رواية جابري الفصول من 16-20
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل ال..
..
مر يومان..
لم يستطيع عبد الجبار الانفراد ب سلسبيل منذ خروجها من غرفة العنايةفقد طلبت هي من الممرضات بالمشفى عدم تركها معه بمفردها بعدما رأت ضعفها المخزي بين يديه
لهفتها عليه تلغي كل ذرة تعقل بها ..
حسمت قرارها ولن تتراجع فيه ستبتعد وقتما تستعيد قواها و تتمكن من النهوض و السير بمفردها حينها ستتركه لعائلته دون وداع حتي فهي على درايه كاملة أنه لن يعطي لها أبدا فرصة الهروب منه..
قالها الطبيب فور أنتهاءه من فحصها بدقة تحت أنظار عبد الجبار المرتعدة من شدة خوفه عليها و خضرا التي صدح صوتها بزغروطة تعبر بها عن فرحتها..
صح حديتك يا دكتور.. يعني هي بقت زينة..
قالها عبد الجبار بهدوء عكس ضجيج قلبه ليجيبه الطبيب بأسف قائلا..
أني هحطها چوه عنيا و مهخلهاش تعمل حاچة واصل يا دكتور..قالتها خضرا و هي تقترب منها تهندم ثيابها و تربت على صدرها بحنو..
همست بها سلسبيل بخفوت و هي تبتسم لها ابتسامة باهتة تخفي بها عبراتها التي ترقرقت بعينيها..
بادلتها خضرا ابتسامة دافئة وهي تقول..
ولا يحرمني منك يا خيتي..
بينما عبد الجبار سار برفقة الطبيب خارج الغرفة لتتسع ابتسامة خضرا مغمغمة..
أيوه أكده روقي يا حبيبتي و قومي على حيلك و ارچعي دارك نوريه و فرحي جلبي و جلب چوزك..
و افقعي عين و مرارة بخيتة..
حركت سلسبيل رأسها لها بالنفي و همست بضعف قائلة.. ده بيتك أنتي و هيفضل بيتك لوحدك و عمري ما هشركك فيه يا أبلة خضرا.. أنا ضيفة عندك و هيجي اليوم اللي همشي فيه و بتمني يكون في أقرب وقت ممكن..
وه ليه يا بتي بتقولي أكده.. أنتي خلاص بجيتي مرات عبد الچبار اللي بمشيئة الله هتچبر خاطره و تچبله الواد اللي بيتمناه من سنين طويلة..
ويكون في علمك أني هكون أم الواد زيك و يمكن أكتر كمان.. هيكون ابني اللي مخلفتهوش يا سلسبيل ..
فتحت سلسبيل فمها و همت بالحديث لكنخضرا أوقفتها حين قالت..
خلينا نفرح لول بخروچك بالسلامة.. أني ندراها يوم ما ترچعي على الدار هعمل ليلة كبيرة و وكل ياما بيدي لخاطر عيونك أنتي يا ست البنتة..
...................................لاحول
ولا قوة الا بالله ...
المنصورة ..
جابر تسعة و عشرون عاما.. شاب مكافح بني نفسه بعمله الشاق داخل بلده و خارجها حتي تمكن من تحقيق الكثير من أحلامه لكن أهم حلم بحياته بأكملها لم يستطيع تحقيقة حتي الآن لكنه لم و لن يتوقف عن السعي حتي يصل لغرضه و يحقق هذا الحلم مهما كلف منه الأمر..
صف سيارته أحدث الموديلات أمام منزل حديث الطراز جلس شارد داخل السيارة و مد يده لجيب سرواله الخلفي اخرج جزدانه الجلدي فتحته على مهل و اخرج ورقة قديمة مطوية أكثر من مرة فتحها بحرص و يتطلع لصورته المرسومة بأحترافية رسامة ماهرة برفقة فتاة صغيرة ممسك بيدها يسير بها تجاه مدرستها..
انبلجت ابتسامة على ملامحه الوسيمة حين صدح صوتها الطفولي العذب يرن بأذنه..
.. فلاش باااااااااااك..
كان بعامه السبعة عشر و هي بعمر السابعة.. يعاملها كما لو كانت ابنته من شدة اهتمامه بأدق تفاصيلها حتي أصبحت هي معلقة به أكثر من والديها..
شوفت رسمتي الجديدة حلوة إزاي..
