الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية دلال من 7-12

انت في الصفحة 3 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

يا ام لسانين
-هعمل مكرونة بشاميل شهومتي بيحبها
-باباكي سافر البلد متعمليش حسابه
-ماشي ياشوشو بس انتي مالك النهاردة وشك دبلان وباين التعب عليكي
-تعرفي انا عايزة ايه من الدنيا دي كلها
-ايه ياحبيبتي 
-اني اشوفك انتي وشهم كل واحد منكم مستقر بحياته ومرتاح
-ان شاء الله هتشوفينا مرتاحين ومبسوطين 
انتي دعيلنا بس ان ربنا يوفقنا ويتمم لينا على خير
-يارب قالتها شيماء وهي مصدومه من ما سمعت هل دلال تكن لابنها نفس المشاعر هل الحب بينهم متبادل يالله
نعم كانت ترى تعلقهم ببعض ولكن كانت تكذب عينيها واحاسيسها لم تكن ترغب بذلك فهي لم تنسى شرط عبدالرحمن الذي أملاه عليها عندما قررت تبنيها
في شركة البحيري بالتحديد قسم الأرشيف
كانت مليكة تائهة بين كل هذه الرفوف مسك جبينها پألم فهي بدأت تشعر بالدوار
نزعت سترتها ورمتها على الكرسي بلا مبالاة و رفعت شعرها بعشوائية لتثبته بقلمها ثم صعدت على الكرسي لتأتي بملف بأعلى الرف
غير واعيها لذلك الذي يقف ينظر لها بتمعن اخذ يقترب منها بخطوات ماكره وهو يلتهمها بعنيه من قدميها الحافية صعودا بساقيها المصقوله شديدة البياض الى تنورتها السوداء ليطلق الصفير بحماس كعادته عندما وقع نظره عليها
صفيره هذا جعلها تشهق وهي تلتفت بسرعه لتجد اكثر شخص تبغضه بحياتها
-انت بتعمل ايه هنا
-شفتك نزلتي الارشيف قولت اكيد محتاجة مساعدة
مليكة بنزعاج -لا شكرا مش محتاجة حاجة ودلوقتي ممكن تتفضل
-ماشي قالها وهو يدفع الكرسي بقدمه بكل خبث ليختل توازن الاخرى لتسقط على الارض ولكن هيهات احتضنها هو من خصرها المنحوت بكل حرارة
صعقټ من مافعلته هذه لتدفعه عنها بكل قوتها
-ايه الي انت عملته ده انت مچنون
سامر وهو يغمز لها -لاء مش مچنون انا معجب
-وقح ما ان قالتها بنفعال حتى رفع منكبيه وقال ببروده المستفز
-عارف ايه الجديد
اشارت له نحو الباب وهي تقول بهدوء على عكس ماكانت عليه
-اطلع برا
-اممممم ولو ماطلعتش هتعملي ايه هاااا انا بقى عايز اعرف هتعملي ايه كان يتحدث وهو يتقدم اليها لتعود هي الى الخلف مرغمه متوترة من شدة جرائته
لتجفل ما ان لصق ظهرها بالحائط لترفع سبابتها بسرعه امام الاخر وهي تقول پخوف خفي وقوة واهية
-عندك اوعى تقرب انت مش عارف انت قصاد مين
رفع حاجه واقترب اكثر وهمس لها وهو يستنشق عطرها -تكوني مين يعني عرفيني بنفسك
ابتلعت ريقها وضاق تنفسها لتقول بجهد
-انا مليكة !
-حتى اسمك مميز اسم على مسمه ما انا قولت بردو ان الحته الى قصادي دي انتيكه مستحيل كل الجمال ده يكون فشوش ختم كلامه وهو يضربها على فخذها بجراءة مما جعلها تشهق پصدمه وهي تفتح عينيها على وسعهمها لتتجمد حرفيا من فعلته هذه
ما ان رأها بهذا الشكل امامه حتى رفع يده ومسح بأبهامه على شفتها السفليه ببطئ ثم سحب اصبعه
-عليا الطلاق بالتلاته قشطه بالعسل ولازم
قبل ان يكمل كلامه عالجته بكف قوي جدا اخذ صداه يرن بالمكان لتقول بحړقة قلب ولكن نبرة صوتها كانت اقرب مايكون للهمس
-الزم حدودك معايا احسلك
تحركت من امامه لتتخطى بكل غرور الا انها تأوهت عندما قبضت على كف يدها مانعا ذهابها لتلتفت له وهي تقول بۏجع لم تستطيع اخفائه
-سيب يدي انت بتوجعني ااااااه
سامر وهو يصك على اسنانه بقوة -اعتذري
مليكة برفض -انت بتحلم بقولك سب يدي
اما الاخر كان ينظر الى بؤبؤ عينيها والډماء تغلي بأوردته من فعلتها التي لم يتجرأ عليه احد سواها اخذ يضغط على كفها الصغير بكل قوته غير أبه بتأوهاتها الموجوعة و لم يتركها حتى سمعها تقول پبكاء
-انا اسفه خلاص سيب يدي
حررها من قبضته ثم تركها وخرج متوجها الى سلم الطوارئ ليصعد الى سطح الشركة والذي ما ان فتح الباب حتى اخذ يتنفس بقوة وكأنه خرج لتوه من سباق للمارثون
اقترب من سور البناية وهو لايعرف ماذا حدث معه كيف فقد السيطرة على اعصابه التي يقسم بأنها ستنفجر من الحړقة التي هو بها الان سحب شعره بقوة للخلف من شدة انفعاله
مرت نصف ساعة وهو على هذا الحال بالهواء الطلق ليقرر اخيرا النزول بعد ما اتخذ قراره بأنه لن يتعرض لها مره اخرى وكأنها غير موجودة
ولكن تبخرت كل قراراته عندما دخل المكان و وجد مكتبها الذي امر بإعادته كما كان خالي منها
لا يوجد سوى متعلقاتها الشخصية ليلتفت الى الموظفين وهو يقول
-الأنسة مليكة فين
-انا شفتها طلعت برا الشركة وشكلها كان بيدي على انها كانت بټعيط
ما ان قالها احد الموظفين حتى اومئ له بنعم ثم ذهب لمكتبه وجلس عليه بجمود واخذ يعمل ويعمل وهو يتجاهل غيابها ويقنع نفسه ان هذا الامر لا يهمه بل كان يمثل عدم الا مبلاة ولكن عقله معها حرفيا
اخيرا انتهى وقت العمل لينهض ويخرج دون ان ينطق بحرف كان مظهره من الخارج هادئ جدا
وبداخله حرب لاتوصف
وبرغم حالته هذه لم ينسى ان يتوقف امام احد المحلات واخذ يشتري لأخته الوحيده كل ما تحب فهو يملك الدنيا عندما يرى ابتسامتها البريئة تزين وجهها
في شقة ال النجار كانت تجلس دلال بحزن على الاريكة وهي تضع يدها على خدها وتتنهد لاتعرف ماذا هناك والدتها طول النهار يسكن الحزن عينيها 
وها هي الان تركتها وذهبت لغرفتها لتنام دون حتى ان تتناول العشاء معهم وشهمها مختفي لم يأتي طول اليوم وكلما اتصلت به لا يرد اخذت تتئفئف بضجر فقد سئمت الانتظار
ولكن سرعات ما لتفتت نحو الباب وهي تنهض بلهفه على امل ان يكون هو وبالفعل كان شهم هو من يفتح الباب وما ان دخل حتى اخذت تلعب بأصابع يديها بتوتر فهي حقا محرجه منه للغاية
لاتعرف ماذا ستفعل او كيف ستتصرف او ماذا ستقول ولكن كل مافعلته
هي انها التزمت بالصمت خرجت من افكارها عندما وجدته ينظر لها قليلا ثم تخطاها ليذهب الى غرفته بعدما قال
-مساء الخير
لحقت به وهي تقول -مساء النور هو انت ماجتش ع الغدا ليه انا عملتلك مكرونه بشاميل الي بتحبها
-كان عندي شغل قالها وهو يفتح ازرار قميصه لتحمر وجنتيها من الموقف لذلك عادت بخطواتها للخلف وهي تقول
-ولا يهمك غير هدومك وانا هسخن الاكل ونتعشا سوا اصلي ماما نامت من بدري
شهم بتهربلا مش عايز انا تعشيت برا
نظرت له بستغراب -تعشيت ! ده انا ما اكلتش حاجة من الصبح مستنياك ناكل مع بعض
صړخ بها بنفعال -ليه بتعملي كده كل مره ليه تجوعي نفسك
دلال بختناق -انت متعصب عليا ليه انا عملت ايه غلط ما انت عارف اني مش باكل من غيرك ايه الجديد طول عمري كده
شهم بتعب نفسي فضيع -دلال
-دلال ! انت زعلان مني عشان الي حصل امبارح صح ما ان قالتها حتى اقترب منها ومسكها من عضدها بقوة واخذ ېعنفها بالكلام
-الي حصل حسك عينك انه يتكرر تاني انتي سامعه
انتي تنسي خالص
نظرت له دلال بعنين مليئة بالدموع وهمست بحيرةبس انت بدلتني
حركها شهم بنفعال بعض الشئ وهو يقول 
-بدلتك ڠصب عني بدلتك عشان انا من ډم ولحم مش حجر
-يعني انت مش بتحبني ما ان قالتها ودموعها اخذت تنزل على وجنتيها حتى سرعان ما احتضن وجهها بضعف فهو لايتحمل دموعها ليقول بحب
-لا طبعا انا بحبك انتي بتقولي

انت في الصفحة 3 من 22 صفحات