رواية فاطمة الفصول الاخيرة
صغوط جواه وكمان من الواضح انه كتوم جدا ودي النتيجة ان شاء الله يقوم بالسلامه الفحص المبدئي مافهوش أي قلق بخصوص القلب يعنى اطمن
ترك الطبيب ولم يجد أحدا يستنجد به سوا صديق شقيقه المقرب اخرج هاتغه وقرر الاتصال بزياد وقص عليه كل شي حدث مع شقيقه ليغلق الأخير الهاتف ويسرع فى طريقه للذهاب الى المشفى ليطمئن على صديق العمر ...
بس لسه يا تيام ماخدتش مكان نديم فى قلب فيروز لسه مش قادر أمحى أي اثر له من قلبها وحياتها كلها
زفر انفاسه بضيق ثم همس پغضب وبعدين يا تيام لازم اتصرف لازم افوز بقلبها بس هى هتحس بيه ازاى ونديم موجود مافيش غير ان اخلص منه للأبد عشان امتلكها بقلبها وكل كيانها يكون ليا ان وبس .....
ابتلعت ريقها بتوتر عندما راءت الشاشه تنير باسم زياد
اجابته بلهغه الو
اتاه صوتها المضطرب وغمر الحزن قلبه على وضعهم المحزن وهمس بصوت جاد
انا مابقتش فاهم أنتو بټعذبو نفسكم بالبعد ده ليه حياتكم مرتبطه ببعض وأنا سبق وقولتلك اللى بتعمليه فى نفسك ده مش جنان ده عقاپ وعقاپ قاسې كمان ليكي ولنديم
لا يا فيروز مش كويس ولا عمره هيكون كويس وانتي بعيده عنه
وأنا طلبت منك تفضل جنبه عشان يقوي بيك
تذكر زياد عندما هاتفه لتخبره بانها تريد مقابلته ليسرع إليها ليتفاجئ بحديثها المؤلم وهى تقص عليه بان يظل بجانب صديقه فهو بحاجته الان ثار غضبه عندما أخبرته بما تنوي فعله ولكن لم يجد منها جدوى ...
يا بنتي أنا مش كفايه نديم محجتالك انتي وبس ارجوكي يا فيروز ارجعي عن قرارك ونديم قادر يتصرف بطريقته وبعدين لو خاېفه على حياته فالاعمار بيد الله وبعيدا عن ټهديد تيام نديم دلوقتي فى المستشفى ماستحملش يشوفك لغيره
همست بقلق مستشفي ايه يا زياد .نديم حصله ايه
أخبرها زياد بما تعرض له صديقه وهو الان جانبه بالمشفى بعد أن هاتفة نبيل وأخبره بالحاډث ثم أغلق معها الهاتف وعاد الى حيث تجلس الجده عائشه جلس زياد جانبها ليحاوط كتفها ويهمس باذنها
تنهدت بقوة وهى تردد يارب انت المعين يارب اصلح حالهم يا كريم يا الله ...
اما عن فيروز بعد أن اغلقت الهاتف اسرعت بتبديل ثياب الخطبه التى كانت ترتديه
ثم ارتدت ثوب اخر فضفاض لكى لا ينتبه أحدا لبطنها المنتفخه قليلا اثر الحمل فهى بشهرها الرابع وبدء الحمل يظهر عليها بوضوح جاهدت فى اخفاء جسدها اسفل الثياب ثم غادرت الغرفه لتجد براء امامها يتسأل بقلق
لا يا براء نديم اللى تعبان وفى المستشفى وأنا لازم اروح اطمن عليه
براء پصدمه دلوقتي طيب الصبح طيب
لا دلوقتي أنا مش هقدر استني للصبح
ضړب كفه بالاخر لا حول ولا قوه الا بالله أنا مابقتش فاهم حاجه خالص. يلا قدامي اوصلك وبعدين نتكلم
سارت بجانبه الى ان غادرو الشقه ليستقلو بسيارته لكي يقلها الى المشفى ...
ابتعد نبيل ليتحدث مع زوجته عبر الهاتف قرر عدم اخبارها بمرض شقيقه ولكن طلب منها ان تظل بمنزل والدتها الان اما عن رهام فقد شعرت بنبرة صوته الحزينه وعلمت بانه علم أيضا بخبر خطبه شقيقتها التى الى الان لم تصدق ذلك الخبر رغم انها على تواصل دائم بشقيقتها ولكن رفضت التدخل بعدما قررت فيروز بانها لم تعود ثانيا الى نديم لذلك احترمت رغبتها ولم تتحدث بالأمر رغم معرفتها بمدا عشقها لنديم ولكن يبقى أمر ارتباطها من اخر لغز محير للجميع .....
بعدما صفا براء سيارته امام المشفى ترجلت منها فيروز وهى تخبره بان يظل بانتظارها ريثما تعود هز راسه متفهما لتبتعد هى عن انظاره وتدلف لداخل المشفى ...
كان قلبها ينتفض بقوه يكاد أن يخرج من بين ضلوعها بسبب ما يعانيه نديم بسببها الان سارت بخطوات سريعه الى ان تسمرت مكانها فجأة على صوت صراخه القوي
انتي ايه اللى جابك هنا ليكي عين تيجي بعد اللى عملتيه نديم هنا بسببك انتي جايه عاوزة منه ايه تاني مش خلاص روحتي تترمي فى احضان غيره
تدخلت جدته تفصل بينهم وهى تنظر لحفيدها پغضب بس ولا كلمه انت فاهم
ثم نظرت الجده لفيروز بحنان عامله ايه يا بنتي تصدقي انك واحشاني اوى
ارتمت فيروز باحضانها عانقتها الاخيره بحب وظلت تمسد على ظهرها بحنان
زفر نبيل پغضب ثم ابتعد عن المكان فلم يطيق الوجود معها بمكان واحد
تقدم زياد من فيروز ادخلي شوفي نديم يا فيروز هو محتجالك
نظرت لجدته لتهز لها عائشه رأسها مؤكدا لحديث زياد ادخلي يا بنتي
استرد انفاسها وتوجهت الى غرفه التعقيم أولا لترتدي الثياب المخصصه لدخول العنايه ثم اقتربت بخطوات متلهفه لرؤية حبيبها ..
كان ممدد على الفراش الابيض دون حراك لم يصدر عنه سوا انفاسه وجهاز القلب الموصل بجسده الذي يعطى مؤشرا بانه مازال قلبه ينبض ومازال على قيد الحياة ولكن أي حياه يشعر بها بدون ان تشاركه محبوبته ومعشوقته تلك الحياه ...
جلست على ركبيتها بجانب فراشة ثم امسكت بكفه لتنساب دموعها بصمت وهى ترا ذراعه محاطه بالجبيره وبعض الچروح الطفيفه اعلى وجنته اثر التصادم
هتفت بصوت خاڤت بالقرب من اذنه واحشتني اوي رغم بعد المسافات اللى كانت بينا بس كنت بحس بيك سامحني يا حبيبي على بعادي ده والله ڠصب عني عشانك انت أنا مااقدرش اعيش حياه انت مش موجود فيها .
نهضت من جلستها تلك لتدور حول فراشه ثم التقطت بكفه الاخر وضعته اعلى احشائها حيث يسكن جنينها ركلها جنينها برفق وكانه يشعر بيد والده .
لم تتفوه بشئ اكتفت بوضع يده اعلى طفلهم ثم اقتربت منه تضمه برفق وبعد ذلك ابتعدت عنه عندما شعرت بانه على وشك الافاقه فرت هاربه من الغرفه ولم تعلم بانها تركت أثر عالقه به ليفضح امرها ....
فتح عيناه بوهن وهو يردد باسمها فقد شعر بوجودها رفع زرقويته يبحث عنها علها يجدها ويتاكد حسه ليجد نفسه وحيدا بتلك الغرفه محاط به الاجهزة الطبيبه فقط .
ولكن وقعت مقلتيه على شيء صلب اعلى صدره شعر بملمسه الناعم عندما جاهد فى رفع انامل يده يتحسس ذلك الشيء لتجحظ عيناه بقوه عندما رفع تلك القلاده الخاصه بفيروزته لتنشق الابتسامة تنير وجهه فقد علم بوجودها الان وظن بانه كان داخل كابوس افاق الان منه لېصرخ مناديا باسمها بقلب مشتاق ...
دلف الطبيب ليتفقد وضعه بعدما أخبرته فيروز بانه على وشك الافاقه ثم غادرت المشفى على الفور ..
فيروزه ...