أخذها منها و تأملها بانبهار مدمدما..
دي حلوة أوي يا سلسبيل.. بس قوليلي تقصدي بيها مين يا تري!! ..
اجابته بتلقائية..
اقصدنا سوا.. رسمتك و رسمتني و أنت بتوديني المدرسة يا جابر..
التمع الحماس بعينيها الجميلة بلونهما الأخضر الصافي و تحدثت بفرحة غامرة.. هتوديني الكلية اللي قولتلي عليها بتاعت الرسم..
هوديكي يا حبيبتي.. هو أنا عندى كام سلسبيل..
قالها و هو يدغدغها كعادته معاها و هي تضحك بقوة ضحكتها الملائكية التي تأثر القلوب .. لم يمر على هذا اليوم سوي أسبوع واحد و انقلبت حياتهما رأسا على عقب..
.. نهاية الفلاش باااااااك..
. بشقة واسعة تتميز برقي أثاثها نجد فؤاد رجل كفيف بأواخر عقده السادس يجلس على أريكة ممسك مسبحته يسبح عليها كعادته..
صباح الورد على أحلى جدو فؤاد في الدنيا..
أردف بها جابر الذي دلف للتو من الخارج و اقترب منه مال عليه و قبل يده و جبهته بحب مكملا..
أيه اللي مصحيك بدري كده يا حبيبي..
مستنيك من إمبارح يا جابر يا ابني.. كنت فين طول الليل يا حبيب جدك..
جلس جابر على الاريكة جواره و تنهد براحة مغمغما..
وصلت أخيرا لعنوان سلسبيل بنت بنتك يا جدي..
تهللت أسارير فؤاد مردفا بلهفة..
فين يا جابر.. خدني عندها يا ابني.. خدني عندها الله لا يسيك يا جابر..
أهدي يا جدي..انا هجبهالك لحد عندك اطمن..
قالها و هو يجذب رأسه لصدره و ضمھ بحنو مكملا..
انهارده هروح اجابها.. مش هسيبها بعيد عن حضننا تاني أبدا ..
.......................... سبحان الله العظيم ...
أمام منزل عبد الجبار ..
فرقة من أشهر فرق الفنون الشعبية ترقص الخيول على المزمار البلدي أصرت خضرا على أحضارهم و صدح صوت طلقات ڼارية فور وصول سيارته التي توقفت بمكانها الخاص داخل حديقة منزله..
هبطت خضرا التي كانت تجلس بجواره بعدما فشلت
في إقناع سلسبيل بالجلوس بالمقعد المجاور لزوجها و فضلت الجلوس بالخلف ..
طيلة الطريق كانت عينيها تتهرب من نظرة عبدالجبار التي تحاصرها عبر المرآه كانت فرحته بخروجها من المشفى ليس لها مثيلو كأن قلبه عادت له الحياة برجوعها له..
استدارت خضرا مسرعة نحوها و فتحت باب السيارة و مدت يدها لها تساعدها و تساندها و هي تزغرط بلا توقف أمام أعين بخيتة المتآججة..
تقف على باب المنزل تتابع ما يحدث بغيظ و ڠضب عارم و هي تري قوة خضرا تتضاعف بوجود سلسبيل وهي كانت تظن أنها كسرت أنفها بزواج ابنها من امرأه غيرها و ستصبح الكلمة الأولى و الأخيرة لها هي
شيل مراتك يا خوي..
أردفت بها خضرا حين شعرت بتهاوي جسد سلسبيل التي تسير بصعوبة بالغة بسبب ضعفها الشديد..
لم يجعلها عبد الجبار تعيد جملتها مرتين و قطع المسافة بينه و بينهما و حملها على ذراعيه بخفة كأنها لم تزن شيء بل هي بالفعل ضئيلة للغاية و جسدها صغير بين ضخامة جسده العريض..
دلف بها لداخل المنزل محمولة علي يديه محاوطها بحماية كالحصن المنيع أمام أعين بخيتة المنذهلة من أفعال خضرا التي كانت تسير خلفهما تسقف و تزغرط بل وصل بها الأمر أن تتمايل راقصه بذراعيها و هي تلاعب لها حاجبيها..
حمد لله على سلامة مراتك يا ولدي..
نطقت بها بخيتة من بين أسنانها و هي ترمق سلسبيل المستندة برأسها على كتف زوجها بنظرات كالسهام القاټلة..
الله يسلمك يا