رواية امل كاملة
سقوط شئ ما امامها على الأرض دنت تتناوله فتوسعت عيناها وانفرج فمها بابتسامة ساخرة وهي تتلاعب بهذا القرط النحاسي الكبير بشكله المعلوم اليها جيدا
تمتمت وابتسامتها ازدادت اتساعا
اه يا نرمين ال طب والنعمة كان قلبي حاسس ماهو على رأي المثل البيض المنشش يدحرج على بعضه! بس ياترى بقى جوزك عارف
ولا حتى في أحلامه كان يطمح ان يتم الأمر بهذه السرعة فمنذ أسبوع واحد فقط كان يتمنى ان تخرج له من شرفتها فيملي عينه بالنظر إليها كم من ليلة مرت عليه وأرقه السهر في التفكير بها كم حرقه الشوق ليرى ضحكتها التي رأها مرة او مرتين فقط لكنها فعلت بعقله الافاعيل حتى كاد ان يصيبه الجنون بها حتى بعد أن وافقت على طلبه بعد عڈاب حتى وهو يأخذ المباركة من أبيها بتحديد موعد مع والده للأتفاق على خطوبة رسمية أمام الناس فتأتي المفاجأة من أبيه الذي اقترح اختصار الوقت بعقد قران ابنيه الأثنين على الأختين متعشما بهذا بالتقارب الذي حدث بين
حينما وضع كفه في كف العم شاكر يبدوا أن الرجل قد شعر برجفته فقال متفكها
صدحت الضحكات العالية من المدعوين القلائل بصخب حتى علاء نفسه ضحك رغم تعرقه وتوتره ثم جاءت اللحظة الحاسمة فحبس انفاسه وهو يراها تدنو على الدفتر الكبير وتوقع بيدها الصغيرة عليه كانت دقاته قلبه العڼيفة تقفز في قفزا من سرعتها وهو يراقبها فرغم كل ما يحدث الان كان ينتابه الخۏف من تراجعها المعتاد معه لاخر لحظة حينما رفعت رأسها إليه بابتسامتها الساحرة وانطلقت الزغاريد الفرحة من الأحباب لأعلام الجميع باتمام المهمة وان فجر شاكر عبد المنعم أصبحت زوجة رسمية لعلاء ادهم المصري كاد قلبه ان يتوقف من الفرحة وهو يتلقى المباركات من أبيها وأبيه وشقيقه حسين والمدعوين من الرجال
اخرجها من علاء ليقبل رأسها فضحك من قلبه على هيئتها الباكية
هههه إيه ياام علاء دا وقت بكى برضوا
قالها وهو يمسح بإبهام كفيه الإثنين الدموع العالقة وجنتيها
ردت هي بصوت مشحون بالعواطف
فرحانة اوي ياحبيبي بيكم أخيرا ربنا حقق امنيتي وشوفتك عريس
هزها حسين فجأة بعد ان لف ذراعها كتفها قائلا بمرح
فرحانة بيه هو بس ياأم علاء وانا ايه بقى نسيتيني
بس ياواض بلاش غلاسة انتوا الاتنين أكيد طبعا فرحنالكم بس بقى فرحتي بعلاء ماتتوصفش عشان دا البكري واللي غلبني سنين طويلة لحد ماربنا اخيرا هداه
إيه ياعم هي امك وحدك ماتسيب شوية للناس الغلابة
صدرت ضحكة زهيرة النادرة من قلبها وابنها حسين على رأسها ووجنتها بصبيانية امام علاء الذي اصابته عدوى الضحك من والدته فتوقفت ضحكته فجأة على صوت أبيه الذي اتى نحوهم ناهرا حسين بوجه عابس
ابعد شوية عن امك ياض وبطل شغل عيال الناس بتبص
عليكم
خبئت ابتسامة زهيرة وهي ترى زوجها شديد القرب منها هي وابنها الذي قربها أكثر يلف ذراعه حولها قائلا بمزاح
ومالوا ياابو علاء خليهم يبصوا براحتهم واحد فرحان في امه اللي زي القمر فيها حاجة دي
تجاهله ادهم وهو يحدق بزهيرة عن قرب بأعين مشتاقة فخاطبها قائلا
مبروك ياام العرسان ربنا يفرحك بولادهم كمان
اجابته بتماسك وأعين متهربة وهي تتملص من حسين
الله يبارك فيك ياابو علاء ويفرحك انت كمان معلش بقى عن اذنكوا عايز اشوف الضيوف
تركها حسين تذهب امام نظرات ابيه التي تعلقت عيناه بها وتحرك فمه دون صوت وكأنه يناجيها للتوقف حتى ابتعدت أصابه الإحباط فذهب هو أيضا عائدا لجسته مع شاكر تبادل حسين نظراته مع أخيه علاء الذي كان مراقبا بصمت فانتقلت عيناه بتشفي نحو نيرمين الواقفة بإحدى الزويا مع جارة
قديمة لهم وهي تغلي من الغيظ
وفي الجهة الأخرى كانت فجر هي الأخرى لم تستوعب الأمر بعد هزتها سحر التي كانت جالسة بجوارها وهي تضحك بمرح
إيه يابنتي مالك إصحي كدة وفوقي وانا بكلمك
رمشت بعيناها وهي تهز برأسها
افوق ازاي بس ياسحر والنعمة مامصدقة اللي بيحصل دا كدة وبالسرعة دي دا اول امبارح بس كنت بستخبي واتهرب منه عشان مايشوفنيش ولا اشوفه وقبلها بسنين طويلة ما كنتش بكره في حياتي حد قده النهاردة بقى بقيت مراته! لا بجد انا حاسة اني في غيبوبة
ردت سحر بمشاكسة
غيبوبة ايه بس ياكهينة هو انتي هاتعمليهوم عليا يابت يعني لما وافقتي على كتب الكتاب ماكنتيش دريانة ياقطة
ضحكت فجر وهي تبرر
والنبي ياشيخة انا لحد الان ما اعرف ازاي دا حصل كل اللي فاكراه ان عمي أدهم كان موجود عندنا هو وعلاء وحسين بيتكلموا في الخطوبة ونده علينا انا وشروق نسلم عليهم ونقعد معاهم فجأة لقيته بيسألني وياخد رأيي في علاء طبعا انا اتكسفت ومعرفتش اجاوب بس مع الإصرار هزيت دماغي بالموافقة وكانت هي الإشارة ياستي لقيت الراجل بيقول لابويا احنا بدل الفرحة نخليها فرحتين وبدل الخطوبة نخليها كتب كتاب للعريسين على البنات واحنا اهل وعارفين بعاضينا لقيت بقى والدي ووالدتي والحجة زهيرة بيرحبوا بلهفة وحسين وشروق كمان الفرحة مش سايعاهم فضل بقى علاء يبصلي برجاء وكاني هاكسر قلبه لو رفضت من غير تفكير لقيت نفسي بهز
دماغي وقبلت وعنها بقى نزلنا تاني يوم جبنا الشبكة وادي اليوم التالت أهو بقيت مراته! انت نفسك صدقتي
جذبتها سحر ترد عليها وهي تعانقها بسعادة
اصدق ياحبيبتي وماصدقش ليه بقى ربنا يكتبلك الفرح والهنا ياروح قلبي
بادلتها فجر التهنئة
وانت كمان ياحبيبتي ربنا يتمم فرحتك انتي و رمزي على خير وتتجوزوا قريب بقى وافرح فيكي هو فين صحيح مجاش معاكي ليه
مين هو اللي مجاش ياعنيا هو يقدر دا انا بس سيبته يدور على مكان يركن فيه عربيته ونزلت اجري عشان احصل كتب كتابك دلوقتي ان شاء الله يجي يبارك ويهني ونتصور انا وهو معاكي انتي والمعلم علاء دي هاتبقى ذكرى حلوة قوي
قالت فجر بتشتت
طبعا هاتبقى ذكرة حلوة أكيد بس دا تسميه إيه دا اللي بيحصل معايا ياسحر لأن انا بصراحة مش فاهمة
أومأت سحر بعيناها ورأسها عن اقتناع
دا بقى اسمه النصيب ياحبيبتي عشان تفهمي بقى وتفوقي واتعلمي بقى من المحروسة اختك هي ومقاصيف الرقبة أصحابها وشوفي بيعملوا إيه
قالتها وهي تشير بيدها نحو شروق الجالسة بالقرب منهم على مقعد وحدها وحولها عدة فتيات أصدقائها يتبادلن معها التقاط صور السيلفي بعدة أوضاع غير عابئين بنظرات الجميع حولهم ولا نظرات حسين التي تراقب اصدقائها بحسد للقرب منها في هذه اللحظة المهمة لهم وهو محاصر بعدد من أصدقائه واقاربه يستعجل التملص منهم للذهاب اليها
إيه يا حبيبتي هو انتي سرحتي مني
التفتت نيرمين على محدثتها مجفلة فسألتها بتشتت
نعم يااا هو انتي كنتي بتقولي حاجة
ردت المرأة وهي تهدهد في ابنها الصغير النائم برأسه على كتفها وهي تحمله على ذراعها
انا ام مروان و ساكنة في الشقة اللي فوق هو انتي لحقتي تنسيني دا انتي كنتي سرحانة بجد بقى وماخدتيش بالك من كل الكلام اللي قولتهولك
ردت بسأم وابتسامة مصطنعة
معلش ياام مروان متأخذنيش يااختي اصلي حاسة بصداع كدة ودوخه
قاطعتها
بلهفة
انتي بتقولي دوخة معقولة يكون عملتيها وحملتي طب خلي بالك بقى من صحتك اليومين دول دي العيال بتجي بۏجع القب
ردت عليها نيرمين مستنكرة
حامل دا إيه ياستي انتي كمان دي شوية دوخة كدة وهايروحوا لحالهم يعني لا حامل ولا زفت
طب شدي حيلك بقى ياناصحة واتشطري عشان تلحقي تجيبلك حتة عيل قبل ما الراجل يفلسع يعني الشړ بره وبعيد اصل الزمن دلوقتي ياحبيبتي مش مضمون واديكي شايفة بنفسك نظرة جوزك ناحية ضرتك
توسعت اعين نيرمين بجزع من فراسة المراة والتي بدت و كأنها تقرأ افكارها بخبث وتابعت المراة بنفس الهمس
ماتبصيلش كدة ياحبيبتي بخضة دي حكاية باينة زي عين الشمس وضرتك
زي ما انتي شايفة كدة حلوة ومش باين عليها سن دا اللي يشوفها وهي واقفة مع خالتي سميرة يديها هي السن الاصغر دا غير انها متحامية بولادها الرجالة اللي بكرة يورثوا الجمل بما حمل مع بنات سميرة وتطلعي انتي من المولد بلاحمص لو ماخلفتيش عيل يشاركهم في الورث
هبط قلبها بداخل وهي تتخيل سيناريو ما سيحدث بعد ۏفاة زوجها من زهيرة وابناءها الكارهين لوجودها من الأساس فتعود هي لحياة الفقر والعوز مرة أخرى! استفاقت من شرودها على صوت رجاء والدة سحر وهي تهتف على أبراهيم الجالس بجوار السماعات
في إيه ياعم هيما ماتشغلنا أغنية فرايحي خليها تفرفشنا كدة وتهيصنا عايزين نرقص دا احنا في فرح ياحبيبي
من عنيا ياخالتي رجاء أحلى اغنية لأحلى رجاء
بعدها بقليل
جلس علاء بجوارها على اريكة ضمتهم هما الأثنان فقط ليلبسها خاتم زواجه بها ومعها محبس اخر من الذهب و أسورة جميلة زينت رسغها ليصدح صوت الزغاريد من النساء والفتيات التي اللتفت حولهم يشاهدن ويلتقطن الصور لهم بفرح تحول لهمهات منبهرة لرؤيته وهو يقبل كفها دون ان يأبه بهم ولا لخجلها الذي انعش قلبه بالفرحة بها أكثر اقبلت عليهم سحر وخطيبها رمزي بالتهنئة والتعارف مع علاء واللتقطت بعض الصور الجميلة لأربعتهم مما اثار غيرة حسين الذي سحب شروق من يدها لينحشرا بجوارهم على الاريكة مما أثار امتعاض علاء الذي كشړ بوجهه لهم فبادله حسين النظرة بكل برود وفاجأه بقلبة سمجة على وجنته مسحها علاء بقرف فانطلقت ضحكات شروق بقهقه هي والفتيات أصدقاءها والمدعوين وازدادت اللحظات الجميلة لتسجلها عدسات الكاميرات فتجفلهم سميرة فجأة برشة من الملح منعا للحسد تسير امتعاض الجميع وثناء زهيرة التي كان قلبها ينبض بسرعة خوفا من كم الفرح الكبير الذي أتى بعد سنوات طويلة عجاف
تحول وجه حسين فجأة وهو يومئ بعيناه لعلاء نحو مدخل الباب ويهمس
دعيته ليه ياعلاء احنا مش قولنا قاعدة عالضيق وخلاص
أجفل علاء لحدة شقيقه فرد بدهشة هامسا هو الاخر
وافرض عالضيق ياحسين مدعيش انا بقى صاحبي
حاول التماسك وهو علاء يهنئه الإبتسامات ليخفى بها اشتعال من الداخل لقد فاجأه علاء حينما هاتفه في الظهيرة