رواية هدير ج1
عليه حتى... واحد نطع...
دخل آسر الغرفة... اغمضت رنا عيناها في الحال... نظر لها آسر وجدها نائمة... خلع البلوڤر و نظر لضهره في المرآة و قال
والله لدفعكم تمن ضهري اللي تشوه بسببكم يا ولاد الكلب...
تعجبت رنا بعد سماع هذا و قالت في سرها
هو في حد عذبه معقول يكون وقع تحت ايدهم... عشان كده غاب شهر عن البيت... شكله حوار كبير...
بعد دقائق اعتدلت رنا و نهضت من السرير... نظرت إليه... الچروح التي بضهره كثيرة و منظرها صعب... فكيف هو يشعر الآن... مشت رنا على طراطيف أصابعها حتى لا تصدر صوتا يوقظه...
مش لازم تمشي زي الخنفسة كده... امشي عادي... انا صاحي...
انت صاحي
لا بلعب في الحلم ضد كريستيانو... غلبته بهدفين... داخلين على ضړبة جزاء دلوقتي...
ضحكت رنا ثم اختفت ضحكتها في الحال و قالت بجمود
متهزرش معايا...
انتي اللي بتهزري... يعني بتكلم اهو و بوقي بيتحرك قدامك و ابقى نايم ازاي !
يمكن عشان انتي لابسة كات و هتتكسفي اشوفك كتافك...
نظرت رنا لنفسها... اللعڼة كيف نسيت ان ترتدي الجاكت... سحبت الجاكت و ارتدته بسرعة...
خلاص فتح عيونك اخفضت نبرة صوتها و اكملت عامل فيها مؤدب يعني... ما اكيد الساعات و الأيام اللي بتغيبها دي بتروح للتانية...
لا يا رنا مش بروح للتانية...
ما انا لو متجوز وحدة تانية... مش هخاف منك يعني و هجيبهالك هنا...
انت سمعتني ازاي
محدش قالك قبل كده ان سمعي قوي بعدين صوتك واضح اصلا...
احست بالاحراج و قالت
خلاص تمام... نام انت... كده كده مش بنكلم بعض اصلا عشان تفضل صاحي...
إلتفت لتعود للسرير ف قال
ابتسمت رنا و اخذت وسادة... وضعتها على الأرض بجانب الاريكة... نظرت له و قالت
عايزة اعرف اللي حصل في آخر مهمة روحتها...
دي معلومات سرية مش بتخرج بره المنظمة...
طيب على الأقل اعرف... اتصابت في ضهرك كده ازاي
هقولك بس من غير تفاصيل واضحة...
ماشي... يلا اتكلم...
كنت رايح انا و فريقي الإمارات... نقبض على شخص معين كده مستخبي هناك بشخصية مزيفة... روحنا و عرفنا مكانه و حصل اشتباك... نتيجته ان انا اتاخدت رهينة عنده... طبعا هو عمل الواجب معايا بزيادة زي ما انتي شايفة كده... زعلان مني كل ده عشان أثناء الاشتباك قطعتله ايده... هو عمل فيا كده ردا لايده اللي اتقطعت...
بهت لون رنا بعد سماع هذا و قالت
قعطلته ايده
كان نفسي اقطع رقبته... بس للاسف تصويبي مكنش صح...
انت بتقول ايه !
مش انتي اللي عايزة تعرفي
بعد اللي قولته ده حاسة اني دخلت جوه فيلم ړعب...
يعني انتي مفكرة اني بروح مهمات ألعب فيها ببجي بعدين آخر مهمة روحتها دي من
اسهل المهمات... لولا انه عرف يبقض عليا كان زمان رقبته تحت رجلي...
هو هرب
للأسف اه... بس هعرف اجيبه تاني... غبت شهر لاني اول ما عرفت أفلت منه... مكنتش كويس ولا قادر اقف على رجلي حتى... قعدت أسبوعين في المستشفى... و لما عرفت اقوم جيت هنا...
ليه مقولتش لأي حد فينا
مبحبش اخد استعطاف من حد... و لا اظهر ضعيف قدام اي حد... و ياريت الكلام ده يفضل ما بينا احنا الاتنين بس...
ماشي.... مش هقول حاجة لحد...
نظرت له ثم وضعت يدها على ذقنه و قالت
حاسس پألم
تفاجئ آسر من يدها الموضوعة على ذقنه... نظر لها في عيناها و قال
بطلت احس من زمان...
ازاي
دي مش اول مرة اټصاب فيها... تقدري تقولي اني اتعودت...
شغلك ده صعب فعلا... و خطړ عليك
نظر ليدها... لاحظت و ابعدت يدها عنه...
هتفضل مستمر في كده لغاية امتى
لغاية ما اسټشهد...
ليه
وجودي في الدنيا غلط اساسا... ف خليني اموت و انا بعمل حاجة كويسة...
ازاي وجودك في الدنيا غلط
مش ملاحظة اننا رغينا كتير اقفل نور الاباجورة روحي نامي...
ايه البرود ده !
بتقولي حاجة
لا مش بقول... هو انا اتكلمت اساسا...
اه اتكلمتي...
بيتهيألك...
قامت و ذهبت للسرير نامت عليه... نظر لها آسر و هي تعطيه ظهرها و ابتسم... قالت رنا في سرها
يعني آسر قطعله ايده و هو اخده رهينه عنده و عمل فيه كده... و آسر قاعد عادي جدا... و انا لما صباعي
اتلسع في حلة الرز قعدت يومين ابكي عليه !! يلهوي انا مش مصدقة...
بحاول استوعب مش مصدقة برضو...
تاني يوم....
هتفطر معانا
لا...
ليه
نظر لها بحدة ثم تذكرت والداه
اه خلاص افتكرت... اجبلك الفطار هنا
لا... كده كده هخرج دلوقتي...
رايح فين
بتسألي ليه
عادي...
لا مش عادي... و لا انتي بدأتي تتقمسي في دور الزوجة المهمتة
لا طبعا... انت فهمتني غلط خالص... بسأل عادي...
متسأليش...
ردي بس...
لا منمتش في حضنك قبل كده يا آسر باشا...
يبقى اخرجي بره دور الزوجة ده لانه مش لايق عليكي...
استغفر الله العظيم... ما تقول و انتي مالك و خلاص... لازم يعني اللفة دي...
حبيت اوصلك ردي بطريقة كريتيڤ أكتر...
نظرت له بضيق و خرجت... ضحك آسر و اكمل إرتداي ملابسه و خرج... وجدهم مجتمعين على السفرة جميعا... نظرت له والدته على أمل انه يأتي و يجلس معهم لكن تفادهم و ذهب...
البطل عامل ايه
عمو آسر !!
قالها ياسين بتفاجىء... عانقه آسر و ربت على ضهره... ابتعد عنه و قال
ايه الأخبار
انا تمام اوي... فين رنا
انا جيتلك من وراها...
ليه
عايز اسألك كام سؤال كده...
اتفضل...
جلس آسر بجانبه و قال بصوت منخفض
اختك امبارح ضړبتني...
رنا ضربتك !!
ايوة... تخيل ليه...
ليه
عشان نسيت اجيب شيبسي بالطاطم... انسيت و جبته بالجبنة... راحت المفترية ضړباني...
شوف الۏحشة... والله لوريها... فين التليفون...
لا لا متتصلش... لو اتصلت هتضربني تاني...
طب انا هساعدك ازاي
انا اعترف اني غلطت.... كله إلا الشيبسي بالطماطم... انا عايز اصالحها و عايزك تساعدني... ايه الحاجات اللي بتحبها
اممم... بتحب الشيبسي... و الفراخ و البطاطس و المكرونة...
سيبك من الأكل... قصدي بتحب ايه ك هدايا
بتحب الكتب و السلاسل... بيني و بينك كده يا عمو... مرة اسمعتها بتقول انها محتاجة لاب توب...
اشمعنا لاب توب
عايزة تشتغل عليه... رنا معاها لغة ألمانية ف كانت هتشتغل عليه مترجمة...
اه فهمت... طب بص انا هروح اغسل ايدي في الحمام و اجيلك تاني نفطر سوا...
اوك يا عمو...
خرج آسر و توجه للحمام... فتح الحنفية يديه و وجهه... نظر لنفسه في المرآة و قال
اول مرة اعرف انها محتاجة لاب توب... اول مرة كمان اعرف انها معاها ألماني و تقدر تشتغل مترجمة... غريبة مطلبتش مني اجبهولها... حتى تليفونها شاشته مکسورة و مطلبتش مني اجبلها واحد جديد... عمرها ما طلبت مني حاجة... معقولة مش عايزة حاجة لنفسها عشان علاج ياسين
في تلك اللحظة تذكر كلامها
انا مستعدة اعمل اي حاجة ف سيبل ان اخويا يعيش... مش هقعد ايديا متكتفة و اتفرج عليه و هو پيتألم و ېموت قدامي... مش عايزة حاجة لنفسي... المهم ياسين يخف
تنهد آسر... مد يده ليأخذ منديل يجفف به يديه لكن العلبة فارغة...
بيحطوا فين المناديل
ظل آسر ينظر يمينا و يسارا فلفت انتباه درج صغير... فتحه و عيناه اتسعت عندما وجد قنبلة بداخله !!
بيحطوا فين المناديل
ظل آسر ينظر يمينا و يسارا فلفت انتباه درج صغير... فتحه و عيناه اتسعت عندما وجد قنبلة بداخله !!
رجع آسر للوراء بخۏف... اخرج اللاسلكي من بنطاله و قال
نداء للدائرة م ج... لقيت قنبلة في مستشفى سړطان الأطفال الغربية... عايز خبير مفرقعات هنا بسرعة... قدامنا عشر دقايق بس...
تفاجىء خالد و أشار للفريق بأن يتحرك
آسر اعمل إخلاء للمستشفى بسرعة...
المستشفى فيها 300 اوضة... يعني بالدكاترة و الممرضين يطلعوا 400 واحد... هخرجهم ازاي كلهم...
طب اهدى و اوعى تعمل حاجة لغاية ما يجي خبير المفرقعات...
تمام...
اغلق آسر اللاسلكي... مسح وجهه بيده... خرج و اخبر آمن المستشفى بوجود القنبلة...
كانت رنا جالسة في غرفتها تشاهد مسلسلها المفضل فجأة قطڠ المسلسل و جاءت الاخبار
ننقل لكم الآن خبرا عاجلا في غاية الخطۏرة... تم الآن العثور على قڼبلة موقوتة في مستشفى سړطان الأطفال الغربية... الشرطة حاصرت المستشفى و يتم الآن فك تلك القڼبلھ...
نزل الخبر كصاعقة على رنا... نزلت دمعة من عيناها و قالت
ياسين !!
بسرعة ركضت اخذت عبائتها و طرحتها و نزلت... قابلتها رغد على السلم و قال
في ايه يا رنا بتجري ليه
لم ترد عليا و اكملت طريقها... خرج معاذ من غرفته و قال
بيقولوا لقيوا قڼبلة في مستشفى سړطان الأطفال الغربية...
دي نفس المستشفى اللي فيها ياسين !!
اومأ لها... ركضت رغد و اخبرت والداها...
بعد دقيقتين وصل خبير المفرقعات و بحذر بدأ في فك القنبلة... آسر يقف بجانبه و قلقه يزيد... ياسين هنا في المستشفى... لو اڼفجرت ھيموت هو و كل الاطفال التي هنا...
باقي اد ايه وقت و تفكها
لسه يا آسر باشا...
تنهد آسر بضيق... بعد دقيقتين اخرى... قطڠ خبير المفرقعات السلك الأسود... اغلق عداد الوقت... تنهد آسر براحة و قال
اخيييرا...
لم تكمل فرحته عندما اشتغل عداد وقت القنبلة مجددا... تفاجئ آسر و قال
العداد اشتغل تاني ازاي !
مش عارف... شكلها من نوع القنابل اللي مش بتتوقف غير عن طريق
الريموت... كل الاسلاك دي ملهاش لازمة و اتحطت عشان نضيع وقت في فكها...
جاي تكتشف ده دلوقتي !! محسوبين عليا مهندسين على الفاضي !!
أزاح آسر شعره للخلف و توتره زاد و يفكر مع نفسه
اروح اخد ياسين بسرعة من اوضته و اخرجه من هنا لا ازاي... و بقية الاطفال اسيبهم يموتوا !!
مسح وجهه بيده و اخذ نفسا عميقا... متبقي 4 دقائق و 30 ثانية... امسك آسر القنبلة و خرج بها من الباب الخلفي...
يا آسر باشا !!
اخرج اللاسلكي و قال
نداء للدائرة م ج... خالد باشا... آسر اخد القنبلة و مشي بيها !
انت بتقول ايه !!
زي ما سمعت... كلمه بسرعة... كلها دقايق و ھتنفجر فيه...
اغلق خالد اللاسلكي و ضړب يده على المكتب پغضب
يا آسر قولتلك بلاش تهور... ھتموت نفسك على كده...
وصلت رنا المستشفى و جاءت تدخل اوقفها الأمن
ممنوع الدخول...
ارجوك خليني ادخل... اخويا هنا... سيبني اروحله...
معلش يا مدام... دي أوامر...
بعدت رنا عن الباب و امسكت رأسها بكلتا يداها
ياسين لا... ياسين مش ھيموت...
نظرت للعسكري الذي يقف بجانبها... جزت على أسنانها پغضب و بحركة سريعة سحبت المسډس من بنطاله... وجهت المسډس عليهم و قالت
دخلوني المستشفى دي... اخد اخويا و امشي... لو مدخلتونيش هقتلكم !!
اهدي و نزلي المسډس ده...
مش هنزل حاجة... لو مدخلتنيش ھقتلك... انا عايزة اخويا يخرج من هنا حالا !!
في تلك اللحظة جاء خالد... نزل من السيارة... سمع صوت بنت تصرخ و الأمن أمام الباب ملتفين حولها...