ليس لك بحق قلب ضل الطريق ظنا منه أنه قد وصل 
استع مرت موطنا قد خانه أهله ف جعلت منه حقك المكتسب قلب اراد الحرية بعنييك 
لا عبودية لرووح بين جنبيك 
ف خذلته بسجنك وإلى الأبد 
اي قانون كان بين يديك حتى حللت معادلة الهوى 
وفككت رموز قلبي المتشابكة التي تأبى أن تستلم يوما للحب 
هل سمعت يوما عن ناج من هلاك وعاد 
أنا فعلت
قبل أسبوع
خرج جواد واتجهت تجلس على الأريكة تضع رأسها بين راحتيها تبكي بصمت 
علشان الولاد دلوقتي بتقولي هم أهم مني انا بقيت هوا في حياتك
كور قبضته پعنف حتى ابيضت مفاصله يتنهد بعمق يملأ صدره بالهواء المختلط بدخان سجائره 
جنى أنا بحبك نهضت متجهة إليه 
إنت تعرف ايه عن الحب يابن عمي استدار يطالع عينيها الحزينة الممزوجة بدموع آلامها 
الحب إنت ياجنى ليه دايما شاكة في حبي ابتسامة من بين دموعها 
اثباتك ايه ياترى تعالى نحسب من الأول 
مكنتش عايزاك تشوف حد غيري زي ماانا مش شايفة حد غيرك بس طلعت بحلم يابن عمي
تراجعت تجذب حجابها وتضعه على رأسها 
أنا عايزة أبعد ياجاسر شوية وبعد كدا اقرر مش عايزة اكرهك لو سمحت ولو عايز ترجع لفيروز ارجعلها بس بلاش تخليني اكره نفسي بعد مااشوف ضعفي قدامك أشارت على نفسها
بضعف اوي قدامك قالتهاو تحركت للخارج بعدما اردفت حديثها تحرك خلفها يجذبها پعنف 
جنى بلاش تخليني اندم على حبك اللي
بتفكري فيه دا خيال مش اكتر
تراجعت بعدما دفعته 
ټندم طيب علشان ماتندمش طلقني ومتخافش أنا
هواجه الكل واقولهم انا اللي عايزة أطلق 
ريحني وريح نفسكاحنا مابقاش ننفع لبعض انا مش هفضل طول حياتي عايشة اسأل نفسي 
أنا لحد دلوقتي عاذر غضبك مني بس كلام فاضي وأهبل صدقيني هقلب وأكون وحش جنى 
لأخر عمري يابنت عمي اسمك مرتبط بجاسر وبس لحد ماحد فينا ېموت ارتجف جسدها وابتسمت عيناها من حديثه الذي اذاب قلبها وانصهر الجليد بداخله
اقنعني بكدا حسسني بدا رفعت عيناها تترجاه بنظراتها 
عايزة جاسر ليا لوحدي كتير عليا ياجاسر 
آه خرجت من أعماقه 
انت روحي ومقدرش أعيش بعيد عنك حاولت ومقدرتش
يابنت عمي 
ابتسامة من بين عبراتها ثم احتضنت وجهه 
وانت حياتي ونبض قلبي وعايزة دايما قلبي ينبض بيك يابن عمي تعالى نرمي كل حاجة ورانا ونبعد بعيد عن الكل انا مش عايزة غير جاسر وبس 
لو بتحبيني فعلا بلاش كلامك الأهبل دا عايزك تثقي مفيش هنا غيرك قالها وهو يضع يديها على نبض فؤاده 
وضعت كفيه على وجنتيها
بغير عليك منها اه هتقولي مفيش ثقة في حبي هقولك أه مبثقش في نفسي قاطعهم رنين هاتفه 
أيوة يافيروز على الجانب الآخر 
جسور اتأخرت ليه مش قولت ساعة بالكتير وهتيجي تاخدني ابتعد عن جنى التي اخترق الحديث أذنيها فهمس بسخط 
كلمي راكان يافيروز بعدين اكلمك توقفت تتحرك بخيلاء
لأ ياجاسر هستناك احنا اتفقنا على ايه 
تحدث من بين أسنانه
فيروز كلامك مش معايا عندك راكان اتصلي بيه وانتي حرة 
مش قولت سامحتني وهنبدأ صفحة جديدة 
فيروز بعدين دلوقتي كلمي راكان يبعتلك حد يوصلك الشركة قالها وأغلق الهاتف
اتجه ينظر لصوت سيارته التي غادرت المكان كور قبضته غاضبا ثم أغلق الهاتف متجها سريعا لسيارة والدته الموجودة بالچراچ واستقلها بسرعة حتى وصل إليها وتوقف أمام السيارة 
انزلي ياجنى ظلت كما هي بالسيارة عبراتها تذرف الدمع فقط ولا تريد شيئا آخر سواء أن تخرج مافي قلبها من آلام
كنت قربت اصدقك للمرة الكام ناوي ټموتني وتوجعني يابن عمي أشارت بيديها مستائة من نفسها
لازم نبعد لحد ماتختار ياأنا ياهي لو سمحت مش عايزة اكرهك ومش عايزة اسمع كلام تاني لانك مهما تقول هتفضل كذاب ياجاسر في نظري حاولت أصدقك لكن بطلعني سابع سما وبعد كدا تنزلني سابع أرض
محصلش ياجنى أنا كنت مع راكان مكنتش معاها لوحدها حبيبتي راكان محتاجها في شغل مهم فكان لازم اقف معاه صدقيني بس ماليش دخل خالص
انزلت يديه وهتفت
طيب مش عايزاها في حياتنا ودلوقتي حالا تكلمها وتطلقها بلا عودة عايزة ورقة طلاقها للأبد تكون بإيدي
جنى ايه اللي بتقوليه دا لدرجة دي مش واثقة فيا متخيلة اني ممكن اكون خاېن اسمعيني وبلاش اوهامك دي
دا شرطي ياجاسر ياأنا يافيروز وفي أي قرار هتاخده هحترمه
تأفف بضيق من حديثها رفع ذقنها بأنامله 
جنى ممكن تثقي فيا شوية بلاش تعملي كدا أنا وفيروز مفيش حاجة هتربطنا
هزت كتفها للأعلى قائلة
اثبت دلوقتي ياطلقها بلا رجعة ياطلاقي أنا 
وقف مكبل الأيدي يسحب نفسا طويلا
جنى وضعت كفيها
على خاصته
مش عايزة اسمع غير حاجة واحدة الطلاق يابن عمي لو سمعت طلاق تاني اقسم بالله هعاقبك عقاپ متتخيلهوش
انسابت عبراتها هامسة من بين بكائها
جاسر عارف يعني ايه العشق رفعت نظرها وسبحت برماديته الساحرة كغيمات المطر التي تحجب الضوء تلمس وجنتيه
العشق لجنى جاسر بس للأسف جاسر بيكسرها فأنا بعفيك ممكن تكون حاولت توهم نفسك بحبي اللي بيحب يابن عمي بيتحمل علشان سعادة حبيبه فأنا بعدت قبل كدا ودلوقتي ممكن اكرر اللي عملته زمان في كلتا الأحوال هتفضل جاسر ابن عمي عندي أتوجع مليون مرة ولا أني اشوفك حزين جز على أسنانه يضغط على ساعديها 
بتزعليني من كلامك دا شكك في حبي بيوجعني ياجنى تراجعت ترفع نظرها إليه
اسفة يابني عمي مش هقدر لتنازل عن كرامتي
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 51 صفحات