رواية سيلا جديدة الجزء الثالث
مش عايز نهايته تبقى على ايدك ياجاسر اللي عمل في عمك كدا جنى ..مجرد ماجنى بعدت عنه شوفت حصله ايه تخيل لو حصلها حاجة بسببك ممكن يعمل ايه..كلمة أخيرة
مهما جنى تقولك طلقها متسمعش كلامها دي عاملة زي امك كلام في الهوا اصلي عانيت قبلك يابن جواد بس الفرق بينا كبير ..انا مكنتش بستحمل دموعها لكن إنت ماشاء مكنة قهر برجلين ماشية على الأرض
ارجع على بيتك مراتك اتصلت بمامتك مرتين ھتموت عليك من الخۏف رغم انك حلوف معها حاول متبينش حاجة لحد ما نعرف بنت هاشم بتخطط لأيه مع اني عرفت خلاص أنها مش عايزة غير تخنقك حواليها وخلاص
وصل بعد قليل لمنزله ينظر إليه پألما يفتت قلبه ۏجعا ترجل بهدوء وبخطوات بطيئة كأنه يتعلم المشي حتى وصل إلى الداخل ..وجدها تخرج من المطبخ تجمع خصلاتها بقلمها الړصاص وابتسامتها التي حرم منها تزين شفتيها وهي تهتف
جاسر!!
طالعها بعيون الخذلان والألم ..وقفت أمامه تحتضن وجهه عندما وجدت دموعه المتحرجة داخل مقلتيه ارتفعت دقاتها حتى كادت تخترق ضلوعها فتسائلت
ابحر برماديته على ملامحها الندية تمنى يزهق روحها داخل احضانه يعشقها پجنون
أمسك كفيها الذي تحتضن به وجهه وأغمض عيناه متسائلا
بجد ياجنى أنا حبيبك ..
ابتلعت غصتها وتناست ماصار إليها
فهزت رأسها
ازاي لسة بتسأل ياجاسر
مبقتش واثق فيكي مش دا كلامك
آلمها حديثه وكأنه غرسها بخنجر بروحها
لا إنت فيك ايه ايه اللي حصل معاك
تحرك متخبطا
مفيش حاجة!!..نظرت لعاليا الصامتة ثم اتجهت إليه سريعا
جاسر!!
أغمض عيناه محاولا السيطرة على نفسه..اقتربت منه تبحث بعينها عن مايؤلمه احتضنت ذراعه
مش هتقول لجناك مالك ..
كعصفور بترت اجنحته تحرك وهو يتحدث
تعبان بس وعايز ارتاح ..لحظات مرت عليها وهي تراقب تحركه ..وصلت إليها عاليا
هزت رأسها رافضة
لا ياعاليا هروح اشوف جوزي ماله..آسفة مش هقدر اركز في حاجة وحالته كدا
ربتت عاليا على كتفها
لا ياحبيبتي روحي ...تحركت سريعا متجهة للأعلى..
دفعت الباب ودلفت للداخل وجدته ينزع ثيابه متجها للمرحاض..توقف ينظر إليها بصمت حتى اقتربت منه
إنت مخبي عليا إيه
هنا تحرك إليها بخطوات بطيئة وعيناه تعانقها وروحه تأن پألم ينخر بصدره امسك كفيها يربت عليهم
احتضنت كفيه التي يمسكها بها وطبعت قبلة عليهما
وجنى جنبك هنا
جذبها بقوة وآه حاړقة خرجت من ثنايا روحه هامسا بأنفاسه الحارة
تعبان..تعبان اويترقرقت عيناها
سلامتك حبيبي من التعب..ابتسامة من ثنايا عشقه حتى ذابت منصهرة تستمع لحديثه
مش عايز غيرك..والله ماعايز غيرك ..
سحبت كفيه حتى وصلت للفراش تتمدد بجواره على الفراش ...وضع رأسه بأحضانها وكأن هنا ملاذه وراحته أغمض عيناه يسحب عطرها الذي أصبح جرعته..خللت أناملها بين خصلاته
احكيلي حبيبي قولي ايه اللي تعبك واتأخرت ليه مكنتش عند عمو باسم
ظل صامتا لدقائق ناعمة بينهما وهي تتلاعب بخصلاته
مش عايز تحكيلي ياجسورهانت عليك جنجونة حبيتك تخليها قلقانة عليك
رفع رأسه من أحضانها
جنى إنت لسة زعلانة مني ..وضعت رأسها بجوار رأسه ثم رفعت كفيها على وجهه
وأنا لسة مبأثرش فيك ياجاسر بقيت عادية ومبقتش تحبني مش انت اللي قولت كدا
دنى بأنفاسها الحارة
كذاب ..فيه حد يصدق واحد كذاب امسك كفيها يضع موضع قلبه ثم همس
طول ما دا بيدق اعرفي انك ساكنة الروح وقت مايوقف عن النبض اعرفي أني مېت وانك مېتة
دنت تختبأ به
طيب ليه كل شوية توجع قلبي ياجاسر..داعب وجهها يمرر أنامله عليه بالكامل
أنا مچنون بيكي ياجنى..زي ماانت مچنونة بيا ياروحي
لمعت عيناها بالسعادة
بحبك أوي يابن عمي
مسد على خصلاتها
وأنت بقيتي ادمان لابن عمك يابنت عمي قالها وهو يحتوي ثغرها ليذيقها من ترانيم عشقه
عند جواد بعد خروج جاسر
وصل إلى سيارة عز الذي يضع بها حقيبته..فتح الباب واستقلها
وصلني عند باسم في عشر دقايق تعرف يالا
توقف يحدجه بتساؤل
فيه حاجة ولا إيه !
انزل يعني ولا إيه !!
وصل بعد قليل فاتجه ببصره إليه
خليك هنا خمس دقايق ورجعلك
ترجل من السيارة متجها اليه ولج للداخل بعدما استقبلته الخادمة..كان باسم يجلس يتناول إفطاره بجوار زوجته وابنه
توقف أمامه يرمقه پغضب وۏجع بآن واحد..نهض باسم من مكانه بعدما وجد ه بتلك الحالة
جواد!!
اقترب منه جواد والحزن يجوب على ملامحه حتى حفر ثقوبا بداخله وعيناه تناظره بصمت
جواد مالك بتبصلي كدا ليه!
صمت برهة يتأمل الحسړة والخذلان المرتسم فوق ملامح جواد..فأمسك كتفه يهزه
جواد..دفعه جواد مبتعدا
ولادي اعتبرتهم ولادك كنت ببقى نايم مرتاح علشان عارف انهم عند بيت ابوهم زيك زي حازم وسيف وصهيب
ظل باسم يستمع إليه بعينين متوهجتين
كالنيران ..فرفع كفيه أمام جواد
جواد ايه لزوم الكلام دا
لكمة قوية بوجه باسم يدفعه بقوة حتى سقط على المقعد يمسكه من تلابيبه
أنا ابني على اخر الزمن يزني بسببك ياباسم ..ابني يتغدر بيه في بيتك..في بيت اخويا يالا.
توقف باسم مذهولا ينظر إلى حياة التي تضم ابنها تحتضنه حتى لا يرى صراعهما ثم استدار إلى جواد
تقصد ايه ..انحنى جواد يحاوطه بذراعيه
ابني اتحطله حاجة في اكله أو شربه هنا ياباسم والست فيروز مستنياه برة وفي الاخر ابني يصحى يلاقي نفسه عندها والباقي اكيد عارفه
انت بتقول ايه مش فاهم
صعق باسم حينما فهم مايؤل إليه جواد اتجه بنظره الى حياة التي طأطأت رأسها تهزها
والله ياباسم ماعملت اكل..جت دخلت قعدت شوية بس ومشيت
تحرك جواد مغادرا
يااسفي عليكوا ..يااسفي على الصداقة.
نهض من مكانه وكأن هناك صاعقة صڤعته بقوة بصدره فاقترب منها
فيروز دخلت بيتي بعد اللي عملته
باسم هي كانت بټعيط
صاح على مربية ابنه
خدي فارس الجنينة ثم اقترب منها يمسكها من أكتافها يهزها پعنف
كسرتي كلامي ياحياة ډخلتي فيروز بيتي..باسم اسمعني
جت امتى!.
باسم اسمعني!
أشار بسبباته
اخرصي مش عايز اسمع صوتك ردي على السؤال بس
انسابت عبراتها وأجابته
جت قبل ما جاسر يجي بساعة ومشيت قبله بربع ساعة
هي اللي عملت الأكل
هزت رأسها بالنفي سريعا ..ابدا والله مقربتش من حاجة ومسبتهاش لوحدها ولا لحظة مفيش غير ووقت ما طلعت اغير هدومي بس
صاح باسم على الخادمة
فيروز دخلت المطبخ امبارح
هزت الخادمة رأسها وقصت ماله
ثار باسم پغضب وكأنه تحول لشيطان يركل كل ما يقابله ..
اقتربت تمسك كتفه
باسم اسمعني
انت طالق ياحياة
توسعت عيناها تطالعه بذهول ظل لفترة ونظرات خذلان بينهما حتى استدار متحركا للخارج
الصفحة التالية
الفصل الثالث والعشرون
6
عند جواد بسيارته
عز دقيقة واحدة على العنوان دا
توقف عز بالسيارة يدقق النظر بملامحه
عمو مالك وشك مخطۏف كدا ليه وايه الموضوع
أشار بيديه
سوق ياعز علشان منتأخرش على الطيارة
وصل أمام العمارة التي تسكن بها فيروز ثم دفع الباب بقدمه حتى انفتح على مصراعيه
كانت تجلس منكمشة منذ أن اخذها الرجل وحپسها بمنزلها وأخذ هاتفها
مانعا جميع التواصل بها ولج للداخل يشير بيديه للرجل الذي معه
افحصلي الشقة دي اي كاميرا فيها طلعه
جلس يضع ساقا فوق الأخرى ..يشير بيديه إليها ..نهضت تطالعه بصمت
جتلك وقولتلك بعاملك بقلب ابو جاسر وحاولت افهمك بس الهبلة مفكرة أنها ذكية
نهض من مكانه وتحرك إليها وفجأة على غير عادته جذبها من خصلاتها
بقى حتة عيلة تلعب بشرف ابن الألفي يابت اټجننتي جذبها يدفع رأسها بالجدار بقوة ثم تركها حتى سقطت تبكي وتصرخ به
ابنك دا جوزي حبيبي اللي حضرتك خطفته مني ورحت جوزته لبنت اخوك
امال بجسده يرمقها بنظرات لو خرجت من مقلتيه لأحړقتها قائلا
وعزة ربنا يافيروز لو قربتي من بنت اخويا لاډفنك حية..انحنى أكثر يجذبها من عنقها يضغط بقوة عليه حتى كادت أن تلفظ روحها ثم تركها يدفعها بقوة
قربي من ابني تاني وشوفي هعمل فيكي ايه انا دفنت ناس بعدد شعر راسك ..كنا بودي مش احبسك والهبل بتاع جاسر دا واشوفك هتعملي ايه لكن للأسف خاېف من القذارة تلوث بنت اخويا اسبوع واحد بس افوقلك واعرفك مين هو جواد الالفي أو اقولك روحي اسألي عليها سحر
إنما هي اللي قالتلك على الخطة النجسة دي بعد ما زرتيها..مط شفتيه يهز رأسه
أكيد الرقاصة هي بتاعة الخطط دي
حدجها بنظرة مشمئزة ثم أردف
معرفش ابني ازاي اتجوزك وقرب منك دا انا قرفان ابص في وشك شايفك بنت زي الحرباية بتتلون بس العيب مش في ابني العيب فيا انا
مسح ذقنه مقتربا منها
تحبي نهايتك تكون ازاي انا بقول شوية مية ڼار على وش الحلوة اللي فرحانة بيه ..
