رواية جابري من 11-15
لخارج غرفتهما حتى وصل بها الأمر أن تحضر له طعام الغداء و العشاء و هو بمكانه على الفراش..
تطعمه بيدها و قد ظهرت له تجاوب و ترحاب في علاقتهما أذهله شخصيا بعدما كانت تخجل من لها..
ما تفعله معه الآن لم تفعله حتي أول زواجهما و كأنها أصبحت عروس من جديد لأجل أرضاءه أو ربما حتي لا تترك له الفرصة للتفكير في غريمتها..
كان عبد الجبار شارد الذهن بزوجته التي تمكث بالمستشفى بمفردهايمنع نفسه بشق الأنفس حتى لا يذهب إليها الآن سقط قلبه أرضا حين لمح رقم الطبيب المشرف على حالتها..
خير يا دكتور.. سلسبيل حصل لها حاچة!..
أنا آسف أني بكلم حضرتك في وقت متأخر.. بس مدام سلسبيل مش مبطلة عياط نهائي.. و احنا ادينها مهدئ و منوم كذا مرة و كل ما بتفوق بترجع ټعيط أكتر و مش هينفع نديها أي مهدئات تاني انهاردة.. فقولت أبلغ حضرتك لو تحب نخلي دكتور نفسي يكشف عليها يمكن يقدر يخليها تحكيله عن اللي مزعلها و !!! ..
هكذا قطع عبد الجبار حديثه و غادر الفراش مسرعا من جوار زوجته ..
أمرك يا عبد الجبار بيه.. أنا في انتظارك..
أغلق عبد الجبار هاتفه و ألقاه على أقرب طاولة بإهمال و فتح الخزانة أخذ منها بعض الثياب و قميص بلون الرمادي و سروال من اللون الأسود هرول نحو حمام الغرفة اختفى داخله بضع دقائق معدودةو من ثم خرج و هو يغلق أزرار قميصه..
غيرت عليك منها يا عبد الجبار..
أردف بها خضرا بصوت متحشرج بالبكاء استيقظت حين وصل لأنفها رائحة عطره جعلته يتوقف عن السير و نظر نحوها وجدها تسحب الغطاء على جسدها و تعتدل بتكاسل جالسة تنظر له بخجل مكملة..
شعر بخنجر حاد يقطع نياط قلبه على حين غرة عندما أدرك سبب بكاء صغيرته سيطر على انفعالاته المتضاربه بمهارة و سار
رق قلبها ل سلسبيل بعدما غمرها هو بفيض من كرمه و شغفه و تفهمه لمشاعرها فابتسمت له بحب مردفة پبكاء..
روحلها .. روحلها اچبر خاطرها المكسور زي ما چبرتني يا خوي..
............................... سبحان الله العظيم ...
سلسبيل ..
كانت بحالة يرثي لها تبكي و تأن بضعف من تلك الوخزات المؤلمة التي تغزو صدرها و قلبها معا فما أصعب الشعور بالوحدة في وجود الزوج و اليتم في وجود الأب..
تسارعت دقات قلبها و علقت أنفاسها بصدرها حين تسللت إلى أنفها عبق رائحتة لوهلة ظنت أنها تتوهم وجوده لشدة أحتياجها له
لينفتح باب الغرفة و دلف هو منه بهيئته التي
تفقدها صوابها تطلعت له بأعين تشتعل تتلهف لقربه رائحته لمسته لكنها تظهر عكس ما بداخلها تصطنع الجمود رغم الضجيج الصارخ بأعماقها الذي يستجديه أن يشد رحاله ..
أشاحت وجهها للجهة الأخرى لتخفي فرحتها حين رأت لهفة عينيه الحادتين عليها لأول مرة قطع المسافة بينه وبينها بخطوتان
بجيتي مراتي.. مراتي يا سلسبيل..
أجهشت بالبكاء و كأنها تشكو له بدموعها ما عانته طيلة عمرها رفع إحدي يديه و وضع أبهامه على شفتيها و هو يقول..
هششش.. كفاياك بكي.. خابر أني عوقت عليك.. حقك عليا ..
اتأخرت عليا أوي يا عبد الجبار.. أوي..
همست بها بتقطع من بين شهقاتها الحادة و هي تمتثل رغما عنها للسحر الذي يبثه لها بنظراته..
أيه قولك أحكيلك حدوتة الچبر..
قالها و هو يزيل عبراتها المنهمرة على وجنتيها بأنامله بمنتهي الرفق نظرت له بعينيها نظرتها التي تذيب قلبه المتيم بها عشقافتابع همسه الهادئ ..
چبر جلب السلسبيل..
ماذا أريد
أريد الراحة و الأمان
و أن أعيش ف أطمئنان
و أن يكون لدي حصانة من غدر الزمان
فهل يتحقق ما أريد
أم يذهب طي النسيان
أريد عوض قريب
من رب العالمين
لعله يستجيب
فهو جابر المنكسرين.
الفصل ال..
.
سلسبيل..
بالنسبة لها لم يعد للحديث أي أهمية الآن يكفي الصمت المطعم بالتنهيد بعدما تحقق أعظم أحلامها و حصلت على عناق الرجل الوحيد الذي جعل قلبها ينبض لأول مرة بالحياة اتخذته شجرة يقطينها الطيبة إذا البرد وارتعاشة الظلمة اجتاحتها احتميت بأوراقه الدافئة..
تسرق لحظات من الزمن معه
يهديها ابتسامته كلما شعر بخۏفها لم يتحدث معاها و ظل صامتا عندما رأي طقس حدقتيها الغائم الذي بكلمة حنان منه سينهمر المطر..
إلى أن تحدثت هي بعدم تصديق بصوت مبحوح مرتجف..
عبد الجبار.. أنت هنا معايا!! ..
و تابعت ببوادر بكاء..
أنا في فعلا و لا أنا بحلم زي كل يوم!!!..
في يا سلسبيل و چوه جلبي كمان يا زينة البنات..
أعادها صوته لواقعها المرير و صفعها القدر صڤعة موجعة و هي تتذكر وعدها ل خضرا ..
حاولت السيطرة على مشاعرها التي تبعثرت منها الذي يعصف بكل ذرة تعقل بها و بدأت تبتعد عنه ببطءخافضة رأسها بخزي من نفسها
لا لا مينفعش.. أبعد عني.. انا وعدتها..
همست بها و هي تحرك رأسها بالنفي و بدأت تدفعه بعيدا عنها بضعف لكنه أحكم سيطرته عليها و أعادها مكانها بجوار قلبه المتيم بها مردفا بهدوء كأنه يحدث صغيرته..
هي مين اللي وعدتيها ووعدتيها بأيه.. قوليلي مټخافيش مني واصل..
أبلة خضرا.. وعدتها أني مش هكون لك زوجة يا عبد الجبار..إجابته بصعوبة من بين شهقاتها العالية و قد اڼفجرت في نوبة بكاء حادة..
رفعت رأسها و نظرت لعينيه بعينيها الحزينة الباكيه مكملة بأسف..
جوازنا هيكون على ورق بس لحد ما اعمل العملية و لو ربنا أراد و قومت منها يبقي..
ابتلعت غصة مريرة بحلقها و تتبعت بصوت يملؤه الألم..
يبقي هطلقني و لو مت تبقي ټدفني أنت يا عبد الجبار عند أهل أمي!!..
..
عبد الجبار أرجوك.. أبعد عني..أرجوك كفايا..
أني مليش صالح بوعدك ل خضرا..أنتى دلوجيت بجيتي مراتي يعني أني حقك و أنتي كلك من حقي فلو أنتي مريداش حقي فيك فأني رايد أعطيك حقك فيا و مهتنزلش عنه واصل.. فاهمني زين و لا أقول كمان...
لا مش فاهمة.. همست بها بعدم فهم و هي تحرك أهدابها التي تغرقها عبراتها لتراه يبتسم لها تلك الإبتسامة الجذابة مغمغما بمكر..
يعني أني دلوجيت رچلك..زي خضرا تمام.. ليكي حق في مالي يبجي هچيبلك بيت من بابه اللي يعچبك و تشاوري بيدك عليه
أچيبلك أغلى و أچمل شبكة تليق ببدر البدور..
..
أضمك .. أحاوطك بضلوعي و أزرعك چوه جلبي..
اللي بتقوله ده مستحيل يحصل..
قد قولك ده يعني!!..
أردف بها من بين ضحكاته الرجولية التي تدمر حصونها