الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية ايمان الجزء الثاني الاخير

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

تتوارى تحت الثرى بمقپرة زينت بالورود التي جلبها الأب ونشرها الغلام حول مقرقد امه في حنين واشتياق لها كم كان اللقاء حارا . فمشاعر الأب تختلف كثيرا عن مشاعر الإبن وكل يغني على ليلاه امام مقبرتها .
والأخر هناك يجلس بداخل السيارة ينعي همه بفراق والديه وفراق من نوع اخر بيده هو قتل حبهما الذي ظل قابع بداخله فراق أجبرها على التخلي جعلها
تلقي بنفسها في أحضان رجل أخر غيره ..مما جعله يحدث نفسه لاعنا غبائه قائلا بسخرية مما يشعر وهو بينظر لنفسه خلف مرآة سيارته الأمامية متحدثا يا تري ارتحت دلوقتي ياعوض وانت معاك الفلوس دي كلها .. طبعا لا كان ممكن ابقى في قمة سعادتي دلوقتي لو هى معايا . . كان زماني بحتفل بيها ومعاها ..لكن انا بغبائي سبتها وهربت ..ليها حق طبعا منا الي بعدت من غير مانهى معاها الخلاف ومن غير مقنعها بوجهة نظري . .ياااه ياسيهام وحشتيني قوي ووحشني حضڼ امي وابويا واخواتي. . وأكمل بصدق استشعره هو بعد مرور كل هذه السنوات ليهتف قائلا م لع ون ابو الغربة والفلوس الي بتفرق الأحباب بالشكل دا ....ضړب المقدود بيده احتجاجا ناعتا نفسه بالغباء بقوله غبي ..انا غبي ..ليستوقفه قدوم الصغير برفقة أبيه الذي لا يقل حالة عن حالهما في الحزن المتملك منهما ليستكملا رحلة الغودة في صمت تااام وكل واحد منهم يحاول اخماد حنينه وشوقه عن عيون الأخر .
عند سيهام بعد زيارتها برفقة عمتها الكبرى والصغري التي ولجا معها وابيها الذي تعرف على هذا الرجل الصالح خلال تلك الزيارة متذكرا اياه قائلا صالح عبدالله المحمدي ..اذيك يا شيخ صالح .
يقابله الرجل بحفاوة وود لهذا الصوت وتلك الجملة التي تنم على معرفة قائلها له يا مرحب بيكم . . اهلا ياسيدي مين حضرتك واضح انك تعرفني من زمان بل قلت صالح عبدالله . . ودي ميقلهاش غير حد يعرفني قوي .
فعلا اعرفك ومن زمان قوي من قبل ما تلبس النضارة السودة دي . . من أيام المعهد الديني لو تتذكر . قالها ابو سيهام في محاولة منه لتذكير الأخر الذي عاد بذاكرته لبعيد أكثر من خمس وثلاثون عام ليهتف قائلا بمزاح اضحك الجميع ياااه من ايام العهد الديني ..دا أنت قديم قوي يا راجل . . انا لسة شباب .
ابوسيهام من بين ضحكاته على مداعبة الأخر الذي مازل يحتفظ بخفة ظله برغم هذا ما هو فيه فهو لم يكن بفاقد للنظر في
السابق مما جعله يردف قائلا واضح انك لسة فكهى زي ماانت يابتاع الحلاوة قالها حتى يذكره بموقف ما بينهما .
استوقفته تلك الكلمة الدلالية التي لها ذكرى خالدة لديه فهو كان يطلق تلك الكلمة على محبوبته ابنة الجيران التي تزوجها بعد ذلك . . فكلما كان يريد أن يراها وهى تخرج من مدرستها يقول له انه يريد أن
يجلب حلاوة . .مما جعل الآخرين يلقبونه ببتاع الحلاوة لأنهم يعرفون ما يخفيه ولذلك تأكد ان هذا الشخص من المقربين لديه حتى وان كانت بعدتهم الأيام..مما جعله يردف بحنين واضح انك من دفعة الحبيبة يا سيد ..ياتري انت مين بقى فيهم 
قهقه ابو سيهام فور تذكره لهذا اللقب الذي لقبهم به احد اساتذتهم نظرا لأن جميع الدفعة كانت تربطهم علاقات عاطفية وان لم تكتمل بعد ذلك نظرا لأنهم كانوا في سن مراهقة وقتها وليس كل ما يرغبه المرء يدركه.. ليهتف من بين ضحكاته الله يحظك ياصالح فكرتني بالذي مضى .. طب طالما انت ذاكرتك قويه كده تقدر تقولى انامين يابتاع الحلاوة .
الشيخ صالح بتفكير وتمحص بهذا الصوت المألوف لديه
ويشعره انه على معرفة بصاحبه انت بتاع الميلامين الجامد المتين ..صح 
صح . . ياراجل ياشقي ..قالها ابو سيهام ضاحكا تحت نظرات القابعات بجواره يشاهدون وصلة الذكريات وتبادل المزاح الذي ينم على علاقة قوية بينهم برغم الابتعاد الزمني الذي تعدى سنوات كثيرة .
صبري كامل عنيتر ..صح ..قالها الشيخ صالح بثقة فهو يعرف لمن يتحدث الأن برغم مرور السنوات بينهما الا انه يتذكر مزاحهم سويا فكلما كان صديقه يسأله عبر الهاتف المنزلي انت مين .. يجيبه الأخر قائلا انا الميلامين جامد ومتين .كنوع من الممازحة بينهما مما جعله يتيقن انه هو صديقه صبري . . ليكمل بسعادة كمن لقى كنز ثمين في أيام مقحلة بالحض يابو الصبر ..قالها وهو يقف ليتوجه نحو الصوت ليجزبه الأخر في سعادة الى احضانه التي بادلها الاخر بحبور وهو يربت على كتفيه لتنتهى وصلة الذكريات وتبادل السلامات وتبادل الأخبار بينهم الي ان وصل كل منهما للأخر ليقول له صبرى مستفسرا لكن قولي يا شيخ صالح . . ايه الي خلالك توصل لكده .
كده الي هوا اذاي تقصد العمى والا المشيخة قالها الشيخ صالح بمزاح اضحك الجميع .
جعل الاخر يحرك رأسه بيأس من مزاح صديقه ليردف بصدق تصدق ياصالح أنا عايز اعرف الحالتين اولا انت كنت زينا كده طبيعي وعيونك صحيح كنت لابس نظارة بس كنت بتشوف .
صالح بمزاح وصبر لما هو فيه فطريقته تلك هى التي تهون عليه مما جعلة يردف قائلا تقصد نظارة قعر كباية ياراجل ..وعلى العموم انا اتعرضت لحاډثة فقدتني النظر ..النظراة اتكسرت من قوة الخبطة والرايش بتاعها دخل في عيني الكلام دا من سنين بسيطة لكن بقى موضوع المشيخة والصيت دا لأنى زي ما أنت عارف انا حافظ للقرآن ومرة من المرات كان في ولد من ولاد الجيران تعبان واهله ياولداه لفو بيه على الدكاترة وكنت انا والحجة في زيارة ليهم كنوع من الواجب ..طلبت من ولدته احضار كوب من المية وقريت عليه ايات الرفية الشرعية وبعض الادعية وناولته للولد ..بعدها لقيت الولد جايلي بنفسه بعد اسبوع وبيقولي عايز يشرب من المية بتاعتي لأنه معدته ارتاحت لما شربها .. فعملتله ميه ومن يومها الأمهات بتيجي للحجة وتجبلي ولادهم اديهم حلويات ولبس واشربهم ماية مرقية .ويتوكلوا على الله .
طب والحلاوة ياعم الشيخ سبتها هتفت سيهام سائلة بعدما استشعرت الارتياح لتلك الجلسة الحميمية بين ابيها وهذا الرجل الطيب .
الشيخ صالح بخفة ظله الكروان دي بنتك يا أخر صبري .
ايوا يا شقى دي سيهام بنتي الوحيدة كان ليها اخ توفاه الله من سنين ..اوعي تلون على بنتي ليضيع فيها رقاب ..انت عارفزي دمي حامي ..قالها ابيها ممزاحا ليجاري صديقه قليلا في مزاحه لتخفيف الموقف .
صالح بصدق ماشاء الله ربنا يباركلك فيها ويرحم الصبي ويجعله زخر ليك في الأخرة ..يابختك ياعم عمرت الدنيا والآخرة ..ربنا يقويك ويعطيك الصبر ياصبري .
امين يارب العالمين قالها الجميع متمتين بها في أجلال .فهم جميعا حزنو على فراق الصبي
الذي مازلت ذكراه خالدة حتى وان مر علي ۏفاته سنوات كثيرة .
لتبتلع هى ماء ريقها مرة أخرى قائلة بتوجز بردوا مردتش عليا ياعم الشيخ ..سبتها .
الي يحب بصدق يابنتي وغرضه شريف لازم يجاهد علشان يوصل لمحبوبه ..العشق لا هو حرام ولا عيب ..الحړام بين والحلال بين وانا كنت عاشق شريف خلصت دراستي وجريت على بيتهم والحمدلله كانت من نصيبي ..واكمل مستطرا وهو يتوجه لباب الغرفة بهتاف يااأم امل . . تعالي شوية وخلى العيال يعملو قهوة احسن الشاي الي جبتوه ماسخ .
ولجت اليهم السيدة البسيطة في خجل منهم لتلقي التحية السلام عليكم ورحمة الله ..نورتونا ياجماعة .
صالح بمداعبة لسيهام اهي ياست سمسة الحلاوة الطحينية بتاعتي .
حدقته الاخري بوجه يكسوه الخجل فزوجها دائما ينعتها بهذا اللقب ولكن اليوم يزداد امام الأخرون الذين اتوا دون موعد كحال كثيرين من الذين يترددون عليهم من أجل الرقية ..اي نعم هى تعرف ام سامح الجارة الطيبة ولكنها تجهل الأخرون فليس من حقه احراجها هكذا أمامهم مما جعلها تردف مستنكرة لما يقول وهى تتوجه للفتاة قائلة معلش يا عروسة ..راجل كبير ..متخديش على كلامه هو كده بيحب يخلط الجد بالهزار دايما.
سيهام بأبتسامة جاليه على محياها فهذا الرجل كتلة من الطاقة الإيجابية فهو يعطي الأمل لكل من حوله برغم ظروفه الصحية التي تظهر عليه وعلاقته الجميلة بزوجته فهو لا يخجل ان يعترف بعشقه لها اما الجميع منذ أن كان شاب الى الأن والسيدة أيضا لا يظهر عليها العجز بفضل معاشرتها لهذا الرجل الذي يدللها على مرئى ومسمع من الجميع مما جعلها تهتف بسعادة من الواضح أنه ليه حق ياخلتي حضرتك تتحبي .
اه والله ياحبيبتي انتي تستهلى كل خير قالتها ام سامح وهى تتمني أن تنول كلمة ثناء من زوجها مثلما يفعل هذا الشيخ مع زوجته .
سناء وهى تبتسم من خجل السيدة أمامهم لتتذكر حالها هى الأخرى وهذا الغادر الذي كان يصبها بعزب الحديث ولكنه تركها من أجل امرأة اخرى تفوقها بالجمال متعللا بنعتها بالارض البور ولكن هذا الرجل واخيها هو الأخر جعلاها تتيقن الدنيا مازلت بخير هناك رجال مازالو ينعمون بالوفاء لزوجاتهن يحتفظون بعشقهن الى مالا نهاية مما جعلها تردف بصدق ماشاء الله عليكم ..ربنا يحفظكم لبعض ..كفاية كده يا عم الشيخ لتتحسدوا ..ربنا يجعل عيونا بردة عليكم .
الشيخ صالح بمداعبة لهذا الصوت الحزين لا ياست الكل ..الناس الطيبين الي زي حلاتكم مبيعرفوش يحسدوا ..
وعموما انا برقي الحلاوة الطحنية كل يوم علشان متسحش مني .
اردفت زوجته ضاحكة
فهو سيظل ساخرا هكذا ولا يترك فرصة الا وداعبها فيها دون أن يكترث لوجود أخرين مما جعلها تهتف بضجر مصطنع يوو أنت مش هتبطل هزارك ده ..طب انا هقولهم حقيقتك علشان يعرفوا انك نكدي والفرفشة دي مبتظهرش غير قدام الحاجات الحلوة دي قالت جملتها الأخيرة وهى تشير إلى سناء وسيهام اللاتي يرتمين على بعضهن من شدة الضحك فهى وزوجها كتلتان من خفة الظل .
انتهى اليوم في منزل الشيخ صالح بعدما توعد الصديقان الذين اجتمع شملهما بفضل تلك الفتاة التي ظلت تتحدث مع الشيخ الطيب وزوجته وتشاركت معهما في سرد قصتهن سناء هى الأخرى وام سامح وكل واحدة تسرد ضيقها لهذا الرجل الذي ظل يحدثهم في امور دينهم واثلج صدورهم بكلامة الطيب والذي يرفقه بآيات مؤيدة له من القرأن تبشرهم بالخير بعد الصبر على البلاء وبشر الصابرين فما كان عليهم الا الرضى بما قسم لهم واهداهم هذا الشيخ بعض الزجاجات المملؤة بماء مرقي وبعض من المسابح التي جلبها معه من العمرة الاخيرة كنوع من التذكار ..لينهى بها المطاف وهى ترقد فوق فراشها وهى عازمة على مواجهة التحديات التي تقابلها

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات