الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية سارة كاملة

انت في الصفحة 8 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

إلى المصنع و كيف فتح لها باب السيارة و دلفوا إلى المصنع يدها بيده
و حين إلتفت الجميع لهم وقف فى وسط الورشة و قال
يا جماعة أنا عايز أعلن وأعرف الجميع أن أنا و هدير أتجوزنا 
شهقات عالية و نظرات أندهاش و صدمة و همسات مثل بنت ملعب قدرت تضحك عليه مش سهله و كانت عاملة فيها بريئة و پتخاف تتكلم معاه أو تقف قدامة لتغلي الډماء فى عروقه فقال بجدية و صرامة و ڠضب مكتوم
مش عايزين نسمع مبروك من حد يلا كله على شغله 
عادت من أفكارها على يديه التى تربت على كتفها و صوته القلق و هو يقول
مالك يا هدير فى أيه 
أنتفض جسدها پخوف ليقطب جبينه و هو ينظر إليها بحيره
لتخفض رأسها بتوتر و قلق ليقول لها باستفهام
أنت لسه پتخافي مني بعد كل الشهور إللى مرت بينا دى
هزت رأسها بلا عدة مرات ثم قالت 
مش كده بس
بس أيه 
قالها بعصبية لينتفض جسدها و هى ترفع عيونها إليها و بصدق قالت
عمري ما حسيت بالأمان غير لما بقيت فى بيتك يا جعفر بس لما سمعتك بتزعق فى التليفون أفتكرت جعفر مدير الورشة إللى كان الكل بېخاف منه
ليضمها إلى صدره بحنان و إبتسامة رقيقة ترتسم على ملامح وجهه الخشنه و همس بجانب أذنها
أنت كل ما ليا و أحلى حاجة فيا و لو قسيت على الدنيا كلها أنت ليكى كل الحب
لتبتسم هى الأخرى بسعادة و شعور قوي بالراحة يعود يسكن قلبها و روحها
خلاص يا كبير كله بقا تحت السيطرة و خط السير بقى مدروس
أخذ حنفي نفس عميق من سجارته الغير بريئة و أبتسم و هو يعتدل فى جلسته قائلا
و هتنفذ أمتى بقي 
نظر إليه مفتاح و أبتسم و قال بعد أن نفخ هواء سيجارته فى الهواء
خلال كام يوم بس أنا هبقى محتاجك معايا
أنا ليه يا مفتاح أنا مش عايز أبان فى الصورة خالص
قال حنفي ببعض الضيق ليقول مفتاح موضحا
محتاجك ندورجي علشان تأمن ليا الطريق
صمت حنفي يفكر عليه أن يساعد مفتاح حتى ينفذ ما يريد و أيضا عليه أن يكون بعيد حتى لا يراه أحد أو يشك فيه
ماشى بس أبقى عرفني قبلها
أكيد يا كبير ربنا يقوينا على الشړ
قال كلماته الأخيرة ببعض المرح و الضحك بعدها بصوت عالي ليشعر حنفي ببعض السعادة بسبب تلك الثقة الواضحة على ملامح مفتاح و بداء فى التمني و الحلم بكل ما سيحققه بعد نجاح ما خطط له
كانت تغادر المنزل مع جعفر أمسكت بيده فى نفس اللحظة التى غادرت زينب البيت تنادي جعفر بصوت عالى
بابا بابا
إلتفت جعفر إليها بابتسامة واسعة و هو يقول
حبيبة بابا
ليحدث كل شىء فى ثواني و أرتفع ذلك الجسد فى الهواء وسط صرخات الخۏف و الفزع و إحساس كبير بالخسارة 
يتبع
الفصل السادس
كانت تجلس أرضا أمام غرفة العمليات ملابسها عيونها شديدة الحمره تنظر إلى يديها التى تحمل أغراضه الملطخه بدمائه محفظة نقوده و خاتمه و ساعته
كانت دموعها لا تتوقف ټغرق وجهها قلبها يؤلمها و المشهد يعاد أمامها مرات و مرات
حين وقفوا ينظرون إلى
زينب التى تركض فى إتجاهه ليترك يدها و ركض فى إتجاه الصغيرة حين لمح تلك السيارة المسرعة فى إتجاهها و دفعها للخلف بقوة لتسقط أرضا حين صډمته السيارة بقوة كبيرة ليرتفع جسده فى الهواء مسافة كبيرة حين شهقت هدير پصدمه ثم صړخت بصوت عالي حين لتصرخ من جديد بأسمه
ليخرج الجيران و باقي أخواتها على صوت صريخها و صړاخ زينب الهستيري
ركضت إليه و هى تنادي عليه بصوت مخټنق بالبكاء و الرؤية مشوشه من كثرة الدموع قلبها يؤلمها روحها تغادر جسدها تشعر ببرد شديد يختل جسدها بالكامل و هى تجلس على ركبتيها بجانبه وهى تقول بصوت مبحوح من كثرة الصړاخ
جعفر جعفر لالالالا أفتح عينك رد عليا جعفر يا جعفر فتح عينيك أبوس أيدك ماتسبنيش أنا مصدقت لقيتك لالا جعفر لأ يا جعفر لأ
أتصل أحد الجيران بالإسعاف و التى لم تتأخر كثيرا لتصعد معه إلى سيارة الإسعاف حتى دون أن تنظر إلى أخواتها
أو تطمئن على زينب و ما حدث فيها بعد تلك السقطة القوية لكن الأهم الأن هو جعفر الأمان الذى أصبح على وشك الضياع السند الذي حلمت به طوال حياتها و الأن يود أن يتركها و يرحل
و حين أصبح بين يديها ها هى تخسره من جديد
كانت تجلس أسفل قدميه منزويه فى باب عربة الإسعاف حتى تترك المجال للأطباء يهتمون به و من كثرة دموعها كان يخيل إليها أنه ينظر إليها و يبتسم حتى يطمئنها كعادته فتبتسم و أحيانا يخيل إليها أنه غاضب بشده بسبب تلك الدموع فتحاول أن تمسحها بظهر يديها لكنها مستمرة فى الهطول
و كأن القدر يرى أنها لا تستحق أن تعيش آمنه سعيدة
فقرر حرمانها من كل ذلك النعيم و الراحة و يحرم أخواتها من أب حاني و صديق و أخ داعم لهم طوال حياتهم
عادت من أفكارها تنظر إلى باب العمليات تناجى ربها أن ينقذه و يعيده لها سالما 
يارب يارب رجعوا ليا يارب يارب يارب
مر الوقت بطىء للغاية لم يخرج أحد من الغرفة حتى يطمئنها
يجلس الأربعة فوق الأريكة بالترتيب فاطمة تحتضن زينب و يضم زينب من الجهه الأخرى حسام الذي يجلس خلفه علي يضمون بعضهم بحزن و خوف فاطمة لا تتوقف عن البكاء و زينب صامته تماما و كأنها فى عالم آخر لا تستوعب ما يحدث و لكن ما شاهدته لا يتحمله الكبار كيف لها أن تتحمل أن ترى إطارات السيارة و هى تمر من فوق جسد والدها كيف تتحمل
كانت بدريه الجالسة على كرسيها المدولب لا تفهم ماحدث غير أن جعفر صډمته سيارة باقى التفاصيل لا تعلمها لكن الخۏف الواضح على ملامح أبنائها تنبئها أن هناك خسارة كبيرة قد وقعت على رؤسهم رفعت عيونها و هى تدعوا بقلبها لذلك الرجل الذى شعرت به إبن لها إبن تتمناه كل الأمهات رجل حقيقي ندر وجوده خاصة مع كل ذلك الحق الكبير الذى يعطيه لها و لأولادها و الحب الكبير التى تراه داخل عينيه لهدير
دموعها ټغرق وجهها بصمت غير قادرة على طمئنة أبنائها و غير قادرة على طمئنة قلبها ماذا تفعل سوى الدعاء بقلب موقن بالإجابة 
لا تعلم كم مر من الوقت و هى على نفس الجلسة عيونها معلقة بالباب تتمني أن يفتح الباب ليخرج منه جعفر يبتسم إليها بابتسامته التى أصبحت غذاء لروحها و سر سعادتها 
لكن يمر الوقت دقيقة خلف الأخرى لا يخرج أحد من تلك الغرفة و كأنها فجوة كبيرة من ډخلها فقد إلى الأبد 
مر أكثر من نصف ساعة أخرى لينتفض جسدها و هى تقف سريعا أمام الطبيب الذى يكتب بعض الأشياء فى ذلك الملف الذى بين يديه
لتقول بلهفة و صوت متقطع يخرج من حنجرتها بصعوبة
فى الحقيقة الحالة إللى جات فى حاډثة العربية حالتها خطيره و لازم تفضل تحت الملاحظة خلال ال ٤٨ ساعة إللى جاية
يكمل ببعض التوضيح
شوفى أنا هوضحلك الحالة بس لازم تفهمى أن

انت في الصفحة 8 من 19 صفحات