رواية جابري من 6*10
تهملني عليها يا ولدي.. أنزل علي نفوخها بعكازي أفوقها بيه وقتها هتقوم زي القرد تتنطط تنطيط..
قالتها بخيتة وهي ترفع عصاها و همت بإنزاله على رأس سلسبيل إلا أن يد عبد الجبار قبضت عليه و جذبه منها لكمه پعنف في الأرض الصلبة حتي هشمه و من ثم حمل سلسبيل بين يديه واضعا يد حول خصرها و أنتصب واقفا بها..
مرت لحظات من الصمت.. إلى أن قال بتجهم بث فيها الكثير من الريبة.. عبد الجبار المنياوي مهيسمحش لمخلوق يهين حد بداره !! ..
و خصوصا اللي هتبجي مراته!!!!..
ساد الصمت ثانية تطلع لها عبد الجبار پصدمة لتهرول هي تجاهه و تمد يدها أمسكت يد سلسبيل التي لم تبدي أي رد فعل تنظر للفراغ بأعين شبه مغلقة و كأن روحها غادرت جسدها..
ربتت عليها بحنو و رسمت ابتسامة دافئة تخفي بها دموع عينيها مكملة..
في وقت الضعف نقدم تنازلات تحت تأثير العاطفة نتخذ قرارات مصيرية بلحظة اندافع لا نعلم ما يمكن أن يترتب على عواقبها فيما بعد..
..................................... لا حول ولا قوة الا بالله ......
بغرفة سلسبيل
تجلس خضرا بجوارها على الفراش محتضنه رأسها و تبكي على حالها بنحيب بعدما رأت جسدها المشوة من عڼف الضربات الدامية التي تعرضت لها
جلبي عليكي يا خيتي..
قالتها و هي تقبل جبهتها و تمسح على شعرها برفق مكملة..
متخفيش.. هتبجي زينة يا حبيبتي..
أبلة خضرا..
همست بها سلسبيل بصوت مرتجف لتجيبها خضرا على الفور بلهفة.. أؤمريني يا بتي..
ظهرت شبة ابتسامة على ملامح سلسبيل و نظرت لها نظرة امتنان بعينيها الذابلة مدمدمة بهمس متعب..
إزداد
نشيج خضرا و أجهشت پبكاء مرير لتكمل سلسبيل ببوادر بكاء..
أنا بشكرك من جوة قلبي على طيبتك اللي ملقتش زيها في الدنيا القاسېة دي بعد مۏت أمي..
أبتلعت لعابها بصعوبة و تابعت بتنهيدة و هي تغلق عينيها هاربة من واقعها كالعادة بالنوم..
أمام باب الغرفة..
يسير عبد الجبار ذهابا و إيابا ينتظر خروج الأطباء من عندها بنفاذ صبر كاد أن يفقد عقله من شدة قلقه عليها غافلا عن أعين بخيته التي تتابعه من بعيد بفرحة غامرة محدثة نفسها بإنتصار..
جولت هچوزك على خضرا بت نفيسةو صدقت في جولي يا أبن المنياوي..
أتمشي ليه ورايا.. وإيه قصدك معايا
إن كنت عايز تخطبني .. شيع لي أمك تخطبني
أبويا واعر يضربني .. لو عرف الحكاية..
الفصل التاسع..
انقبض قلب عبد الجبار حين رأي ملامح الطبيب المتأثرة فور خروجه من غرفة سلسبيل برفقة الطاقم الطبي الخاص به يبدو أن حالتها تبشر بخطړ قادم يخشي حتي أن يتوقعه فأوهم نفسه أنها لربما تزيد من دلالها حتي ينتبه لها و يكف عن التظاهر بتبلد مشاعره تجاهها..
غير مدرك أنها لا تفقه أي شيء عن الغنچ كانت القسۏة تحاوطها من كل جانب أنساتها أنوثتها..
تتغلل بداخلها أمور موجعة تراكمت بأعماق قلبها يوما بعد يوم حتي أصبحت قاتله..
وقف أمام الطبيب بملامح صلبه جامدة و قد تفنن في إخفاء فزعه و ارتعاد قلبه عليها حل الصمت للحظات قبل أن يتحدث الطبيب قائلا بأسف..
مخبيش عليك يا عبد الجبار بيه الهانم الصغيرة حالتها مطمنش أبدا!!!..
ساد الصمت ثانية فقال عبد الجبار بنفاذ صبر..
اتحدد طوالي يا دكتور الله يرضى عنك..
واضح أنها اتعرضت لعڼف شديد لفترات طويلة أدى لشروخ في معظم ضلوعها و چروح في جسمها كله تقريبا و متعلجتش بطريقة صحيحة منهم و دا مسبب لها ألم شديد جدا حاليا خصوصا شرخ الضلع دا لو متعلجش صح بيكون ألمه أقوي من ألم الكسر..
صمت لبرهة يلتقط أنفاسه و من ثم تابع..
كمان لون شفايفها أزرق بتغيب عن الوعي رغم المحاليل اللي في ايديها نبضات قلبها بطيئة بدرجة تقلق و دي علامة غير مبشرة على الإطلاق.. علشان كده الأفضل أنها تتنقل المستشفى حالا يا عبد الجبار بيه..
حديثه هبط على سمعه كالصاعقة زلزلت كيانه كله دفعه واحدةأنعقد لسانه و بخاطره يدور ألاف الأسئلة لم يحصل لهم على أي إجابة
رغم الضجيج و الصراع القوي الذي بداخله إلا أن ملامحه هادئة تنحنح بصوت عال كمحاوله منه لإيجاد صوته و هو يقول مستفسرا..
هي حالتها خطړة قوي أكده !!!..
أومأ له الطبيب مردفا بتحذير..
و أي تأخير مش هيكون في صالحها.. فاسمحلي أكلم المستشفى تبعتلنا عربية أسعاف..
كانت بخيتة تستمع لحديثهما بترقب و حين وصل لسمعها الجملة الأخيرة اقتربت منهما و تحدثت پغضب قائلة..
أسعاف أيه و مستشفى أيه يا عبد الچبار.. قولتلك هي بقالها فترة على أكده.. تتنيها نعسانه يومين و بعدها بتفوق و بتبقي زي القردة..
يعني كمان الحالة دي مش أول مرة تحصلها!!..
أردف بها الطبيب مدهوشا.. لتجيبه بخيتة بلا مبالاه..
أيوة.. حصلت ياما قبل سابق و كنا بنهملها تفوق لحالها..
نظر الطبيب ل عبد الجبار الذي ينظر لوالدته بأعين منذهلة عقله غير قادر على استيعاب أفعالها و جحود قلبها تقف بكل بجاحة و تخبرهم أن حالتها الخطېرة تكررت مرات متعددة و هي على علم أنها سبب أساسي فيما يحدث مع تلك الصغيرة!!!
رباه!!!!..
لقد وصل غضبه لزروته من قسۏتها الجبارة فنفجر فجأة صائحا..
الرررحمة يا أمه أحب على يدك..
نظر للطبيب و تابع بأمر..
أعمل اللي هيكون صالح ليها يا دكتور..
الطبيب بتوتر
من غضبه العارم.. أمرك يا عبد الجبار بيه.. هكلم المستشفى يبعتوا الإسعاف حالا..
بينما هرول عبد الجبار تجاه غرفة سلسبيل تحت نظرات بخيتة المغتاظة و طرق على الباب المغلق مرددا بلهجة هادئة لم تخفي غضبه و قلقه الظاهر بنبرته الحادة..
چهزي سلسبيل يا خضرا..
جملته وصلت لسمع خضرا الجالسة بجوار تلك الغائبة عن الدنيا تبكي بصمت على حالها أسرعت نحو الباب و فتحته بحذر طلت له برأسها و أردفت مستفسرة..
أچهزها لأيه يا خوي!..
قبض على كفه بقوة عل قلبه يفهم إشارته و لا يفلت منه أي تأثرا أو خوفا و هو يجيبها..
الإسعاف چاية في الطريق.. هننقلها المستشفي..
أجهشت خضرا بالبكاء و هي تقول..
تبجي حالتها خطړة.. يا جلبي يا خيتي..قولتلك البنتة قاطعة النفس يا عبد الچبار و ماعوزاش تفوق واصل..
همي يا خضرا چهزيها على ما أغير خلجاتي و أعود..
قالها و هو يسير بخطوات واسعة نحو الدرج كان سيره حثيثا أقرب إلى الهرولة لا يري أمامه من شدة إنفعالاته المتضاربة صعد كل ثلاث درجات معا حتي وصل لباب غرفته و دفعه بقوة و دلف للداخل بأنفاس متهدجة..
رفع كلتا يديه و مسح على وجهه و شعره بعصبية مفرطة و هو يدور حول نفسه مرددا أسمها بلهفة..
سلسبيل.. أيه اللي صابك يا حبة الجلب!!!..
صدح صوت سيارة الإسعاف معلنة عن أقترابها فقفز تجاه الخزانه و جلب أول شيء وقعت عليه يده و خلع جلبابه بلمح البصر و ارتدي