ميراث الۏجع ح7 بقلم ډفنا عمر
ومش بس كده هعلمكم العوم كمان.. تقافز صغاره مهللين بفرحة لوعود والدهم وشروق تراقبهم ملتزمة الصمت ولا تدري ماذا يخطط.. هل يظن انه بتلك البساطة سيراضيها! واهم..إن لم تقتص منه وتعذبه لن تكون أبنة أبيها. _ شروق تعالي أوريكي أوضتنا احنا كمان عشان نفضي شنطنا هناك. ذهبت خلفه لتجد غرفة واسعة ملحق بها شرفة كبيرة مسيجة بالورود وتطل علي البحر مباشرا غمرتها رائحة البحر وصوت أموجه يغرد بأذنيها فأغمضت عيناها تستنشق عبقه بمتعة لم تخفى عن تيمور الذي وقف خلفها هامسا مبسوطة أجفلت من صوته كأنها نسيت وجوده استدارت مبتعدة عنه بمسافة قائلة وهي تتجاهل سؤاله هروح اكلم ماما عشان اطمن. رحلت من أمامه ليبتسم ابتسامة غامضة ويعدها في نفسه أن تلك النزهة ستغير كل شيء.. هنا سيستعيدها كما كانت. هنا سيمحي كل النقاط السوداء في قلبها ليعود ابيض كما كان توجست عدم محاولته التقرب إليها كما توقعت رغم أنها أعدت نفسها حيدا لصده وتعذيبه..لكن عزوفه الغريب أفسد خططتها..انقضى اليوم الثالث ويستعدون جميعهم لسهرة علي إحدي الشواطيء بصحبة الفوج الذي يصاحبهم..لحظها تعرفت علي أكثر من سيدة واندمجت معهم بألفة عجيبة..الحق يقال أصاب تيمور بترتيب تلك الرحلة.. لكن يظل تساؤلها الحائر عما يخططه. غاصت أرجل المقاعد برمال الشاطيء المزين بضوء القمر وأعمدة الرصيف المشټعلة تضفي عليه المزيد من الأنارة..مسابقة خفيفة الظل قادها إحدى المدرسين لينال الصغار جوائز متواضعة أبهجت نفوسهم النقية.. والجميل أن طفلها الأكبر عتبة ذو التسع سنوات حصد الكثير منها ثمنا لذكاءه وسرعة. بديهته..كم تفتخر به وهي تراه جوار تيمور.. قلبها يرقيهم من عين كل حاسد.. انتبهت أنهم يعدون لتقديم مسابقة تخص الكبار منهم..تحمست معهم وهي تحاول تخمين طبيعة الفقرة..لكن الغريب أنها وجدت زوجها يقف وحده بالمنتصف وأصبح محط أنظار الحاضرين التقط المكبر الصوتي فارتابت في أمره ترى ماذا يدبر _أسف ياجماعة اني هاخد من وقت سهرتكم شوية وبخص نفسي بكام دقيقة..باختصار أنا عايزكم تشهدوا على أعتذاري الشديد اللي بقدمه بكل صدق لمراتي اللي قاعدة وسطيكم ومتفاجئة باللي بعمله..قصاد الكل بقولها أنا أسف اني غلطت في حقها..ومش مكسوف من اعتذاري ده قصادكم..ولا عنره هبقلل مني بالعكس.. مش عيب لما نعتذر للي بنحبهم ونراضيهم حتي لو قصاد كل الناس.. العيب اننا لما نجرحهم مانعرفش نداويهم.. وأنا بطلب من شريكة عمري وأم أولادي تقبل اعتذاري وتنسى اللي فات وتفتح معايا صفحة جديدة. شهقات كل الحضور تصلها وتذيبها خجلا فوق خجلها..ماذا فعل.. كيف يضعها محط أنظار الجميع هكذا ويعرض أمرهما على العوام..لم تعهده بهذا الجنون من قبل..قابلت عيناها نظرات تغبطها على زوجها..وجدته يقترب إليها بعين يغمرها الحنان والحب محتويا كفيها ببن كفيه بعد تقبيلهما.. لم تتوفع يوما أن يتنازل عن كبريائه لأجلها ويراضيها هكذا أمام الجميع..كيف تنكر أن بفعلته هذه ربح عفوها وقلبها من جديد وردع نيتها لتعذيبه. أي تعذيب هو زوجها وحبيب العمر. إن كان أخطأ فتشهد الله أنها عفت عنه. ما فعله الآن شفع له. بل ما فعله منذ أيام بدفاعه عنها أمام والدته أيضا شفع له. ستمزق الصفحات السوداء بينهما. ستمحي سطور الألم والقهر الذي عاشته. ستعود شروقه وتنعم بشمس عينيه الدافئة. تخللت الشمس الذهبية ستائرهم وداعبت وجوههما النائمة الهانئة بصوت هامس ناداها شروق. أشرعت جوهرتيها علي وجهه ليشملها بنظرة هائمة جعلتها تذوب فلم تعد تفرق هل هي تحيا حلما ام هو حقا عاد لأحضانها من جديد _ وحشتيني. بصوت خاڤت قالها مواصل صب عاطفته بوريدها وحشني صباحك بين ايدي..وحشني ريحتك.. أنا بحبك يا شروق..مش عايز نفترق تاني مهما حصل. أغمضت عيناها بنشوة ثم أشرعتهما محيطة وجنتيه براحتيها وأنا كمان بحبك ووحشتني اوي يا