الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ندي حسن الجزء الاخير

انت في الصفحة 17 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

وتمددت عليه وضعت يدها أسفل الوسادة تتحسس رسائله الورقية المكتوب داخلها كلمات 
اجتمعت العائلة بعد تناول العشاء في غرفة الصالون نفس الغرفة التي كان يجلس بها الجميع بالسابق هو يبقى قليلا ويخرج وشقيقه المثل وعمه أيضا كل منهم يفعل ما يريد من عمل أو غيره ويتركها مع والدته وزوجة شقيقه ليفعلوا بها ما يحلو لهم ولكن الآن أين كل هذا 
نظر إلى شقيقه الذي استمع إليه يقول بحزم يظهر على كل شيء به
عمك ماټ يا يزيد مابقلناش غير بعض أرجع تاني يا يزيد ومراتك هنشيلها فوق دماغها
ابتسم بتهكم رأى الجميع أنه ليس كما السابق تحدث قائلا ليمحي ما فكروا به وليعلموا أن السخرية الآن هي أفضل الطرق للرد
نظر إليه شقيقه باستفهام ولم يفهم أبدا ما الذي يحاول قوله ليكمل هو قائلا
أنا حاسس أني اتنصب عليا كل السنين دي وأنا عايش في كدبة ويوم ما أعمل حاجه كلكم عايزينها أنا الوحيد اللي أخسر أنا وأنت عمرنا ما كنا قريبين من بعض أنت على طول في صف عمك الله يرحمه وأمي معاكم وأنا لوحدي حاجات كتيرة أوي يا فاروق بتمنعني أرجع هنا وأولهم إني بحاول أرجع مراتي ليا وهي عمرها ما هترجع هنا
معه كامل الحق وهناك أيضا أشياء لم يذكرها لقد ندم فاروق كثيرا على بعده عن شقيقه لقد ندم على
ظلمه له وجعله هو الوحيد أمام فوهة المدفع ندم على كل شيء مر بحياته ولم ينسى نظرته إلى زوجة أخيه وهي متعريه من الأساس لم يتركه ضميره لحظة واحدة من بعد نظرته لها لقد ندم كثيرا ويشعر أن المنزل ليس له أساس من دون شقيقه يريده حقا أن يعود ولو مهما كلف الأمر
ولكنه يعلم ذلك لن يحدث 
تحدثت والدته بعد صمت طويل وقالت بصوت خافض
طب خليك معانا الشويه دول بس أنا عارفه أنك مش هتوافق تقعد معانا بس على الأقل خليك دلوقت
أومأ إليها بهدوء وهو ينظر إليها بحب يعلم أنها نادمة على ما حدث له بسببهم ولكنه يحبهم أنها والدته وشقيقه ومهما حدث سيبقون كذلك 
سألته يسرى بهدوء عن حال زوجته قائلة
مروة عامله ايه يا يزيد في الحمل
عاد إلى ظهر المقعد يستند عليه وهو يبتسم بسخرية متحدثا بجدية
أكدب عليكي لو قولتلك أني أعرف
سألته باستفهام مضيقه ما بين حاجبيها
يعني ايه
مسح على رأسه بهدوء وأغمض عينيه ثم فتحهما مرة أخرى قائلا ب إرهاق شديد
مش عارف يا يسرى كل اللي أعرفه من ميار أنها بتتعب زي أي واحدة حامل
حزنت بشدة شقيقته لقد وصل به الحال أن يعرف أخبارها من شقيقتها! مؤكد أنه يتعذب لقد عرفت أنه يحبها كل ما كان يفعله معها كان يدل على عشقه لها ولكن عندما علمت ما فعله لم تثق به ثم بعد التفكير ورؤية ما حدث وما يحدث تأكدت من عشق أخيها لزوجته تريد أن تعود إليه مرة أخرى لينتهي عڈابه وتعود إليه فرحته مرة أخرى 
وقف على قدميه متقدما إلى باب الغرفة بعد أن قال بهدوء
أنا هطلع أرتاح شويه
ثم خرج من الغرفة وتركهم خلفه يسيطر عليهم ما بين الحزن والندم لأجله لأجله هو فقط 
بعد مرور أسبوعين
لم يأتي منذ أن طردته وقالت تلك الكلمات القاسېة له لم تستمع صوته ولم يحاول معها من
بعدها هل من الممكن أن يكون فكر في حديثها ويحضر أوراق الطلاق 
هل سيتركها حقا لما هي خائڤة إلى هذا الحد من الأساس هذا ما تريده وهو الطلاق والفراق الإبتعاد عنه إلى الأبد! 
لا هذا ليس كل تريده أنها لا تريد سواه لا تريد إلا التواجد بالقرب منه والنوم بأحضانه لا تريد إلا هو يكون جوارها في كل لحظة من لحظات حياتها 
تقدمت من داخل الشرفة إلى الغرفة لتأخذ الهاتف من على الفراش ثم عبثت به قليلا لتأتي برقمه لتحادثه ولكن داهمتها فكرة أخرى ربما تكن الأفضل الآن 
تعلم أنه يتحدث إلى شقيقتها دائما ليطمئن على أحوالها لذا ستسأل شقيقتها وإن لم يكن حاډثها ستجعلها هي من تتحدث إليه 
هو يزيد أخر مرة كلمك امتى
اعتدلت ميار في جلستها ونظرت إليها باستغراب وهي لا تدري ما بها ليجعلها متشنجة هكذا أجابتها بعد أن تذكرت
من أكتر من أسبوعين مكلمنيش
ماذا حدث له مؤكد أصابه مكروه لو حدث ذلك لن تسامح نفسها أبدا ستكون هي السبب فيما حدث له قالت بلهفة وخوف
كلميه يا ميار
تساءلت شقيقتها بذهول وهي لا تفهم شيء منها
أكلمه أقوله ايه وليه أصلا
هتفت مروة پخوف حقيقي ظهر على ملامحها وفي نبرة صوتها
حاضر
أخذت ميار هاتفها من على الكومود جوارها ثم عبثت به لتأتي برقمه ومن ثم قامت بالاتصال به ووضعت المكالمة على وضع مكبر الصوت لتستمتع شقيقتها أيضا ثوان واستمعت إلى صوته الناعس يأتي بلهفه فقد كان الوقت تخطى منتصف الليل بقليل
ميار! مالك مروة حصلها حاجه فيها ايه
اعتدلت في جلستها عندما استمعت إلى صوته بخير ويسأل عنها بلهفه وخوف الآن عاد قلبها إلى مكانه بعد أن اطمئن عليه 
أجابته ميار سريعا تنفي ما قاله بجدية
لأ لأ يا يزيد دا أنا بطمن عليك أصلك قطعت مرة واحدة كده بقالك أسبوعين أنت مليت ولا ايه
مليت!! مليت ايه بس أنت متعرفيش الخړاب اللي عملته أختك جوايا لما بعدت عني مستحيل أمل غير لما أرجعها هنا وبعدين أبقى أمل براحتي أنا في البلد بقالي أسبوعين عمي اتوفى
خرجت شهقة من فمها بعد أن استمعت إلى كلماته لقد كان هناك هذه المدة بسبب ۏفاة عمه لماذا لا تعلم صدمت ميار أيضا فقالت بتخبط
ايه ماټ! البقاء لله يا يزيد
ونعم بالله أنا إن شاء الله راجع بكرة لكن مش هقدر اجيلكم
صمت لبرهة ثم ابتسم وقد وصل إليهم هذا هما الاثنين واستمعى إليه وهو يقول بخبث
ابقي سلمليلي على اللي بعتاكي تكلميني وقوليلها أنها وحشتني أوي
ابتسمت ميار بسعادة كبيرة أنه يعلم ذلك منذ البداية يعلم أنها من جعلتها تحدثه في هذا الوقت يا له من خبيث تضايقت شقيقتها من ما فعلته هي واستمعت إليها تقول بهدوء
حاضر
ثم أنهت المكالمة لتصيح بحدة وعصبية
بتقوليله حاضر كده بتعرفيه أن أنا فعلا اللي قولتلك
أجابتها الأخرى بلا مبالاة قائلة
هو كده كده عارف
نظرت مروة أمامها في الفراغ تفكر في مۏت عمه كيف حدث ومتى ولما هي لا تعلم كثير من الأمور تدق عقلها الآن
ولكن لا تستطيع أن تفتح الباب لها فقد اكتفت من التفكير وفي جميع الأحوال ستعرف كل شيء غدا كما قال أنه سيعود وستفعل ما جال بخاطرها الآن غدا 
اليوم التالي
دق جرس باب منزله! تسائل بينه وبين نفسه من من الممكن أن يأتي إليه سوى بواب العمارة والذي لم يطلبه من الأساس ترك هاتفه
على الطاولة ثم وقف على قدميه ليرى من الطارق 
فتح الباب! رآها تقف بطلتها الساحرة وقعت عينيه على خاصتها ليرى زرقة البحر حاضرة لم يرى خضرة الأرض منذ فترة يود رؤيتها حقا نظر إليها ثوان وحاول أن يشبع عينيه منها دون النظر ولكن طال ذلك فتحدث بعد أن نظف حلقه قائلا بلهفة
مروة! تعالي
أبتعد عن باب المنزل وفتحه لها لتستطيع الولوج إلى الداخل فنظرت إلى الأرضية ثم خطت بقدميها إلى داخل منزلها مرة أخرى نظر إلى ظهرها وهي تدلف بلهفة وحب فياض يبدو أنها آتية لتقوم بواجب العزاء في عمه ملابسها المكونة من بنطال وكنزة سوداء حتى الحذاء أسود! 
