الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ندي حسن الجزء الاخير

انت في الصفحة 18 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

هنا بالمرة 
حركت رأسها يسارا ويمينا وهي تقول بارتباك دون النظر إلى عينيه
مفيش أنا بس سرحت شويه
قدم لها كوب العصير وهو يقول بهدوء وحنان متحدثا رغما عنه
طب اشربي العصير ده
أنا لازم أمشي
قالتها ثم تقدمت سريعا إلى الخارج فوضع الكوب على الكومود جواره ثم ذهب خلفها ليمسك بيدها عند وصولها إلى باب المنزل جاعلها تتوقف عن السير وهتف قائلا
أنا عايز أتكلم معاكي لازم تعرفي اللي حصل يمكن تغيري رأيك فيا وترجعي
ضيق ما بين حاجبيه وسألها باستنكار ودهشة
يعني ايه
أخذت نفس عميق ثم أجابته بجفاء حاولت أن تجعله حقيقي بعد نظرته المتوسلة هذه
يعني كل حاجه زي ما هي يا
يزيد وأنا لسه بطلب الطلاق
نظر إليها بهدوء يتعمق في نظرته يود لو يصل إلى داخلها ليعلم ما الذي تفكر به ترك كلماتها جانبا ودلف إلى داخل غرفة نومه ثم عاد من
استني هوصلك
أجابته بجدية هي الأخرى وهي تنظر إلى عينيه
ميار تحت مستنياني
خرجت من المنزل ثم وقفت أمام المصعد الكهربائي في انتظاره
ليهبط بها إلى الأسفل دلفت إليه بهدوء واستدارت لتنظر له وهي بالداخل ثم أغلق الباب وهبط بها المصعد فتحت المكتوب الذي أعطاها إياه لترى ما الذي كتبه هذه المرة داخله 
وإني بعينيك غارق إن كانت أمواج البحر أو خضرة الأرض كلامها يعملان على جعلي شهيد من نظرة واحدة إليهما ف ارحمي ضعفي وقلة حيلتي عودي إلي فقد تضاربت الأمواج بكثرة وأفسدت كل ما كان صالح بي بعد فراقك
زوجك يزيد
يتبع
براثن اليزيد
الفصل الثلاثون
ندا حسن
وكأن الحياة تضيق أكثر لتجعل أرواحنا 
أسفل الأتربة وكأن أحلامنا في العودة
يضيق وسعها ليأتي بروحنا وكأن السماء
لا تتحمل الطيور ولا ملجأ لنا فيها
وكأن الخلاص بالمۏت
بعد مرور شهر
لم تصدق والدها وشقيقتها عندما قالوا بأنها تتواجد في منزلهم تنتظر زوجة ابنها لتتحدث معها! ما الذي سيأتي بها إلى هنا هل ما زالت تريد أملاكها أم تريد أن تبتعد عن ولدها ف هي بالأساس تركته! ربما هي تعتقد أنها قامت بعمل سحر له حتى لا يتركها كما قالت بالسابق ما الذي سيأتي بها إلى هنا!
مشاعر غريبة داهمتها عندما نظرت إلى وجهها يبدو عليها الإرهاق الشديد ملامحها باهته للغاية ليست تلك المرأة القاسېة التي كانت تتفنن بعڈابها تبدو منكسرة ليست كما السابق أبدا أنها نجية الرمز الصحيح للقسۏة والقوة كيف لها أن تبدو هكذا 
نظرت إليها بهدوء وأشارت لها بالجلوس مرة أخرى ففعلت دون التفوه بحرف واحد داهمتها مروة بسؤال جاد لا يحمل لين ولا شفقة لمظهرها
ممكن أعرف سر الزيارة دي
انتقلت نجية إلى المقعد المجاور لها وقد ظهر عليها الانكسار حقا نظرت إلى الأرض خجلا ثم رفعت نظرها مرة أخرى قائلة بجدية
محدش عارف يتكلم معاه كلمتين على بعض مش قادرة أشوفه كده واسكت أنا السبب في اللي حصله علشان خاطري أرجعي لابني لو بتحبيه صحيح ارحميه
كلماتها أنطلقت من فمها كالسهام المسمۏمة لتعرف هدفها جيدا وكان قلب تلك المسكينة آلمها قلبها كثيرا عندما استمعت إلى هذه الكلمات هي لا تريده هكذا بل تريده بخير بكل الخير ولكن لا تستطيع أن تعود بهذه السهولة 
عندما تتذكر ما كان يفعله بها في زواجهم تقرر بألا تعود عندما كان يشتت تفكيرها يقول نصف الإجابة على 
كل ذلك جعلها تتألم منه أنه فقط جزء صغير من الذي واجهته معه هو وعائلته فعل لها الكثير أيضا ليجعلها سعيدة هي لا تنكر ذلك ولكن الطاغي على كل شيء هي أفعاله الدنيئة تحبه تعشقه لا تريد سواه ولكن أيضا لا تستطيع الرجوع ليس بيدها هي حقا لا تستطيع 
استمعت إلى والدته تقول بنحيب وقاربت على البكاء لأجل والدها الذي ډمرت سعادته غافلة عن النتائج
وحيات الغالية أمك ترجعيله أنا عارفه أن مفيش أغلى منها وحيات اللي في بطنك ابني ھيموت يا مروة ھيموت
تجمعت الدموع بعينيها هي الأخرى وهي تراها تتوسلها بهذه الطريقة التي لم تراها بها من قبل وضعت يدها على بطنها الذي ازداد ألمها قليلا نظرت إليها بضعف وحيرة لا تدري ما الذي عليها أن تفعله لها الآن في جميع الأحوال هي لا تود أن تراها هكذا في النهاية هي والدته وامرأة كبيرة السن وهي تعلم أنها تحبه أيضا 
وجدتها تقترب منها بعد أن هبطت على ركبتيها وأخذت يدها وهي تبكي وتنتحب بصوت عال قائلة
أبوس ايدك ارجعيله أبوس رجلك
سحبت مروة يدها سريعا منها ثم وقفت على قدميها وجذبتها لتقف هي الأخرى أمامها فنظرت إليها بضعف وانكسار يظهر عليها
منذ الوهلة الأولى أومأت إليها مروة برأسها دليل على موافقتها حتى تصمت وتكف عن ما تفعله 
ابتسمت الأخرى بسعادة لقد فشل معها فشل ذريع لا تريد رؤيته منذ أسبوعين ولا تستقبل هداياه ولا مكالماته لها قالت إنها اكتفت من ذلك ولن تعود عن فكرة الطلاق! وهو لن يفعلها ستموت وهي زوجته لن يجعلها تفعل ما برأسها لو اضطر سيطلبها في بيت الطاعة وسيكون هو الرابح في كل
الأحوال وسيجعلها تكمل معه رغما عن أنفها لقد طفح به الكيل 
ما هذا العناد! لقد أخطأ وأعترف بذلك حاول بشتى الطرق أن يرضيها فعل أكثر من اللازم معها هو لم يتمادى إلى ذلك الحد الذي تراه هي يبدو أنه هو المخطئ لقد تساهل معها وجعلها تفعل ما يحلو لها 
يوميا يستمع ويرى
ما يفعله الأزواج بزوجاتهن ولا أحد يتحدث بل يكملون على نفس النحو وكأن شيء لم يكن ما بها إذا ابنة عائلة طوبار 
لقد تملكه الڠضب مرة أخرى العصبية أصبحت تلازمه في جميع الأوقات وتفكيره بالكامل خطأ كل ذلك بسببها أنه يحتاج إلى زوجته معه هو رجل والجميع يعرف ما يعني هذا وهي أولهم تعرف أن له احتياجاته الخاصة ولا أحد غيرها يعرفها أو يفعلها لقد تمادت كثيرا 
زفر بضيق شديد وهو ينظر إلى القلم الذي بين يده نصفين! كسره وهو يفكر بها دون الشعور بذلك 
ترك بقايا القلم على المكتب أمامه ثم انحنى قليلا ووضع وجهه بين كفيه أنه اشتاق لها كثيرا لا يستطيع الإبتعاد عنها أكثر من ذلك وضل الطريق إليها 
لقد أغلقت كل الأبواب بوجهه تصر على الطلاق هل حقا هي تريد ذلك هو متأكد من حبها له ولكن ذلك الإصرار في الإنفصال عنه يجعله يشك بحبها له 
لا تقدر كيف أصبحت حالته ولن تقدر ذلك إلا عندما تتذوق من نفس الكأس 
وقف على قدميه وذهب إلى خارج المكتب يسير بهدوء في المصنع وهو يتربص لأي شخص على غلطه حتى 
لقد وجد ضالته! ابتسم بتشفي وهو ينظر إلى ذلك العامل بآخر الرواق الذي يعطي له ظهره يتحدث بالهاتف بخفوت تقدم ناحيته وهو يسحب أكبر قدر من دخان سيجارته برئتيه 
وقف خلفه بمنتهى الهدوء ثم تحدث بقسۏة ونبرة جافه مسيطرة على كل شيء به في هذه الأيام
استدار ذلك الرجل سريعا على صوته بعد أن وضع الهاتف بجيب بدلة عمله الزرقاء الملتصقة ببعضها هتف يزيد بحدة قائلا
مخصوم منك أسبوع كامل على أهمالك معروف أن في وقت ساعات العمل ممنوع أي شيء تاني غيره
لقد فزع الرجل عندما استمع إليه لا يستطيع أن يتخلى عن هذا المال في هذا الوقت بالتحديد يعرف أن صاحب عمله رجل كريم منذ أول يوم عمل به معه ولكنه منذ فترة متغير مع الجميع ومع ذلك ليس الأن أبدا لا يجوز تحدث بلهفة وخوف من أن يفقد هذا المال قائلا
خفق قلبه بشدة پعنف وقوة نظر إليه ولا يعلم ما الذي أصابه عندما استمع إلى كلماته يقدر قلقه الآن لقد وضع زوجته في نفس الموقف وهو محله لقد كان قاسې للغاية ولكن لما هو هنا هذا الأبلة وزوجته في غرفة العمليات كما قال! 
