الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية دعاء الجزء الاخير

انت في الصفحة 11 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

مخصص للجواسيس وده بقى أنضف عنبر هو وعنبر القضاة وافراد الشرطة اللى بيجى هنا متهم فى قضية
رشوة ولا فساد والمعاملة فيهم معاملة خمس نجوم 
وهنا بقى العنبر السياسى وده كل اللى بيقول رايه فى البلد دى ومعظمه مشايخ زى ما أنت شايف أبتسم بلال وهو يومىء برأسه 
وقال 
ونسيت عنبر الاخوان 
ضحك الرجل بصوت خفيض وقال ل بلال 
اظاهر انك جيت هنا قبل كده يا شيخ
قال بلال بجمود 
جيت مرة واحدة بس عرفت كتير
كتم عمرو غضبه وقال 
برضه محدش جاوبنى هنفضل كتير ومن غير ما نعرف تهمتنا ايه 
ربت الرجل على كتفه قائلا 
طالما محدش حقق معاكوا يبقى مفيش تهمة وبما أنكوا جايين دلوقتى يبقى انتوا مش معتقلين رسمي
قال فارس بإقتضاب 
يعنى أيه مش رسمي
تكفل بلال بالرد عليه قائلا 
يعنى زي ما صاحبك قالك متوصى علينا 
أقترب عمرو من فراش بلال وجلس على طرفه قائلا 
مين اللى هيوصى علينا يتعمل فينا كده مين 
قال بلال وهو ينظر أمامه بشرود 
مش عارف يا عمرو بس الموضوع ده شكله هيطول ولازم نحاول نهدى علشان نعرف نفكر 
قال كلمته الأخيرة ثم نهض قائلا
تعالوا نصلى على الأخ اللى ماټ ده 
قال الرجل الذى يحدثهم 
هيجوا يخدوا جثته الفجر مع انهم عارفين ان فى واحد مېت هنا من بعد العشاء
ميرسى يا فندم 
نطقت دنيا بهذه العبارة وهى تتناول الشيك من والد هانى المتهم فى قضية القټل
قال الرجل بلهفة 
يارب يا أستاذة ربنا يسمع منك 
ثم قال بتساؤل 
هو الدكتور فارس مجاش النهاردة ولا ايه 
قالت بتمساك
الدكتور فارس مش بيجى كل يوم ولما بيكون مش موجود انا ببقى مكانة
أومأ الرجل برأسه متفهما وقال 
المهم عندى أنه هو اللى يشتغل القضية بنفسه 
رفعت حاجبيها بدهشة مصطنعة وهى تقول 
طبعا يا فندم القضايا اللى زى دى الدكتور فارس هو اللى بيكتب فيها المذكرات وهو اللى بيترافع واحنا بس بنعمل الشغل الارى والمالى بتاعها علشان كده طلبت من حضرتك تكتب الشيك بأسمى يعنى حضرتك هتشوفوا فى المحكمة ان شاء الله 
بعد قليل أنصرف الرجل ودخل خلفه وائل مسرعا وقال بعينين لامعتين 
أداكى الشيك
ابتسمت بثقة وهى ترفع الشيك أمام عينيه ثم وضعته فى حقيبتها قائلة بقلق 
