الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية دعاء الجزء الاخير

انت في الصفحة 16 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

دنيا وزلزلت أركان خطتها كاملة وتبادلت النظرات الحائرة مع وائل وخرجت مهرولة من القاعة
وهى تجرى إتصالا هاتفيا بباسم تستنجد به مما حدث أجابها باسم ببرود 
ومالك قلقانة كده ليه مفيش مشكلة أنا هجيبلك أرار الظابط ده هو والشهود وهبعت وائل يتفاوض معاهم زى ما حصل قبل كده 
هتفت به وهى تتلفت حولها قلقا 
ونفرض بقى الظابط ولا حد من الشهود مرديش يغير كلامه أنت شكلك كده حاطط إيدك فى المية الباردة علشان اسمك بعيد عن كل حاجة
قال بثقة 
اللى ميرضاش بالذوق هيرضى بالعافية أنت باين عليكى لسه متعرفنيش كويس بكره هبعتلهم وائل يخلص معاهم هما التلاتة علشان نعرف مين معانا ومين ضدنا ونتصرف على الأساس ده
شعرت بالتوتر الشديد والخۏف وهى تقول بإضطراب 
يعنى أيه اللى ميرضاش بالذوق يرضا بالعافية دى فهمهالى
صمت قليلا ثم قال بجمود أرعبها 
هو بالظبط اللى أنت فهمتيه ده مالهاش معنى تانى يا أما يحضروا ويقولوا اللى أحنا عايزينه يا اما تتقدم شهادات وفاتهم للقاضى 
وضعت عزة رأسها على صدر زوجها وقالت بحزن 
يا عمرو أنا مصدقت انك رجتعلى بالسلامة تقوم تسيبنى وتسافر تانى
مسح على شعرها بحب وقال 
مش سفر زى ما انت فاكرة يا حبيبتى ده انا هاجى يومين فى الأسبوع وبعدين كلها كام شهر والفندق يخلص ونطلع بمبلغ كويس نبدأ بيه حياتنا
رفعت رأسها من على صدره ونظرت إليه وقالت بغيرة واضحة 
طب واشمعنى بقى صاحبة الشركة مهتمية بيك انت بالذات بالشكل ده
نظر إليها وقال بحذر 
تقصدى أيه
رفعت كتفيها وهى تقول بتبرم 
قصدى أنها سألت عليك ولما عرفت اللى حصلك فضلت ورا الموضوع لحد ما طلعتك وطلعتك لوحدك كمان وبعدين قالتلك أن دنيا هى اللى بلغت عنكم وبعدين تديك شغل مهم وفيه فلوس كتيرة كده كل ده ليه !
مسح على وجنتها بظهر يده وهو يقول بمرح 
أنت بتغير ولا أيه يا جميل
أمسكت بيده بين راحتيها وقالت بخفوت 
أه طبعا بغير مالها مهتمية بيك كده
ضحك ضحكة هادئة ونظر إلى عينيها وقال 
أنت عارفة اللى بتغيرى منها دى عندها كام سنه ! وبعدين انت عارفة كويس أوى أن محدش بيملى عينى غيرك صح
ولا لاء
نظرت إليه بشك وهى تقول
مش عارفة يا عمرو هدوءك ده مش مطمنى خالص
ضحك مرة أخرى وظهر عليه الاستمتاع بالحديث وهو يقول 
ليه بس يا حبيبى
أستندت إلى ظهر الأريكة وعقدت ذراعيها أمام صدرها ثم قالت 
أصل انت من عوايدك يعنى انى لما بقولك حاجة غلط بيبان عليك انك مضايق وبتقعد تدافع عن نفسك لكن دلوقتى هادى كده زى ما تكون بتأكدلى أحساسى
ضړب كفا بكف وهو يحرك رأسه متعجبا منها وقال 
والله انت مچنونة يا حبيبتى
نظرت إليه بدهشة فأومأ برأسه مؤكدا وهو يقول بمرح 
اه والله مچنونة صدقينى يعنى انا أتعصب تقوليلى أنت عصبى وبتتخانق أبقى هادى تقوليلى هدوءك مش مريحنى أعمل فيكى أيه دلوقتى
نظرت إليه وقالت بجدية 
شفت بقى أنت بتوهنى ازاى وبتهرب من الكلام
لف ذراعه حول كتفها وجذبها إليه وقال 
طيب أنا هريحك أولا الست دى أكبر منى بكتير جدا ومتجوزة راجل أعمال و ملياردير ومديها الشركة دى تديرها وانا واحد من مئات المهندسين اللى شغالين عندها زيى زى غيرى كل اللى يميزنى أنها عارفة أنى أهم الدكتور حمدى أخوها علشان كده لما الأستاذ صلاح سأل عنى لما غبت وده طبيعى طبعا أى موظف يغيب لازم يعرفوا غايب ليه وعرف منك اللى حصلى قالها وهى علشان عارفه انى أهم الدكتور حمدى أدخلت فى الموضوع بمعارفها الكتير وطبعا كده ولا كده كانت هتعرف بموضوع دنيا والست كتر خيرها قالتلنا علشان ناخد بالنا منها أما بقى موضوع الشغل فترشيحها ليا للسفر فدى حاجة تشكر عليها هى عارفة انى فى بداية حياتى وعاوزه تخدمنى علشان خاطر أخوها برضة ها أقتنعتى ولا لسه 
نظرت إليه بعيون غير مطمئنة ولكنها لم تجد ما تقوله أستطاع أن يسكتها ولكنه لم يستطع أن
يقنع نفسه بما قال دارت الشكوك برأسه مرة أخرى ولكنه نفضها جميعا عندما سمعها تقول 
عمرو أنا بجد متشكرة أوى
الټفت إليها متعجبا وهو يقول 
متشكره على ايه
قالت بابتسامة رقيقة 
علشان وافقت انى اروح الدكتورة واشوف موضوع الحمل ده اللى اتأخر 
نظر أمامه بشرود ثم قال 
أنا كنت غلطان يا عزة أنا كنت بفكر فى نفسى وراحتى وبس مفكرتش فى مشاعرك انت ورغبتك فى انك تبقى أم زيك زى أختك تمام نفسك يبقى عندك ولاد كده زيها تربيهم وتهتمى بيهم وتشبعى غريزة الأمومة فيهم لكن الحمد لله انى انتبهت لخطأى ده بدرى اللى شوفته فى المعټقل ده خلانى اراجع أمورى فحاجات كتير أوى فى حياتى واحس انى تافه وأنانى ومبفكرش غير فى نفسى
لاحظت عزة الوجوم الذى ظهر على قسمات وجهه واحتلها بضراوة مما غير ملامحه كثيرا شعر بأناملها تعبث بوجنته وهى تقول هامسة
أنا بحبك فى كل حالاتك
أبتسم وهو يلتفت إليها وقد عادت إليه روحه المرحة وقال 
وبعدين الحمل متأخرش ولا حاجة أنا اللى
مكنتش هنا !
جلست أم فارس بجوار مهرة على طرف فراشها وأخذتها بين أحضانها ومسحت على شعرها بحنان ثم نظرت إلى والدها وقالت پغضب شديد 
أنت ازاى تعمل كده فى بنتك يا ابو يحيى مش حرام عليك
لوح والدها بيده وهو يقول بعصبية 
معلش بقى يا ست ام فارس دى بنتى وانا حر فيها أضربها اموتها محدش له عندى حاجة
أطلت من عينيها نظرات غاضبة ولأول مرة تخرج عن شعورها وتتكلم بعصبية شديدة وأخذت تهتف به قائلة 
بنتك! تعرف ايه انت عن بنتك بنتك دى كانت بتقعد عندى أكتر ما كانت بتقعد فى بيتك كانت بتلجالى وتحكيلى مشاكلها أكتر من أمها نفسها لما كانت بتتعب ونوديها للدكتور ويكشف عليها ويسألنا عن أسامى الأدوية بتاعتها ولا تعبت أمتى أمها مكانتش بتعرف أنا اللى كنت برد مفيش دكتور روحناله إلا لما افتكر أن انا اللى أمها مش مراتك يا ابو يحيى أبنى كان بيعلمها ويوجهها ويذاكرلها وانت حتى متعرفش هى فى سنة كام أنت كنت بتخرج الفجر ترجع نص الليل وامها كانت بتخرج تشتغل علشان تكفى طلباتها هى ويحيى 
بكت أم يحيى كثيرا وهى تستمع لكلمات أم فارس ولقد كانت تعلم أنها محقة تابعت أم فارس وهى تشير إلى مهرة وتقول 
بصلها كده بعد ما كبرت وبقت عروسة وشوف لبسها وأخلاقها وطريقة تعاملها مع الناس علشان تعرف انى عرفت اربى صح وشوف كده لو كانت فضلت قاعدة لوحدها وانتوا سابينها مع اخوها وصحابه والمدرسين الرجاله اللى كانوا
داخلين خارجين لما كان يحيى فى 
حد فيكوا عمره سألها مالك حد فيكوا عمره عرف حتى أسامى اصحابها أيه واصحابها شكلهم أيه حد فيكوا عارف قلبها فى أيه بتحب أيه وپتكره أيه محدش فيكوا يعرف عنها زيى أنا جاى دلوقتى وتقولى بنتى وانا حر فيها أموتها واضړبها أنا حر 
وهبت واقفة بصرامة وجذبت مهرة من يدها وأخذتها تحت ذراعها وقالت لهما بقوة لا تعرف كيف واتتها حينها 
البت دى بنتى انا وهاخدها عندى ومحدش فيكوا هيقربلها والواد اللى اسمه علاء ده لو هوب ناحيتها هخلى عيال الشارع يطلعوه من هنا بڤضيحة 
جذبتها خلفها بحسم وانصرفت بها أم فارس أمام أنظارهما المبهوتة ينظران لبعضهما البعض وكل منهما يحاول أن يحمل الآخر مسؤولية أهماله وسوء تصرفه 
