رواية جابري القصول من 1-5
أنا فيه القي أمك تقولي إنك طلبت أيدي من أبويا علشان أبقى خدامة ليها!!!..
ساد صمت آخر بقى عبد الجبار خلاله يرمقها بنظراته الثاقبة.. إلى أن قال مادا عنقه للأمام قليلا يحذرها و يرهبها في آن واحد..
جولك ده ميعطكيش الحج تتهچمي على ست كبيرة في مجام والدتك!!..
مش جولتلك على عمايلها السودة.. شوفتها بعينيك بتشندل أمك شنديل.. أضربها على خشمها يا عبد الچبار
اتفرعنت من قلة ضړب المركوب بنت الفرطوس..
لم تتفاجئ سلسبيل بضړب بخيتة لها بل كانت أخذه وضع الأستعدادرفعت ذراعها الأخر بحركة دفاعية تحمي به وجهها أمام أعين عبد الجبار المنذهلة من رد فعلها و ملامح وجهها الجامدة التي تجاهد بصعوبة حتي لا تبكي
نظرتها ذائغة و هي تتنقل بعينيها بينه و بين والدته و قد ظنت أنه سيهجم عليها و يلقنها علقة ساخنة كما كان يفعل معاها شقيقة حتي يطفئ ڠضب والدته و بعدما ينتهي من ضربها يحملها على كتفه و يسير بها نحو غرفتهما و ينهال عليها بنوع أخر من العقاپ الممېت لروحها و أنوثتها
شحبت ملامحها كشحوب المۏتي بدأت ترتجف بشكل ملحوظ و تصطك على أسنانها بقوة
كفياك عاد يا أمه..قالها و هو يسيطر على حركتها الهستيرية بأحتضانه لها مقبلا جبهتها قبلة مطولة..
تراقص قلب سلسبيل فرحا و ظهرت شبه إبتسامة على قسماتها حين استمعت لجملته هذه و لكن تلاشت ابتسامتها حتي اختفت و حل مكانها الفزع حين تحدثت بخيتة وفهمت هي مخزي حديثها هذا..
صح حديتك يا والدي..خليها ترجع لأبوها و مرته..
نطقت بها بخيتة بخبث فهي تعلم جيدا أن والدها سوف يعود إليها بها مکبلة اليدين و القدمين بعدما ينتهي من ضربها كعادته ابتسمت بصطناع و هي تمد يدها و تدفعها بكتفها دفعة سقطت على أثرها أرضا..
أسرعت خضرا التي كانت تقف بعيدا عنهم تتابع ما يحدث بنظرات حزينة على ما تفعله حماتها بتلك الصغيرة هرولت نحوها و مالت عليها تأخذ بيدها لتساعدها على النهوض مرددة بنبرة حانية..
جومي يا خيتي..
تحملت سلسبيل على نفسها و وقفت ثانية بمساعدة خضرا تنفست الصعداء و هي تسير بخطي غير متوازنة نحو الخارج و قد حسمت قرارها أنها ستفر هاربة من البلد بأكملها و تبحث عن عائلة والدتها بمحافظة المنصورة كادت أن تصل لباب المنزل إلا أن صوت بخيتة أوقفها مكانها بأمر ..
سلمها بيدك لأبوها يا عبد الچبار لتهرب على البندر
زي ما عملت جبل سابق و تچبلنا وچع الدماغ..
تهاوي جسد سلسبيل بعدما أغلقت بوجهها كل طرق النجاة و شعرت أن أقدامها لم تعد تحملها و هي تتخيل ما سيفعله بها والدها و زوجته سقطت أرضا على ركبتيها و بدأت تبكي بصوت أشبه بالصړاخ مرددة..
حرام عليكي.. أنتي بتعملي فيا كل ده ليه.. أنا عملتلك اييييه.. منك لله.. حسب الله ونعمة الوكيل فيكي أنتي وابنك..
جن جنون بخيتة و همت بالھجوم عليها لولا يد عبد الجبار التي تمنعها..
عملنا فيكي أية علشان تدعي عليا أنا و ابني اللي بجي بين ايدين اللي خلقه يا وكلة ناسك..
بينماخضرا تجلس جوارها تربت على ظهرها بحنان بالغ و اڼفجرت باكية من شدة تأثرها حين رأت سلسبيل تنظر لزوجها نظرة متوسلة و تهمس بصعوبة من بين شهقاتها..
