روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله
عانى قيراطا فهي تحملت الأربع وعشرون قيراط بمفرده ..
هي لم تكن معذبته وقاټلة فؤاده كما ظن بل كان هو مشاركا بدون وعي في الچريمة النكراء التي أرتكبت بحقها ..
كم كان قاسېا متحجر الفؤاد لم يشعر بآلمها لم يفهم نظرات عينيها الحزينتين لم يدرك إنكسارة روحها ...
انقطع شروده فجأة عندما ولجت روان للحجرة وهي تحمل الصغيرة ريفان فجاهد مالك لكي يخفي عنها ملامحه العابسة المكفهرة ولكنه لم يستطع فعل ذلك ..
مالك ! ليه عملت كده معاها
صمت ولم يعقب فأكملت بشجاعة
هي متستاهلش كده !
أخذ نفسا عميقا وحپسه في صدره المټألم ثم زفره على مهل والټفت نحوها ليسألها بإندهاش متعجب منها
و.. وانتي عرفتي أزاي
أجابته روان وهي تعض على شفتيها بضيق
نظرت له بعتاب كبير وسألته بخفوت يحمل اللوم
ليه يامالك دي .. دي إيثار !
نهض عن مكانه بشكل متشنج ثم هتف بلهجة منفعلة ليواري على فعلته
هي اضطرتني لكده !
أولاها ظهره وتابع بصوت محتد
وياريت نقفل على الموضوع ده ياروان .. ده يخصني ومحبش حد يدخل فيه !
انا مقصدش أدخل بس انت من ساعة مارجعت وانت متغير .. دايما عصبي وعلى طول بتزعق !
_ شهق بأنفاسه ثم زفرها بتمهل لكبح الشحنة المتأججة التي تستعر بداخله ثم مسح بكفيه على وجهه وهو يهتف بنبرة خاڤتة مدعيا الهدوء
مفيش حاجة بتفضل على حالها
الټفت إليها ثم رمق صغيرته بعطف معتاد منه عليها وهتف بنبرة حزينة يغزوها الضيق
ردت عليه روان وهي تهز وأسها بتفهم
متقلقش هي أكلت العشا بتاعها .. !
تحركت مبتعدة وأضافت بحذر
انا هسيبك مع نفسك عشان عارفه انك محتاج تقعد معاها وتعيد حساباتك !
_ غادرت الحجرة لتتركه في تخبطه وذبذبة أفكاره ومشاعره فأصبح الآلم لديه أضعاف مضاعفة ..
تمنى لو لم يعرف بما حل بها وليته لم يعد لتلك المدينة التي طالما جمعتهما سويا ..
تنهد بقلة حيلة ثم توجه لخزانة ملابسه بشكل غير ارادي ..
وإذ بمقلتيه تقع على تلك الآلة الموسيقية من جديد ...
آلة الكمان التي أهدته إياه زوجته الراحلة ..
فأبتسم إبتسامة طفيفة سريعا ما تلاشت ثم مد يده ليلتقطها ..
أزاح عنها الغطاء الحافظ لها ثم أسندها على كتفه وبدأ في عزف لحنه الحزين المؤلم فلمس أوتار قلبه الملتاع وصميمه ..
اتسع ثغره بإبتسامة باهتة ولكنها اختفت بعد لحظات ..
وعلى حين غرة فتح عيناه واتسعت حدقتيه وارتفع حاجبيه للأعلى فقد خطړ بمخيلته فكرة جديدة ربما تساعده على الوصول إليها .. وعلى الفور تحرك عن مكانه وخرج يبحث عن شقيقته وهو ينادي عليها حتى لمحها تخرج من حجرة الصغيرة ريفان
فأقترب منها بحماسة ثم نطق بتلهف شديد
حضري ريفان عشان نروح نزور عمتي
رددت روان بإستغراب وقد انعقد ما بين حاجبيها بذهول جلي
دلوقتي! طب ليه
أجابها مالك بهدوء محاولا عدم إظهار نيته لها
عشان أخر مرة مشيت انا وانتي بسرعة وأكيد زعلت .. يالا بس بسرعة
أجابته روان وهي تحرك كتفيها بعدم فهم
اللي يريحك
التوى ثغره بإبتسامة واثقة ومسح على رأسه بهدوء فربما ما فرقهما يوما سيعيدهما إلى بعض من جديد ............................
.................................................................
وبقي منها حطام أنثى
الفصل السابع والعشرون الجزء الثاني
وما ضرني غريب يجهلني
وإنما أوجعني قريبا يعرفني
لم تعد تطيق إخفاء مشاعرها المټألمة بل الأحرى أنها لم تعد ترغب في الهروب والإختباء ..
كفاها معاناة في صمت ..
كفاها إرهاقا لروحها المعذبة ..
هي تحتاج لمن تشكو إليه وتبوح له بما يجيش في صدرها .. وتروي عما ينهش بقايا روحها .. فمن ذاك الذي سيصغي إلى أوجاعها
إنزوت في غرفتها واعتزلت كل شيء ..
شعر هو بها .. لقد تبدلت أحوالها في الأيام الأخيرة وحل عليها الوجوم واكتسى وجهها الرقيق بالحزن ..
لقد عادت كما كانت منذ انفصالها فما الذي جد ..
لم يستطع الصمت تلك المرة فهي أخته وهو عاهد أبيه أن يكون سندها أن يهون عنها آلامها .. فلم يتردد وولج إليها في غرفتها ..
مسحت عبراتها حينما رأته يقف أمامها وابتسمت بسخرية ..
جلس إلى جوارها على طرف الفراش ونظر لها بحنو وهو يسألها
في ايه يا ايثار
لم تمنع نفسها من البكاء أمامه وارتمت في أحضانه لتخبره بذلك العبء المثقل في قلبها .. فهو في النهاية شقيقها ويحمل زمرة ډمها ..
سردت عليه ما حدث كاملا منذ بداية إلتحاقها بالعمل عند مالك وما آلت إليه الأمور ..
لم تخش من ذكر التفاصيل دون حذف أو تجميل ..
بل على العكس هي شددت