الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية امل كاملة

انت في الصفحة 12 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز

مقدرش اخرج ..ماتخربش عليا حرام عليك .
قال بلهجة اخف حدة 
تمام ..يبقى تجينى بكرة على مكانا القديم وقت جوزك مايكون في شغله..اظن كده معندكيش حجة بقى ..ماشي ياحلوة. 
وصله صوتها بهمس منكسر
ماشي .
اغلق فى وجهها الهاتف ومازلت كلمات علاء تترد فى عقله حتى تمتم هو مع نفسه
حب عمري!! ما انتوا السبب في ضياع حب عمري !!
................................
على حائط السور الرخامي لدرج المبنى الخلفي ألمؤدي للحديقة الداخلية بالمشفي استندت برأسها تبكي وتذرف دماعتها ..مستغلة خلو هذا المكان من المرضى او الزائرين.. شعور بالقهر تغلغل داخل أعماقها..تريد الصړاخ اعترضا عما يجيش بصدرها.. فكيف السبيل لنجاتها من هذا الغزو الذي حاصرها وسيطر على عقول جميع أفراد عائلتها.. عاجزة عن صده ..فلو تكلمت الان لجرحت اعز احبابها في سمعتها وهي التي استأمنتها على سرها رغم صغر سنوات عمرها .. فكيف السبيل او الحل وهي التي ظنت انها تناست ماحدث مع مرور عدة سنوات..
اااه .
خرجت پألم من اعمق اعماقها لتسمع همسا اجشا خلفها يقول 
ياه.. لدرجادي انتي تعبانة وحزينة
شهقت منتفضة وهي تستدير على مصدر الصوت .. فوجدته بهيئته المهيبة مستندا بكتفه على نفس الحائط الرخامي .
هتفت فيه وهي تمسح پعنف يدها الدموع العالقة على وجنتيها غير مبالية بمركزه 
انت إيه يابني أدم انت مترصد ولا مچنون عشان تعمل حركات العيال دي وتوقف تخضني في مكان خالي زي ده 
مط بشفتيه قائلا ببساطة 
انا اقف في المكان اللي يريحني..المكان مكاني والمستشفى ملكي أبا عن جد .
أومأت برأسها قائلة بفظاظة
يعني إنسان صايع ومدلع ..والده عينه مدير لمستشفى كبيرة ومهمة زي دي ..بس عشان يسلي بيها وقته بدل ما يقعد فاضي من غير شغلانة.
تبسم رغما حنقه من حدة لسانها..فقال بهدوء 
اولا انا مش انسان صايع ولا مدلع ..انا دراس وأخدت شهادات مهمة من أعظم الكليات في لندن ..ثانيا بقى انا مكنتش واقف عشان اخضك ..انا بس لمحت شبح واقف فى المكان الفاضي ده وقولت اشوف واطمن ..كوني اني وقفت شوية خلفك من غير ما اتحرك ولا أنبهك فدا لأني اتعاطفت معاكي لما لاقيتك بټعيطي بحړقة. 
زمت شفتيها بخط قاسې وهي تحاول جاهدة السيطرة على رجفة الألم بداخلها فاستدارت عنه تعطيه ظهرها قائلة بصوت خارج بصعوبة
طيب ممكن بقى تسيبنى في حالي وتحتفظ بالتعاطف دا لأي حد غيري تاني .
تقدم بخطواته ليقف أمامها مباشرة واضعا يديه داخل جيبي بنطاله ينظر لها بتحدي قائلا 
على فكرة الدموع مش حاجة عيب عشان تتكسفي منها وتداريها عن أقرب الناس ليكي .
رفعت وجهها الذي أغرقته الدموع قائلة باڼهيار
ياأخي ما تسيبني في حالي بقى وشوفلك حاجة تاني تتسلى بيها .
