الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية عبد الجبار

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

مرة تانية أهنة 
الله يعمر بيتك يا عبد الچبار بيه يا أصيل يا ولد الأصول يلي هتقعد بتي في ورثها 
ظل يرددها قناوي بصوت مرتفع و فرحة غامرة ظاهرة على وجهه الملطخ بالډماء بسبب الضړب المپرح الذي تعرض له يريد أن يستمع لحديثه كل أهل البلد ليكون هذا مبرره بترك أبنته بمنزل أهل زوجها المټوفي 
بينما ظل عبد الجبار يقف مكانه يتابعه بشرود و قد أدرك خطۏرة الوضع الذي أصبح فيه فوجودها هنا بمثابة سكب الزيت فوق الجمرات المشټعلة بقاع قلبه 
لا إله إلا الله 
سلسبيل 
كلما أستعادة وعيها تجد خضرا تجلس بجوارها تربت على شعرها تاره تبكي على حالها تاره تقرأ لها بعض الآيات القرآنية تاره أخرى
ظلت ترعاها بنفسها بكل طيب خاطر تحت نظرات بخيتة المغتاظة و كلماتها المسمۏمة التي تلقيها على سمعها لكنها لم تتركها بمفردها بأذن من زوجها أظهرت معدنها الأصيل و رونق قلبها الصافيعاملتها كما لو كانت بنت من بناتها 
و أخيرا بدأت تستعيد عافيتها و رمشت بأهدابها الكثيفة قبل أن تفتح عينيها الذابلة تنظر حولها بنظرات مرتعدةتسارعت نبضات قلبهاتلاحقت أنفاسها وقد ظنت لوهلة أنها مازالت بمنزل والدها 
تنفست الصعداء حين لمحت خضرا تجلس بجوارها على الفراش مستنده برأسها على يدها و قد غلبها النعاس  
أبلة خضرا همست بها سلسبيل بصوتها الضعيف لكنه وصل لسمع تلك الحنونة فنتفضت مسرعة تتفحصها بلهفة و هي تقول بفرحة 
أنتي فوقتي يا خيتي 
أرغمت سلسبيل نفسها على الابتسامة لها و رسمت قوة زائفه على ملامحها الحزينة و حاولت تعتدل جالسة لتسرع خضرا و تساعدها برفق و تضع لها الوسائد خلف ظهرها بوضع أكثر راحة مدمدمة 
أيوه أكده شدي حيلك و فوقي يا خيتي و إني هچيبلك أحلى وكل من عمايل يدي يرم جتتك 
جاهدت سلسبيل حتي تتحكم بعبراتها التي تغزو عينيها و هي تقول بامتنان متتعبيش نفسك أكتر من كده يا أبلة خضرا كفاية كل ما أفتح عيني بلاقيكي جنبي 
صمتت لبرهة تلتقط أنفاسها و تابعت بتنهيدة متعبة 
أنتي أول واحدة تعاملني بحنية كده بعد أمي الله يرحمها مع إنك المفروض تكرهيني علشان كنت هبقي دورتك 
هنا بكت خضرا و ضمتها لصدرها بحنان بالغ يدها ترتب خصلات شعرها الحريرية المشعثة 
جلبي عليكي يا بتي لساتك أصغيرة على المرار و الغلب ده كله 
أستكانت سلسبيل بحضنها عينيها تذرف العبرات دون بكاء و ابتسامة باهته تزين شفتيها المزمومة و قد تذكرت حضڼ والدتها التي حرمت منه إلى الأبد منذ سنوات و من حينها لم يحنو عليها مخلوق بعدها 
أنا مش عايزة أخد منك جوزك يا أبلة خضرا والله و في نفس الوقت مش عايزه أرجع لأبويا و

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات