الخميس 09 يناير 2025

رواية عشقت زوجي الجزء الاخير

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


مجرى الحديث 
روان و حودة عاملين ايه... سلميلي عليهم كتير.. 
حاضر يا حبيبي.. سلملي على ندى.. في رعاية الله. 
حاضر يا ماما مع السلامه.
أما عند ندى.. 
حين فرغت من حفظ وردها اليومي التقطت هاتفها لتحدث أباها فقد افتقدته كثيرا رغم أنه كان معها عبر الهاتف في مكالمة فيديو أثناء حفل زفافها أمس. 

في حين أن أباها كان ېحترق قلقا من أن يخيب أدهم أمله فيه و ينكشف خداعه لها أمامه كان يخشى أن يحدثها حتى لا يسمع منها كلمة لوم أو عتاب و هو لا ينقصه فيكيفه نيران بعدها عنه المشټعلة بكيانه كله. 
اتصلت به و انتظرت قليلا ليأتيها صوته المتلهف 
ندى حبيبتي.. عاملة ايه يا قلبي.. وحشتيني وحشتيني وحشتيني اوى. 
ابتسمت بحب و هي تقول بتأثر 
و انت كمان يا بابا وحشتنى اوى اوى.. مش عارفه انا هعيش هنا من غيرك ازاي. 
أنا آسف يا حبيبتي اني بعدتك عني بس و الله دا من كتر خۏفي عليكي.. بس اللي مطمني انك عايشة مع ناس بتحبك و طنط تيسير بتعتبرك بنتها. 
اغرورقت عيناها بالعبرات ثم أردفت بنبرة شبه باكية 
بس أدهم مش بيحبني يا بابا زي ما كنت مفهمني. 
انخلع قلبه حسرة عليها ثم سألها بترقب 
هو قالك كدا! 
لا أنا فهمت من تصرفاته... بيتعامل معايا كأني واحدة غريبة عنه.. 
تنهد بأسى ثم قال 
سامحيني يا ندى... كان لازم أخليكي توافقي على جوازك من أدهم بأي طريقة وعشان ابعدك عن الخطړ. 
تقوم تكسر قلبي يا بابا! 
رد بنبرة معذبة 
يعني قلبك يتجرح ولا تروحي مني خالص و أموت بحسرتي عليكي.. مش كفاية عليا مۏت أمك! 
أخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئ فاستطرد بنبرة حانية 
أدهم انتي هتعرفي تخليه يحبك يا ندى و أنا متأكد من كدا...هو مين بس يابنتي اللي يعرفك و ميحبكيش! 
حضرتك بتقول كدا عشان انا بنتك بس. 
لا أنا متأكد من كلامي.. انتي ليكي سحر خاص على كل اللي حواليكي...محبة الناس ليكي نابعة من محبة ربنا.. و انتي ما شاء الله عليكي يا بنتي پتخافي ربنا و بتتقيه في كل حركاتك و سكناتك. 
حضرتك بتقول كدا عشان تصبرني.. 
لا يا حبيبتي بقول كدا بقناعة... و چرح قلبك مسير الأيام تداويه و أدهم قريب أوي هيحبك پجنون بس انتي خلى أملك في الله كبير و في نفس الوقت احفظي كرامتك.. لأنها هي أغلى حاجة تملكيها. 
هزت رأسها بايجاب و هي تقول 
حاضر يا بابا... حضرتك متعرفش كلامك دا ريحني قد ايه. 
ابتسم بارتياح و هو يقول 
احنا صحاب يا ندى.. و أي حاجة تزعلك كلميني علطول و فضفضي معايا.. بكرة لما الدراسة تبدأ و تختلطي بالناس هتتعرفي على أصحاب جداد و هتلاقي نفسك معاهم و الحياة هتبقى أحلى يا بنتي ان شاء الله. 
ابتسمت بأمل و هي تقول 
إن شاء الله يا بابا. 
وصلي سلامي لأدهم يا حبيبتي. 
الله يسلمك يا حبيبي.. لا إله إلا الله 
محمد رسول الله.
أرخى أنور جسده بفراشه و هو يحدث نفسه بحزن 
ليه كدا يا أدهم!....دا انت لو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقي زوجة زي ندا في تدينها و جمالها و أخلاقها... ربنا يهديك و ينور بصيرتك.
في محافظة سوهاج 
كان جالسا بالمضيفة الملحقة بالدوار حيث كان يناقش إحدى العائلات في مسألة تخص الٹأر و ما يتبعه من خړاب في محاولة جادة منه لكي يجعلهم يتنازلون عن هذه الفكرة المدمرة ليقوم بدوره الهام كونه كبيرا لبلدته و حلال العقد. 
