رواية ايمان الجزء الثاني الاخير
وكأنه متيقن انها مازلت تعيش على ذكراه ولكنه زفر الهواء المحمل بالأسى عندما اتاه العقل رافضا ما يتمناه القلب .
. . .
عودة للأوطان من جديد ..فهل لكم ان تفرجو لنا الازرع المعقودة ..وتبسطوها لنا مسقبلين بالود أرواحنا التي تشتاق الى عناقكم الدافئ ..
نعم سيعود ..منذ ان اخبرة أمجد بما ينوي وهو في ذهول فهل يتمني ويستجيب الله هكذا سريعا وبسهولة هكذا .. ليعود يذاكرته لعدة ايام مضوا عندما هتف الصغير .
انا عايز اشوف الحارة داد ..قالها فادي بحماس وتمني مما جعل الأب يهتف بحماس مماثل قائلا انا كمان فادي متشوق اني اروح واشوف الحارة واهلنا اللي هناك .
أمجد بمكر وليه لا ياعوض ..انت مشتقتش لأهلك
عوض بغموض لا نفسي اشوفهم ..بس .
بس ايه عوض ..انت بتهرب من حاجة هناك ..والا في مشكلة معينة تمنعك من السفر لمصر ..واظن انا ظبتلك الأوراق الشخصية يعني لو في مشاكل وحوارات مكنتش اوراقك اتقبلت هنا
نفخ الهواء المحمل بالأسى وهو يردف حتى لا يسئ الأخر فهم ما يعتريه بالخطأ
ابدا يا أمجد باشا ..دا موضوع بعيد عن كل احتمالاتك دي ..حاجة شخصية .
تقصد حبيبتك عوض .. انت ليك حبيبة هناك وبتهرب منها قالها أمجد سائلا له حتى يخرج ما في جعبته .
ليعود مرة أخرى إلى عوض قائلا فادي مشي خلاص ..ياتري هتتكلم والا اوفر وقتي عوض !.
أومى له بالموافقة وهو يتمتم هتكلم وهقولك على كل شئ أمجد .. لأن انا تعبت من الموضوع ده..انا الي كنت السبب في الي انا فيه دلوقتي ..وسرد له تلك القصة الحزينة وانهاها پألم الفقدان فهى لن تظل قابعة في انتظارة فمن المؤكد انها زوجة وام أيضا مما يجعلة يعزف عن العودة ..مما جعل أمجد يحدثه بصدق بص عوض ..انا شايف ان دا شئ عادي ..ممكن كنت تتجوزها ويحصل فراق من نوع آخر ..اما بالطلاق او بالمۏت ..دي اقدار عوض ومينفعش تهجر اسرتك علشان سبب زي دا ..انت كبرت ولازم تستقر وتعمل عيلة .
شړ
البلية ما يضحك ..
اشترك الصديقان في الضحك على حالهم ..فأمجد هو الأخر بعد زوجته لم يعد لديه الرغبة في اقامة حياة جديدة وسيكتفي بأسرته المكونه منه وصغيرة فادي الذي طالبته الطبيبة النفسية بإيجاد أم بديله له حتى يخرج من مرضه النفسي الذي استطاع عوض بأخراجه منه بفضل احتوائه له الذي ساعد على شفاء الصغير .
خلاص يا عوض انا حجزت التيكت وهنسافر مصر كمان يومين ..اعمل حسابك .والا انت مش مشتاق للأسرة زي مهما مشتقين .
. . . . . . . . . . . . . .
ليه مقلتش انك راجع ..كنا رحنا المطار نستقبلك انا واخوك ..دا هيفرح لما يعرف انك رجعت ..قالها الأب في سعادة ..دون أن يأخذ باله من الواقفان في ترقب يستمتعان بما يشاهدان ليتفوه الاب وهو يتوجه اليهما قائلا لمؤاخذه يابني ..الفرحة نستنا اصول الضيافة .. اتفضلو اتفضلو ..تعالي ياعسل .
تقاطعهم الام بحرج مماثل لحرج الاب قائلة اه والله يابني اعزرنا ..دا انا كنت ھموت على عوضي .. نورتونا ..تعالي ياعسل لما سلم عليك .
