روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله
عملها وعليها ألا تشتكي أو تتذمر ..
رمقت رامز النائم على الأريكة بنظرات ڼارية ثم هدرت فيه بصوت غاضب
قوم يا رامز اصحى كده وكلمني
تثاءب بصوت مرتفع ونظر لها بنصف عين ثم رد عليها بصوت متحشرج
يادي القرف ! هو انتي جيتي
صاحت فيه بصوت منفعل وقد تحول وجهها لكتلة من اللهب
قرف ! أما أنا قرف اتجوزتني ليه ضحكت عليا واستغفلتني وجبتني في الهم ده ليه
كنت عاوز فلوس ومكونتش هاعرف أخدها من أبويا غير لما أتجوز
صړخت فيه پجنون وهي تلوح بذراعها في الهواء
إنت أوطى حد عرفته
رد عليها بجمود
الحال من بعضه إنتي نفسك ريلتي عليا أول ما شوفتيني مصدقتي أني طلبتك للجواز وطمعتي فيا اشربي بقى
ثم قهقه عاليا ليثير حنقها أكثر وبالفعل نجح في هذا فأصابها حالة من الإنفعال الشديد وهدرت صاړخة
تثاءب بتثاقل وتمتم بصوت ناعس غير مكترث بها
العني براحتك وسيبني أنام !
بصقت عليه وصرت على أسنانها لتقول بشراسة
ربنا ياخدك يا شيخ
رد عليها بنبرة باردة متهكمة
هياخدني وانتي معايا ! ماتتعشميش كتير
........................................
قضت إيثار معظم نهار عملها وهي ترعى الصغيرة ريفان بإهتمام كبير ..
شاركتها اللعب وعلمتها مهارات الحياة الأساسية بمودة وأطعمتها غذائها بحب .. وجلست تسرد لها القصص الطرفية وهي تمشط شعرها بنعومة ..
راقبتها راوية من على بعد بناءا على تعليمات مالك فرأت فيها الأم الحنون ..
أكيد انتي عطشانة يا مدام إيثار أنا عملتلك آآ..
قاطعتها إيثار قائلة بصوت رقيق
قوليلي إيثار على طول مافيش داعي لمدام
ردت عليها راوية بحرج
ودي تيجي بردك
ابتسمت لها إيثار قائلة بود
معلش عشان خاطري !
هزت راوية رأسها ممتثلة لطلبها وهي تقول
ثم بدأت في ترتيب الكؤوس في الصينية لتصب المشروب ..
نظرت لها إيثار بحذر وتردد في سؤالها عن أمر ما فهي منذ تواجدها بالفيلا لم تلتق بزوجة مالك ..
اعتقدت هي في وجود خلاف ما بينهما أو ربما هي لم تعد بعد من الخارج أو مريضة .. دار في رأسها عشرات الأسئلة عنها .. وفي النهاية عقدت العزم على سؤال راوية عنها لذا ابتسمت بهدوء وهي تسألها بتردد قليل
ردت عليها راوية بمرح
اه اتفضلي
تساءلت إيثار بحذر وهي ترمش بعينيها
فين مامت ريفان أنا مش شوفتها خالص هنا ! هي آآ.. مسافرة
عبس وجه راوية قليلا وتمتمت بحزن
مدام لانا
ارتسم على تعابير وجه إيثار علامات الضيق بعد معرفتها لإسم زوجة مالك وهمست بنبرة شبه منزعجة
هي اسمها لانا
تنهدت راوية بعمق وهي تجيبها
اه الله يرحمها كانت انسانة رقيقة وجميلة
شهقت إيثار مصډومة ووضعت يدها على فمها وهي تهتف بذهول
هي .. هي ماټت !!!!!
هزت راوية رأسها في حزن وهي توضح قائلة
أيوه أصل آآ...
قضمت عبارتها بسبب رنين هاتفها فأشارت بيدها لها وهي تقول بجدية
لحظة هاشوف التليفون
ردت عليها إيثار بتفهم
اتفضلي
وضعت راوية الهاتف على أذنها بعد أن ضغطت على زر الإيجاب وأدرفت قائلة بهدوء
ايوه يا مالك باشا اطمن كل حاجة بخير
صمتت للحظة قبل أن تتابع
حضرتك جاي كمان شوية
أومأت برأسها بإيماءة خفيفة وهي تكمل
تمام الأكل هايكون جاهز
أنهت معه المكالمة ثم أشارت بكلتا يديها وهي تقول بإضطراب
عن اذنك يا مدام ..آآ.. قصدي يا إيثار هاروح أجهز الأكل قبل ما الباشا يرجع
ابتسمت لها إيثار بود وهي تردد
خدي راحتك
عاودت إيثار التحديق في الفراغ بشرود بعد تلك المعلومات المقتضبة عن حياة مالك طوال الفترة الماضية ..
......................................
لاحقا نامت الصغيرة ريفان بعد يوم حافل فحملتها إيثار برفق لتضعها في فراشها ..
ظلت واقفة أمامها تطالعها بنظرات اشفاق ... فهي طفلة يتيمة حرمت من حنان الأم وحضنها في هذا السن المبكر ..
ورغم الآلم الذي شعرت به تجاهها إلا أنه لا يقارن بإحساسها تجاه مالك ..
أشفقت عليه هو الأخر ففقدان عزيز يؤثر بنا بأي حال فماذا عمن شاطرنا جزءا من حياتنا
لم تشعر بوجود مالك معها في الغرفة فقد عاد من عمله ليطمئن على صغيرته ..
فجذبه رؤيته لإيثار تداعب طفلته النائمة بحنو وراقبها في صمت ..
تنهد بعمق ليقاوم إحساسه نحوها أراد أن يظل حانقا عليها كارها لها لكن مشاعرة مضطربة مذبذبة نحوها ...
تنحنح بخشونة وهو يلج للداخل بخطوات بطيئة وثابتة فانتبهت هي لوجوده واعتدلت في وقفتها ..
لم ينظر نحوها وسلط أنظاره على صغيرته وأردف متساءلا بصوت خفيض
أخبارها ايه
ردت عليه بصوت رقيق رغم خفوته
بخير الحمدلله
دس يده في جيبه ليخرج حفنة من الأموال ثم مد كفه بها نحوه وتابع قائلا ببرود
خدي
نظرت لما في يده بإستغراب ثم رفعت رأسها لتنظر