رواية ايمان الجزء الثاني الاخير
كل يوم وترافقها العمة الصغري التي صمم اخيها وزوجته ان تقضي معهم بعض الايام فهى تسكن بمفردها بعد ۏفاة امها ورفضت ان تشارك أخيها منزلة خشيتا من ان تثقل عليه ولكنها اليوم استسلمت لرائيه فهى وجدت الراحة بينهم فهى منذ فترة طويلة لم تشعر بهذا الشعور الذي يجعلها مقبلة على الحياة مرة أخرى وقررت هى الأخرى ان تواصل عملها بحماس وتتميز به
ليكون لها سندا وعوضا من الله فهى لن تنظر لنظرة المجتمع لها بكونها مطلقة فأحيانا يكون الطلاق خير لمن يصعب لهم الحياة مع الشريك كما حدث معها هى التي برغم مامرت به الا أنها لم تتمنى له اي شړ برغم جرحه لها ليغفين وكل واحدة تتمنى ان يكون الاتي افضل لكليهما .
اما على الجانب الآخر هناك قلوب ارهقها الفراق واتعبتها الغربة ..مازال غارقا بنومه بعدما جافاه النوم طيلة ليلته الماضية ومازال الصغير مستغرق بين أحضانه ويتشبس بيده حتى لا يغادر ..يلج اليهما حتى يوقظهم ليبتسم من هذا المشهد فعوض يحتوي الصغير بين أحضانه والصغير يتشبس به خوفا من أن يتركه ليقوم بالتوجه الى النافذة ليسحب تلك الستائر المنسدلة ليدخل الضوء اليهما وتداعبهما اشعة الشمس الذهبية لتوقيظ الصغير الذي هتف بضجر ايقظ الغافي بجواره اووو داد نزل الستارة علشان الشمس المزعجة دي .
أمجد بجدية يالا ياكسلانس.. الفطار جاهز .
انا راجل نشيط طول عمري ..يالا انت وهو علشان نجري شوية ونرجع نفطر هلى طول انا جهزت الفطار خلاص ..قالها أمجد بحماس فهو اليوم لديه همة ونشاط زائد بعدما اتخذ هذا القرار الذي اسعده قبل ان يبوح به للأخرين .
استقام عوض وهو يرمقه بشك فحاله اليوم يختلف عن الأمس مما جعله يتمتم بمكر مصطنع ادينا قمنا ياعم ..يالا يافادي واكمل بمزاح حكم القوي على الضعيف يابني .
فادي بتكاسل يعني ايه حكم القوي ومين الضعيف
عوض من بين ضحكاته على الغلام الذي لفت انتباهه تلك الكلمات مما جعله يهتف قائلا قوم بس ادخل الحمام علشان نصلي وبعدين افهمك الموضوع وابوك بيجري .
فادي انا بعتبره ابني الي مخلفتوش يا امجد باشا ..فيريت توفر شكرك وامتنانك الي بتقول عليه دا ولو حد لازم يشكر التاني فهو أنا واظن أن انت خيرك مغرقني .
تمام ياعوض وانا كمان مش محتاج انك تشكرني ..كفايه عليا اني لقيت عم لأبني وعيلة مستنيانا في مصر . قالها أمجد وهو يرمي لشئ جهله الأخر من بين كلماته التي استقبلها عوض بهدوء ولكنه
عاد ليرمقه باستفهام رافعا احد حاجبيه وهو يقول
تقصد ايه بمستنيانا في مصر !.
هقولك عوض بس الأول غير هدومك وحصلني انت وفادي ..قالها أمجد وهو يتوجه للخارج بحماسة للتريض في حول المنزل من الخارج
.
انتهى عوض بالصلاة وبجانبه الصغير وتوجها للخارج للبحث عن أمجد ليجداه والجا عليهما وهو يتساقط عرقا وبيده منشفة ليردف اليهما قائلا لسة بدري يا بشوات ..يالا جهزوا السفرة على بال مغير واجي .
عوض بضجر مصطنع وهو يتوجه للصغير برفع حاجبه بستنكار لما زرفه امجد قائلا بهتاف هوا ايه دا
الي جهزوا السفرة ..هو ابوك يابني مش قال انه جهز الفطار .
فادي من بين ضحكاته على تعبيرات عوض المستنكرة ها ها ..دادي عملها عليك عوض ودبسك ..هو اصلا مش بيعرف يسلق بيض ..ودادة هى الي بتعمل الأكل .
وهى فين دادة دي يابني الله يسعدك ..اصلي اخيب من ابوك في موضوع الأكل دا ..قالها عوض مستغيثا بالصغير الذي ېموت ضحكا على انفعالات الاخر ليسبقه متوجها إلى غرفة اعداد الطعام وهو يقول دادة اجازة النهاردة ..تعالى ورايا ياعوض وانا هجز كل شئ .
استقام عوض ورمقه بأستفسار ايه الواد ده .. اما أدخل وراه احسن يولع فينا ..قالها وهو يتوجه بهرولة الي المطبخ ليجد الصغير بداخل البراد يستخرج من باطنه بعض العلب البلاستيكية التي تحتوي على مجموعة متنوعة من الجبن وبعض الأكياس التي تحمل بداخلها الخبز المسمى بالتوست ليضع كل شئ فوق السطح الرخامي ويستخرج احد الزجاجات المعبئة باللبن واخرى معبئة بعصير البرتقال وهو يقول بحماسة ليستعرض ما انجزه امام عوض متباهيا بما انجز قائلا شفت عوض .. الموضوع بسيط انا كل يوم بساعد دادة في تحضير الفطار ..وبدأ في تجهيز الاطباق والاكواب التي ستستخدم في المشروبات
وهو يردف ادي كل شئ بقى تمام ..كل هذا تحت انظار عوض المعجبة بخفية الصغير الذي يستمتع بعمل هذه الأشياء فالاطعمة جاهزة في البراد من الواضح أن العاملة انجزتها من اجلهم وشرحت له طريقة تحضير وجبه الافطار بصورة مبسطة فهو لم يستخدم المقود في شئ الى الأن ..مما جعله يتقدم هو نحو المقود عندما لاحظ أن الصغير يود اعداد البيض في المقلاة ليهتف قائلا طب سيب موضوع البيض دا عليا بقى علشان مش هتعرف تتعامل مع البتوجاز .
لا عادي ..هو اليكتريك ..مفهوش خطړ عليا وانا بعرف اتعامل معاه . قالها الصغير وهو يتوجه إلى الخارج ليكمل قائلا طب انا هروح انادي لداد ..وانت كمل البيض .
حرك رأسه بيأس من اندفاع الصغير ونظر إلى وجهته بحماس وهو يتذكر أمه وهو يطالبها بعمل طبق البيض الذي يحبه ..ليعود للخلف متذكرا.
صباح الخير يا ست الكل ..قالها عوض وهو يتوجه إلى الحمام بعدما شاهد امه في الطريق .
صباحك رضى يابني ..يالا خلص لبسك علشان
الفطار جهز وابوك هيكلنا من الغيظ ..وبيدايق لما الفول يبرد ..قالتها الام ببشاشتها المعهودة .
عوض ضاحكا هو الحج لسه بيعشق الفول ذي زمان مكان خلاص بطله علشان النقرس ..والا دا إدمان .
الأم بقلة حيلة والله يابني انا بقولة وهو عامل زي العيال الصغيرة ..يقولي ملكيش دعوة ..واديني بعمل الي غليا وبنوعله الأكل من حواليه .
تسلم ايدك ياست الكل .. إحنا ملناش بركة غيرك ..بس ياترى عملتيلي طلبي .
طب وهو انا اقدر انسي طبق البيض بتاع عوضي ..دانت الغالي يا نن عيني وطلباتك أوامر ..واخذت تسرد له طريقة تحضيره دانا بحطلك الزبده واسيحها وبعدين بقطع الفلفل والطماطم ولفهم مع الزيدة على الڼار مع الفلفل والملح والشطة وبعدين بكسر البيض ويتلفوا كلهم على الڼار لغاية ما يستوي البيض .وبالف هنا وشفا عليك يا عمري .
لتلج عليهما فتاة رقيقة وهى تقول بمشاكة ياا سلام عليكى ياماما مكنش طبق بيض .. خلاص نتركن احنا على الرف علشان سي عوضالله .
عوض يقترب منها ويمسكها من تلابيب ملابسها من الخلف بمشاكسة تقصدي بأيه بعوضاللة دي يا هنيالله اديكي على دماغك ..ليتسابقا بعد ان تحررت خلف بعضهما ضاحكين تحت انظار امهم الراضية بتجمعهم الذي يثلج صدرها وابيه الذي يرتسم بالجدية ولكن نظراته الضاكة تكشفه لتثبت مدى حبه لهم ..ليعود الى واقعة بعد ان انهى طبق البيض على طريقتها التي تذكرها وبعد أن افلجه صوت أمجد وهو يقول شيف عوض ..برافو عليك ..ليلاحظ تشتتة بعد ان جلسوا حول المنضدة التي رصت فوقها الأطباق ..ليهاتفه مرة أخرى قائلا مالك عوض ..شارد في ايه ..مع ان طبق البيض لذيذ وانت مش أكلت منه حاجة لغاية دلوقتى .
يحاول ان يستعيد بسمته ولكن الحنين والشوق يغلبه ليتمتم بضعف طبق البيض دا كانت دايما الحجة بتعملوا علشاني كل يوم .
أمجد بود ربنا يباركلك فيها عوض ..بس هو دا الي مديقك والا
الحنين هو الي عامل فيك كده .
معاك حق يا أمجد ..الحنين هو الي عامل فياةكدة وحشونى قوي ..ابويا وامي واخواتي وبيتنا البسيط والحارة .
هتف الصغير قائلا انا عايز ازور الحارة .
اهداه نظرة غامضة وعزم على فعل ما يقرب المسافات ويهدي الشوق والحنين للأوطان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تركها تتأكل من غيظها ولوعتها في اتته بكل جرأة تطالبه بقضاء ليلتها
معه احتفالا به وتوديعه بعدما علمت بأخبار سفره برفقة أمجد ..حاولت اغرائه بشتي الطرق والسبل حتى يصل معها لمبتغاها ولكنه جاهد الا يضعف أمامها .
دالين ارجوكي متصعبيش الموقف عليا ..انا مش هعمل حاجة حرام ..مش طبعي ومش اخلاقي .
نتجوز أوض ..انت شيفني وهشة والا موش اعجبك علشان دا مشغول .
اصابت حينما قالت ولكنه انكر هذا أمامها حتى لا يحرجها اكثر من ذلك واكتفي بانه وصم نفسه بالغباء لانه يرفض
مثيلتها .
ارجوكي دالين ..انتي صديقة طيبة وجميله ..جدعة وانا لو كان ليا نصيب في الزواج مش هلاقي واحده أجمل واحسن مني .
واضح ..انك قافل قلبك وفي سر هو الي مهليك كده ..بس انا اتمنا لك السأدة أوض ..قالت كلمتها وغادرت بعدما استعدلت هيئتها ورحلت وهى مقتنعة انه بداخله امرأة اخرى حتى وان لم يعترف فلا يوجد رجل يستطيع أن يقاوم جمالها وانوثتها التي اظهرتها له بجرأة الا لو كان على عهد يجعله اسير له .. ليس عليها سوى الرحيل حفاظا على ماء وجهها ..لذلك رحلت في هدوء وتركته امام حقائبه المملؤة بأشياء خاصة اتى بها لأسرته وحقيبة وردية نقش حروفها عليها