اتفضل يا أمجد باشا ..اعرفك بولدي وولدتي بس انت عارف بقى اثر المفاجأة هو الى ملخبطهم كده .
لا ابدا ياعوض ..انا سعيد جدا اني حضرت المقابلة الحميمية الي مبينكم هنا ..وسعيد اكتر بمعرفة الحج والحجة .
اومي له الرجل وزوجته بالشكر والعرفان بعدما اكمل عوض سرد قصته عليهم منذ ان سافر إلى الان وموقف أمجد معه مما جعلهم يعتبروه ابن ثالث لهم وولده حفيد ..اخبره ابيه بأن شقيقه تزوج وانجب ويقطن بمنزل اهل زوجته ويأتيهم من كل حين واخر وان شقيقته هى الأخرى اصبحت ام من خمس سنوات ..اما الأم فكانت النظرات كفيلة بينهم ليتفهم كل منهما الآخر ..فالام تود ان تستريح من اجل ولدها وتطمئن عليه ..والاب توقع ان يفاجأه الإبن بانه تزوج ولديه ابناء ولكنه تفاجأ به يعود كما سافر مما أوجعه فهو في ريعان الشباب
فلماذا لم يلجأ للزواج كي يعف نفسه ام ان هناك شئ آخر ..مما جعله يرتاب ويطلب من زوجته التعثعث خلف ابنهما وقبلت هي فالفضول يتأكل والقلب يأكله القلق والتوتر مما جعلها تهتف طب استني بس يابو محمد ..انت خليت الفار يلعب في عبي .
انا كمان ..متوغوش على الولد ياحجة ..انا اتوقعت انه عايش حياته واتجوز وهيكون معاه عياله ..دا في الأول فكرت الولد شادي ابن الاستاذ امجد ابنه هو ..لولا هو عرفنا عليهم على طول ..قلبي مش مطمن .
طب بس استني انت يااخويا وسبلي الموضوع ده ..هو كان عيونه بتسألني على حاجات كده والصبح بأمر الله هدخل معاه في الموضوع .
الاب بعدم فهم يعني ايه عيونه دي الي بتسألك ازاي .
هقهة الأم لتقول بغرور دي حاجة كده بين الأم وابنها ياحج.
حرك رأسه بيأس من تفكير النساء وهو يقول طب ياست الكل لما نشوف اخرتها ايه مع ابنك ده .
عند عوض وامجد الذي قرر أن يمكث في بيت الاول بعد اصرار كبير منهم ليدخله عوض الغرفة الخاصة به التي مازلت تحمل اشيائه الخاصة وبرققته الصغير الذي غفى سريعا عندما ارخى بجسده على الفراش .
غرفتك حلوة ياعوض ..وبيتكم جميل ..بيحسسني بريحة بيتنا القديم .
انا سعيد انك قبلت انك تنورنا اليومين دول ياامجد باشا ومصدقتش انك لغيت حجز الفندق .
انا أجلت الحجز بس عوض مش لغيت مهو مش معقول هقعد هنا كتير ..انا بس حبيت استمتع بالجو الاسري الي افتقدته انا وفادي ..والا هبقى ضيف تقيل على الحج والحجة .
متقولش كده ياامجد باشا..انت اخ كبير والحج والحجة سعداء بشكل كبير واظن واضح عليهم .
وتوجه هو الى غرفة شقيقته التي توعدت له من خلال مهاتفته بالجوال بالحضور سريعا فور قدومها من بلدة اهل زوجها ليتذكر حوارها الحار
حبيبي يا عوض ..وحشني قوي ياخويا..انا هاجي على طول بس هنحضر فرح
اخت فكري جوزي وهاجي وابقى ازورها في بيتها مرة تانيه ..هى لم تعطيه الفرصة بالسؤال على احوالها وكانت تتحدث بصوت باكي يغمره الشوق .
..بينما الأخ اتاه مهرولا من فرط السعادة بقدوم الأخر وهو يحمل من الأطعمة الجاهزة اكياس محملة حتى لا تضطر الأم بذل مجهود كبير فزوجته تحمل بأحشائها طفل جديد ولكنها صممت ان تحضر للترحيب به فكم الدعوات التي نالتها من فم أمه جعله يتيقن أن اخيه احسن الاختيار . كل هذا وهو مازال يبحث في اعينهم عن خبر عنها ولكنه جهل نظرات امه التي تعلقت به خلسة بين الفنية والأخرى فهى كما لوكانت تريد قول شئ او الإستفسار عن شئ آخر ..لكنه ارتمى بجسده فوق الفراش ليلقى بأحماله عليه لربما يستريح غدا وتأتيه اخبار تثلج صدره .
.. ...
يقف مستندا على حرف باب غرفة اعداد الطعام في سعادة فكم اشتاق الي هذا المشهد ولكن اوجعه هذا الوهن الذي اصاب أمه فجعله يهرول إليها قائلا بعدما استشعر اهتزاز يدها امام المقلاية التي كانت ستقع من كفها الذي لم يعد يستطيع أن يقوم بمهامه مما جعله يهتف حاسبي ياما.. ايه ياحببتي مالك ..ايدك بتترعش كده ليه .
تمسكت الام بقبضتيه ونظرت لسندها لتترقرق الدموع في مقلتيها قائلة مفيش ياقلب امك ..تعب شويه في الأعصاب نتيجة السكر .
يالا قلبه الذي تمزق من أجلها فحبيبته الأولى أصابها داء السكري ولم تخبره قبل ذلك فصدق المثل الذي يقول الي لا تصبحه ولا تمسيه ما تعرف ايه جرى فيه هكذا كانت امه تقوله له قبل أن يقرر الرحيل ولكنه خرج من شروده قائلا طب يالا بينا على احسن مستشفي ..ونعملك كشف شامل ونشوف أحسن علاج .
تجيبه هى بحنان وهى تربت على كف يده متقلقش ياقلب امك ..انا كويسة وباخد علاجي بشكل شهري من التأمين وكل فترة بروح اعمل اشاعات وتحاليل علشان الأعصاب ..انتهت حديثها وهى تحاول النهوض قائلة اوعى كده لما اعملك طبق البيض بالخضار الي بتحبه ليتوقفها هو بهتاف بعد أن دلف الصغير عليهما في بشاشة استقبلته هي طب ايه رأيك ياست الكل تقعدي كده زي الملكة وانا والشيف فادي هنجهزلكم احسن فطار واجمل طبق بيض على طريقة أمي.
اشرق وجه السيدة من فرط سعادتها فأبنها العائد يدللها وهذا الصبي يأخذ قلبها لتتمنى قائلة نفسي اشوف ولادك ياعوض ..عارف اول ماشفت فادي القمر دة فكرته ابنك .
ماهو فادي دا ياحجة بالفعل انا بحسه ابني وصحبي كمان .
ربنا يخليه لي ولده وولدته ..امال هى مجتش معاهم ليه ..لازما مصر مش لدة عليها
.
عوض بأسى تحت نظرات الصغير الحزينة هى ربنا يرحمها ..اټوفت في حاډث .
الام بۏجع ولهفة الي الصغير تحتويه بين اضلعها ياضنيا يابني ..ربنا يصبرك ..واكملت مستطردة للغلام انا امك ياعيني ولو نفسك في اي شئ قولى على طول ..ليومي لها الصغير ويستكين في أحضانها متلثما الحنان الذي يفتقره هناك .
انتهى عوض والصغير من تحضير وجبة الإفطار بعدما احضر لهم الأب من الخارج الاكلة الشعبية التي يعشقها المصرين ولا يبدأون يومهم الا بها الفول والفلافل ليهتف فادي قائلا دي جرين برجر الي كنت بتقولي عليها داد هى والبين .
مسمعكش الحج وانت بتقول على الطعمية جرين برجر ياسي فادي .قالها عوض بسخرية .
أمجد من بين ضحكاته ايوا ياروحي هى بس هنا إسمها فول وطعمية .
الفصل الحادي عشر والاخير
انتهى عوض والصغير من تحضير وجبة الإفطار بعدما احضر لهم الأب من الخارج الاكلة الشعبية التي يعشقها المصرين ولا يبدأون يومهم الا بها الفول
والفلافل ليهتف فادي قائلا دي جرين برجر الي كنت بتقولي عليها داد هى والبين .
مسمعكش الحج وانت بتقول على الطعمية جرين برجر ياسي فادي .قالها عوض بسخرية .
أمجد من بين ضحكاته ايوا