أهى الفلوس بقت معانا والراجل جاب الاتعاب كلها مش نصها زى ما كنا فاكرين عاوز ابنه بأى طريقة يارب بقى باسم يخلصنا من القضية دى بسرعة بقى انا قلقانة أوى 
قال وائل مشجعا 
متقلقيش يا أستاذة أنت قدها وقدود والأستاذ باسم خلاص ظبط الناس مش ناقص غير الفلوس علشان ينفذوا
ربتت على حقيبتها وهى تقول 
وأهى الفلوس يلا بقى كلمه وخليه يخلصنا 
تحدث وائل هاتفيا مع باسم وأخبره أن المال قد أصبح بحوزت دنيا مد وائل يده بالهاتف إلى دنيا قائلا
الأستاذ عاوز يكلمك
تناولت الهاتف وقالت بتعالى 
أيوا
ابتسم باسم عندما لاحظ نبرة صوتها المتعالية وقال بسخرية 
طب حتى استنى لما تصرفى الشيك وبعدين ابقى اتغرى براحتك
مطت شفتيها بضيق وقالت 
خير يا أستاذ باسم 
بكرة هنروح نصرف الشيك سوا ونطلع على طول على سكرتير النيابة نكيشه ونخلص معاه وبعدين نقعد مع بعض ونقسم الاتعاب علينا زى ما اتفقنا ماشى 
قالت بإقتضاب 
بس هنقعد فى مكان عام مش عندك فى المكتب
أطلق ضحكة عالية أشعرتها بالاشمئزاز وقال بخبث 
أيه موحشتكيش ولا ايه 
أتسعت عينيها وشعرت أنها ستتقيأ عندما ذكرها بما حدث سابقا أغلقت الهاتف فى وجهه وهى تتمتم 
حيوان 
وقف صلاح ينظر إلى إلهام التى كانت تتحدث فى الهاتف بلهفة وهى تقول لمحدثها 
طبعا يا باشا من رجالتنا ومينفعش نسيبه كده دى حتى تبقى وحشه فى حقنا وبعدين اللى موصى عليه ده مش أكبر من معاليك 
صمتت بعض الوقت تستمع إليه ثم قالت بثقة 
يافندم أرهاب أيه بقول لمعاليك من رجالتنا
صمتت قليلا ثم قالت وهى تنقر على سطح مكتبها بأطراف أصابعها بعصبية 
ماشى يا فندم اللى تشوفه ساعتك المهم
بس ميطولش كتير 
أغلقت الهاتف وزادت عصبية نقرها على المكتب فقال صلاح متلهفا
ها يابشمهندسة ايه الاخبار
ضړبت المكتب بقبضتها وهى تقول بضيق 
لو كان لوحده كان طلعه بسهولة المشكلة فى الاتنين اللى معاه علشان كده بيقولى الموضوع
هياخد وقت 
قال صلاح بحزن 
يعنى الولد المسكين ده هيفضل مرمى كده من غير ذنب 
قالت بعصبية 
مش قادره اعمل اكتر من كده يا صلاح أنا وصلت لأعلى المستويات كل اللى وعدونى بيه أن محدش هيقربله وهيفضل هناك معزز مكرم لحد ما يطلع 
خبطت سطح مكتبها مرة أخرى حتى آلمتها قبضتها ففركتها بغيظ وضيق وهى
تقول 
لو كان لوحده كنت عرفت اطلعه النهاردة المشكله فى الاتنين اللى مربين دقنهم اللى معاه دول أنا عارفة أيه الأشكال اللى بيعرفها دى!
