الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية فاطمة الجزئ الثاتي

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


ذلك الوقت وقف أمامها وتحدث هو بصوته الحاني 
ربما تكون روحي قد عجزت عن لقياك السنوات الماضيه و عيني أيضا قد عجزت عن رؤياك ولكن قلبي أبدا لم ولن يعجز عن أن ينساك يا مشاغبتي الصغيره 
رفعت انظارها لتجده أمامها التقت أعينهم بشوق همس لها بحب 
بتهربي مني ليه يا شروق 
ابتلعت ريقها بصعوبه ونظرت للاسفل أنا مابهربش أنا انت هو كل شويا اشوفك قدامي كده 

رفع وجهها بانامله وهو يهز رأسها بالايجاب ماتبعديش عينك عني وانا بكلمك 
تاهت بنظراته شردت بهمس كلماته وتذكرت ما مرت به فى غيابه لتنساب دمعه صامته وحارقه لقلب كل منهما .
زفر بضيق وهو يمحى دمعتها التى احرقته هو انا وجودي قدامك بيخليكي ټعيطي يا حبيبتي 
نظرت له بقوه عندما انطق بكلمه حبيبتي وتحدثت باستهزاء حبيبتك ده اللى هو ازاى يا أبيه احمد 
ضغطت باسنانها عندما تفوهت تلك الكلمه التى تبغضها وبشده .
تنهد بقوه أنا عارف انك لسه زعلانه مني بس صدقيني لازم نتكلم وانتي هتفهمي وجهه نظري 
تحدثت بقوه عكس ما داخلها من ضعف اي كلام وبعدين باي صفه تتكلم معايا اصلا وفين مراتك يا دكتور وياتري عندك كام طفل 
التقط كف يدها وطبع قبله بباطنه وهو يصوب أنظاره عليها مافيش حد ساكن قلبي غيرك يا مشاغبتي وانا مطلق اطمني وماعنديش اولاد 
جذبت يدها بقوه وهى تنهض من مقعدها مايخصنيش 
وقف أمامها يمنعها من الخروج استني هنا يخصك طبعا عشان عارف ان قلبك ماحبش غيري وعيونك ڤضحاكي وكمان نبضات قلبك أنا سامعهم دلوقتي وكل دقه تخصني تخصني أنا يا شيرو يلا بقى عشان عندنا محاضره ونتكلم بعدين 
ابتسم بتساليه انتي ډخلتي المدرج الغلط
يلا قدامي على مدرجك عشان هدخل بعدك بدقايق 
غادرت من أمامه دون أن تتحدث ولكن كانت تشعر بالتخبط والذهول بسبب حديثه الذي عصف بقلبها واشتعلت وجنتها بحمره الخجل .
كانت تريد الهروب ولكن اصطدمت لصديقتها 
انت يابت يا شروق انتي كنتي فين بدور عليكي 
شروق بتوهان ها 
سحبت يدها تجذبها خلفها ها ايه عندنا محاضره يلا 
دلفت لداخل المدرج وهى هائمه على وجهها وجلست بجانب صديقتها وتشعر كأنها بعالم آخر لم تسمع بمن حولها ولا ترا شئ .
دلف بكل وقار واحترام وألقى التحيه ثم بدء بشرح المحاضره بجديه وبين حين لآخر ينظر لتلك العينان التائهة الحزينه التى يعلم أنها لم تستمع إليه ولا تفهم شيا على الاطلاق زفر بضيق وهو ينهي إتمام شرحه ويغادر القاعه بشرود فى تلك الشروق التى لا يعلم ما سبب كل هذا الحزن الساكن قبلها وعينها معا ...
دلف لداخل مكتبه واغلق الباب خلفه پغضب جلس أمام مكتبه وعاد بظهره للخلف وهو يغمض عيناه بشرود يتذكر اللحظات التى جمعته بتلك المشاغبه الصغيره ولماذا رفض حبها وهى ذات الخامسه عشر لم يبعد عنها إلا ليحميها ويحافظ عليها اوهمها بأنه يراها شقيقته الصغرى لأجل أن لا تتعلق به فهي كانت بمرحله المراهقه ويعمل عندما ينضج عقلها سوف تراء ليس إلا شقيقها الذي يكبرها بعده أعوام كان يعلم بتلك المرحله العمريه سوف تظن نفسها بأنها تحبه وبعد فتره مشاعرها تتغير يعلم بأنها كانت تتوهم ولذلك اخفى حبه ومشاعره داخله لكي لا تتعلق وتلك الصغيره به ويظلمها لم يتوقع بأن حبه مازال يسكن قلبها إلى الآن إلا عندما نظر لعيناها الغامضه كانت قبل أعوام كالكتاب المفتوح أصبحت الآن غامضه تعاند قلبها وتتصنع القوه وداخلها هشه رقيقه ېخاف جرحها وكسرها من اقل شيء .
فاق من شروده وهو ينهض من مكانه ليبحث عنها يريد انهاء تلك الضوضاء العالقة برأسه يريد وضع حد لتلك العلاقه الان يريد مصارحتها عن كل ما بداخله من مشاعر احكم قلبه على غلقها ونجح فى عدم الإفصاح عنها ولكن لم يعد قادرا على الصمود وهو يرا دموعها التى ټطعنه في قلبه ..
فى كندا كان يمسك بيدها ويتوجهو إلى الطائر لكي يستقل مكانه بمقعد القياده ويعودون إلى القاهره ..
حلقت الطائره فى السماء لتعود إلى أرض الوطن ..
أما عن القاهره فظل يبحث عنها إلى أن شعر بالملل صدع رنين هاتفه يعلن عن اتصال صديقه .
زفر بضيق بعد أن اختفت من أمامه والتقط هاتفه ليجيب على صديقه بردود مقتضبه وانهى حديثه بأنه سوف يكون أمام منزله خلال دقائق ..
القى نظره اخيره قبل أن يستقل سيارته لينطلق بها إلى منزل صديقه كما وعده ..
بعد مرور خمسه عشر دقيقه كان يصف سيارته أمام البنايه وينتظر قدوم شهاب ليصطحبه إلى المشفى لينزع عن قدمه الجبيره ..
تقدم شهاب من صديقه واستقل جانبه السياره 
مالك يابني قالب وشك ليه فى حاجه حصلت 
نظر له احمد بحزن بتهرب مني ومش مدياني اى فرصه للكلام وكأنها غريبه عني ومش تعرفني يا شهاب هتجنن
تاكد من مشاعر صديقه لتلك الصغيره وابتسم بهدوء وهو يربت على قدومه بمواساه
ماتستيلمش حاول تقرب ولو بالاجبار كمان افرض نفسك عليها لازم تسمعك بصدق وصدقني كل حاجه هتتحسن 
وضع يده على مكبس الفرامل لتنطلق السياره تشق طريقها إلى المشفى وهو يتحدث بالم 
هفضل وراها بردو مهما تبعد انا هقرب ومش هبعد عنها تانى 
أوصلت صديقتها لمنزلها ثم ودعتها لتعود إلى مخبئها داخل غرفتها لتختلي بنفسه وتتذكر حديثه معها وإصرار على أن تستمع له وتعطيه فرصه للحديث ..
ألقت هاتفها پغضب وهى تتحدث بعصبيه فيها ليه لم تديلو فرصه يتكلم أنا كمان من حقي فرصه أن أعيش حياتي زى اى حد غبيه غبيه يا شروق 
بس ممكن يبعد عني تاني لم يعرف اللى حصلي أو يشفق عليه وانا مش هقبل بأنه يقرب مني شفقه مش هقبل ..
بعد مرور عشر ساعات بالتحليق هبطت الطائرة العائده من كندا إلى مطار القاهرة الدولي ..
وبدء الركاب بالترجل واحدا تلو الأخري وترجل بهاء بصحبه شذا وعلى ثغرها ابتسامه خلابه. 
نظر لها بحب حمدالله على السلامه
الله يسلمك 
بهاء بجديه أنا عربيتي هنا اجهزي عشان اوصلك
هزت راسها بالموافقه 
أنهى إجراءاته وانتظر قدومها أمام سيارته ..
خرجت من صاله المطار تبحث عنه وجده يبتسم لها ويفتح لها باب السياره الامامي لتستقل جانبه ويجلس بمقعده .
نظر لها بتسال ساكنه فين بقي 
فى المعادي عماره .. .
انطلق فى طريقه إلى منزلها وودعها بغمزه وهو يخبرها بأنه فى الغد سوف يلتقى بوالدها ليتحدث معه عن الارتباط بها .
ترجلت من سيارته بابتسامه شكرا بجد يا بهاء على كل حاجه 
بهاء بهمس عاشق مافيش شكر بينا يا شذا تاني فاهمه 
انتي نبض الحياه بالنسبالي 
شذا بحب وانا بحبك اوى اوى 
شقت الابتسامه ثغره بسعاده وانا بعشقك خلي بالك من نفسك 
سارت فى طريقها لداخل البنايه وصعدت إلى
حيث شقتها وهى لاول مره تغمرها السعاده بهذا الشكل بسبب قربه وحبه وعشقه التى علمت به مؤخرا ..