وأنت هنا بتعمل ايه وسايب مراتك
نظر الآخر إلى الأرضية بخجل ثم رفع وجهه مرة أخرى وتحدث بخفوت
ألقى سيجارته ودعسها بقدمه هل أصبح عديم الإنسانية إلى هذا الحد! يعاقب الناس على ما يمر به وما ذنبهم! هل الڠضب والعصبية يخرجهم على أشخاص ليس لهم يد فيما يحدث له ترى كم شخص فعل معه هكذا دون دراية منه ومنعه عن عمل هام 
نظر يزيد إليه بهدوء أخرج محفظته من جيبه وفتحها أمامه ثم أخرج منها كل الأوراق المالية المتواجدة بها وبالنسبة للعامل كانت كثيرة للغاية وهي من فئة المئتين وضعهم بيده
ثم قال بهدوء ونبرة رخيمة
روح لمراتك ومعاك إجازة يومين ألف مبروك
ابتسم العامل بسعادة ليس لها مثيل وهو ينظر إليه وإلى تلك الأوراق الكثيرة ويردد داخله كلماته التي كانت بمثابة المعزوفة الخاصة له هتف بهرجله وتخبط
ربنا يخليك يا يزيد بيه تدوم النعمة عليك ربنا يسعدك ويسعد ايامك ويجي ابنك للدنيا بخير
هذا ما يريده تماما أن يأتي ابنه بخير وأن تكون زوجته جواره هذا كل ما يريده ليس أكثر 
منذ أن رحلت والدة زوجها وعقلها مشتت للغاية كما كان يحدث وهي في بيته لا يوجد أي تغير بل تذكرت هذه الأيام بعدما داهمها هذا التشتت هي تعلم أنه يحبها كما تفعل هي وأكثر ربما يريدها بكامل جوارحه بعدها عنه ېقتله أعترف بذلك الخطأ الذي ارتكبه والآن هو نادم على كل شيء مر وهي معه دون التمتع به 
تعلم كل ذلك ولكنه أيضا تزوجها عنوة تزوجها لغرض دنيء للغاية واخفاه عنها تركها لعائلته تفعل بها ما يحلو لها وما كان يفعله بهذا الوقت هو أن يبعدها عنهم فقط ويجعلها تصمت عن أي إهانة لأنهم عائلته ظلمها 
الاثنين بنظرها لن يفيدوا بشيء ف لا يوجد حب بدون كرامة وهي كرامتها لعب بها كرة القدم هو وعائلته بعد ذلك الكذب والمؤامرة التي وضعوها بها 
والاعتذار لن يفيد بشيء عندما تكون النفس تأذت كثيرا ولا يمكن إصلاحها  
زفرت بضيق وإرهاق وهي تتمدد على الفراش ببطء واضعة رأسها على الوسادة تنظر إلى سقف الغرفة پضياع حقا لا تعرف ما الذي ستفعله هل تعود وتقول أنه كان خطأ وندم عليه
الجميع وأيضا حتى لا يحزن 
أم تصر على قرار الإنفصال وتبتعد لأجل ما فعله بها هو وعائلته وتوفر بيئة سوية لابنها القادم ولها أيضا وتتركه ېحترق بنيران خيانته! 
وضعت يدها على أسفل بطنها بقليل ف الآلم لا يتركها هذه الأيام أبدا حظرتها الطبيبة كثيرا من أشياء عدة ومنها آلا يكون هناك
ضغط نفسي عليها وأن تأكل كما قالت لها بالضبط غير تلك الأدوية الكثيرة 
تأخذ الأدوية وتأكل ولكن طعامها كأنه جبر خاطر لأبيها وشقيقتها وهذا الضغط يأتي إليها وهي في مكانها ولا تعلم ما الذي تفعله 
أغمضت عينيها في محاولة منها أن تغفى قليلا ولكن هذا الآلم لا يساعدها في ذلك زفرت بضيق وانزعاج وهي تضغط على بطنها وتفكر هل
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 25 صفحات