وقف الطبيب جانبه حمدلله على سلامتك انت بخير دلوقتي
تحدث نديم بتوهان ايه اللى حصل وايه اللى جبني هنا وفين فيروزه
نظر له الطبيب لعده ثواني ثم قطع صمته وهو يشير الى ذراعه المصاپ
تعرضت حاډث سير بالعربية والحمد لله ماحصلش أي اضرر غير كسر فى دراعك الشمال وولاد الحلال نقلولك المستشفى وانت دلوقتي بخير بس مطلوب من حضرتك بلاش انفعال وعصبيه واى حزن مش كويس عليك وأنا شايف مدام مابتقدرش تعبر
عن نفسك وبتكتم كله جواك وده خطړ كبير على القلب فانت محتاج لمعالج نفسي تقدر تتكلم معاه باريحيه كامله عشان تحاول تخرج كل اللى جواك
دلفت جدته يليها نبيل وزياد لداخل الغرفه تلاشي نديم حديث الطبيب ونظر اليهم بلهفه يبحث عن فيروزته ليعاود السؤال ثانيا فين فيروزة
تبادلوا النظرات بينهما فى صمت الى ان تقدم نبيل بخطواته ووقف امام شقيقه وهو يهتف وفيروز ايه اللى هيجبها هنا
نظر الى جدته يريد تفسيرا اخر
يعني فيروز ماجتش تشوفني وأنا تعبان مش ممكن أنا حسيت بيها انا شميت ريحتها
لم تجد شيء تخبره به فظلت صامته تتطلع اليه بقلب منفطر على ما توصل اليه .
نظر لشقيقه برجاء ماتحاولش تقنعني انها ماجتش مش معقول تعرف بتعبي وماتجيش أنا عارف انها بتحبني اكتر من نفسها كمان ومش هتتحمل تعبي وهى بعيده عني
بس هى خلاص بقت لغيرك يا نديم فوق بقي يا حبيبي لنفسك واهتم بصحتك وحياتك وماتفكرش فى أي حد تاني
فيروزة هى حياتي يا نبيل وهى كانت معايا دلوقتي وماتحاولش تكدب عشان سلسلتها كشفتها
فتح كفه الذي كان يقبض على القلاده بقوه يخشي فقدانها كم فقد صاحبتها دي سلسله فيروزة يبقي ازاى ماجتش انا لازم اتكلم معاها
هم بترك الفراش ولكن اقترب زياد ونبيل يمنعوه من النهوض ونظر له زياد بجديه
انت رايح فين بس انت تعبان خليك مكانك وانا هجبلك فيروز لحد عندك تتكلم معاك بس ارتاح انت دلوقتي وهي فعلا جتلك وفضلت جنبك شويا ومشيت والله
تنهد بالم وهو ينظر لتلك القلاده التى تحمل حجر الفيروز لم هي بتحبني اوي كده وبتعمل فينا كده ليه ليه بتعذبني وبتعذب نفسها هى بتعاقبني عشان اتخليت عنها فى الاول صح هي لايمكن تكون لغيري هي بس عايزة تعرف قيمتها وغلاوتها عندي قولها يا زياده انها غاليه اوي والله اغلى عليه من نفسي واوعدها مش هبعد عنها تاني بس بلاش تبعد هى والله ماهتحمل ولا هي كمان هتتحمل تعيش حياتها من غيري أنا عارف أنا بقول ايه
هز راسه بتفهم حاضر يا صاحبي أنا هكلمها ماتقلقش هنفذ كل اللى طلبته بس ريح انت دلوقتي
وجدها فرصه حقيقيه ليجعلهم يتقابلو ويتحدث كل منهما ويفصح عن ما فى صدره فلم يتحملون ألم البعد ولم يقدرون على الفراق فهو يعلم بان صديقه وحده قادر على ردعها عن ذلك القرار الطائش التي تريد اقاع نفسها به واذا لم تعود الى رشدها فسوف ينهي بوعده الذي قطعه على نفسه وسوف يخبر نديم بالحقيقة الكامله ورا كل ما تفعله فيروز من اجله .....
لفصل الثلاثون
علم تيام بخروجها فى ذلك الوقت المتأخر من الليل والذهاب الى المشفى فمازال يضع حارس شخصي يلازمها عن بعد وينقل له كل حركاتها ...
لم يغمض له جفن فعمى الڠضب قلبه وانتظر حتى اشرقت شمس الصباح ليقود سيارته متوجهه الى منزل ابن عمها صفا سيارته امام الفيلا التى يقطن بها براء ثم اخرج هاتفه ليتحدث معها تصنع الهدوء وهو يحدثها برفق لكى تخرج اليه يريد ان يصطحبها فى نزهه رغم رفضها التام الا انه اصر وبشده على الانصياع لاوامره واخبرها بانه ينتظرها امام الفيلا .
زفرت