رواية سارة كاملة
و بكره كمان بس أنا عايز منك خدمة
نظر إليه مفتاح بابتسامة واسعة تظهر أسنانه الصفراء و هو يقول
يدوم الواجب يا معلم حنفي آآمرني يا خويا رقبتي سداده
لينظر حنفي حوله ثم أقترب من أذن مفتاح و قال بصوت منخفض
مش هنا خلص مزاجك و نتكلم فى بيتي
أومىء مفتاح بنعم و هو يسحب من ذلك الخرطوم تلك السمۏم القاټلة و أخرج دخان كثيف جعل الرؤية أمامهم ضبابيه لعدة ثوانى ثم قال
أستيقظ جعفر كعادته الصباحية باكرا نظر إلى هدير النائمة بهدوء أبتسم بسعادة و هو يتذكر ما حدث بالأمس وقت تناول الطعام حين أجتمعوا جميعا على طاولة الطعام و أصر هو أن يجلس زينب بجانبه حتى يطعمها بيده خاصة و أن الصغيرة متعلقه به بشده حتى أن هدير حين صعدت لتطعم والدتها و نزلت لهم وجدت زينب تجلس أرضا جوار قدم جعفر و هو يقص عليها قصة تلك الأميرة الذى أحضر لها دميتها
بيتاكل إزاى ده
مش عارف هو المفروض نقشره
ليضحك جعفر بصوت عالي لتقول هدير ببعض الضيق
عيب كده و بعدين م
ليقاطعها جعفر و هو يقول
أنا كمان كنت مش بعرف أكله يا هدير
ثم نظر إلى الصبيين و قال
ده حتى أنتوا محظوظين أنا أول مره شوفت الجمبري كنت معزوم فى مطعم و فضلت متنح و مش عارف أعمل آيه و لا يتاكل إزاى لحد ما إللى كان عازمني قشرلى واحدة
هو يقوم بتقشير الجمبري و يضعه أمام الصبيه
وقتها حسيت أنى دخلت الجنة من جمال طعمه و غمضت عيني زى إعلانات الشكولاته
ليغمض الصبيين عيونهم ليضحك جعفر و هو يقول
أيوه كده بالظبط
ليضحكوا الفتايات بصوت عالى كانت هدير تقشر الجمبري من أجل فاطمة فى نفس الوقت الذى وضع فيه جعفر إحدى القطع داخل فم زينب التي تنظر إليه و كأنه شىء كبير و عظيم
كان وقت تناول الطعام مليء بالضحك و المرح و كان يطعم زينب و هو يداعب أنفها و أحيانا يداعبها برأس السمكه و هى تصرخ پخوف مصطنع
أنتهوا جميعا من تناول طعامهم و بالأمر من جعفر لم يسمح لأى منهم تنظيف المطبخ و حين صعدوا الأربعة إلى غرفهم وقف أمامها و هو يقول
أومئت بنعم و هى تبتسم و كأنها مسحورة أو منومة
بعد نصف ساعة كانوا يجلسون فى الحديقة تحاوطهم نسائم الليل الرقيقة
كانت هى تنظر إلى السماء و تتابع النجوم و كان هو ينظر إليها يتابع عينيها بعشق
عاد من أفكاره حين سمع صوتها تقول
أبتسم لها و هو يقول
صباح الهنا
تلونت و جنتيها بالأحمر القاني بسبب تأمله لها ليبتعد و يقول
للأسف لازم أروح الشغل
نزلت من السرير و هى تقول
أنا كمان لازم أروح
ليقف أمامها و هو يقول
هخدلك الأسبوع ده أجازة أرتاحى و أتعودي على البيت و الولاد كمان يتعودوا
صمت لثواني ثم قال
كمان عايزين نجيب حد يقعد معاهم فى الوقت إللى هتكوني فيه فى الشغل علشان ماما كمان
أقتربت منه لتمسك يده تقبلها ليسحب يده سريعا و هو ينظر إليها بلوم و عتاب وقبل أن يقول شىء قالت هى
أنت أكبر نعمة من ربنا عوض مكنتش أحلم بيه و لا أتخيل أنه يحصل ليا فى يوم
أبتسمت إبتسامة صغيرة و أكملت
و النعمة الكبيرة دى لازم أحافظ عليها و أقدر قيمة وجودها فى حياتي
لم يستطع قول شىء و لكنه سحبها ليضمها بين ذراعيه بقوة تكاد تكسر عظامها لكنها كانت تبتسم بسعادة رغم ذلك الألم
يتبع
الفصل الخامس
غادر جعفر المنزل بعد أن تناول الفطار مع عائلته الجديدة و كم يشعر بالسعادة الأن لديه زوجة و أم و أخوه أصبح كبير عائلته و قادر على تحمل تلك هى لم تتوقف عن الحديث
دخلت خلاص يعني
أغمضت عيونها و قالت بصوت متقطع
انأنا ك كمان ب
ليضع يديه فوق فمها يسكت سيل كلماتها الخجله و قال
وقت ما تحسيها بكل كيانك هتقوليها من غير خجل و وقتها هكون أنا مستعد أسمعها بكل كياني
فتحت عيونها تنظر إليه بعيون زائغة تحمل الكثير من الحب الأحترام و أيضا حيره و خوف يعلم جيدا أن لها كامل الحق فى الإحساس بكل هذا يعلم أنها لم ترى منه سابقا سوى ما كان يجعلها تبتعد عنه و فجأة وجدته صاحب فضل كما تظن أنقذها هى و أسرتها من حياة مؤلمة و هو لذلك لا يريد أن يستمع لكلمة حب لا تشعر بها بكل كيانها قبل جبينها برفق ثم أبتعد عدة خطوات ليأخذ ملابسه من الخزانة و دلف إلى الحمام
ظلت هى واقفه فى مكانها لعده دقائق تنظر إلى الباب المغلق تحاول إلتقاط أنفاسها التى يخطفها كلما أقترب منها أو تحدث معها
عاد من أفكاره و الإبتسامة ترتسم على ملامحه الخشنه ليرفع عيونه إلى البيت ليجدها تقف هناك خلف النافذة تنظر إليه ليرفع يديه بالسلام لتبادله إياه بابتسامة صغيرة جعلت قلبه يقفز كالأطفال
دون أن ينتبه لذلك الذي يختبىء خلف أحد البيوت المجاورة يراقب كل ما يحدث بدقة
مرت أيام و أيام و أيام أصبحت تلك العائلة مترابطة و قوية و جميعهم يحترموا جعفر بشده رغم أنه يتعامل معهم كصديق و أحيانا يكون أكثر طفولة منهم لكنهم جميعا ينظرون إليه بإحترام و بعض الأنبهار
خاصة بعد أن قدم لهم جميعا فى المدارس من جديد و سوف يذهبون من العام القادم
و كم كانت سعادة زينب حين جلست أمام المصور حتي يلتقط لها صورة المدرسة أمسكت بيد جعفر و كلما حاول الإبتعاد أمسكت يده بقوة حتى قالت ببعض الڠضب الطفولي
خليك جنبي يا بابا
لتنظر هدير إليها پصدمة مشابهه لصدمة جعفر الغير مصدق رغم تلك الإبتسامة الكبيرة التى تزين وجهه الرجولى و سعادة كبيرة تسكن قلبه خاصة و عقله يترجم لما قالت له الصغيرة هذا إحساسها بالأمان و الثقة هو ما جعلها تقول ذلك و ذلك جعله يشعر بالفخر بنفسه و السعادة أيضا و بعض الرضا
و أيضا تحسنت حالة بدريه الصحية أصبحت أفضل صحيح لم تتكلم بعد لكنها أصبحت بحالة أفضل خاصة بعد أن تابعها الطبيب باهتمام شديد
و يزورها بانتظام
فى إحدى الأيام وقفت هدير أمام طاولة الزينة تضع حجابها حتى تذهب مع جعفر إلى المصنع
حين دلف جعفر و هو يتحدث فى الهاتف بصوت عالي و يبدوا عليه الڠضب
أيوه قولتلك جاي من أمتى بتحملوا الشغل قبل ما أنا آجى
صمت لثواني يستمع لكلمات محدثه و كانت هى تقف منزوية فى إحدى الاركان تنظر إليه پخوف
عروقه النافرة و عينيه الجاحظة حاجباه الذي إلتقيا بتقطيبة قوية و هذا الچرح واضح فى وجهه بقوة يذكرها بجعفر القديم التي كانت تراه فى المصنع فقط
كانت تحاول أن تطمئن نفسها و هى تتذكر أول يوم ذهبت معه