فتح باب العنبر مرة أخرى فتعلقت أبصار الجميع به دخل الشاويش المسئول عن العنبر وتقدم باتجاه عمرو وفارس وبلال وأشار إليهم بحزم وقسۏة قائلا
تعالوا معايا انتوا التلاتة
نظر ثلاثتهم إلى بعضهم البعض بتساؤل فصړخ بهم بصوت كريه مرة أخرى 
بقول قوم انت وهو
نهض ثلاثتهم وهم ينظرون إليه بحنق وتعلقت به أبصار شركائهم فى العنبر وهم ينظرون إليهم بشفقة سار ثلاثتهم خلفه وبعد أن أغلق العنبر أمرهم ان يسيروا خلفه ساروا قليلا حتى توقف بهم أمام أحد الزنازين وشرع فى
فتح بابها وهو يقول متبرما 
حظكوا من السما 
فتح الزنزانة ثم دفعهم داخلها بقسۏة مرة أخرى وأغلقها خلفهم كانت الزنزانة أقل عددا من العنبر الآخر بكثير كانت تبدو أكثر آدمية من التى قبلها والفرش والأغطية كانت تبدو أكثر راحة من العنبرالأول نوعا ما نظر زملائهم إليهم متسائلين كما يفعل مع كل معتقل جديد فالقى بلال السلام فأجابه البعض بخفوت
ألقى ثلاثتهم أجسادهم على فرشهم بإنهاك شديد ولأول مرة تذوق عيونهم طعم النوم منذ اعتقالهم 
بعد ساعة استيقظ بلال على هزات خفيفة أنتبه من نومه دفعة واحدة بإنفعال فربت الرجل الذى كان يوقظه على صدره يهدئه وهو يقول 
أهدى يا أخى انا بصحيك علشان تلحق الصلاة متخافش
نهض بلال وهو يشعر أن عظامه مختلطة ببعضها البعض فى ألم شديد توجه إلى فارس وعمرو وأوقظهما بنفس الهزات الخفيفة فاستيقظوا بنفس الأنتباه المفاجىء واتساع حدقاتهما بإنفعال شديد فطمئنهم وهو يقول 
يلا قوموا علشان نلحق الصلاة
زفر عمرو بقوة وهو يقول 
يا أخى حرام عليك ده انا مصدقت يغمضلى جفن
توجه فارس إليه وهو يمسك بيده لينهضه رغما عنه قائلا 
قوم صلى يا عمرو الله أعلم احنا أعمارنا هتخلص أمتى هنا
وقف بلال بعد أن توضأ ليصلى بهم ولكن الرجل الذى أيقظه اقترب منه وقال محذرا 
كل واحد يصلى لوحده يا دكتور صلاة الجماعة ممنوعه هنا
أومأ بلال برأسه وقد تذكر فألتف إليه فارس قائلا 
ويمنعوا صلاة الجماع ليه 
ضړب عمرو كفا بكف وهو يقول 
هو أحنا فى غوانتانمو ولا ايه
أنتهى الثلاثة من صلاتهم تباعا واحدا
تلو الآخر مر يومان والحال هكذا لم يتغير 
كانت بوابة الزنزانة تغلق عليهم فى تمام الخامسة والنص مساءا وكذا يكون أنتهى اليوم داخل السچن فيبدأ بلال فى أعطائهم بعض التمرينات الرياضية التى تقوى عظامهم لتستطيع تحمل خشن العيش داخل السچن وليستطيع مقاومة الرطوبة المنتشرة فى كل مكان فيه كان الجميع يستجيب له إلا واحدا لاحظ بلال أنه يرمقهم بنظرات غاضبة
وكارهة لهم يظهر ذلك فى عينيه جليا كلما الټفت إليهم على مدار يومين كاملين ولأول مرة يتدخل هذا الرجل بالحديث عندما رأى فارس ينهض من فراشه ويجلس على طرف فراش بلال وهو يقول بقلق 
مفيش أى وسيلة هنا نطمن الناس اللى برا علينا زمانهم دايخين علينا فى كل حته دلوقتى ومش لاقين لنا أثر 
فقال هذا الرجل هاتفا 
والله أهلكوا زمانهم مستريحين منكوا ومن التشدد بتاعكوا
ألتفت إليه فارس پغضب بينما ربت بلال على ذراعه حتى لا يرد عليه پغضب فصمت فارس وترك المجال ل بلال بالرد
فقال له بابتسامة 
هو فى أهل فى الدنيا يبقوا مستريحين وولادهم فى السچن
ترك زملائهم فى الزنزانة ما كانوا منشغلين به وبدأوا فى متابعة الحوار ظنا منهم أنه سينتهى بمعركة تكون نهايتها زنزانة تأديب منفردة لكل منهما نظر له الرجل بحنق قائلا 
لا طبعا بس اللى زيكوا أهلهم هيستريحوا منهم تلاقى كل واحد فيكم عنده أخت بيجرجرها من شعرها وينزل فيها ضړب لو شافها بتسمع أغانى ولا بتتفرج على فيلم
آخر عبارة نطقها جعلت فارس وبلال ينظران إلى بعضهما البعض ويبتسمان رغما عنهما 
مال فارس للأمام وهو يقول له 
حضرتك العنوان غلط اللى بيعملوا كده الممثلين اللى بيطلعوا فى التلفزيون مش أحنا
نظر له الرجل بتهكم وقال 
الممثلين دول بيمثلوا حياتكم واللى بتعملوه فى أهلكوا بسبب تشددكوا فى الدين
تدخل بلال قائلا
ممكن اسأل حضرتك سؤال مش زمان كنا بنسمع أن الممثل علشان يندمج فى الدور بتاعه لازم يروح يعيش فى وسط الناس اللى هيمثل دورهم فى المسلسل 
يعنى مثلا كنا زمان نسمع ان واحد راح دخل السچن علشان يعرف يمثل حال المساجين صح ولا لاء
أومأ الرجل برأسه قائلا
أه طبعا سمعنا كده كتير
ابتسم بلال ثم قال 
طيب هل الممثل اللى بيمثل دور الملتزم ده بيروح يعيش مع الملتزمين فى بيوتهم وبيشوفهم بيعاملوا أهإليهم أزاى واخوتهم وزوجاتهم 
قال
الرجل ساخرا
هيروح ازاى يا شيخ يعيش معاهم فى بيوتهم هو طبعا بيتصور حياتكوا مع اهاليكوا
رفع بلال حاجبيه وقال بهدوء 
طيب مش يبقى ده ظلم أنه يحكم علينا اننا بنضرب اخواتنا وزوجاتنا وهو عمره ما عاش وسطنا ونجرجرهم من شعرهم كمان علشان بيسمعوا أغانى ويطلع يمثل كده فى التلفزيون ويخلى الناس تصدق عننا كده وتخاف مننا وأحنا مش بنعمل كده أصلا
تدخل زميلا آخر لهم وقال 
والله أنت معاك حق يا شيخ ده أنا ليا جار زيك كده لما مراته بتقعد مع مراتى يرغوا مع بعض شوية بترجع مراتى تقولى أنت مش رومانسى ليه زى جارنا الشيخ 
قال الرجل الاول معترضا 
والله بقى أحنا خدنا عنكوا الفكره دى بسبب التشدد اللى أنتوا فيه
وكل حاجة حرام حرام حرام حرمتوا علينا عيشيتنا
أتكأ بلال على أحدى جانبيه وقال 
طب ممكن اسألك سؤال كمان ومعلش تعإلى على نفسك وجاوبنى
قال الرجل بملل 
أتفضل
قال بلال بجدية 
حضرتك عندك سخان غاز ولا كهربا
نظر له الرجل بدهشة وقال متهكما 
سخان غاز يا سيدى ليه
ابتسم بلال قائلا 
ممتاز 
فاكر حضرتك أول مرة ركبته فيها 
فاكر
أعتدل بلال فى جلسته وقال باهتمام
يا ترى شغلته لوحدك 
زاد الرجل مللا وهو يجيب قائلا 
لاء طبعا صاحب المحل قالى معاه كتالوج ولازم أمشى على الخطوات اللى فيه بالظبط
قصد بلال ان يقول ببرود
وسمعت كلامه ليه 
هتف الرجل بعصبية
يعنى ايه سمعت كلامه ليه مش هما اللى عاملينه وأدرى بيه 
عقد بلال بين حاجبيه وقال 
صاحب المحل اللى اشتريت منه السخان متشدد زينا
صوب الجميع نظرة لبلال الذى كان يتحدث باريحية وسلاسة فى الحديث والغلاف الذى كان يميز حديثه هو المنطق والهدوء وخصيصا عندما ظهرت علامات الدهشة على وجه الرجل وقال بحيرة 
مش فاهم
عقد بلال ذراعيه بهدوء وهو يقول 
يعنى ربنا سبحانه وتعإلى هو اللى خلقنا وهو اللى قالنا عن طريق رسولنا محمد صل الله عليه وسلم أن ده
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 31 صفحات