دلف خلفها بعد أن أغلق الباب جلست
على الأريكة في غرفة الصالون فتقدم هو الآخر وجلس مقابلا لها على مقعد صغير نظرت إليه وتحدث بهدوء ونبرة تلائم الموقف
البقاء لله
أجابها هو الآخر بهدوء شديد بعد أن استمع لحديثها
ونعم بالله
صمت لبرهة ولم يتحدث فقط ينظر إليها وهي توزع نظرها على أثاث الغرفة بشغف وحنين ثم سألها بهدوء وحزن
عامله ايه في الحمل تاعبك
نظرت إليه بحرج وضيق ثم أبعدت نظرها عنه لتقول
لأ الحمدلله بخير
وقف على قدميه متقدما إلى الخارج وهو يقول بسخرية وتهكم واضح
هعملك حاجه تشربيها ولون المفروض العكس بما أنه بيتك يعني
نظرت إليه وهو يذهب وجدته يختفي ليدلف إلى المطبخ وقفت على قدميها ثم سارت بهدوء وراحة في المنزل وهي تنظر إلى كل ركن به وتضع يدها على أي شيء يمر جوارها الحنين أخذها إلى ذكريات كثيرة ولدت بهذا المنزل وودت لو كانت إستمرت وحققت الكثير منها! 
سارت بقدميها إلى أن دلفت غرفة النوم غرفتها هي وهو كل شيء بالمنزل كما هو لم يتغير شيء به سوى أن هناك بعض الصور الزائدة لها رأت واحدة في غرفة الصالون على طاولة صغيرة وأخرى في الممر المؤدي إلى غرف النوم والأن بجوار الكومود واحدة كان مكانها أخرى تجمعهم هم الاثنين نقلها إلى الكومود 
وزعت نظرها بالغرفة رأت تلك اللوحة التي رسمتها له وهم في بلدته! لقد أحضرها إلى هنا! أنها معلقة على الحائط بالغرفة تقدمت إلى الداخل أكثر بعد أن أخفضت نظرها وفتحت الخزانة لترى ملابسها كما هي ربما هناك زيادة بهم لقد أتى بتلك الملابس خاصتها الذي كانت في بيته الآخر مع اللوحة يا له من كريم! 
نظرت إلى ملابسه المعلقة بهدوء وهي تمرر يدها عليهم والحزن داخلها يتغلغل أخذت قميص من بينهم نا 
نائمة جواره تقابله بظهرها وقد كان يضع وجهه مقابلا لخصلاتها يستنشق رائحة الياسمين خاصتها ثم استمعت إليه يقول بخبث وعبث
مروتي عايز أقولك حاجه في ودنك
زفرت بضيق وهي تود النوم بشدة ولا تستطيع منه كلما غفت يجعلها تستيقظ من جديد أردفت بعصبية وحنق
يزيد بطل رخامة ونام بقى
استنشق الرائحة المنبعثة منها بسعادة ثم عاد يقول بجدية
والله حاجه بريئة مش اللي في دماغك
استدارت بجسدها لتنظر إليه بعد أن استمعت إلى يمينه الذي قاله وانتظرت ليقول ما الذي يريده
في ايه
جلس على الفراش واعتلى وجهه ملامح الجدية الشديدة فاعتدلت هي الأخرى تنظر إليه وهي مستلقيه على ظهرها وقد توترت لما يريد قوله رأته ينظر إليها بتردد فشجعته بعينيها على التحدث لتراه في لمح البصر يجلس فوق قدميها يدغدغ بطنها بيده بحدة شديدة لتطلق الضحكات من فمها دون توقف 
ابتسم بسعادة ونشوة انتصار بين الذي يفعله وهو يقول
مش هتنامي يعني مش هتنامي
لا تستطيع التوقف عن الضحك حقا ولا تستطيع أن تتمسك بيده ليتوقف هو لتتحرر منه ولا تستطيع من كثرة الضحك والذي بسببه بكت! قالت من بين ضحكاتها بصعوبة
لم يستمع إلى كلماتها إلا عندما ترجته بصعوبة بالغة لقد ضحكت كثيرا وقاربت على فقد صوابها منه كما أن بطنها ألمتها كثيرا بسبب ما فعله بها
العصير
وقع القميص منها واستدارت سريعا تنظر إليه پخوف شديد كانت سابحه في ذكريات مضت ليست
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 25 صفحات