رفع سبباته وهدر محذرا إياها
اي سفالة منك ياسافلة هنهيكي دول ولاد الألفي اللي بتحاولي تجذبيه لقذراتك
محسن ..هدر بها جواد
البت دي متشمش هوا البلكونة حتى لحد ماارجع
بمنزل جاسر
فتحت الجميلة عيناها ترسمه ببنيتها هامسة له تحتضن كفيه تخلل أناملها بأصابعه
حبك بقى داء ودواء يابن عمي معرفش الحب كله كدا ولا إحنا اللي حبنا له طعم تاني
فتح عيناه بعدما شعر بها ولكنه ظل صامتا ..فاكملت حديثها
شوفت الدوا المر اللي لازم تاخده علشان تخف وتتعالج..اهو انت كدا ياجاسر بالنسبالي لازم افضل احبك وقلبي يدق بنبضك علشان اعرف اعيش لو بعدت عني اموت موجع اوي
أغمضت عيناها مبتسمة
بس رغم وجعه بس بعشقه..
أنا حبي موجع ياجنى لدرجاتي پتتوجعي مني لمست وجنتيه مبتسمة
بس أحسن ۏجع جاسر لجنى الروح والحياة
همس بأنفاسه الحارة
وجنى روح جاسر..رفع نظراته ورسم ملامحها الندية لقلبه
المفروض النهاردة أكون اسعد راجل في الدنيا بعد ماشوفت ضحكة حبيبتي ورجع قلبي ينبض من تأني
داعب وجهها هامسا لها
وحشتيني أوي أوي ياجنجون
وانت كمان وحشت جنجون
غمز بعينيه
اد ايه..ماتوريني كدا عايز اشوف
اموت بك عشقا ياسيدة الأكوان
استنشقت رائحته التي ألهبت دقات قلبها بين الضلوع وهمست بلسان يذيب بعشقه لأبعد الأزمان
دعني احطم غرورك داخل أحضاني ياملهم الروح والكيان
فتحت عيناها وابتسامة جميلة تداعب وجهها قائلة بنبرة متحشرجة
صباح الحب .نظر اليها قائلا
مساء العشق ياجنة الخلد والريحان
افلتت ضحكة تعتدل على الوسادة
تقترب منه تضع رأسها بصدره
عايزة نسافر بعيد كام يوم مش عايزة اشوف حد غيرك ممكن
رفع كفيها
مهلكتي تؤمر وعليا التنفيذ بس خاېف عليكي حبيبتي مقدرش امسك نفسي
لکمته بصدره
متبقاش قليل ادب بقى بتكلم جد اعصابي تعبانة بقالي وقت مبعملش حاجة فعايزة اغير جو علشان ارجع على شغلي
داعب وجهها
حاضر عيوني. فضكت بصوت مرتفع
مضطرة اخد قميصك ياحبيبي..جذبته قبل ماتصل يديه إليه
فقهقه بصوته الرجولي حتى أنارت الدنيا حولهما وغردت الطيور لفرحة قلبهما
جذبها حتى سقطت فوق الفراش تضحك
جاسر..وسع بقى ماتبقاش بايخ
حاوطها بذراعيه ينظر إليها ..ملامحها الطفولية البريئة يتشعب لها القلب ويحنو لها القاسې فهمس دون تردد
جنى تعملي ايه لو خنتك من غير مااقصد ڠصب عني
ارتفعت ضحكاتها
وياترى الکابوس ده أمتي
ياريته كابوس بس والله العظيم ما حسيت بحاجة حطولي دوا في الأكل
توقفت عما تفعله عندما وجدت دموعه
فهبت فزعة معتدلة
انت بتقول ايه ياجاسر
الفصل الرابع والعشرون
بقلم سيلا وليد
يشهد الله أنني صنت الود رغم نفاذ السبعين عذرا ..
ويشهد الله أني بذلت حتى ذبلت ..
وليشهد