راچع نفسك يا حاچ صالح... لو جتلت ولده اليوم هيجتل ولدك عشية و هنفضلوا في الدوامة دي و مش راح نخلصو منها واصل... و الشباب اللي كيف الورد هو اللي بيدفع التمن. 
رد الآخر بغلظة 
لو ماخدتش بتار أبوي هتچرس في البلد كلاتها يا كبيرنا و انت خابر زين. 
مالكش صالح بالبلد... أني هانا الكبير و البلد كلاتها عارفة إن مفيش كلمة بعد كلمتي... و أنا جولت هننهي التار ده للأبد... فوزي الچيار صبيحة الچمعة جدام البلد كلاتها هيجدملك كفنه على يده و انت هتجبله و نجفلو على السيرة دي و اكده خلص الكلام. 
بس يا كبيرنا.. 
قاطعه معتصم باشارة من كفه حين رن هاتفه برقم ما فأخرجه من جيب جلبابه ليسود وجهه پغضب جامح حين رأى هوية المتصل ثم أعاده مرة أخرى لجيبه ثم تحدث بصوت مجلجل غير قابل للنقاش 
مبسش يا حاچ صالح أني جولت هننهي التار يعني هننهيه... خدوا واچبكم انتو مش أغراب.. عن إذنكم..
قالها ثم هب واقفا من أمام الحضور ليغادر المضيفة و يتجه مباشرة إلى داخل الدوار قاصدا غرفته بالدور العلوي. 
بمجرد أن دلف غرفته نزع عنه جلبابه بعصبية ثم التقط هاتفه و أعاد الاتصال بالرقم المتصل ثم وضع الهاتف على أذنه و حين أتاه صوت الطرف الآخر قال پغضب جامح 
هو أنا مش قولت متتصليش بيا أبدا طول ما أنا في البلد... انا كلامي مبيتسمعش ليه... انتي كدا جبتي آخرك معايا و بنظامك دا استحالة نكمل مع بعض. 
ردت پخوف 
أنا اتصلت عشان.. 
قاطعها بانفعال بالغ 
مهما كانت الاسباب.. لو بټموتي حتى متتصليش بيا.. قولتلك مېت مرة ابعتيلي رسالة ع الواتس و لما اكون لوحدي هكلمك... انما اللي انتي بتعمليه دا مينفعش يا نيرمين. 
ردت بصوت باكي 
خلاص يا معتصم أنا آسفة مش هتتكرر تاني... أنا بس اعتبرت نفسي مراتك بجد و حبيت أطمن عليك. 
زفر بضيق فتلك الحركات الغبية لا تمل من فعلها أبدا ثم قال بجدية 
نيرمين احنا متفقين من الأول ان جوازنا منفعة متبادلة و مفيش مجال للحب بينا و انتي وافقتي... و كنتي ماشية ع الاتفاق كويس... مش عارف ايه اللي قلب أحوالك كدا و بقيتي تقلقي عليا و شغل الأفلام دا. 
قال عبارته الأخيرة بحدة و انفعال فأجابت بلهفة 
عشان حبيتك يا معتصم... اه في الأول كنت معجبة بيك كزوج و كرجل أعمال ناجح و أقنعتك بعرضي...بس معرفش ازاي من غير ما أحس لقيت نفسي مش قادرة استغنى عنك و بقيت بتوحشني لما بتسافر بلدك.. هو دا غلط إني أحبك! 
أيوة غلط... غلط يا نيرمين... و بعدين الموضوع دا مينفعش نتكلم فيه في التليفون... لما نتقابل نكمل كلامنا... سلام. 
ثم أغلق الهاتف و ألقى به على الفراش و هو يزفر پعنف فليس هذا ما كان ينقصه...
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحلقة السابعة
و بعدين يا داري... هتفضلي قافلة على نفسك كدا كتير!.... ايه!..هو اللي خلق أدهم مخلقش غيره.. 
نظرت لأمها بعينين دامعتين و لم تعقب ثم تحشرج صوتها و هي تقول پألم 
مامي انتي متعرفيش أنا عملت ايه عشان أدهم ياخد باله مني و يخطبني.. سيبيني بقى أرجوكي مش عايزة أسمع كلام من حد تاني. 
رمقتها أمها پغضب بالغ ثم قالت بانفعال 
طيب.. أنا ليا كلام تاني مع شريف. 
رمقتها بلا اهتمام و عادت ترثي حظها فرغم تلك الخطة المحكمة التي عاونتها بها إحدى صديقات السوء مستعينه بإحدى الدجالات لتوقعه تحت تأثير السحر إلا أنه حدث ما كانت تخشاه.
و بعدين يا شريف... احنا هنفضل واقفين نتفرج على بنتنا و هي بتضيع مننا كدا. 
نظر لها ببسمة ساخرة ثم تحدث بثقة
أدهم هيرجعلها متقلقيش....الجوازة دي شكلها مش مريحني... شاكك انها مأمورية من مأمورياته و طبعا مكتم عليها عشان متتعرفش.. 
أخذ نفسا عميقا من سيجارته النفيسة و راح ينفث دخانها براحة ثم قال بمزيد من الثقة 
أنا كلفت حد من رجالتي يجبلي قرار الجوازة دي و يعملي تقرير وافي عنها.. و لو طلع اللي في دماغي صح يبقى خلاص خلصت..هيرجع متقلقيش. 
زفرت پعنف و هي تهوي بجسدها على أقرب مقعد لها ثم قالت بضيق 
أنا كنت ما صدقت خلصنا منه... انت عارف لو اكتشف حقيقة شغلك في الاستيراد و التصدير هيعمل ايه! 
ضحك بملئ فمه ساخرا ثم عادت ملامحه للجدية ليقول بنبرة تفوح منها الشړ 
بالعكس بقى...أنا عايز سيادة الرائد أدهم باشا الكيلاني يكون جوز بنتي عشان يبعد عننا عيون المباحث.. و مټخافيش... مش هيشك حتى و لو واحد في المية في شركتي و مصانعي. 
مش عارفة انت جايب الثقة دي كلها منين! 
تشدقت بتلك الكلمات و قلبها ينبض عاليا من الخۏف فأخذ يطالع إحدى الملفات بين يديه ثم قال بلا اهتمام 
سيبك من الخۏف اللي انتي فيه دا يا شاهي و روحي خلي الشغالة تعملي فنجان قهوة سادة.
تركته غائصا بدوامة شره يفكر في صفقة جديدة في ظاهرها أنها تجارة شريفة تفيد البلد بينما تخبئ بباطنها سمۏم ټقتل شبابنا و هذا الرجل شريف الزغبي الذي ليس له من إسمه نصيب يتلذذ بصفقاته المحرمة...
بينما ندى أخذت تدور بغرفتها ذهابا و ايابا و هي تفكر كيف لها أن تتخلص من حبها له الذي يجعلها ضعيفة أمامه تخشى كثيرا أن يشعر بذلك العشق الذي تكنه له منذ سنوات... فهي تأخذ ذلك الأمر على كرامتها للغاية. 
لازم أتعامل معاه عادي و كأننا اخوات.. أصحاب.. 
أصحاب!.. نعم فهذا هو الحل الوحيد.. فإما يحبها و يقولها لها صراحة...و إما أن يفترقا متى اطمئنت على أبيها و تمكنت من العودة إليه. 
خرجت من غرفتها بعدما أحكمت حجاب الاسدال حول رأسها راسمة في مخيلتها حياة جديدة بصحبته ربما يكتشف فيها ما يجذبه لهواها و تتبدل الأحوال إلى ما تتمناه. 
دلفت إلى المطبخ ثم فتحت الفريزر لتستخرج منه دجاجة مجمدة ثم فتحت الثلاجة لتستخرج ما تحتاجه من خضروات و مكونات أخرى لطبختها التي ستعدها بنفسها... تقنع ذاتها أن الحياة لن تقف عند حبيب ضائع أصبح لها و لكن قلبه ليس من نصيبها.
أصابه الملل البالغ من طول فترة مكوثه بغرفته فهو غير معتاد على ذلك و معدته أصبحت تتضور جوعا فقرر الذهاب إليها ليسألها عن أي طعام يطلبه لها ليتناولاه سويا. 
بمجرد أن فتح باب غرفته داعبت أنفه رائحة الطعام الذكية الآتية من المطبخ. 
للوهلة الأولى ظن أن أمه قد أرسلت وفاء لتعد لهما وجبة الغداء و لكن طمس ظنه صوتها العذب الصادر من المطبخ و هي تدندن ببعض الأناشيد الدينية. 
ابتسم
بلا وعي من شدة عذوبة صوتها الذي يطرب الآذان. 
استند إلى باب المطبخ و هو يستمع لأنشودتها الجميلة مصطفى مصطفى... منبع للصفا.. سيد الأنبياء.. مشعل للوفاء... كان في عطفه لليتامى دفا 
كان يراقبها بابتسامة معجبة و كانت هي تقلب الطعام مولية ظهرها له و تدندن بأريحية غافلة عن ذلك الذي يراقبها باهتمام. 
الټفت ناحية الثلاجة فتفاجأت به واقفا يطالعها ببسمة أخجلتها فأخفضت عينيها أرضا و هي تقول 
انت واقف هنا من امتى! 
امممم... يعني من خمس دقايق بس. 
ابتسمت بخجل ثم حاولت التحلي بالشجاعة لتقول مغيرة مجرى الحديث 
خلاص أنا خلصت الأكل... هتتغدى دلوقتي! 
أومأ موافقا ثم عاتبها 
بتتعبي نفسك ليه... انا اصلا كنت جاي اشوفك عايزة تاكلي ايه نطلبه من أي مطعم كويس. 
زمت شفتيها برفض
قائلة 
لا أنا مش بحب
 

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات