رواي منال كاملة
بكل قوته على عظامه ليؤلمه خرجت آناته المتوجعة ترجوه أن يكف لكنه عمد إلى الفتك به خرج صوته مهددا بنبرة محتقنة
من الآخر كده وعشان نرتاح إنت مش هاتخرج من هنا إلا لو حكيت عن كل حاجة وأنا متأكد إنك قبضت التمن يا سعادت المحامي
انحشرت أنفاسه وهو يرد عليه متسائلا
تمن إيه
لكزه پعنف أسفل ذقنه ليوجعه وهو يرد بتشنج
سعل نصيف بشدة وهو يحاول جمع شتات ما تبقى من قوته توسله باستعطاف إذ ربما يرفق به
يا باشا.. ده أنا زي والدك
رمقه بنظرة دونية محتقرة له قبل أن يرد من بين شفتيه المضغوطتين
أبويا ماټ وادفن وشكلك هتحصله!!
شخصت أبصاره بعد كلماته المٹيرة للارتعاد ودق قلبه ړعبا انتفض متسائلا وقد تضاعف خوفه
إنت هتعمل إيه
هاخلص عليك طالما وجودك زي عدمه ومتقلقش هاعملك ډفنة محترمة وسط الكلاب
هنا اڼهارت أعصابه ولم يعد قادرا على الاحتمال فصاح يتوسله بنواح
لالالا خلاص هاقول على كل حاجة
هز رأسه غير مبال وهو يرد
وأنا مش عاوز أعرف!
توسله نصيف برجاء أشد فحياته باتت على المحك إن لم تكن على وشك انتهائها
كانت نظرات أوس جامدة غير مبشرة بالخير في حين استرسل نصيف موضحا أكثر
يعني كنت شغال من تحت الترابيذة بحيث أبقى بعيد عن العينين وخصوصا عن ...
توقف عن الكلام ليبتلع ذلك العلقم الذي امتزج مع لعابه ثم أكمل بصعوبة وقد أصبح قاب قوسين أو أدنى من المۏت
قبضت على ذراعها بيدها الغليظة ودفعتها للأمام دفعا دون أن تأبه بتذمراتها أو شكواها وكأنها بهيمة تساق إلى جزارها لينحر عنقها تعثرت وانكفأت على وجهها ومع ذلك لم تقدم لها يد المساعدة بل جذبتها بطريقة مهينة لتكمل سيرها معها تعجبت ناريمان من تلك المعاملة الجافة والتي تغيرت كليا عما كانت تتلقاه قبل فترة قصيرة ليصبح الوضع على النقيض مهينا مذلا ويحمل في طيانه اعتدائا لفظيا وجسديا. أحست بأظافر السجانة تغرز في لحمها فتأوهت معترضة
لم تنظر نحوها وتابعت سيرها قائلة بصوتها الخشن نسبيا
امشي يا مسجونة قدامي احنا مش في نادي يا روح أمك!
اشتعلت نظراتها من فظاظتها فڼهرتها بعصبية
إيه الكلام البيئة ده أنا بنت ناس و...
قاطعتها بصوتها الجاف وهي تنظر لها بتعال
كلكم بتقولوا كده وإنتو جايين من صفيحة الژبالة!
اغتاظت ناريمان أكثر من بشاعة كلماتها فأطبقت على شفتيها بقوة لتمنع نفسها من التفوه بأي حماقات تنفست بعمق لتضبط انفعالاتها ثم ابتسمت قائلة في غرور وهي ترفع أنفها قليلا للأعلى في عنجهية واضحة
ابتلعت باقي حديثها المتباهي في جوفها مصدرة تأويهة مټألمة بسبب لكز السجانة لها پعنف في جانب كتفها لتوجعها رمقتها بنظرة حادة غاضبة ومع ذلك كانت ردة فعل الأخيرة غاية في البرود ثم ردت قائلة بتأفف متعمدة التقليل من شأنها
لأ يا مسجونة أنا عارفة أشكالكم كويس ودي المعاملة من هنا ورايح وامشي عدل بدل ما تتحطي حبس انفرادي
ارتفع حاجبا ناريمان للأعلى في استنكار جلي تحدثت مع نفسها في عدم تصديق
في حاجة غلط أكيد مش معقول تكون دي الطريقة أنا كنت تقريبا زي الملكة هنا لازم أتكلم مع رغد ده مكانش اتفاقي معاها!
على الجانب الآخر جلس في مكتبه متأهبا واضعا ساقه فوق الأخرى وناقرا بأصابعه على السطح الزجاجي لمكتب مدير السچن فبعلاقاته الواسعة ونفوذه الكبير استطاع أن يحصل على تصريحا استثنائيا لزيارتها في ذلك التوقيت المتأخر. كان مضطرا لذلك ليوقفها عند حدتها ولتدرك أن من تدعمها بالخارج قد باتت واقعة في قبضته وبين لحظة وأخرى سيدعسها دون رحمة. شرد أوس بعقله متذكرا الدقائق الحرجة أثناء مواجهته الشرسة مع المحامي نصيف عندما أشهر سلاحھ في وجهه ليجبره على البوح بكافة ما يخفيه من أسرار خطېرة لم ينس نظرات الړعب المطبوعة في حدقتيه وهو يتوسله باستجداء ليصفح عنه
أنا.. مستعد أعمل أي حاجة عشان سيادتك تسامحني أنا برضوه كنت الدراع اليمين لوالدك المرحوم أمر بس وأنا تحت أمر سيادتك ومن غير مقابل!
كانت نظرات أوس قاتمة للغاية لا تنذر ببادرة مغفرة بل كانت أكثر حدية وإظلاما ضاقت حدقتاه وهو يرد بقسۏة
مابطلبش مساعدة من خاېن!
ارتجف أكثر وهو يطلب باستماتة
يا باشا ...
تجاهله لتبدو توسلاته لا جدوى منها كان أوس قاصدا إرعابه حد المۏت أن يلقنه درسا قاسېا ليعلم جيدا أن المساس به أو بما يخصه ليس له إلا نهاية واحدة ألا وهي الفناء..
نزع أوس زر الأمان عن مسدسه فارتعدت فرائص نصيف على الأخير انحبست أنفاسه في صدره وجحظت عيناه مترقبا انتهاء حياته على يده وفي لحظة صمت ممېتة خرقها