إيه علاقة علاء المصري بيكم 
باغتها بسؤاله فتجمد وجهها لعدة لحظات وهي ناظرة اليه فاغرة فمها بعجز ..قبل أن تجد صوتها اخيرا فقالت 
هو انت إيه حكايتك مع علاء المصري وليه مصر تعرف علاقتنا بيه هو انت مين بالظبط
تنهد من اعماقه وهو ينظر بعيدا عنها فقال 
ان كان على حكايتي مع علاء فدي ليها تاريخ انتهى من سنين ..وليه مصر إني اعرف علاقتكم بيه ..فدي ليه سبب وجيه اوي عندي ..الشبه الغريب !
شبه إيه بالظبط
احتدت عيناه واكتسى وجهه بالڠضب فقال 
تقربلكوا إيه فاتن 
تقربلكوا إيه فاتن 
كان سؤاله الذي نبه كل إشارات الحذر لديها..جعلها تنتصب في وقفتها.. فتوقف تدفق دماعتها وهى ناظرة اليه بشراسة..مع تحفز كل خلية بجسدها نحو هذا الغريب الذي اقتحم خلوتها عن عمد وها هو الان يسألها بكل جرأة عن أشد أسرارها خطۏرة.. هذا بالإضافة لسؤاله منذ البداية عن غريمها الأصلي علاء !
خرج صوتها المتشنج وهي تسأله بقوة 
انت مين 
لم تجفله هيئتها الجديدة فقال بهدوء 
انا عصام الوالي إبن الدكتور أكرم الوالي..مدير المستشفى اللي احنا واقفين فيها دلوقتي. 
هتفت بحدة 
انا مش عايزة اعرف اسمك ..أنا عايزة اعرف .. إنت إيه علاقتك بعلاء بالظبط وتعرف فاتن وشبهنا احنا بيها ازاي 
مالت زاوية فمه بابتسامة ساخرة قبل ان يقول 
انت مش ملاحظة انك بتكرري نفس سؤالي ليكى بس مع فرق الصيغة .
برقت عيناها أكثر مع ارتجاف جسدها الغاضب فقالت وهي تجز على اسنانها
اسمع ياجدع انت انا معنديش مقدرة على تحمل برود اعصابك ده وانت بتكلمني عن أعز انسانة عندي ..واكنك كنت تعرفها هي شخصيا! جاوب عليا وقولي انت مين 
خرج سؤالها الاخيرة پصرخة جعلته يتخلى قليلا عن ثباته المستفز فقال 
أنا كنت صاحب علاء واعرفها هي زي ما كنت بعرف كل أهل الحارة عندهم .. دا كان قبل ما تتقطع كل علاقتي بيه واسافر على انجلترا واكمل تعليمي هناك .
بس
شعرت بارتباكه الملحوظ بعد سؤالها المختصر بكلمة
واحدة .. في لغة جسده المتوترة وشحوب وجهه الوسيم.. فقال 
أظن انا كده قولتلك على علاقتي بعلاء ومعرفتي بفاتن ..جه الدور عليكي بقى عشان تقوليلي عن علاقتكم بيها .
ضيقت عيناها قليلا وهي تنظر اليه بتفكير وكأنها غير مقتنعة بإجابته او تشك بقوة انها ناقصة بحقائق مهمة.. خرج صوتها اخير فقالت باقتضاب 
سر الشبه الكبير مابينها وبين أختى .. هو إنها تبقى بنت عمتي.
تحركت فورا لتستدير عنه فاأوقفها بسؤاله المتلهف 
طيب هي فين دلوقتي وإيه أخبارها 
عادت مرة أخرى تحدق بعيناها الى عيناه ذات الون البني الفاتح .. فقالت 
ماعدتش في أخبار عنها خلاص..فاتن مېتة بقالها سنين كتير.. مېتة من يجي ١١ سنة .
هل هذه صدمة التي ظهرت جلية بشكل مخيف على ملامح الرجل ام أنه تأثر بخبر مۏتها لم تريد معرفة الإجابة فقد استدارت مغادرة وتركته متسمرا مكانه وكأنه تمثال حجري لا تبدوا عليه أية مظاهر للحياة .
................................
حينما عاد إلى منزله وفتح الباب ليدلف داخله..خطى بهدوء متعمدا عدم اصدار صوت حتى لا يوقظ والدته..فترهقه بأسألتها وهو لم يعد به طاقة ..فيكفيه ما تلقاه من سعد منذ قليل ..تمشى بهدوء حتى وصل لباب غرفته فاتفاجأ بصوتها يهتف من خلفه .
إنت جيت من إمتى ياعلاء 
ماشي كده بتتسحب وداخل على اؤضتك على طول ..هربان من حاجة ياولا.
مال بوجهه ينظر الى حيويتها وهي تسير بخطواتها المتعثرة
قليلا فقال 
إيه ياقمر انتي عيني باردة عليكي النهاردة .
عقبالك انت كمان ياحبيبي. 
ارتفع حاجباه فقال بمرح
إيه ده هو لحق يقولك..أما صحيح واض ما يتبلش في بقه فوله .
لكزته على ذراعه بقبضتها الضعيفة بعتاب 
بس ياواض ماتقولش كده على اخوك ..دا فرحان والفرحة مش سايعاه..بعد ما اختار اللي شاور عليها قلبه ..اتاريه كان منمر عليها وعامل فيها ساهي.. مش زيك خايب .
خرجت ضحكته بدهشة 
انا خايب برضوا ياام علاء طب ليه الغلط ده بس دا انا حتى حبيبك. 
ايوة انت حبيبي بس خايب برضوا..عشان أنا عايزة افرح بيك واشيل عيالك وانت ولا سائل ..هاتعرف تعمل كده بقى زي اخوك اللي عملهالي مفاجأة وخلي قلبي كان هايوقف من الفرحة .
قال بحنان وخوف 
بعد الشړ عليكي وعلى قلبك ياست الكل ..ان شاء الله انا كمان افرحك زيه .
قالت بإلحاح 
طب اوعدني يكون قريب .
تبسم بمرح من دلال والدته فقال برجاء 
بس انتي ادعيلي من قلبك والنبي .. 
داعيالك ياحبيبى من كل قلبى تاخد اللي في بالك .. وتحبها وتحبك .
بعد سماعه لهذه الدعوة الجميلة.. دنا بجسده اليه لينتعم بحضنها الامومي..وقد اسعده مقصد الدعوة كثيرا..كثيرا جدا .
................................
في اليوم التالي 
كان موعد عودة إبراهيم إلى منزله.. بعد أن اطمئن الأطباء على استقرار حالته ..فصرحوا له بالخروج.. ذهب شاكر مع علاء ألذي أصر لإصاله والعودة بإبراهيم داخل سيارته الفارهة..حتى أنه تولى مهمة حمله .. صاعدا به درجات السلم إلى شقتهم .. كانت شروق هي من استقلبتهم بابتسامتها المعهودة ..مخيبة ظن علاء الذي كان يمني نفسه برؤية شقيقتها.. دلف بإبراهيم إلى داخل الشقة حتى وصل غرفته..فوضعه بخفة وحرص شديد على سريره ..
بسس كويس أوي كده ..ربنا يحرسك لشبابك ياحبيبي.. تعبناك معانا. 
إستقام بجسده وهو يرفع نفسه فقال بمزاح ردا على كلمات سميرة
على ايه بس ياخالتي دا حتى إبراهيم خفيف في الشيلة ومش تقيل يعني . 
رد عليه إبراهيم بمشاكسة
طبعا ياعم.. وإبراهيم هايجي إيه بس فى شيل الأوزان الثقيلة اللي بتربي بيها عضلاتك .
ياولد.. وانت بقى مركز وواخد بالك .