الحياه فرص عليك اغتنامها ولا تتركها تضيع من بين يدك إذا اتاك الحب فتمسك به ولا تتركه فسوف ټندم بعد ذلك على ما فاتك من الحياه دون أن تشعر بلذه الحب والاشتياق للمحبوب لا تمضى في حياتك الا ويدك تعانق يده لتعبرو الطريق سويا لا تدع يدك تترك يده وترحل بل تمسك بقوه ولا تمضي في الحياه بدون شريك حياتك فلا تفعلها والا سوف ټندم وعندما تفيق من ندمك يكون قد فات الاوان تمسك بحقك فى الحياه تمسك بحبك بسعادتك بفرحتك التى لا تعوض 
الحياة أنفاس معدودة تنقطع بالمۏت في وقت ربما لا يكون في الحسبان فيندم المرء على ضياع العمر فيما لا ينفع ولا يجديه ذلك الندم شيئا...
ما زلت حيا وأؤمن بأني سأجد الطريق يوما ما إلى ذاتي إلى حلمي إلى ما أريد سأصنع الفرص والأحلام والأهداف والأماني!
اصنع نفسك اصنع سعادتك ..
الفصل الثامن 
حب تخطى المفاهيم 
بقلم فاطمه الالفي .
بعد أن ودع شذا قرر أن يهاتف صديقه ويخبره بما نوى عليه ويخبره أيضا أنه محق وعليه اتباع قلبه ..
وعندما انهى الاتصال غير مسار طريقه وتوجه إلى الكافيه ليقابل صديقه ويقص عليه ما حدث معه قبل أن يعود لمنزله ..
فى ذلك الوقت كان الطبيب قد انتهى من نزع الجبيره المحاطه بقدمه وطلب منه أن يقف على قدميه ويسير أمامه ليعلم بأن قدمه تماثلت الشفاء وبعدما تأكد من ذلك صافح الطبيب وغادر المشفى برفقه صديقه الذي ظل صامتا .
فى ايه يا احمد هتفضل ساكت كده كتير 
احمد بتنهيده حمد الله على سلامتك يلا عشان اروحك
شهاب بهزار ياتقل دمك مش واخد أنا على كده يلا اطلع بينا على الكافيه اللى كنا بتقعد فيه زمان لسه فاكره 
احمد بنصف ابتسامه طبعا فاكره بس احنا كنا بنتقابل كلنا فيه كده ناقصنا بهاء 
شهاب بابتسامه وبهاء رجع من رحلته وهيقابلنا هناك يا دكتور 
احمد بفرحه بجد بهاء رجع 
شهاب بتنهيده اتصل بيا وبلغني عايز يشوفني قبل ما يروح وشكله مبسوط وفى كلام كتير عايز يقوله وشكل كده اللى فى بالي حصل عبقالك انت كمان عشان اخلص منكم هههه
احمد بعدم فهم هو ايه ده تقصد أن بهاء بيحب 
شهاب بابتسامه ده واقع لشوشته زيك وكان محتاج زفه كده وانا اللى قومت بيها يلا مش هنفضل واقفين كده اركب العربيه خلينا نقابله 
بعد مرور بضع دقائق كان يدلف احمد وشهاب لداخل الكافيه وجلسوا ينتظرو قدوم صديقهم ..
صفا سيارته أمام الكافيه وترجل منها يسير بخطوات ثابتة لداخل الكافيه نزع نضارته الشمسيه وهو يتطلع حوله بالمكان يبحث بعينه عن صديقه ولكن تفاجئ بعوده صديقه الآخر .
اقترب بخطوات سريعه ليعانق صديقه بلهفه فقد اشتاق لوجوده جانبه تبادلوا العناق الحار والفرح تغمر كل منهما وبعد لحظات جلسوا جميعا ليتبادلون أطراف الحديث ويحكي كل منهما عن حياته بغياب صديقه ..
قص احمد معاناته عن ما مر به بالغربه وعن تجربته الفاشله فى الزواج والان عاد لبلده ليحقق حلمه وأصبح دكتور جامعي وسوف يبدء حياته من جديد ...
استمع إليه بهاء بسعاده من ذلك القرار فلا يتفرقا بعد اليوم وبدء فى سرد ما حدث معه خلال تلك الرحله الذي عاد منها بأمل جديد وحب حقيقي لا يريد التخلى عنه ...
فرح كل من شهاب وأحمد بتبدل حاله صديقهم وأصبح عاشق و يخوض تجربه الحب ويشعرو بفرحته التى انعكست على نبره صوته وتمنى له حياه سعيده وان تديم سعادته وغمرتهم السعاده من أجله ..
نحتاج دائما في هذه الحياة إلى شخص يكون دائما بقربنا نشكو إليه همومنا ونشاركه أفراحنا وأحزاننا نأتمنه على أنفسنا وفي لنا حتى في غيابنا كل هذه الكلمات تعبر عن شخص واحد يسمى الصديق الحقيقي فمن وجده كأنه حصل على ثروة كبيرة يتمنى الجميع الحصول عليها فهو يعرف قيمة الصديق في حزنه قبل فرحه..
صفا سيارته داخل حديقه فيلته دون أن يصدر
 

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات