رواية نرمين الجزء الرابع
ماشية مع اولاد واكلمهم فى التلفون قدامك وانتى عادى جدا
عمر ك ما قولتيلى فى يوم ميصحش تروحى لواحد بيته وهو لوحده علشان ميتفعش
لبسى انتى راضية عنه مع انه جرئ فى بعض الاوقات
حتى صحباتى كنتى دايما بتنبهى عليا ابعد عن بنات الحوارى او اللى انتى مسمياهم بيئة
ياريت علشان هم وحشين لكن العيب اللى فيهم من وجهة نظرك انهم مش هاى زينا
صحباتى كلهم وانتى عارفاهم مافيهمش واحدة تقدر تنصحنى نصيحة ولو صغيرة لاى مشكلة ممكن امر بيها لانهم سطحيين زيى بالظبط
طول عمر ك بتزنى عليا انى مابصش للى اقل منى وان اخلى راسى دايما فوق
خليكى فوق يا سلمى
مافيش حد زيك يا سلمى
متمشيش مع اللى اقل منك يا سلمى
قربى منه وژنى عليه هتلاقيه بين ايديكى يا سلمى
خلتينى معنديش كرامة وقعدت اتمسح فيه علشان يرضى بيا
صنعتى منى شيطانة فضلت ساكنة جوايا سنين وانا بكبر وهى بتكبر معايا
بقيت شايفة نفسى افضل من كل الناس ومينفعش حد يبقى افضل منى
مسيبتيش ليا فرصة واحدة انى ابقى انسانة كويسة
لكن لا اب ولا ام ولا صاحبة ولا اى حد فى الدنيا قريب منى ينصحنى ويحمينى من نفسى
انتى فضلتى تبنى جوايا فى سنين كول الشړ ده
وبعد ما خلتيه جويا قد الجبل عايزة تهديه فى كم يوم
للاسف
جيتى متأخر اوى
انتى دمرتينى
اجهشت سوسن فى البكاء ثم قال تياااااااااااااااااااه
دى صورتى اللى انتى شايلهالى جواكى
انا بالنسبة لك منفعش اكون ام
سلمى وهى تبكىانتى عارفة كويس انى بحبك لانك امى ومهما حصل هتفضلى امى اللى بحبها وبخاف عليها بس كان نفسى تنصحينى وتربينى صح
كان نفسى تحمينى من نفسى انا دلوقت معنتش انفع اى حد والحياة بالنسبة لى معدلهاش اى قيمة
سوسن متقوليش كده يا حبيبتى انتى منتهتيش ولا حاجة احنا معانا فلوس كتير هنسافر وهتعملى عملية وهتتجوزى وهتعيشى حياتك بعيد عن الارف والهم ده
سلمى بحزنبرده
لسة بقولك عايزاكى تنصحينى وتحمينى من نفسى
عايزانى اعمل عملية واغش اللى هتجوزه
خلاص انا قررت انى متجوزش طول حياتى واظن ده هو الحل الوحيد لحالتى
انى افضل وحيدة ومتجوزش اى حد حتى لو بحبه وبيحبنى
سوسن يا حبيبتى انا مش قصدى نغش حد بس انتى اتعرضتى لچريمة بشعة مالكيش ذنب فيها
هتشيلى ذنب انتى ما ارتكبتهوش
سلمى لأ ارتكبته
ارتكبته لما زنيت على عمر علشان يعتدى على نيرمين مع انها بنت زيى
والمفروض انى مأذيهاش لكن انا مشوفتش غير مصلحتى وبس ان شالله ادوس على غيرى مش مشكلة واهوه
ربنا خلص ذنبها منى
وهى ربنا نجاها من عمر
لكن انا منجنيش و كارم اعتدى عليا لانى استاهل
وربنا مبيظلمش حد
لو ربنا شايف انى استحق وقوفه جنبى كان سيف قدر يلحقنى لكن للاسف
سيف عمل المستحيل وبرده ملحقنيش
اڼهارت وهى تبكى ثم قال تانا اول مرة اعرف يعنى ايه اڠتصاب
انا مش لاقية كلمة توصف العڈاب اللى شوفته وانا بتعرض للچريمة دى
سوسن وعينيها تدمعانخلاص بقى يا سلمى علشان خاطرى كفاية تعذبى فى نفسك وسيبك من اللى فات وتعالى نبدأ صفحة جديدة ومن النهاردة اوعدك انى هتغير وابقى حاجة تانية
سلمى وهى تبتسم بحزن شديدتتغيرى
ياريتك كنت اتغيرتى من زمان
فات الاوان خلاص...
وقف عمر امام شقة منى وضغط على الجرس وهو ينتظر امام الباب بقلق
فتحت له ماجدة والدة منى فابتسم لها وقال حضرتك والدة منى مش كده
ماجدة وهى تبتسمايوة انا حضرتك مين
عمر ممكن اتكلم مع حضرتك فى موضوع مهم وجوه هبقى اشرح لحضرتك انا ابقى مين
ماجدةاتفضل
اتفضل
ادخلته ماجدة واجلسته فى الصالة الصغيرة وعم ينظر الى ارجاء الشقة البسيطة بخلسة
وقفت امامه ماجدة وقال تتشرب ايه
عمر متشكر اوى مش عايز اشرب حاجة انا بقول ادخل فى الموضوع على طول
ماجدةاتفضل انا سامعاك
عمر انا سألت منى قبل كده على والدها وقال تلى انه مسافر وانى لو عوزت اكلم حد اكلم حضرتك او جدها
علشان كده انا جيت لحضرتك اطلب ايد منى وارجوا انها توافق لانى مش هلاقى واحدة فى ادبها واخلاقها
ابتسمت ماجدة بفرحة وقال تطب هى عارفة انك جاى تتقدملها
عمر الحقيقة لأ
ماجدةانا عن نفسى معنديش مانع بس اهم حاجة رأيها ولا ايه
عمر اكيد طبعا يا طنط لازم تاخدى رايها
ماجدة وهى تقفطب عن اذنك هدخلها اشوف رايها ايه
مقولتليش صحيح انت اسمك ايه
عمر وهو يبتسمعمر
دخلت ماجدة الى منى فى غرفتها وكانت منى ساعتها جالسة على السرير وهى تحيط زراعيها حول ركبتيها وهى تنظر امامها بحزن شديد
جلست ماجدة بجانبها وقال تفى واحد جه بره وعايز يتقدملك
بس شكله ابن ناس اوى
نظرت اليها منى بوجه قاطب وقال تومين ده بقى ان شاء الله
ماجدةانا معرفوش بس قال ان اسمه عمر
عندما سمعت منى اسمه انتفضت پغضب وقال ت بصوت عالى
ايه اللى جابه هنا انا قولتله ميورنيش وشه تانى
ماجدة بصوت منخفض عيب يا منى ميصحش كده ده برده ضيف عندنا
منىاسكتى انتى يا ماما انتى مش عارفة حاجة
خرجت منى من الغرفة پغضب وماجدة تتبعها كى توقف حالة الڠضب التى انتابتها
خرجت له منى وقال تلما لقيت السكة التانية مش نافعة قولت ادخلها من سكة المأذون
ومش بعيد بعد ما تتجوزنى وتاخد اللى انت عايزه وتكون شبعت ترمينى رامية الكلاب
لكن لأ مش انا اللى يحصلها كده من واحد زيك
نظرت ماجدة الى عمر بحرج وقال تمعلش يا استاذ متزعلش منها هى بس اعصابها تعبانة اليومين دول شوية
منى پغضب انا اعصابى حديد وعارفة انا بقول ايه كويس اوى
ياريت تتفضل تخرج من هنا ومتورنيش وشك تانى
كفاية بقى حرام عليك
تركته وذهبت الى حجرتها واغلقت الباب خلفها پعنف
اما عمر فظل واقفا ينظر بعينين حزينتين وماجدة واقفة وهى فى قمة الحرج
تحرك عمر باتجاه الباب وخرج سريعامنه
اما ماجدة فجلست وهى تشعر بالغيظ من ابنتها التى ضيعت من يدها تلك الفرصة
بعد دخول منى الى غرفتها اڼهارت فى البكاء الشديد فهى تحبه وتتمنى ان ترتبط به
ولكنها لا تثق به بعدما علمته عنه
استقل عمر سيارته وقادها وهو ينظر امامه بحزن شديد وبعد فترة اوقف السيارة ونزل منها
ومشى بمحازاة النيل ثم وقف ينظر اليه پألم شديد وهو يتذكر كل الاخطاء التى ارتكبها فى حياته
ابتداءأ من العلاقات التى كان يقيمها مع الفتيات والسهر فى الملاهى الليلية انتهاءا الى مافلعه بنيرمين فكم اضاع من حياته اوقاتا كان يرتكب فيها الكثير من المحرمات
ظل يسير وهو يضع يديه فى جيبه وعينيه سارحتان فيما مضى
مشى مبتعدا عن سيارته حتى وجد استراحة فجلس عليها وهو يفكر
وبينما هو يفكر ترددت فى اذنه تلك الكلمات التى انطلقت من جوال شخص يعبر الطريق
ولكنها اخترقت اذنه
أنا العبد الذي كسب الذنوبا وصدته الأماني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينا على زلاته قلقا كئيبا
أنا العبد الذي سطرت عليه صحائف لم يخف فيها الرقيبا
أنا العبد المسيئ عصيت سرا فما لي الآن لا أبدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمر ي فلم أرع الشبيبة والمشيبا
أنا العبد الغريق بلج بحر أصيح لربما ألقى مجيبا
أنا العبد السقيم من الخطايا وقد أقبلت ألتمس الطبيبا
أنا العبد الشريد ظلمت نفسي وقد وافيت بابكم منيبا
لم يكن عمر يتعمد ان الانصات الى تلك الكلمات ولكنها اخترقت اذنه رغما عنه
فلمست قلبه وخفق بشدة لسماعها وكأنها ارسلت اليه لتنبهه الى حقيقة نفسه
احس انه يريد ان يبكى فقام من مكانه ورجع الى سيارته وركبها وانطلق بها
وهو فى طريقه وجد مسجدا مر به فاوقف السيارة امامه ونزل منها ووقف امام المسجد وحدثته نفسه ان يد خل اليه وكانت هذه اول مرة يدخل فيها مسجدا
خلع عمر نعليه ودخل المسجد فنظر الى
ارجاء المسجد وقلبه يخفق بشدة
تقدم عمر وهو ينظر الى الشيخ الكبير ويبدوا انه امام المسجد كان يجلس جانبا وهو يقرأ فى المصحف
اقترب منه عمر وهو ينظر اليه
رفع الشيخ بصره اليه وهو يقول بصوت منخفضصدق الله العظيم
نظر اليه عمر بعينين لامعتين وقال السلام عليكم
رد الشيخ السلاماتفضل يا ابنى واقف ليه
جلس عمر امامه وربع قدميه وهو مطأطئ راسه
الشيخفى حاجة عايز تسأل فيها
عمر وهو ينظر اليه بعيون لامعةانا عايز اعرف حاجة واحد بس
ليه ربنا مش عايز يسامحنى مع انى توبت خلاص عن كل حاجة
الشيخليه اليأس ده بس يا ابنى
اوعى تيأس من رحمة الله
عمر بس انا عملت ذنوب كتير اوى لدرجة انى خاېف ربنا ميقبلش توبتى
الشيخمهما بلغت ذنوبك عنان السماء برده ربنا هيغفرهالك مادمت اعلنت التوبة وندمت وقررت مترجعش لذنوب دى تانى
عمر والله توبت وندمت وان شاء الله عمر ى ماهرجعلها تانى
ابتسم الشيخ وقال يبقى ابشر
ربنا خلاص قبل توبتك ولازم تبقى متيقن من كده وخلى عندك حسن ظن بالله
ربنا بيقول فى حديث قدسىانا عند حسن ظن عبدى بى
تنهد عمر بارتياح ثم اخفض بصره للارض
سمع الشيخ صوت المؤذن فنظر الى عمر قائلاقوم اتوضى وجهز نفسك للصلاة
واستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ومنخليش اى حاجة تبعدك عن ربنا ده ربنا رؤوف رحيم
ولو لجأتله لا يمكن يتخلى عنك ابدا
هز عمر راسه وهو يبتسم ثم قام ليتوضأ
فى غرفة سيف
افاق سيف اخيرا وفتح عينيه ونظر حوله وهو يتأوه بصوت هادئ من الالام التى بجسده
قامت نيرمين من مكانها واقتربت منه وهى تقولسيف
انت صحيت يا حبيبى
نظر سيف اليها بوجه حزين وكأنه يريد ان يبكى وقال سلمى
سلمى حصلها ايه
نيرمينايه حكاية سلمى معاك يا سيف كل شوية تنطق اسمها
سيف ارجوكى يا نيرمين قوليلى سلمى حصلها حاجة
كارم عمل معاها ايه
نيرمين وهى لا تفهم شيئاانا مش فاهمة حاجة
سيف مين اللى جابنى هنا اكيد اللى جابنى عارف ايه اللى حصل
نيرمينعمر هو اللى جابك هنا وهو اللى اتصل بيا علشان اجيلك
سيف اندهيه دلوقت عايز اسأله على حاجة
نيرمينحاضر ثانية واحدة هشوفهولك
خرجت نيرمين من الغرفة لتبحث عن عمر فابتعدت عن الغرفة بعض الشئ ربما تجده ولكنه غير موجود فرجعت ولكنها قبل ان تدخل غرفة سيف لمحت سوسن تخرج من الغرفة الاخرى فنظرت اليها بتعجب ثم نادت عليها وهى تقترب قائلةلو سمحتى ياطنط لحظة
نظرت اليها سوسن وقال تنيرمين!!
نيرمينمعلش يا طنط انا شوفتك امبارح بس اتلخمت ومسلمتش عليكى معلش اعذرينى
سوسن ولا يهمك يا حبيبتى
نيرمينمعلش يا طنط ممكن اسألك سؤال
سوسن اتفضلى
نيرمينهو حضرتك جاية علشان سيف ولا ليكى حد تانى تعبان هنا
اصلى شايفاكى خارجة من اوضة تانية
تنهدت سوسن بحزن وقال تكنت خارجة من عند سلمى
اصلها تعبانة شوية
نيرمين بحزنالف بعد الشړ عليها
عندها ايه
سوسن