أستطاع باسم الحصول على رقم هاتف الضابط محرر محضر القضية وأتصل بوائل وأعطاه رقم هاتفه وطلب منه أن يقابله فى مكان عام ولا يذهب إليه فى قسم الشرطة بالفعل قام وائل بالاتصال بالضابط وأتفق معه على مقابلة سريعة فى مكان عام 
ذهب الضابط لمقابلة وائل وعندما حاول وائل إغراءه بالمال ليغير أقواله رفض بشدة
و تركه الضابط وانصرف بحدة ووائل يتابعه بنظراته القلقة الخائڤة وأخرج الهاتف على الفور وهاتف باسم وأخبره بما حدث فقال باسم 
خلاص سيبك منه هو اللى عاوز يروح لقپره برجليه دلوقتى بقى تروح تقابل الشهود وتشوف مايتهم هما كمان وبعدين تبلغنى باللى حصل بينكوا بالظبط 
قال وائل بارتباك 
بس دلوقتى يا أستاذ باسم معظم الفلوس معاك هندفعلهم منين
قال باسم بابتسامة متهكمة 
ملكش دعوة روحلهم بس واتفق معاهم وسيب الباقى عليا
حاول وائل أقناع الشهود بالإستجابة لطلبه وإغراءهم بالمال ولكنهما كانا مذبذبين بشدة وقال أحدهما 
يا أستاذ وائل بقولك محامى البنت القتيلة لسه نازل من عندنا قبل انت تيجى على طول وهددنا أننا لو غيرنا أقوالنا ومقولناش الحقيقة هيفضحنا قدام المحكمة ويحبسنا پتهمة التزوير 
مال وائل للأمام وقال بثقة 
ولا يقدر يعملكوا حاجة
أنتوا هتقولوا اللى شفتوه
وضيق عينيه
وهو يقول مؤكدا
مش كده ولا ايه
نظرا الرجلين إلى بعضهما البعض بقلق وخوف وقال الآخر 
طيب يا أستاذ وائل سيبنا نفكر فى الموضوع ده مع نفسنا
نهض وائل وهو يضع أمامهم أرقام هاتفه وقال 
كده نبقى متفقين تكلمونى بعد يومين علشان نقعد مع بعض ونتفق على كل حاجة
غادرهم وائل سريعا وهو يبتسم بثقة وأغلق الباب خلفه نظر أحداهما للآخر وقال 
هنعمل أيه دلوقتى الراجل ده شكله شرانى أوى وفى نفس الوقت المحامى التانى هددنا بالحبس پتهمة التزوير 
قال الاخر 
طب وبعدين 
وقبل أن يجيبه سمعا طرقا على باب الشقة فنهض أحدهما وهو ينظر للآخر مترقبا وفتح الباب ونظر إلى القادم بتساؤل ورهبة وهو ينظر إلى حلته العسكرية وهو عاقدا ذراعيه أمام صدره ويقول بهدوء ولكن بلهجة صارمة 
ها اتفقتوا على المبلغ ولا لسه !
وبعد أسبوعين مرتقبين كانت تجلس فى قاعة المحكمة وهى تنظر إلى محامى المجنى عليها يحمل وجهها قسمات انتصار واثقة بعد أن أكد لها باسم أن الشهود سيغيرون أقوالهم و عدم حضور الضابط الذى يستند إليه محامى المجنى عليها فى أثبات جناية التزوير بدأت الجلسة وأمر القاضى حاجب المحكمة بالنداء على الشهود الثلاث نظرت دنيا إلى الأوراق أمامها وهى تشعر بأن كل شى قد انتهى فبمجرد أن يشهد الشهود
بنفس الشهادة التى أمام القاضى فى المحضر فسوف يتغير الحكم كما قال لها باسم وأخذت ترسم أحلام وردية فى دنياها الخاصة وترى اسمها يسطع فى سماء الشهرة كنجمة متلألأة بين النجوم ولكن شعرت بزلزال شديد يفتت أحلامها وينثرها لتسقط من السماء إلى الأرض فى خسف شديد وهو تستمع إلى صوت الضابط الذى وقف أمام المحكمة بهئيته وقد ألقى عليها هى ووائل نظرة استخفاف 
بدأ القاضى بسؤاله عن أقواله وبدا هو فى سرد الوقائع الحقيقية التى حدثت بالفعل وعندما ناقشه القاضى فى الأقوال التى بين يديه فى التقرير المزيف أجاب الضابط بالنفى وأنه لم يكتب هذا المحضر وأن أقوال الشهود فيه مزيفة عن الأقوال التى أدلوا بها من قبل 
أنهى القاضى مناقشة الضابط ثم استدعى الشاهدين اللذين أكدا أقوال الضابط و أنكروا بشدة الأقوال الموجودة فى المحضر المزيف شعرا كل من دنيا ووائل بأن الأرض
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 31 صفحات