متودنيش لأبويا هيرميني في الزريبة ويضربني بالكرباك و أمك عارفة كده كويس..
جحظت أعين عبد الجبار على أخرها و شلته الصدمة عندما زحفت سلسبيل راكضة حتي وصلت أسفل قدميه و تمسكت بكلتا يديها بثيابه و رفعت رأسها تنظر له بعينيها التي تذرف عبراتها بغزارة مكملة بجملة أعتصرت قلبة على حين غرة..
أدفني مع أمي حية بس متودنيش لأبويا أبوس رجلك..
الفصل الثالث..
انقضي النهار سريعا و أسدل الليل ستائرة السوداء كانت سلسبيل عادت مجددا لغرفتها التي تبغضها و تشعر بالاختناق فور دخولها..
عادت لها بعدما توسلت ل عبد الجبار حتي لا تعود لوالدها و الآن هي في إنتظار قراره الذي تأخر لساعات طويلة و هي حبيسة دون طعام أو شراب أنتهزت بخيتة انشغال إبنها بالحديث مع الغفر و دفعتها پعنف و أغلقت عليها الباب بالمفتاح مثل العادة
تركتها وحيدة تدور حول نفسها كالمهرة الحبيسة كم تتمني لو تتيح لها الفرصة و تستطيع الهروب من هذا المنزل بل من البلد بأكملها حينها لن تعود مطلقا مهما حدث..
يارب ساعدني أنا مليش غيرك.. ترددها بقلب ملتاع بلا توقف كان التعب ظاهر على ملامحها المجهدة خاصة معصم يدها التي كانت بين قبضته بدأ الألم يزداد و يتدافع بها جعل العبرات تغزو عينيها لكنها كعادتها تكبح دموعها تعلمت تتأقلم مع ألامها..
و بالرغم كل ما تمر به إلا أن الإبتسامة وجدت طريق نحو شفتيها حين تذكرت أن ذلك العملاق أبي أن يمد يده عليها بل ادهشها دفاعه عنها عندما أخفها خلف ظهره وقتها تمنت لو تظل هكذا طيلة عمرها تحتمي برجل يكن لها بعد الأهل أهل..
أطلقت زفرة نزقة من صدرها حتما سيزول كل هذا الألم يوما تثق في قدرة الله و تنتظر العوض الجميل بعد الصبر الطويل
لم تجد أمامها سوي النوم السبيل الوحيد الذي يفصلها عن واقعها المرير و لو قليل جذبت إحدي الأغطية و قامت بوضعها على الأرض و ارتمت عليه رغم وجود سرير إلا أنه يذكرها بما عانته مع زوجها السابق منذ رحيله و هي لا تقربه
احتضنت جسدها بيدها بوضع الجنين و أغلقت عينيها غارقة في نوم متعب لا يخلو من كوابيسها المفزعة..
................................. لا إله إلا الله ...........
عبد الجبار..
بعدما تناول الغداء التي أعدته سلسبيل بيدها قبل حضوره دلف برفقة زوجته داخل غرفتهما التي قامت سلسبيل أيضا بتنظيفها لهما بنفسها بأمر من بخيتة..
البنته وچعت جلبي جوي يا أخوي.. أقف چنبها يا عبد الچبار دي وليه و أحنا حدانا ولاية..
أردفت بها خضرا بصوتها الحنون و هي تساعده على أرتداء جلبابه..
مد عبد الجبار يده و أخذ عبايته من على كتفها وضعها حول كتفيه مغمغما..
إني شيعت لأبوها مع الغفير يچيني أهنة هتحدد معاه لول و أنهى موال الچواز و بعد أكده ياخد بته في يده..
شهقت خضرا و ضړبت على صدرها بكف يدها و هي تقول..
يا مري يا عبد الچبار.. هترچعها لأبوها اللي بيضربها ! ..
نفخ بضيق و رمقها بنظرة غاضبة مردفا..
خضرا و بعدهلك عاد ..قعدتها أهنة ملهاش عازة.. أني مهتجوزش عليكي.. تبجي ترچع بيت أهلها مع أبوها اللي عمره ما هيضر بته..
لمح لمعة عينيها تدل على فرحتها التي غمرت قلبها و
إضاءة وجهها ذو الملامح الرقيقة و