وهي محتاجة تركيز يامعلم علاء ..دول بارزين من الهدوم لوحدهم وكأنهم بيعلنوا على نفسهم. 
ضحك ثلاثتهم فانضم إليهم شاكر الذي دلف متسائلا 
إيه ياجماعة بتضحكوا على إيه 
ولا حاجة ياعم شاكر.. أصل إبراهيم بيقر على عضلاتي. 
بيقر ليه بس بكرة يكبر ويربي أحسن منهم .
قالتها زهيرة وهي تدلف فجأة اليهم لداخل الغرفة تقدمت نحوها سميرة.. هاتفة بمودة 
أم علاء ..تعبتي نفسك ليه بس وجيتي 
بادلتها المصافحة قبل ان تقترب من إبراهيم قائلة 
تعبت إيه بس ياختي دا انا كان نفسي أروح المستشفى واطمن عليه بنفسي 
وانا اللي مانعتها .. ماتزعلوش مني ياجماعة انتوا عارفين اللي فيها .
قالت سميرة
ونزعل ليه بس يابني ربنا يشفي عنها يارب..هي حمل خروج ولا تعب..واحنا أهل وحبايب مابين بعضينا.. يعني ماندوقش 
قالت زهيرة باتسامة راضية
تعيشي ياحبيبتى وتسلميلي .. وانت بقى ياعريسنا الحلو ..عامل إيه النهاردة
وجهت الاخيرة لإبراهيم الذي بادلها الإبتسامة في قوله
الحمد لله أحسن من الأول ياخالتي .
الحمد لله ياحبيبي.. أمال فين البنات اخواتك حبايب قلبي دول عايزة اسلم عليهم ياسميرة .
..........................
دلفت مقتحمة الغرفة عليهم هاتفة بانزعاج 
إيه ياعنيا انتي وهي لازقين في الاوضة كدة ليه ومستخبين 
ردت شروق التي كانت تمشط شعرها
أمام المراة
انا مش لازقة ولا حاجة ياماما ..انا بس بوضب نفسي على الخفيف كده عشان مطلعش بشعري منعكش ولا لابسة حاجة مش تمام ..دي مهما كان برضوا هاتبقى ان شاء حماة المستقبل والواحد لازم يخلي باله .
اه ياختي عندك حق..طب وانتي يابرنسيسة ..مش ناوية تخرجي برضوا وتسلمي على الست
قالت الاخيرة لفجر التي كانت تلعب في هاتفها ..فردت بعدم اكتراث
واخرج لها أنا ليه طب دي هاتبقي حماتها ..أنا بقى إيه دخلي
تغضن وجه سميرة بالڠضب وهي تهتف على فجر بصرامة 
فجر..انتي مش شايفة انك مزوداها هو في إيه بالظبط
أجفلت فجر من هيئة والدته المتحولة فقالت بتوتر وهي تترك الهاتف سريعا من يدها وتنهض عن مقعدها 
هايكون في إيه بس ياماما انا بس مخڼوقة ومش عايزة اخرج ولا اشوف حد ..
قالت سميرة بحزم 
إسمعي اما أقولك يابنت ..انت لما كنتي رافضة تروحي للست بيتها في تعبها أو حتى تباركيلها على المحل الجديد..انا مغصبتكيش ..لكنها بقى مدام الست وصلت هنا بيتنا.. يبقى ملزوم عليكي تخرجي وترحبي بيها مفهوم .
قالت تجادلها
طب ده بالنسبة للست ..لكن بقى إللي اسمه علاء ابنها ده كمان.. انا بصراحة مش طايقاه .
وانت مالك بعلاء تحبيه تكرهيه انت حرة مع نفسك ..لكن بقى ياحبيبتى..ألأصول لازم تمشي ..واجب الضيافة لازم يمشي.. يعني مش كل حاجة على مزاجك.. سامعاني كويس .
اومأت برأسها دون ان تنطق بكلمة
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 59 صفحات